قراءة في قصيدة مهرة الشمس للدكتور عبد الله الفبفي
بقلم : محمد الزينو السلوم
-----------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
الدكتورالشاعرعبد الله الفيفي المحترم
تحية الورد والود وبعد:
ألف مبروك على قصيدتكم الفائزة وهي مليئة بورد الكلام عذوبة..(ومن يريد الاطلاع على القصيدة الفائزة بالجائزة الأولى أن يقرأها من خلال (كوكل) لأنها ممنوعة من النسخ والصرف )
وبعد عدم الرد من قبله..تم نسخها:
مهرة الشمس
(كوجه فلسطين وجهك..)
على شفة النور اشتعلتِ غيّا
يعيد مجاليكِ شدواً رضيّا
يُضحّك رابيةً من أغانٍ
ويحبو على ركبتيك مليّا
يفتّش أوراق شعري لديكِ
لأقرأ فجراً تعرّى شهيّا
يدير شذاه على باب روحي
فإني أراه حقولاً ورَيّا
وإني أراه بعمري يلوبُ
يطوّق شِعري حروفاً قسِيّا
###
حبيبةَ عمري ، أبيني ، حرامٌ
أبيني ، فما كنت يوماً نبيّا
وقد ذكّرتني بقصيدة الشاعر الكبير عمر أبو ريشة (حنين)وهي:
لا تغنّي فإن حشرجة الميْتِ
وجهشَ النعاة في مسمعيّا
أتغنّين ذكرياتي وكانت
كوثراً في فم الزمان شهيّا
يوم أُسقى من راحة الوحي خمري
وأصوغ الحياة شعراً نديّا
وأرى توبة الزمان لعينيكِ
فأنسى ما قد أساء إليّا
أسمعيني على أنين الأماني
من عثار الشباب لجناً شجيّا
أوجومٌ؟فيم الوجوم مُنى النفس
وفيم الذهول يكسو المُحيّا
أترامت عليك أشباح ذكرى
تترك الحب، يا هلوكُ، حييّا؟؟
حوّلي ناظريك عني..فما أسطيعُ
أجلو سراً هناك خفيّا.!
ويح نفسي، ما للعواصف تخبو
ويفتّ الخذلان في ساعديّا؟؟
أنا طفلُ الحياة يا ضلّة الروح
فعفواً إن جئت أمراً فريّا؟
قبّليني.! فقد شعرتُ بوحي
وثبتْ وارتمت على شفتيّا!!!
لستِ أنتِ التي أضمّك بل دنيا
فتونٍ وعالماً علويّا!!!
أتبسمتِ ؟ بعد صمتٍ رهيبٍ
كان يدوي في مسمعيّ دويّا؟؟
خدّريني بنغمة تقتل اليأس
وتهمي بالمسكرات عليّا
حسناً تفعلين...غنّي، أعيدي
إخفضي الصوت/ تمتميه إليّا
أتركيني على ذراعك أغفو
وأذيبي الأصداء شيّاً فشيّا.!!
#
وفي مجموعتي الشعرية الثانية – من أصل 23 مجموعة شعرية ..وفي قصيدة بعنوان: ( في ظلال البحتري ) وما أذكره منها:
صوّرَ البحتريُ كلَّ جمالٍ
صار حتى جمالها بحتريّا.!
سحر هذي الحياة يكمن فينا
ومن السحر ما يكون خفيّا
كم سقيت الفؤاد من فيض نبعٍ؟
راح بعد الفراق يكويك كيّا
دثّروني فقد سموت بروحي
إنه الحب بات عذباً شجيّا
دونما الحب..والهيام بقلبي
ما عرفت الحياة أو كنتُ شيّا ..الخ.
#
أعود لأقول ذكّرتني قصيدة عمر أبو رشةبقصيدتكم وهي على نفس الوزن والقافية وفيهما باعتقادي ما فيهما من تناص قد يأتي أحياناً بدون قصد..ومع ذلك فلا بدّ من التنويه.؟!
كما أنّ القصيدين قد استفادت من النص القرآن في سورة(مريم) ويمكن العودة إليها للاطلاع على التناص في القوافي والمأخوذة من النص القرآني( رضيّا - شقيّا – صبيّا – تقيا – عصيا – حيّا – سويّا – نبيّا – نديّا ) ..
#
أعود للقصيدة في قراءة تحليلية سريعة لأقول:
مهرة الشمس قصيدة فيها ما فيها من الألق والعبق لكنها بدت لنا - لأول وهلة – قصيدة وجدانية .. ولقد توقّفت عند البيت الثاني( يضحّك رابية من أغانٍ.!.) ولو قلت يضمّك لاستُسيغ المعنى أكثر.
وقلتم: ( لأعلم في أي نجمٍ هطلتِ.!.).والهطول لا يكون على النجم..ولو قلتم: (على أيّ قلبٍ..لكان يتماشى مع (العيون – مقلتيك) فالقلب والعيون والمقل)من فصيلٍ جسدي واحد..!
وقلتم: ( وما كنتِ إلا انفلات الحدائق..!) والحدائق لا تكون منفلتة عادة وإنما مسيّجة..!
وقلتم في عجز البيت : ( ونوراً نديّا ..!) والنور لا يكون نديّا وكان الأفضل لو قلت على سبيل المثال: ( ونوراً عليّا أو ثريّا..الخ) ..!
وقلتم : ( نهاراً فتيّا ..!) والنهار لا يكون فتيّا .. ولو قلت – على سبيل المثال- ثَريّا لكان.
وقلتم : فاكهةً من لعاب الخطايا..!.تشبيه مهزوز وضعيف ..!
وقلتم : ( تُعيدين في مقلته الحُميّا..! )..ولو قلتم تعيدين في مقلتيه البهيّا أما ( الحُميّا ) فلا يوجد تطابق.. وكذلك : قلتم في مقلتيه والأصح لمقلتيه..!
وقلتم
ترومين تحطيم كل حدودي..! ).. وكان الأفضل والأنسب ( قيودي )..!
وقلتم : ( وتبغين جعل المحال نديّا ..!) ولو قلتم جليّا .. لكان الأنسب..!
وبعد/25/ بيتاً جاء ذكر فلسطين بقولكم : ( كوجه فلسطين..) مجرّد تشبيه. ولولاها لما بدأنا نحس – مجرّد إحساس ليس إلا – بأن القصيدة انحرفت عن المسار الوجداني باتجاه آخر..!.
بعدها تعود القصيدة إلى مسارها السابق( الوجداني ) من خلال قولك :
( أتفاحة الحلم ..) .. حتى الوصول إلى البيت : أسجّل ..وأخطّكِ..وهما أضعف بينتين في القصيدة وكأنهم جاءا حشواً على القصيدة ..(خلد الأفعوان..ديوان شعر غبيّا..!!!).وفي بيت : أشمّكِ..وأشجاكِ: ضعيفتان أيضاً..!
وفي البيت الذي يليه تقول: ( تنامين فيّ صلاةً .. كميّا..!) والربط بينهما فيه ما فيه.!
وأيضاً في قولك: جناحاك ماءً ..! وكذلك في قولك: سطح شعري ولو قلتم بحر شعري لكان..!
وفي البيت الأخير قلتم: لقد.. والأنسب ( فقد )..! والشاعر يقول: وقد يجمع الله الشتيتين بعدما ..!
وفي الختام أشكر اللجنة على حسن اختيارها وأهمس في آذانهم: ما هكذا تورد الإبل..! ( والاختلاف في الرأي وجه حضاري في المجتمع ولا يُفسد الود..!) وإن كان الحق قد لا يترك لك صاحباً..!
لم أجد قصيدة القدس في القصيدة وإنما وجدت قصيدة شاعر يتغزّل في محبوبة من لحم ودم فقط وفلسطين والقدس والأقصى تحتاج إلى قصيدة تتناول صلاح الدين ومسرى رسولنا محمد(صلى اله عليه وسلّم) ومعراجه..وعيسى ..وإلى برق ورعد يبشّر بالصواعق والزلازل والبراكين على العد الصهيوني.. وإلى زرع الأمل في الأرواح والقلوب على
تحريرها ..!
#
أخي الدكتور الفاضل والشاعر الرائع عبد الله الفيفي المحترم:
لكم مني كل التقدير والإجلال على قصيدتكم التي قطفتموها من ورد الكلام ففاح عطرها فوق بطاح فلسطين وفاض شذاها بوحاً شفيفاً
في سماء القدس والأقصى..كانت بجد لوحة فنية رائعة غزلتها بخيوط روحك الحريرية فكانت أشبه بسيمفونية وجدانية رائعة لكنها لا تتعلق بالقدس لا من قريب أو بعيد..!
#
تحياتي
والله من وراء القصد..؟!