محاولة تعقيم !

محاولة تعقيم

جلس وسط الحافلة في زحام شديد ، أصوات شيطانية تنبعث من الموتور وتهدد الركاب بضياع الزمن ( إن لم تكن الأرواح ) – الصمت هو شعاره منذ وقت غير قصير ، يرفعه راية تخفق في جمع النشاز – بمرور الوقت زاد التصاقه بأذنيه ! حاول معرفتهما اكثر .. وجدهما يزدادان سمكا والشحمة تتدهن وتترهل حتى ليظن الرائي أن الأحداث تجذبه منهما باستمرار .. بل راح يدقق النظر في صفحتهما العليا .. ففوجئ باستعراض وطول غير طبيعيين .. بالفعل ليسا كأذن حمار .. ( ربما بغل ) ولكنه تخيل حجم الصراخ والجدال والضجيج والكلام الذي يصبوا فيهما .. يعانى هو من الشعور بالغربة .. حسن إن أذناه ليستا ملكه .. ملصقين به .. وتمنى أن يخلعها عند النوم مثل الحذاء كثيرا ما حاول ترويض فكرة بترهم وحفظهما في صندوق زجاجي مع المقتنيات .. و لكن ثقب السمع والإنصات مستمر في العب والانتشاء ! حاول الترويح عن نفسه بالابتعاد عن الصخب وتقنين الجدال والانفتاحح على الجميل – استغرقته المحاولة نفسها بمزيد من الإحباط ليقنع الأخريين بها .و أصبحت دقة الوتر .. تلسع أعصابه والنبرة الحادة تكوى الأوصال أما الصمت .. فبركات ثلج .. قد يطيح بالجميع ..
مرهق .. وهمسات الحب تنعشه .. تبلل سخونة الضغط ، باحتمالات التفاهم والرضاء .. سحقا للوشايات ورقصات الموت الأبيض على السندان ! من طول السمع والإنصات .. تقولبت نفسيته لتكون سندان .. مثل أذنه تماما والصوت هو المطرقة .. نظرات الناس مطرقة ، حديثهم ، سخفهم وشايتهم .. المحاولات المزيفة .. كلها مطارق تدوي في سندانه ، تلدغه تؤكد طرقها .. وتركز سندانيته .
.. لا يفل الحديد..إلا الحديد .. وهو ليس بحديد أو فولاذ أو حتى صفيح ولكنه كتلة .. دم ولحم ومعادن .. ومشاعر .. و .. سندان !
لا يعرف من أوحى له بهذا الدور في الحياة .. هل ذاته .. طبيعته ؟ أم كمية الصبات المعنوية واللفظية التي تتلقها أذنه ؟
لا يعرف على وجه التحديد .. ولكنه يعرف أن هناك مشكلة .. خلع الحذاء يريح القدم ، الملابس تبسط الأمور .. ولكن كيف يوقف البشر ؟ في الإنصات رحمه .. نقمة ! في السمع هداية .. وشاية .. في الإصغاء فهم .. تخبط!؟
وقف الأذن ، بتر السمع ، منع الإصغاء .. لا يهم فمساحات الوقت ستتسع لأميال شاسعة من هدوء التفكير والاستمرار .. ستوجد دائما فرص لطرق الباب أولا بدلا من السندان .
سيعود عصر الكتاب والورقة والقلم والموسيقى الداخلية يسمعها في اطمئنان .. سيوقف التلفاز عند حده ويجند إمكانياته المرحة في أعماله الضائعة ..

سيفقد السمع نهائيا .. لن يسمع الأذان أو همسات الحب أو دق المطارق ورحمة الأعطاف .. يا للقسوة .. وطول الانتظار .. لماذا لم يخلق مطرقة يحطم الاذن بدلا من تحطيمه شخصيا ..
لابد من محاولة ناجحة للتوسط في الأمور ؟ بعيدا عن وضع السماعات أو تجاهل الأصوات . ومتاعب الإسقاط ! فمن المستحيل الاستمرار بلا سمع نهائيا . وأيضا أن يظل سندان نهائيا . !
إحساس مدبب بالوخز في حوافره ، شحمتا أذنه ؟، يدفعاه للتفكير في المحاولة ..
صراخ و لدد من حوله ، دفعه للتفكير ، صوت البائع يعلى الأسعار ساقه للمزيد .. شكوك ومخاوف ووشايات تصيبه بالتذبذب .. تمحوه من الثبات .ليأتي التماسك فيلحمه بقطرة إيمان .
هروب هو .. إن لم يكن فرار .. وان جاز التجميل فليقولها تصومع أو إعادة بناء ! يقولها .. ولن يسمع الرد ! سيبقى صوته بلا سمع.. سيحاول الطرق .. بلا رد ! يا للأسلوب النعامي في الحياة ولا عجب فأكثرهم محترفيه بالطبيعة ! فلتكن المحاولة و.. و ذهب يقنع طبيبا ، بمحاولة تعقيم أذنيه !؟

القاص محمد بكرى
قصيده فى منتهى الروعه والجمال
وتحمل ابعاد كثيره
وفكره جديده وخياليه
كتبت بأبداع رائع فى استخدام الصور والتعبيرات
تقبل مرورى وتقديرى

القاص محمد بكرى
قصيده فى منتهى الروعه والجمال
وتحمل ابعاد كثيره
وفكره جديده وخياليه
كتبت بأبداع رائع فى استخدام الصور والتعبيرات
تقبل مرورى وتقديرى

والله يا ممدوح بك انا عن جد سعيد بالمنتدى وبتعليقات الاصدقاء والزملاء - دعم الاديب والمحاول هي زاد دربه الادبي - وانا دوما لا ازعم اني قاص او شاعر ولكنى احاول فقط - ولذا استمحيكم عذار في اخطاء النحو وما شابه - وانتم المرجع

[b]يا محمد باشا....مش انت بتقولي بك

الظاهر انك اجبرتني التعود على اسلوبك الخيالي التصويري...وايضا عودتني علي الفصحي القويه
مثل:[color=darkred]دعم الاديب والمحاول هي زاد دربه الادبي حتي في تعليقك يا محمد باشا!!...علي فكره... دة كويس جدا...بس انا عايز الكلمه البسيطه الداله بدون ما اجبر القارئ للرجوع الى مختار الصحاح...
بس حقيقي القصه رائعه وكما اقول لك دائما السرد التصويري
اكثر روعه....تحياتي.....ممدوح عزت موسي

يا عزت بك انا لا اقصد الفذلكة والله او انتحال صعب التعابير ولكنه اسلوبي التلقائي بالرغم من ان شخصيتي (كاجول) جدااا - لكن تقول ايه في القلم؟ انا شاكر كل لحظة حضرتك تقضيها في مطالعة اعمالي المتواضعة وانا عن جد اعتبرها متواضعة وليس عن تواضع زائف لاني لا ارضى ابدا عن اعمالي واسعى دوما للتحسين وكل فكرة جديدة تحدى جديد لي اعيش معه رعب التجربة وقبولها من المتلقين - فكون حضرتك والزملاء والاصدقاء مستحسنين اعمالي فانى عتبرها مسئولية لتقديم المزيد لنتواصل فكريا اكثر واكثر - تحياتي لهذا المنتدى الرائع ولنقدك البناء - محمد بكرى