قراءة في الأعمال الفائزة هذا الشهر (نوفمبر2009)

قصيدة ( آخر ما قالت الخنساء )

الفائزة في مسابقة الفصيح

هي قصيدة تفعيلية تنتمي إلى الشعر المقاوم ذلك اللون من الشعر الذي انتشر في الآونة الأخيرة نتيجة تلك الضغوط التي يتعرض لها والصدمة نتيجة التناقض الغريب بين التاريخ المقروء والواقع المنظور وهذا اللون من الشعر حقيقة هو إفراز للواقع الأليم وقد قال العرب قديما ( الشعر ديوان العرب ) وما زلنا نقول ذات المقولة وسنظل نقولها فالشعر هو سجل الحياة اليومية التي نعايشها وإذا كانت حياة العربي الأول اليومية قائمة على الفخر والعز والتسامي قحياة العربي اليوم قائمة على التخاذل والاستهانة والتصاغر فتحول الشعر اليوم إلى ديوان يسجل يوميات الذل العربي عند الشعراء ذوي الرؤية والبصر والبصيرة فلم تعد هناك مساحة شاغرة لدى ( شعراء النخوة ) كي يمارسوا اللذة الشعرية أو تسجيل يوميات مطارداتهم الغرامية وإنما تسجيل جرعات الألم اليومية التي يرتشفونها ... و( يوسف حسني ) من هؤلاء الشعراء الذين أصنفهم بـــ ( شعراء النخوة ) الذين نظروا في مرآة التاريخ فرأوا تلك العزة التي تشرخت اليوم فمن المعتصم ورسالته التي جعلت إمبراطور الروم يبول على كرسيه خوفا ورهبا إلى غزة وعشرات عروش المعتصم ولكن الذين يسكنونها ليسوا بمعتصمين فتحركت نخوة الشاعر ليعقد مقارنة ذات تقنية شعرية جديدة وفريدة حيث استدعاء الخنساء من مرقدها الآمن ودفعها إلى ممارسة الحياة اليومية المعاصرة ليعلن الشاعر رأيه على لسانها في عصر المذلة والهوان ...
ومن أهم أدوات التقييم في فوز هذه القصيدة بالمركز الأول على الرغم من تقدم قصائد إلى جانبها كانت تستحق الفوز لولا وجود هذه القصيدة :
1 – زاوية الرؤية :
لكل شاعر من الشعراء زاوية رؤية يبتنيها لنفسه ليرى من خلالها واقعه , والشاعر الحقيقي هو ذلك الشاعر الذي يعيش في حال تصارع مع واقعه الشعري والواقع الشعري هو كل ما يحيط بالشاعر ويمثل مفردات حياته اليومية وشاعرنا (يوسف حسني) قد ابتنى لنفسه في تلك القصيدة زاوية رؤية غاية في الحداثة والتجديد (المعنوي) في القصيدة مع الحفاظ على الشكل (البنيوي) الوسطي المبني على الشعر التفعيلي الذي يمثل شكل الوسط بين الشكل التقليدي للقصيدة والشكل الحداثي ... وكانت رؤية الشاعر قد استمدت من رغبة الشاعر في إيقاظ الخنساء من عصر ما بين الجاهلية والإسلام ( شاعرة مخضرمة ) وجلبها إلى العصر الحديث لتعايش ما فيه من تقنيات ساقت العقلية العربية إلى الذل والهوان تلك الخنساء التي رثت صخرا في الجاهلية لبطولته ورجولته ونخوته التي لا تدانيها نخوة إلى بنيها الذين ماتوا في صدر الدولة الإسلامية وزوجها فنعتهم جميعا وتعزت برجولتهم على الرغم من موتهم وقالت " الحمد لله الذي شرفني بشهادتهم وأرجو الله أن يجمعني بهم يوم القيامة " إليها في العصر الراهن التي تبحث فيه عن رجال ترثيهم فلم تجد فأصيبت بالصدمة الأنوثية نتيجة فقد النخوة الرجولية ...

ليبق الشعر مصلوباً
و معصوبًا بتاج الصمتِ
متهماً بنشر ثقافة الكفر
فمادام " السليميون * "
قد باعوا كرامتهم
و خرّْوا فى سبيل الخبز
يسترضونِ سادتهمْ
لتذهب كل أشعارى
ــ بلا أسف ــ إلى القبرِ
ــ بهذى الجملة .....
الخنساء قد ختمت رسالتها
التى كتبت إلى صخرِ
وقد دارت بها الأيام دورتها
فملت من هوايتها
و ما عادت
رهينة حزنها الأبدىِّ
خلف جدار لوعتها
و ملت من رثاء الأهل
أعواما بلا أجر ...!
ثياب الحزن
ماعادت تغازل جسمها البدوىَّ

ولأن الخنساء لم تحتمل تلك الرجولة المنهزمة فكان أمامها خياران أحلاهما مر ؛ إما أن تنعي رجالها فتعود إلى عصور نخوتها تاركة ذلك العصر الرديء وإما أن تتعايش مع العصر ( الديوث ) الذي فقدت فيه النخوة فبحثت فيه المرأة عما يشغلها عن رجولة الرجل المفقودة فبدأت تمارس ثقافة العصر التي تشغلها عن تلك الرجولة المفقودة حيث لجأت إلى التلفاز تستمد الرجولة التي تحتاجها بوحي أنوثتها من أبطاله لأنها لم تجد تلك الرجولة في الواقع ثم تسترضي تلك الأنوثة بأن تستخدم مقلمة الأظافر والسيشوار وهي حين تفتح التلفاز وتداعب الريموت باحثة عن متعتها التي لم تجدها في واقعها الحالي المهين تتقلب أمامها قنوات التلفاز فتنظر لتجد بني إخوتها يذبحون على يد أعدائهم ولا نخوة تثور لتلك الكرامة المسفوحة فقررت بعد فقد الأمل أن تلعن عروبتها ثم تخلع زيها العربي الوقور لتقلد نساء الغرب في زيها الفاضح الذي يعرض أنوثتها حلا مستباحا طالما لم يتواجد الرجل من قومها الذي يملأ عينها فتحترم رجولته وتواري سوءتها ولسقوط تلك الرجولة من عينيها فقد راحت تمارس كل فجور العصر دون رادع فلم يعد هناك من رجال مقنعين لها إذ فقد رجالها نخوتهم وتراجعت تلك النخوة إلى الحضيض .
2 – تقنية الرمز :
الرمز الذي استخدمه (يوسف حسني) في القصيدة هو رمز عالي التقنية نجح من خلاله في فتح الحواجز الزمانية والمكانية وتحطيمها واستدعاء الخنساء من زمانها ومكانها لدفعها إلى معايشة زمان ومكان ليسا بزمانها أو مكانها والرمز كان [الخنساء] تلك المرأة النموذج التي هي المثل الأعلى للمرأة العربية ذات النخوة التي تستمد نخوتها من الرجل العربي ذي النخوة ... والخنساء يسقط بها الشاعر (يوسف حسني) على نساء اليوم فهم بئس المثل للمرأة العربية لأن الرجل قد أصبح بئس المثل للرجل العربي فانسحب الهوان الذكوري على أنوثتها التي أصبحت هي الأخرى تمارس هوان العصر ...
إن ذلك الرمز هو واحد من أعلى الرموز الشعرية المعاصرة التي استخدمها الشعراء فقد ألفنا الشعراء يستدعون رموز الرجولة من أمثال عنترة العبسي وأبي فراس وأبي زيد الهلالي وغيرهم من رجال التاريخ ليسقطوا به على الواقع الرجولي المهين اليوم ... ولكن الشاعر قد فعل العكس فاستدعى رمزا نسائيا ليسقط به على موت النخوة الذكورية وكان الرمز غاية في القوة في وقعه الأليم على ماعني الرجولة الضائعة في زمن الخنوع وهل هناك أدل من فقد الرجولة من امرأة تفقد إحساسها بذكورة ذكورها ؟
إنه رمز غاية في القوة وأعمق في الطعن في قلب ذلك الواقع المهين
3- الصورة الصارخة :
اعتمد (يوسف حسني) على تقنية التصوير الفاضح الذي يكشف الزاوية كما هي بل كان كادر الكاميرا الذي يمسك به أكثر تشويها للواقع المهين فجعل الخنساء تتحول من باكية على رجولة قومها الضائعة إلى ساخطة على تلك الرجولة وزاد على ذلك أن جعلها هي التي تمارس هواية قتل رجولة قومها بمبدأ ( بيدي لا بيد عمرو ) فبدلا من أن تقف وتتحسر على ذكورة رجال قومها الضائعة تحولت هي إلى قاتلة تلك الرجولة حيث عرت أثدائها لترضع أطفالها الخنوع فإذا كانت ذكورة رجال قومها تكبر وتضيع على يد الهوان فلتقتل هي تلك الرجولة بيدها وتنجب وترضع أبناء فاقدين النخوة لا ذكورة فيهم انظروا إليه يقول :

و للخنساء أبناء
تربيهم على أسفلت غربتها
و تسقيهم حليب القهر
من أثداء نقمتها
فينمو الطفل ممتهنا
و محتقرا أمومتها
يجيد مهارة الاصغاء
و الترديد ... و التقليد
لا ينمو لدى الخنساء مبتكر
لأن سياط حكمتها
تهدهد كل منحرف
و تجلد كل مبتكر ...!!

4- تقنية السخرية والاستهزاء :
إن كل أمة تفقد حاضرها فإنها تتمرد على ماضيها ... هكذا يقول علماء الاجتماع ومن ثم تنتشر نزعة التهكم على الحضارة والتاريخ والماضي فطالما أن هذا التاريخ قد أصبح مجرد ذكريات على الورق ولم يعد له أثر في الوقت الراهن فقد بدأت الخنساء في القصيدة تستهزئ بتاريخها فاستخدم (يوسف حسني) لهجة تهكمية عالية بل وكأنه يمسك بسوط من لهيب يمزق به جسد الحاضر المهين فجعل الخنساء تحتقر تاريخها الرصين وتلجأ في سخرية شديدة إلى مبتكرات العصر المستمدة من عالم الغرب الذي أهاننا وأهان تاريخنا ومسخه وظهر ذلك حين اتجهت إلى صياغة الشعر فقد تركت الشعر الرصين واتجهت إلى شعر الحداثة المستورد من الغرب ولم يعد الأعشى ولا عنترة العبسي يملآن عينها ... فإذا فقدت المرأة الإحساس بذكورة رجلها فمن الطبيعي أن تفقد رغبتها في كل ما يأتي عنه وإذا كانت قد فقدت اليوم ذكورة عنترة فكيف تستمع شعره وتعجب به والمرأة بطبيعتها تميل إلى القوة وتتخذ منها ردءً لأنوثتها فإذا هانت قوة رجلها وذلك التمست الرجل الأقوى فيتحول إلى فتى أحلامها بكل ما يفعله ومن ثم تحول الرجل الغربي الذي داس رجولة رجلها إلى رمز القوة الذي تتمسح به فراحت تنسج على منوال فنونه وترتدي زي مجتمعه وتسكن مسكنه فكل شيء في واقعها العربي لم يعد يرضي أنوثتها ...

إنها قصيدة ثورة ثورة لا تستحق أن تفوز في منتدى عاطف الجندي فقط الذي هو الآن واحد من أروع المنتديات المصرية والعربية وأكثرها شهرة بل تستحق أن تفوز على مستوى العالم العربي وهذا ليس مبالغة بل حقيقية يستحقها (يوسف حسني) ذلك الفائز هذا الشهر وعليه أن يفخر حياته كلها بما أنتج في هذه القصيدة من قوة سبك وجلال صياغة

ملاحظة
انتظروني في دراسة لبقية الأعمال التي شاركت في المسابقة
لنقف على مكان إبداع مبدعينا

قراءة في قصيدة

( انتحار )
الفائزة في مسابقة المنتدى عن شهر نوفمبر 2009

للشاعرة فوزية شاهين

قلت في قراءتي لقصيدة ( آخر ما قالته الخنساء ) للشاعر يوسف حسني أن انتشار ظاهرة ( الشعر المقاوم ) ليست حالة فردية وإنما هي حالة (نزوح جماعي) كما يطلق عليها علماء البيئة ... فإذا تلوثت البيئة المحيطة فإن الطيور التي تقطن في هذه البيئة تقوم بعمليات نزوح جماعية ... ولأن الشعراء هم طيور المجتمع وأشف مخلوقاته الوجدانية فهم أوائل مخلوقات ذلك المجتمع استشعارا بالتلوث " القيمي " ومن ثم نجد الشعراء كأسراب الطيور التي تقوم بعملية نزوح جماعي ... فقد بدأ شعراء هذا الجيل ينزحون عن مساحات ( شعر اللذة ) وما فيه من استرضاء لوجدانهم الشفاف " اللذة الحسية والمعنوية " والسعي إلى استيطان مساحات أخرى من الشعر مساحات من المرارة الشعرية التي تستوعبها دائرة الشعر المقاوم وهو ذلك النوع من الشعر الذي يقف بالمرصاد للواقع المهين الأليم ولأن السائد في عصرنا هو امتهان الكرامة العربية فلم يعد للشعراء سوى النزوح إلى تلك البقعة الثرية التي يجدون فيها قوتهم الشعري ألا وهو المادة الثرية التي يصوغون منها أشعارهم ولأن دائرة اللذة الشعرية قد أصبحت دائرة ناضبة ودائرة الألم والوجع هي الثرية كان ذلك سببا في حالات النزوح الجماعي الذي نشاهده اليوم بين شعراء الجيل الحالي ...
و( فوزية شاهين ) في قصيدتها ( انتحار ) تمثل تلك الحالة من النزوح الجماعي فقد اتجهت إلى تلك الدائرة من التعبير لتحط فيها رحالها كشاعرة معايشة للواقع العربي الأليم الذي يعكس حال الامتهان والمذلة والخنوع
وكما قلنا لكل شاعر زاوية رؤية يواجه بها واقعه الشعري ومن ثم كان لـــ ( فوزية شاهين ) زاوية رؤيتها التي رأت من خلالها واقعها وتوجهت له من خلالها . فقد تلبست حالة البنت العربية أو المصرية التي نظرت إلى واقعها المخزي الأليم ولفارق الخبرة بينها وبين " يوسف حسني " كانت أكثر حنكة في عرض حالها الرافض ... فجيلها الزمني عايش عصر النخوة العربية واقعا ملموسا وتعايش مع واقع المهانة ومن ثم فما زالت فيه مسحة من معايشة للنخوة العربية فوقفت موقفا وسطا لكن يوسف حسني ولحداثة عمره لم يعايش سوى عصر المهانة ولم ير عصر النخوة العربية سوى في كتب التاريخ فجاء صارخا رافضا على طول الخط ... إلا أن فوزية شاهين قد أعلنت حالة الرفض الشديدة لذلك الواقع وأمسكت بنفس السوط لتمزق به جسد ذلك الواقع المهين ولكنها في النهاية رفضت أن تدوس تلك النخوة فحافظت على ما بقي منها ... ولكلا الشاعرين مذاقه الخاص وهذه هي لذة الشعر في تعدد زوايا الرؤية الخاصة بالشعراء ....
ومن معالم التميز في شخصية ( فوزية شاهين ) الشعرية خلال تلك القصيدة :
1 – الرمز المنفتح :
في قصيدة " آخر ما قالت الخنساء " مارس يوسف حسني " الرمز المنغلق " فالخنساء هي نموذج المرأى العربية ولكن فوزية شاهين هنا مارست ( الرمز المنفتح ) حيث جعلت خطابها لمؤنثة غير واضحة الهوية والمسمى وتركت المتلقي بسقط خياله على تلك الملامح المرسومة كي يضع لها هوية ومسمى فهي تبدأ بخطاب امرأة معنوية تسكنها وتتمنى أن تقوم بشطبها من داخلها لأنها امرأة رمز للخزي والإحساس بالمهانة تقول :

ياساكنة جوة في النني

سيبيني أشطبك مني

ياحرساني وخدعاني

وبمدح فيك دا لاني

بحبك دانت مولاتي

هنا الرمز منفتح يعطي المتلقي الحرية في إسقاط تلك الملامح على أيه امرأة يشاء ولكن الشاعرة تمارس استخدام الرمز بنوع من الوعي والحنكة فأدخلت في قصيدتها تقنية الرواية فرسمت " لحظة التنوير " الروائية في تبصير المتلقي إلى ما تسقط عليه دون أن تصرح وكأنها تريد جذب المتلقي طوال دراما الحدث الشعري حتى النهاية حيث ستغلق الرمز تماما على الوطن ولو أنها أغلقت دلالة الرمز في القصيدة لشت المتلقي منها ولكنها بحنكتها وخبرتها بالشعر وفنونه فقد فتحت الدلالة لتبقي على المتلقي منجذبا معها طوال القصيدة ...
2- القدرة على التفصيل :
الوعي الشعري لدى فوزية شاهين جعلها تدير كادر الكاميرا الشعرية لديها لتلتقط المشاهد بصورة سينمائية بارعة تدل على شدة وعيها بالتصوير حيث لعبت على تصوير العموميات أولا ثم تفصيل كل عمومية حتى لا تفقد المتلقي طوال الدراما الشعرية داخل قصيدتها فبعد أن عرضت صورة عامة كلية لتلك المرأة التي هي ناقمة عليها بدأت تفصل في ملامحها وتبين أسباب نقمتها عليها فهي تلك الأم الظالمة التي جعلتها لا ترى سوى الويل والألم في عينيها وهي تلك الأم الجاحدة التي تظلم بنيها ثم تبدأ في لهجة عتابية صارخة وكأنها تلهب جسد تلك الأم بسوط اللهيب الصارم الذي ينبع من انفجار نفسي ناتج عن تراكم الوجع والآلام تقول لها :

وتنسيني

على كيفك تخليني كـــ حبة رمل ف ترابك واعتابك

وليك راح أعدي بحور

وأهدي لك جواهر نور

وأنتي لسة حرساني وخدعاني ؟

أموت فيكي وتحييني عشان ناسك يدوسوا عليا من تاني ؟

يا أمي ليه دانا ابنك ومن دمك

ولــ ترابك ابيع روحي . وتبقي لي بيوت الأمن حمياني

يا أمي ليه أناديلك

وفي عيوني يضلم نور قناديلك

وأحكي لك .. تصدي في وشي أبوابك

وأرجع لك أبوس النني واقدامك

وأنتي لسة هاجراني ودبحاني

ولأنها من ذلك الجيل الذي عايش بعضا من النخوة العربية فهي في عتابها لا تواري حبها لتلك الأم على الرغم من العتاب الصارخ في القصيدة فهي تتلاعب بالترميز في قصيدتها حيث تمهد بأنها لن تخون حتى وإن جحدت الأم فلتلك الأم بعض فضل في عصر نخوتها عليها فتعلن أنها ما زالت تحبها على الرغم من الآلام التي تعانيها منها فتقول لها :
وانا شايل في قلبي أنين ... بيتبدل غرام وحنين

وأنتي لسة بيعاني

أنا واقف على بابك

بلف وادور باعتابك

عشان قلبك يرق ف يوم وتحميني

أطيعك وأنتي حكماني

وأعدل وأنتي ظلماني

ياساكنة ف كل وجداني

بحبك ... وأنتي هجراني !

3- الصدق التعبيري :
وفي القصيدة يبدو الاضطراب الوجداني لدى الشاعرة بين الرغبة في الحفاظ على ما بقي من تلك الأم والرغبة في بيع ما تبقى منها والشاعرة طوال القصيدة مضطربة بين الأمرين تبحث عن بر تهتدي إليه هل تحافظ هلى ما بقي من تلك الأم أم تبيع مع من باعوا ولأنها صادقة مع نفسها فقد مررت ذلك الإحساس بالاضطراب من خلال قالب تعبيري واضح وصادق فكثير من الشعراء حين يلجأ إلى التعبير عن السخط يسقط كل سخطه دون أن يلمح إلى الرغبة في الخيانة فالكثير من الشعراء يرون هذا الأمر من المحرمات الشعرية ولكن فوزية شاهين عبرت عن لحظة ضعفها الإنساني بمنتهى الصدق مع النفس فهي لم تخفِ تواجد الرغبة في لحظة ما في الخيانة ولكن هناك وازع أقوى في النهاية سيمنعها وقد تجسدت تلك الرغبة بدءً من ظهور ذلك الخواجة الذي حاول جذبها إلى خيانة وطنها وتسليم نخوته بتقديم كل المغريات الممكنة وقد توجهت هي إليه فترة واعتبرته وليا لها والولاية عند العربي لا تكون إلا لنبي أو عالم من ورثة الأنبياء فهي في لحظة كادت أن تسلم ذلك الغربي تلك الولاية ولكنها تفيق وترفض في النهاية تلك الخيانة وتعود لأمها ولا تنسى لحظة عودتها أن تؤنب تلك الأم وتبين لها أنها ما زالت تحمل مسحة من وفاء وأن الذي منعها ليس استحقاق هذه الأم الوفاء وإنما هي نخوتها تلك الفتاة المصرية التي نشأت على النخوة والوفاء بدليل أنها عند رفضها الخيانة عادت لتوبخ تلك الأم مرة ثانية في نهاية القصيدة وكأنها تعلن أن رفضها الخيانة لم يكن سوى وازعا منها وليس استحقاق هذه الأم الوفاء لها

هذا نموذج من النماذج التي فازت في مسابقة المنتدى الشهرية
وعلينا أن نفخر بوجود تلك النماذج الشعرية الناضجة
في منتدانا

وإلى لقاء لعرض قراءة في بقية الأعمال الفائزة

أخي العزيز الأستاذ الشاعر والناقد العربي المصري الكبير عبد الله جمعة:
يعجز اللسان والقلم معا عن بسط الشكر اللائق بك أخي الكريم على ما قدمته هنا وما فتئت تقدمه في هذا المنتدى الجميل من أعمال جليلة تشهد لك بالحنكة الأدبية والنقدية وبعد النظر ونبل الشيم ورقي الذائقة. إن هذه الإضاءات النقدية التي أسبغتها على الأعمال الفائزة في المسابقة الشهرية للمنتدى هي دراسات قيمة تستحق أن تكتب بماء الذهب وتعلق أوسمة تنويه وتثمين على صدور الشعراء والأدباء الفائزين، فهنيئا لهم جميعا وهنيئا لنا بك أخي الكريم عَلـَما من أعلام النقد نستأنس بآرائه النقدية ومشعلا في الشعر والأدب نستنير بنوره الوهاج الذي يبدد عنا ظلمات الشك في دروب الأدب الوعرة المعتمة.
فالشكر كل الشكر لك، وأدعو الله أن يكتب ما تقوم به من أعمال جليلة هادفة في ميزان حسناتك.
تقبل مودتي الخالصة وتحياتي الندية
أخوك عبد اللطيف غسري

شقيق الحرف وأحد أهم حداة قافلة الشعر العربي الرصين في محيطنا العربي " عبد اللطيف غسري " إن مرورك على حرفي الفقير يعلي من شأنه فشهادة أحد أكبر أمراء البيان في العالم العربي لهي تاج مرصع يوضع على المفرق ما حييت
أشكرك أيها النبيل العزيز ...
برجاء قراءة الحلقة الجديدة من " فنون الشعر العربي " في منتدى القناديل حيث تناولت فن المواليا في المغرب وأريد أن أطمئن منك إلى مدى سيري على الطريق القويم في وصف فن المواليا المغربي لما لك من خبرة ودراية بفنون ذلك البلد العريق
أدامك الله سندا وعونا
شقيقك
عبد الله جمعة

اخى الحبيب الشاعر والناقد
عبد الله جمعه
دراسة نقدية مستوفية الأركان كتبت فى القصائد الفائزة عن الشهر الفائت
وهذه الدراسة المتأنية المستفيضة لهى درس لكل من يمر عليها .
لك منى كل الشكر والتقدير على هذا المجهود الغير عادى لإبراز مكامن
الإبداع فى تلك الأعمال .
دمت كبيراّ وناقداّ فذاّ وشاعراّ عملاقاّ ...

الأخ الشاعر والناقد / أبو القوافى

أشد ما يدخل السعادة إلى قلب الشاعر ويطيب خاطره

هو الإهتمام بعمله الإبداعى وإظهار بواطن قوته أو حتى ضعفه

ليتلافاها .. فى وقت لا يهتم فيه النقاد بالساحة الأدبية وقلة

من النقاد الجادين من يقوم بعملية مسح ميدانى إبداعى ليلتقط

الجيد من الإبداع .

تقوم بعمل ذلك بكل الحب والجدية .. أشكرك وأتمنى لك

التوفيق .. دراسة وافية ممتعة .. تزيد متعتنا بالنص المتميز .

لك أحلى الأمنيات بالتوفيق

وداد الهــــــــــــوارى

عادل عوض سند كتب:: اخى الحبيب الشاعر والناقد
عبد الله جمعه
دراسة نقدية مستوفية الأركان كتبت فى القصائد الفائزة عن الشهر الفائت
وهذه الدراسة المتأنية المستفيضة لهى درس لكل من يمر عليها .
لك منى كل الشكر والتقدير على هذا المجهود الغير عادى لإبراز مكامن
الإبداع فى تلك الأعمال .
دمت كبيراّ وناقداّ فذاّ وشاعراّ عملاقاّ ...

أخي الجليل جراح الحرف " عادل عوض سند "
لك جزيل الشكر على مرورك المشجع الذي لا تبخل به أبدا وأدامك الله نبراسا لهذا المنتدى الذي يرتفع ويرتقي استنادا على جهودك الرائدة
دمت لنا وأدامك الله من أجلنا جميعا

وداد الهوارى كتب:: الأخ الشاعر والناقد / أبو القوافى

أشد ما يدخل السعادة إلى قلب الشاعر ويطيب خاطره

هو الإهتمام بعمله الإبداعى وإظهار بواطن قوته أو حتى ضعفه

ليتلافاها .. فى وقت لا يهتم فيه النقاد بالساحة الأدبية وقلة

من النقاد الجادين من يقوم بعملية مسح ميدانى إبداعى ليلتقط

الجيد من الإبداع .

تقوم بعمل ذلك بكل الحب والجدية .. أشكرك وأتمنى لك

التوفيق .. دراسة وافية ممتعة .. تزيد متعتنا بالنص المتميز .

لك أحلى الأمنيات بالتوفيق

وداد الهــــــــــــوارى

أختي سيدة الحرف الشاعرة " وداد الهواري "
بأمثالك يعمق الإبداع في هذا المنتدى الكبير وبغرستك تؤتي الثمار أكلها فما مررت على عمل إلا زدته ارتقاءً واعتلاءً
أدامك الله سيدة قابعة على عرش الحرف الشعري ودام عطاؤك الذي لا ينفذ

أستاذي ومعلمي الشاعر والناقد الفذ / عبد الله جمعة

لقد أدركت اليوم قيمة الناقد الذي يقف عند كل صغيرة وكبيرة بإحساسه وعقله

قبل قلمه وها انت تسلط الضوء على الاعمال الفئزة عامة وقصيدتي خاصة

لتلبسها ثوبا جديدا تتباهى به أبد الدهر

أصدقك قولا :

الشاعر الحقيقي هو الذي لا يتباهى بما كتب

ولكنه يتباهى بما قاله النقاد عن كتابته

وها أنا اليوم أزهو بما خط قلمك لتعلن ميلاد قصيدتي على يديك

بنقدك الجيد ورؤيتك الصائبة وعقلك الحكيم وفكرك المستنير

ومن هذا المنطلق تكون بدايتي

ولا أنكر فضلك بعد الله سبحانه وتعالى

فقد كنت وما زلت لي اليد المساعدة والدافعة والمشجعة لخوض الساحة الأدبية بثقة

وسوف لا أخزيكَ فيّ وسوف أكون دائما عند حسن ظن الجميع بي

أخي الفاضل المتفضل علينا بعلمه

أشكرك جم الشكر

أختك فوزية شاهين

:

لا فض فوك أخى عبد الله
و جزاك الله عنا خيرا
أيها المبدع الكبير
تقبل أسمى آيات الود
أخوك

أم القوافي كتب:: أستاذي ومعلمي الشاعر والناقد الفذ / عبد الله جمعة

لقد أدركت اليوم قيمة الناقد الذي يقف عند كل صغيرة وكبيرة بإحساسه وعقله

قبل قلمه وها انت تسلط الضوء على الاعمال الفئزة عامة وقصيدتي خاصة

لتلبسها ثوبا جديدا تتباهى به أبد الدهر

أصدقك قولا :

الشاعر الحقيقي هو الذي لا يتباهى بما كتب

ولكنه يتباهى بما قاله النقاد عن كتابته

وها أنا اليوم أزهو بما خط قلمك لتعلن ميلاد قصيدتي على يديك

بنقدك الجيد ورؤيتك الصائبة وعقلك الحكيم وفكرك المستنير

ومن هذا المنطلق تكون بدايتي

ولا أنكر فضلك بعد الله سبحانه وتعالى

فقد كنت وما زلت لي اليد المساعدة والدافعة والمشجعة لخوض الساحة الأدبية بثقة

وسوف لا أخزيكَ فيّ وسوف أكون دائما عند حسن ظن الجميع بي

أخي الفاضل المتفضل علينا بعلمه

أشكرك جم الشكر

أختك فوزية شاهين

:

القديرة لفظا ومعنى " فوزية شاهين "
الناقد لا قيمة له دون نصوص ترفعه وتعلو به فلو وجد الناقد في بيئة أدبية ضعيفة ما ظهرت له مهارة ولولا وجودي بينكم أيها المبدعون الحقيقيون ما خططت حرفا مما أخطه الآن
لك مني جليل التحايا أيتها المبدعة الكبيرة

عاطف الجندى كتب:: لا فض فوك أخى عبد الله
و جزاك الله عنا خيرا
أيها المبدع الكبير
تقبل أسمى آيات الود
أخوك

أخي الكريم ( عاطف الجندي )
لولا تشجيعك المستمر ما وجد الحافز أيها الرجل القدير
لك جليل الشكر والعرفان على تشجيعك