حريق فى المياه\أحمد علام

حريقٌ فى المياه

أنا لن أكون مجردًا من ذاتــى
هذا مصيرى وهذا نهج حيــاتى

حرٌ ومجنونٌ بكل تعــــقلٍ
فالعقلُ والهذيان كالأخـــواتِ

عندي حضارتى التى شيدتـها
بتحرري ومجازي فى أبـياتـى

لا أرض لى لا بيت لىّ فإننـى
مطرود أبغى ثامن القــاراتِ

إن ترفضونى فلن أبالى برفضكم
فلكم ُرفضت ومُزقت راياتــى

ولكم نشرت مبادئى ومزاعـمى
ونثرت نوري بعالم الظلمـــاتِ

فتزمروا منى وقالوا لى: ابتعـد
الضوء يفضح عورة الحلمــاتِ

فأجبتهم الضوء ليس بفاضــح
إن الفضيحة ظلمة الحانـــاتِ

أشعاري قنبلةٌ بعصر المشرفىّ
بعثٌ بعصر الموت والأمــواتِ

أفكاري ساحرةٌ أنيق زيـــها
أنثى وهل أشهى من الحُــلوات؟

أنا ألف محترمٍ نساء مدينتى
هنَّ الوقودُ لعربة اللهجــــاتِ

يكفى بأن حبيبتى من ضمنهـنْ
لعيونها أدمنتُ حبر دواتـــى

هى جزء من فكري الأنيق ولهجتى
جزء من الأسرار من مأساتــى

فلكم سرقتُ قصائدي من وجهها
ولها كتبتُ عجائب الكلـــماتِ

وتلونت جملى بلون ثيابـــها
من دونها ما شعري ما ورقـاتى؟

فالحب وهمٌ غير أنا لم نـــعدْ
نحيا بغير الشوق واللوعـــاتِ

تفــــــاحهٌٌ مسمومهٌ لكننا
نهوي الردي ولو كان ذا نكهاتِ

وأنا أحبك قلتها وأقولهــــا
ولقد أقولها فى زمــــانٍ آتِ

أمضى إليك واثقًا متيقنــــًا
أنى سأُصلب دونما دمعـــاتِ

أدرى بأن قصيدتى لن تكتـمل
إلا بخاتمةٍ من الحســــراتِ

أنى سأمضى فى شتاءٍ ممـطرٍ
لافيه من شــجرٍ ولا ورداتِ

لكننى أمضى وهل لى غـير ذا
إن المضىَّ تحبــهُ ساحاتــى

أمضى ولاأحدٌ يبارك خطوتـى
إلا أنا وقبائـلُ الأزمــــاتِ

أمضى وقلمى فى يدى ودفاترى
ففى دواتى ولادتى ومماتـــى

ولقد أموت مشردًا متمـــردًا
والناس تخطى على رفاتِ رفاتى

مهزومُ؟! من قال بأنىّ أُهــزم
مازال عندى أعنف الغــاراتِ

مازال كانونى عشيقَ رعـوده
مازال وقتى يرفض الساعــاتِ

مازال عندى أحرفٌ عشبيـــةٌ
كعيون فاتنتى بلامرســـــاةِ

ماكان شعرى مطلقًا لخلــيفةٍ
مدحًا ولا كان إلى الحـــاراتِ

شعرى لطائفةٍ تجيد جنونـها
لاترضى بالأعراف والعــاداتِ

شعرى لطائفةٍ تريد دمــارها
؛فالشعر مثل الموت ذو سكـراتِ

سأقول مادمت ودامت ثـورتى
وعلى التخلف دائمًا ثوراتــى

سأقول لست بخائفٍ أنا لم أخف
يومًا وتشهد دائمًا غزواتــــى

سأقول فى ثقةٍ أقول مــكررًا:
أنا لن أكون مجردًا من ذاتــى.