أُمِّــية
دار كأسد حبيس بين الثلاث نوافذ الصغيرة المشقوقة في برج حراسته ، يمر الوقت ببطء شديد ، لا يهون عليه الوقت سوي خروج جموع طلاب المدرسة المقابلة تترى ..
نزل علي سلمه المعلق ، حيا الطلبة المارين ، سألهم إشعال سيجارته ، أبرزوا جميعاً نيرانهم ..
- أريد أن أكتب خطاباً لمحبوبتي .....هي في المدرسة الثانوية مثلكم .
سألهم بخجل، نظروا إليه وهم يكتمون ضحكاتهم ، أخرج أحدهم ورقة بيضاء وسطر ( حبيتي الغالية ،أرسل قبلاتي وأشواقي .............................) نظر مليا في المكتوب
- كتابته زي نبش الفروج !!
تعجب وقالها لنفسه بعد أن شكرهم وانصرفوا .
.............................
استأذن طالب أخر توسم فيه العلم ، لهندامه الأنيق ، ونظارته السميكة ، كتب بعض الكلمات ، وشطب نصف ما كتب ، لقنه بعض ما يعرف ، شكره ليرفع عنه الحرج .
.......................
رأى مجموعة أخري ، كلم أكبرهم سنا ، لعل كتابته ترضي ذوقه
- فرجني علي البندقة الأول ؟
قالها الطالب بلؤم ، ففك أجزاء البندقية وركبها أمامه ، وجنبها خوفا من شطارة الشيطان ومكره.
- أديني سيجارة .
نظر بغيظ للطالب الانتهازي ، وأعطاه سيجارة ، فأخرج ورقة وقلم وكتب بذيئاً فجاً ، وزيل الخطاب برقم هاتفه .
كظم غيظه ودس الخطاب في سترته العسكرية ثم صعد الى البرج يفكر في فيها.
...............
جمع عشرين خطاباً بأقلام الطلبة لم يستسغ منهم واحداً ، إلى أن رأي موظفة رقيقة في البنك الذي يحرسه ، كلمها ، طلبت منه اسم فتاته ووعدته بخطاب حار ..... فجاء لا يختلف عن خطابات الطلبة سوي في رسم بعض القلوب .
.........................
في أول يوم في إجازته ، هرع إليها ، أعطاها كل خطاباته ، تكلما كثيرا ، تركها وقد بدت عليه مظاهر النشوة والسرور..... فقد غير عنوان أطروحته لنيل الماجستير إلى ( أمية المتعلمين ) .