ليلى القدس

لــــيـــــلــى الــــقـــدس..!
شعر: محمد الزينو السلوم
-----------------------------------
بــكــــت لــيــلى فـأرّقـنـي بــكــاهــــا
وشـــدّ بـيَ الــرحـــال إلـى حــمــاهــا
بـرانــي الشـــــوق لــــكــنْ بــعــد نــأي ٍ
لـحـقـت الـركــب ،أســـعـدني لــقـاهـا
وجـــدت الــقــدس فـي حــــال تـردّت
وقــد كــانـــت تــبـــاهى فـي هـنـــاهـــا
تــكســــرَّ غـصـنـهـــا مــن عـصــف ريــح
فـــراحـــت تـشــتـــكـي ممن ســــلاها
فـــــلا صــبـــــــح أطــــــــلّ بــــعــــيـــــد لــــيــــل
ولا قـــمــــرٌ ولا نـــــجـــــــــــــم أضــــاهــــا
وتـــبــــكــي مـــن جـــــراح نـا زفـــــاتٍ
وتــــنـــدب حـــظـــــهــــا مــمـــا عــــراهـــا
ســــنـا الإســــراء والــمــــعــــراج فـــيـــهــــا
ونـــور الـخـلـق بــعـض مــن ســــنـاهـا
هنــاك رســـــولــنـــــا الــعــــربــيّ صــلّــى
وأمّّ الأنــــبــــــيـــــــاء عــــلــــى ثـــــــراهــــــا
لأقـــصـــاهـا رســــول اللـــــه أُســــــرِي
بــــــــه عـــــبــــــداً .. لآيـــــات ٍ يـــــراهــــا
#
طــريـــقـي طــــال، راحـــلـــتــي تـأذّت
ومــــــا نــالــــت خـــــيــــولــي مـرتــجــاهـــا
ومــــا بـــعـــد الـغُــبـــار ســـوى غــبــــارٍ
يســـــــفّ الـرمـــل يــمـعـــــن فــي أذاهـــا
هــــو الـــخـــــوف الـــذي يـغــتـــــال فـــــيـنـــا
شـــــجــاعـــتــــنـــــا ويســــلـــب مـبـتـــغــاهـــا
تــداعـى صـبــــرها أو كــــاد..حــــتى
(زمــانَ الـهـجـرِ) صـبــراً قـــــد ســـــقاهـا
(زمــــانَ الـــوصــلِ)هـــلا عـــدت يـومــاً
وعـــــطـــّرتَ الســـــنــــا عـــــــزاً وجــــاهـــــا
تــكــــــوثــــر حــبــــهــــا تـــــقــــوى فــقــلــنــا
هي الأيــــام قــــــد دارت رحـــــاهــــــا
أعــــاصـمـــةَ الــثــقــافـــة قـــدسَ عــرب ٍ
وهـــا شــــــعـــراؤنــا لـــبــــّوا نـــــــداهـــــا!
صـــواريــــخٌ قــــصـائـــدهـم ، صــهــيــلٌ
تـــــدوّي والـــحـــروف لـــهـــا صـــداهـــا
و لا خــــيــــــل هناك ولا غُــــــــبـــــــــارٌ
وهذي الــخــيـــل لا أحــــــدَ امتــطــاهـا
أراكِ، أرى الــغــيـــــوم أظــــن غـيـثـــاً
ولا غــــــيـــثٌ وأعـــرف مــن بــــــداهــــا
يــلــف الـحــزن صدرك في امتـعـاضٍ
بـزنــّار الأســــــى..يُـطــفــي رجـــاهــــا
وتــطـــوي جـنـحــــهـــا خـــوف اللـيـالــي
وجـــنــــــح الــلـــيـــل فـي ظــــلـــــم ٍ طـــواهـــا
غــفَـــلـــنـــا عــنــك حتى اشتدَّ ظــلـــم ٌ
وأغــمــضــنــــا الــعـــيـــــــــــون عــــــلى أســاهــا
فــمــا للــقــدس مــن جـــــــرح لـجـــــرح
كــــــأن الــدهر فـــي بــؤسٍ رمـــاهـا؟!
تراث الـقــدس مـنـتـهــــكٌ..إلا ما؟
وأقـــــصـــاهـــا تـــــردّى مـــن شــــــــقــاهـــــا
وتـنــدثــر الأمــــانـي كــيــف نــرضى؟
وتـــحـتـــــار الــمـــعـــــانــي فـي رضــــاهـــــا
هــي الــقــدس الـتـي تســــمـو بـــهـــــا ءً
وربّ الـــعـرش في الأرض اصـطــفــاهــا
وجــلّـى للــــنـهــار وبـــــعــــــد ســـــوّى
نــــفــــوس الـــخــلــــق فـي أرضٍ طــحـــاهـا
ضُـحى الشمس استـفـاض الخـير فيـهــا
وأغـــــنـى لـــــيــــــلــــهــــــا قــــمــــــرٌ تــــــــــلاهــــــا
رســول اللــه أرحـــم مــن عــلـيـــهـــا
لــــكــــــل الـــعـــــالـمــيــن ومـــا تــــــــلاهــــــا
وعـيـسى فـي الـمـحـبـــــة لا يـجــارى
دعـــــا للســـــلــــــم خـــفـــــــف مــــن أســــاهـا
(أبا حــفــص ٍ) وها قـدسي تــنــادي
فـــهـــيّــــــا قــــــــــم وأبــــــحــــــر فـي مــــــداهــا
فــأولـى الـقـبـــلـتـــيـن تســـــام عســفـــاً
ولا أحــــــــد تـــــفــــــــانــــى واجـــتــــبـــاهــــا!
وثـالـثُ...بـعــد عــز ٍٍ وانـتـــــصــارٍ
تـــــلـــــــوذ بــــــصـمـــتـــــهـــــا مـمــا اعـــتـــــراهـــا
#
ويـجـتـــاح الأسـى قـلــبــــي وروحي
ومـــــا أقســــاه مـــــن ظــــــلــــــــــم أتــاهــــا!
عـصــاهـــا إن تـهــشّ بـهــا الأعــادي
فـــبــــعـــد الــنـــأي مـــغــتـــــصــب عـــصـــاهــا
وتشعلـني الـحـروف أذوب وهجــاً
وقـــلــبـي رغـــــــم جـــرحي مــا ســـــلاهـا
وفـي (الـقــاف)الـقـــوافـي حـالـمـات
بـأجــــنـــــحـــــــةٍ، وتســــأل عــــن فـــتـــــاهــا
وفـي (الـدال)الـدمـوع تســحّ نـجــوى
كــــأن الـــجـــمـر فــي الـــبـــلــــوى كـــــواهــا
وفي(السـين)الـمآسي سـوف تطغى
إذا مــا الــــظــــلـــــــم عــــــاود وابـــــتــــلاهـا
وكـيــف تــكــون عــاصمـة لــعـرْبٍ
تـــمــزقــــهـــــم أظــــــــــافــر مــن غــــــزاهـــا؟
وغـــزة شــــــاهــــد فــي كــــــل هـــــــذا
فــــفــــكــــر يـا أخـــي فـــي مــــــنـــتــــهـــاهــا
#
هي الــقـدس الـتـي غــــنـّت فـأغـــنـــت
وهـا..عـــــادت تـعـبّــر عـن رضــــــاهـــا
كـــــأن اللــيــــل زارتــــــــه نــــجـــــــــــومٌ
فــــزادتـــــــه ائــتـــــــلاقــــــاً فـــي ضـــــيــــــــــاهـــا
مــرايــا الـعـزّ كـم عـكست ســماها؟
وقــــــوس الـــــنــصــر كـــم أبـــهى مساهــا؟
فــبُشــــرى الــــــروحِ زفــّــتـــهــــا إلــــيــــنــــــا
فــــراشــــــاتٌ تُـــــــــحــــــــــوّم فـــي ربــــاهـــــــا
صـبــــايـا الـقــدس يـقـطـفــن الأمـــانـي
وورد الــــــــروح يــــــزهـــو مـن صــبـــا هــا
وأطــــفــــال بـــــهـــــا يـرضـعـــن مـــنـــهــــا
حـــــلــــيــب الــــحـــلـــــم يـــنــــبــــــع مـن ثـــراهــا
وأحــــلام الشـــبــاب تـزيــــد وهــجــــاً
ويشـــعـــلــــــهـــــــــا الــــحـــنــــيــن إلـى ربــاهـا
وفــرســــــان لـــهــــا فــي كــــــل ســـــــاح
تســــــابــــق كـــي تــــخـــــفـــــــف مــن أذاهــــا
فــبــرق ســــيــــوفــهــــم أضـحــى مــنـــاراً
تـــــقـــــرّ بــــــه الــــنـــــفــــــوس إلــى عـــــــلاهــــا
وهــا صـبــح أضــاء الــقــدس نــجـــوى
وهـــدهـــدهــا لـــتســــــبـــــح فـي هـــداهــا
بــــــــغـــــــزة قـــــــــــــاوم الُُــثــــوار حــتـــى
أتــانـا الـــنـــصــــــر , زلـــــزلـــــنـــــــا عــــــداهــــا
بـــــدت للــعــيـن فـي الـعـلـيــــاء قـــوســاً
يــــقــــــوزحــــهـــــا ضـــيــــــــاء ً فـي ســــــــمـاهــا
كـــــــأنّ الـــــورد فــــتّـــــح مـن نــــداهــــا
وعــــطـــر الــــــــورد طـــــيــــّـبــــــه شـــــذاهـــا
مـــلائـــكـــــة الســـمــاء تـــطـــوف فـيـهـــا
وتســـــــعـى ثـــــــــــمّ تـــــغــنـى فـــي لــــقـــــاهــــا
ســــــماوات الـعــــلا انـكشــفت عليها
وأقــــمــــار الــــــــدجــى لــــبّــــــت نـــــــداهــــا
صــمـــوداً يا حـمـــاة الــقــدس أنــتـــــم
أبــــاةُ الــــضــــيــــــــم فــــلــتـــحــــمــــــوا ثـراهـــا
عـــــــدوّ اللـــــه لــــم يجــــنــــــح لســــــــلــــمٍ
لـمــــــاذا نـــحــــن لا نــــقـــضـي فـــــــــداهــا؟
تَـــثـــعْـلـــــب كي يــصيد ( الحـــرّ ) لــيـــلاً
تـــــحــــربـــأَ كـــــلـــمــــــــا خـــطـــــــر أتـــــاهــــــا
خـيـول العرْب تصهل دون جـدوى
ألا مَـن يــــــرتــجـى..أو مَـــن فــداهــا؟
وفــرســـــان تــــعـــاني مــن هــمــــومٍ
كـــــــأرمــــلـــــة تـــأذّى مـــن ضـــنــــــاهـــــا
تــلـــــــــوذ بــصـمـــــت أيــــام تـــتـــــالــــت
يــــكـــسّر صــمــتــــــهـــا صـــــوتٌ تــنـــاهى
وأمـــــــة يـــــعـــــرب آلـــــــت لــــضــعــــفٍ
وأســـــــأل يــا تـــــرى مــــــــاذا دهـاها؟
بـــغــــــير الســـــــيــف لا ترجى حقــــوقٌ
هــــــــو الـــتـــاريــــــــخ أغـــنـــيــه انــتــبــاهــا
وزد عــن حـــقــــك المــكلوم دوماً
بـــغــــــير الســــــيـــف لا يـــــطـــــوى بـــلاهــا
وقــــــدس الله تــــزهــــــو فـي هـــداهــا
إلـــــه الـــعـــرش عــــطــفــــاً قــــد هــداهـا
إلـــــهــي أمـــطـــــر الأعــــــــــــــــداء نـــاراً
شـُــــــواظــــاً كـــي تحــــرّق فـي لــظــاهــا
وأغـــــــدق مـــن عــطـــائـــك يـا إلهـــي
عســــاها تــبــصـــر الـــنـــجــــــوى عساهــا
تــنــــادي الــقــــدس معتــصماه لـكن
يـــضــيــــع الــصـوت هـل تـاهت وتـاهــا!
فــراحــــت تــــــدفـــــع الأشــــرار عــنـهـا
وتــــقـــضـي بـالـــــذي يُــرضي هــــــواهـــــا
هي الــــقـــــدس الــتـي تــأبــى وتــأبــى
وبـــعــــــد الــصــــبر تــــلــــقى مــبــتــغــاهـــا
#
ودوّى صــــــوتـــــه ومــضـى يــــضــحّــــي
لــيـنــــقــذهــا ويســــــــكـن فـي عـــــلاهـــا
فــــــــــدائـــي تـــــــوضّـــــــــــــأ فـــي دمـــــــــــاه
وأرخــص روحـــــــــه مـــن مــبــتــــداهـــا
يـجـلـــجــل صـــوتــــــه فـي كـــــــل شــــبـر ٍ
مـن الأرض الـــــتـي حــمـــلــت ضـنـــــاهــا
شــــهـيــد الـحـــق أبشـــر فـي خـــلــــــــودٍ
بــــجــــنــــــات الــنــــعـــــيـــــــم ومــــــــا وراهــــا
بـــحــطـيــن انـــــدفــــعــنـــا مـثـــل ســــــيـل ٍ
ولـــــولا الـــنـصـر لا نــفــصمـــت عــــراهــا
وفــي الــيــرمــــــوك أطـبـقـــنـــا عـلـيـهــم
بـــــجــــنـــــح اللـــيــــل حــــــقّـــقـــنــــا رجــــاهـــا
وطــارق أحـــرق الســـفـــن انـتـصـــاراً
لـــيــنـــــقــــذ جـــــــنـــــــد ه مـــمــــا تـــمــــــاهـــــى
ومــــــهــمــــــا آلَ قــــــــاوم لا تســــاوم
وضـــحِّ بـالــــنــــفــيـس وجُـــــــــدْ فــــــــداهـــا
ســــيـنـكشف الـظــلام بُـعــيْـــد لــيـــل ٍ
فـــــصــبـــــراً.. إنـــــــــــه الـصــبـــــر ابــــتـــــلاهـــا
صــــلاح الـــديـــــن هـــيّـــــا قــــــــم أغــثـــنـــا
بـــنـــصـــر ٍ كـــــــي تُـــكــحّّّـــلَ مــقـلــتـــــاهــا
#
ويـأتــي الـصــوت مــن بــعـــد انـتـظــار ٍ
يــنــادي الـــعــــربَ (حــيّ عـلى نــــــداهـــا)
ونـلـمــح فـارســـاً وصـــهـــيـــل خــــيــــلٍ
وتـــــــفـــــــرح أمـتــــي..(نـــــصـــــــرٌ) أتــــاهـــا
صـــلاح الـــديـن عــــاد،وهــا خــــــيــــولٌ
وحــــطــيــن ابــتــــــــدت، هـــــا مــن رآهـــا
# # #

الأدباء : الأخ (أبو الوفا) الشاعر عاطف الجندي / الأخت درويش
تحية العطر والشعر(ولله الأمر) وبعد:
أشكركما..!
#
تقول أمل درويش:
أستاذ محمد قصيدة جميلة جدا
مررت عليها و يشرفنى أن أكتب اسمى هنا
تقبل مرورى
#
تحياتي
وإلى اللقاء.؟!

اخى العزيز الشاعر والمبدع الكبير
الاستاذ محمد الزينو السلوم

تحياتى وتقديرى واعجابى وحبى لكل ماتكتب
قصيدة جميلة وابداع رائع
دمت بكل خير ومحبة وسعادة وعيد مبارك عليكم جميعا
وتقبل مرورى وشكرا

إلى بنت الليل/الأخ فوزي
تحية العطر والشعر(ولله الأمر..!)
كل عام وأنتم بخير(لبيك اللهم لبيك)
أشكركما على ما تفضلتم به من ورد الكلام..!
#
ليلى هى ملهمة الشعراء
و هى أهم من كتب له شعرا
أستاذ محمد
شكرا لك شاعرنا المبدع
على هذا الجمال الطازج
#
أستودعكما الله
وإلى اللقاء.؟!