نشرة الأخبار المكرورة و دخان سجائري عبقا المكان بالملل
( نعوشٌ تتحرك ، آلاف تهتف ،أصابع مرفوعة بإشارات النصر ؛ لاستشهاد سبعة فلسطينيين )
منذ أعوم طويلة … في ساحة الحرب عام 48 دفنته هناك ، ودفنت معه إصبعين ونصف ساق .
(صور لزعماء يستنكرون … وبيانات )
كنا معا خلف المدفع الجديد ، وضعت الدانة و أمسك بحبل المدفع ننتظر الأمر .
اضرب … وانفجر المدفع . أفقت وكان هو ملقيً بجانبي , ودمه يروي التبَّة الرملية . انتفض جسده وأخرج من صدره رسالة . بصق بصقة من دمٍ وقال : لازم توصلها… لازم . ثم انتفض وتعلقت عيناه بالأفق وسكن .
( مازلت أتابع الأخبار , تتحسس أصابعي الباقية في كفي بقايا ساقي المبتورة )
أراه واقفا أمامي ومازالت دماه تسيل من جرحه النافذ . يحمل في يمناه إصبعَيَّ و نصفَ ساقي ، قال : أعطني الرسالة
طواها ، وأخذني ، و انطلقنا .