من أين أبدأ ..؟!
شعر : محمد الزينو السلوم
مهداة للدكتورة وفاء الأيوبي وألف مبروك.!
------------
(1)
صورٌ مخيفة ..!
ماذا ؟ وأسأل كلما طلَع الصباح :
ما هذه الصور المخيفة في دمي ..؟!
ألوانها توحي بليلٍ قد يطولْ
" لا رفّةٌ تُنبي بعودة طائرٍ " .. لا فرحةٌ عند الغديرْ
فإذا غفوْتُ ، تُخيفني صورٌ تُبدّدها صورْ
" وإذا صحوْتُ ، تهاطلَتْ عينايَ دمعاً كالمطرْ "
(2)
رصيف الانتظار ..!
تعرّيتُ من لوْن ظلّي
سألتُ : لماذا تنوح الوجوهُ ..؟
ومن أطفأ النار فينا ..؟!
سقطْتُ قتيلاً ، بجرف اغترابْ
أعود لأسأل : يبقى الحضور بظلّ الغيابِ ..
ويبقى السؤال بدون جوابْ ..
(3)
طعمُ السياط..!
هلِ الأرضُ تغفرُ ، كيف سكتْنا ، وكيف وأدْنا القرارْ ..؟
وهلْ ما أقولُ حكايا ؟ من الوهم جاءتْ ..؟
ومِن بَعدِها ، كيف جاء الدّمارْ ..؟!
هلِ الحُلمُ يكفي لزرع القلوبِ انتصاراً ..؟!!
" فكيف سأمحو من النبض تلك الجراحْ ..؟!
أكادُ أُحسُّ بأنّ الغيومَ تسيل مع الموجِ نحوَ الصخورْ
وفوْق العِظامِ التي نخرتْها الرماحُ ،
يخطُّ الزمانُ أخاديدَ جرحٍ ..
" فأُدْمِنُ طعْمَ السياطْ " ..
(4)
الفجرُ الجديد ..!
" وكلّ صباحٍ وأنتَ ابتداءً لفجرٍ جديدْ .. "
وليس سواكَ على مجْمرِ الروحِ ، يأخُذُ شكْلَ الرغيفْ
أجيءُ إليكَ فراشاتِ شوقٍ .. خيوطَ أملْ ..
ويرتدُّ قلبي إليَّ : تطيرُ كبرقٍ سرى في دمي لحظةَ الإنفجارْ
تغيبُ الليالي سريعاً ، وتسطع شمس النهارْ ..
(5)
شمس الصباح ..!
فمن أين أبداْْ ..؟!!وكيف سأختمُ هذا القصيدَ ..؟!
وبغداد ليستْ نهاية ما يطمعونْ
هو الصمت ، ندفن فيه السؤالْ
هو الجوع ، يزرع فينا المُحالْ
تعالوا: نُرمّمُ بعض الخراب ِ ..
وفي النبض نُشهِرُ سيف الفخارِ ..
" لعلَّ الصباحَ الذي انتظرتْهُ العيونُ طويلاً ، يجيءْ .