عاطف الجندي
أخيرًا هل البدر و أضاءت الدنيا بوجودك فى منتداك
يسعدنا تواجدك معنا يدا بيد و قلبا بقلب
لنسبح معا فى سماء الإبداع
ننتظر دخولك الآن
عاطف الجندي
أخيرًا هل البدر و أضاءت الدنيا بوجودك فى منتداك
يسعدنا تواجدك معنا يدا بيد و قلبا بقلب
لنسبح معا فى سماء الإبداع
ننتظر دخولك الآن
عاطف الجندي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى عاطف الجندي الأدبى يهتم بالأصالة و المعاصرة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
صدر عن دار الجندي بالقاهرة ديوان مكابدات فتى الجوزاء للشاعر عاطف الجندي .. ألف مبروك
أحبائي بكل الحب تعود ندوة المنتدى السبت الأول من كل شهر باتحاد كتاب مصر ويسعدنا دعوتكم السادسة مساء السبت الأول من كل شهر باتحاد الكتاب 11 شارع حسن صبري الزمالك فى ندوة شعرية مفتوحة
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» متفتكرش
سلسلة [ تاريخ الحضارة العربية ]حلقة (1) Icon_minitimeالأحد نوفمبر 17, 2024 9:53 pm من طرف محمود جمعة

» في يوم الاسير الفلسطيني/ د. لطفي الياسيني
سلسلة [ تاريخ الحضارة العربية ]حلقة (1) Icon_minitimeالسبت أبريل 15, 2023 1:27 am من طرف لطفي الياسيني

»  مطولة شعرية الجزء الاول مهداة للاستاذة الشاعرة حنان شاعرة م
سلسلة [ تاريخ الحضارة العربية ]حلقة (1) Icon_minitimeالأحد مارس 12, 2023 4:27 pm من طرف لطفي الياسيني

»  عيد الاحزان والاسرى في عتمة الزنزان/ د. لطفي الياسيني
سلسلة [ تاريخ الحضارة العربية ]حلقة (1) Icon_minitimeالجمعة مارس 10, 2023 8:49 pm من طرف لطفي الياسيني

» تحية الى المرأة في 8 آذار / د. لطفي الياسيني
سلسلة [ تاريخ الحضارة العربية ]حلقة (1) Icon_minitimeالثلاثاء مارس 07, 2023 7:54 am من طرف لطفي الياسيني

»  ردا على قصيدة الاستاذ الشاعر الفلسطيني الكبير شحده البهبهان
سلسلة [ تاريخ الحضارة العربية ]حلقة (1) Icon_minitimeالخميس مارس 02, 2023 9:19 pm من طرف لطفي الياسيني

» الى روح رفيق دربي عمر القاسم/ د. لطفي الياسيني
سلسلة [ تاريخ الحضارة العربية ]حلقة (1) Icon_minitimeالإثنين فبراير 20, 2023 12:07 pm من طرف لطفي الياسيني

»  انا المجاهد في العصور / لشاعر دير ياسين*لطفي الياسيني
سلسلة [ تاريخ الحضارة العربية ]حلقة (1) Icon_minitimeالسبت فبراير 18, 2023 11:51 am من طرف لطفي الياسيني

»  في ذكرى الاسراء والمعراج/ د. لطفي الياسيني
سلسلة [ تاريخ الحضارة العربية ]حلقة (1) Icon_minitimeالخميس فبراير 16, 2023 1:12 pm من طرف لطفي الياسيني

Navigation
 البوابة
 فهرس
 قائمة الاعضاء
 الملف الشخصي
 س و ج
 ابحـث
منتدى عاطف الجندى الأدبى
Navigation
 البوابة
 فهرس
 قائمة الاعضاء
 الملف الشخصي
 س و ج
 ابحـث

 

 سلسلة [ تاريخ الحضارة العربية ]حلقة (1)

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
عبد الله جمعه
عضو مجلس الإدارة
عضو مجلس الإدارة
عبد الله جمعه


الدولة : مصر
عدد الرسائل : 2257 نقاط : 2468 تاريخ التسجيل : 10/06/2009
بطاقة الشخصية
مرئى للجميع:

سلسلة [ تاريخ الحضارة العربية ]حلقة (1) Empty
مُساهمةموضوع: سلسلة [ تاريخ الحضارة العربية ]حلقة (1)   سلسلة [ تاريخ الحضارة العربية ]حلقة (1) Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 13, 2009 8:03 am


استهلال

أحبائي لا ينكر منكر ما للعرب من فضل على حضارات العالم الحديث الذي يبهرنا تقدما وازدهارا فقد كتب بماء الذهب على سقف مكتبة الكونجرس الأمريكي وهي أعظم مكتبة في العصر الحديث " إن الينبوع الأول لهذه الحضارة الزاخرة إنما هو ذلك العصر الإسلامي الأول " يقصدون العصر العباسي . فقد أدرك أعداؤنا قيمتنا ونحن غافلون ومن ثم فقد قررت أن أخط لكم محاضرات في تاريخ الأمم الإسلامية منذ بدء تواجد العرب في الجزيرة العربية وحتى العصر الحديث وسيتم عرض هذه المحاضرات في مائة وعشرين محاضرة ارجو منكم أن تتابعوني لتتعرفوا على رحلة الحضارة العربية التي تضع اليوم مهد عودتها إلى الريادة ولا تكذبوني في ذلك فإن استقراء معطيات حضارات العصر الحديث ينبئ بزوالها وعودة الريادة للحضارة العربية وسوف أثبت لكم في نهاية محاضراتي كيف أن الريادة لجميع حضارات العالم ستعود لنا مرة أخرى بالدليل العلمي البين من خلال دراستنا لعلم الحضارة وما سجله من أسس قيام وانهيار الحضارات .





تاريخ الحضارة العربية



إذا ذكر الإسلام اتجهت النفس إلى ذلك الدين الذي جاء به سيدنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب فأصلح به من شأن الشعوب العربية وألف بين قلوبها وهيأها لأن تسيح إلى ما جاورها من الأقاليم وتؤسس سلطانا يرتكز على دعامة ذلك الدين ومن ثم فعلينا أن نرجع حديثنا إلى ثلاثة أمور يستتبع بعضها بعضا :



الأول - الدين الإسلامي : وكيف تأسست قواعده وتقررت مبادئه والمصاعب التي وقفت في طريقه حتى غلب عليها الثبات والصبر .



الثاني - تأثيره في النفوس العربية حتى استعدت لبسط سلطانها على ما جاورها من الأقاليم وما كان منها في سبيل ذلك من الحروب والأعمال حتى عظم قدرها واتسع سلطانها منقادا إلى سلطان الدين



الثالث - ما كان من انتقال هذا السلطان عن الأمم العربية إلى غيرها من الأمم التي دانت بالإسلام وما كان للدين من التأثير في قيام دولة وأخرى وفي حضارة الأمم التابعة لسلطانه .



ولما كان مهد هذا الدين هو بلاد العرب ومحل التأثير به لأول مرة هم العرب لم يكن لنا بد من ذكر مقدمة إجماليه في تخطيط بلاد العرب وذكر الشعوب العربية وحالهم قبل مجيء الإسلام لتكون أمامنا منهم صورة تفهمنا مقدار استعدادهم للتأثير بذلك الدين . إلا أنّا سنقدم كلمة صغيرة في أول واجب على من يدرس تاريخ أمة أو فرد . كثير ممن اشتغلوا بالتاريخ كانت عواطفهم تتحكم في حوادثه تحكما تضيع به الفائدة من دراسة التاريخ فإن عاطفة الحب تجعل كل ما ليس بحسن حسنا وتجتهد في تأويل الحوادث بوجه ليس فيه غضاضة حتى ما أدى منها إلى سقوط فاعله وخيبته . وعاطفة الكراهة تدعو إلى ضد ذلك . فتجعل الحسن قبيحا وتستنبط من الخير شرا ولم يخلص من هذا الشر العظيم الذي يطمس معالم التاريخ ويضيع الفائدة من تجارب أمم إلا نفر قليل جدا .



فلابد أن نجعل أمام أعيننا أنّا سندرس تاريخ أمم إن كانت قد أخطأت في بعض تصرفاتها فليس علينا من تبعة ذلك الخطأ شيء ليس لنا إلا أن نعرفه ونستفيد منه . وإن كانت قد أصابت المحجة . فإن ذلك لا ينفعنا إذا لم يكن لنا مثل أعمالهم لذلك يحتاج دارس التاريخ إلى سعة صدر تحتمل كل ما يرد على تاريخ قومه من نقد حتى لا تبقى حقائق الأشياء محجوبة بسبب عاطفتي الحب والبغض .



جزيرة العرب :

يطلق العرب على قطعة الأرض التي نشأوا فيها " جزيرة العرب " مع أنه لم تتم إحاطتها بالماء كما يقول ياقوت في معجم البلدان نقلا عن هشام بن محمد السائب عن أبي عباس إنما سميت بلاد العرب جزيرة لإحاطة الأنهار والبحار بها من جميع أقطارها وأطرافها فصاروا منها في مثل الجزيرة من جزائر البحر .



وعلينا أن ندرك أن ولايات الشام كانت معدودة من جزيرة العرب وهذا غير مرضي عند المؤرخين فإنهم يحدون بلاد العرب من الشمال ببلاد الشام وفلسطين فهذان خارجان عنها وإن كان العرب قد سكنوا قبل الإسلام جزءا مهما من بلاد سوريا وعلى ذلك لابد من القول أن هناك تسامحا في إطلاق لفظ الجزيرة في البلاد العربية .



أقسام الجزيرة الطبيعية :



قسم العرب جزيرتهم إلى خمسة أقسام بحسب طبيعتها وهي : ( تهامة - الحجاز - نجد - اليمن - العروض )

* فأما تهامة : ويقال لها الغور فهي الأراضي التي على شاطي بحر القلزم - البحر الأحمر - ممتدة عرضا إلى سلسلة جبال السراة وسموها تهامة لشدة حرها وركود ريحها من التهم وهو شدة الحر وركود الريح : يقال تهم الحر إذا اشتد وسموها غورا لانخفاض أرضها .

* وأما الحجاز : فهي سلسلة جبل السراة الممتدة من أقصى اليمين إلى الشمال في عرض أربعة أيام يزيد كسر يوم في المواضع وقد ينقص مثلها في أخرى فمبدأ هذه السراة من أرض اليمن أرض المعافر وهي قبيلة قحطانية كانت تسكن شرق عدن ثم تمتد حتى تبلغ الشام وتقطعها الوديان في بعض جهاتها وإنما سميت الحجاز لأنها حجزت بين الغور ونجد

* وأما نجد : فهو ما دون ذلك الجبل إلى شرقيّه يبتدئ جنوبا من أدنى حدود اليمن وينتهي إلى السماوة وينتهي من الشرق إلى العروض وأطراف العراق وسمي نجدا لارتفاع أرضه .

* وأما اليمن : فهو ما كان جنوبي نجد إلى ساحل بحر الهند ويمتد شرقا إلى حضرموت والشحر وعمان وفيه التهائم والنجد .

* وأما العروض : فينتظم بلاد اليمامة والبحرين وما والاها وفيه نجد وغور لقربه من البحر وانخفاض مواضع منه ومسايل أودية وسمي عروضا لاعتراضه بين اليمن ونجد والعراق .



الوصف الطبيعي لجزيرة العرب :



أرض جزيرة العرب كثيرة الجبال الجرداء المختلفة اللون ومنها الحرار - جمع حره وهي الجبال السوداء - التي كأنها فحم محترق ويتخلل هذه الجبال كثير من الوديان أعدتها السيول ليجري فيها ماؤها والصحاري الرملية المترامية الأطراف



فما كان من أرضها قريبا من هذه الوديان أخصب وأنبت الكلأ والمرعى فتمكن أهله من الإقامة فيه حيث يجدون ما يشربون ويسيمون فيه أنعامهم وما بعد عنها أقفر ولم يصلح للسكنى .



وأعظم واد ببلاد العرب " الدهناء " وهو الوادي الذي في بلاد بني تميم يمر في بلاد بني أسد فيسمونه " منعجا " ثم في " غطفان " فيسمونه " الرمة " وهو أول نجد ويصب في الرمة أودية أخرى أكبر كوادي " الجريب " لسان الرمة :

كل بني فإنه يحييني ... إلا الجريب فإنه يرويني

ثم يمر في بلاد طيء فيسمونه " حائلا " وهو واد في جبل طيء ثم يمر في بلاد كلاب فيسمونه " قراقر " ثم في بلاد تغلب فيسمونه " سمودي " وإذا انتهى إليهم عطف إلى بلاد كلب فيصير إلى النيل وهو نهر يتخلج من الفرات الكبير ويخترق بلدة اسمها النيل في سواد الكوفة . ومتى أخصبت الدهناء ربعت العرب جميعا لسعتها وكثرة شجرها طيبة التربة طيبة الهواء .



وبلاد اليمن كثيرة الوديان منها ما يقطع السراة حتى تنتهي إلى البحر ومنها ما هو على عكس ذلك الاتجاه . فمن أعظم الوديان المتجهة إلى البحر وادي " مور " وهو ميزاب تهامة الأعظم . ويتلوه في العظم وبعد المأتى وادي " زبيد " ومن أعظم الوديان المتجهة إلى الشرق " ميزاب اليمن الشرقي " وهو يضارع " مورا " ويصب فيه كثير من الوديان وهو الذي يفضي إلى موضع السد " سد مأرب " ويسقي بعدها أرض " الجنتين " وأرض " السبتين " ... وهناك وديان كثيرة في الجوف بين الجبلين .



والعرب تسمي المواضع التي يستنقع فيها الماء رياضا ً وهو جمع روضة وذلك الاسم خاص مما يكون في الأرض الواطئة . وإن كان في أعالي البراق ( أرض ذات ألوان مختلفة ) والقفاف ( ما ارتفع من الأرض ولم يبلغ أن يكون جبلا ) فهو " السلقان " واحدها " سلق "



ولهم مياه يسمونها " الأحساء " والحساء جمع " حسي " وهو موضع رمل تحته صلابة فإذا أمطرت السماء على ذلك الرمل نزل الماء فمنعته الصلابة أن يغيض ومنع الرمل السمائم أن تشفه فإذا بحث ذلك الرمل أصيب الماء .



أما ما عداها فإن شمال الحجاز تقل به هذه الوديان وجل اعتماد أهله على العيون الضئيلة التي لا تروي الشارب مع الجهد وربما جادهم الغيث فنبت الكلأ في بعض سهولهم القريبة من الوديان وأما نجد والعروض ففيهما وادي الدهناء وما يصب فيه من صغار الأودية ولكن الانتفاع بجميع مائه غير ميسور لأن الكثير من مائه يغيض في الرمال فاشتدت الحال بمن يقيم عليه من القبائل .



ومن هنا قلما كان العرب في بواديهم يبقون في مكان واحد وإنما يتبعون مواقع القطر أنى كان لتربع أنعامهم وتنفرج كربتها .



ولما كانت قلة الماء وعدم انتظامه يستدعيان - بحكم الضرورة - عدم الاعتماد على ما تنبته الأرض من المزروعات الدورية التي لا تصلح للإنسان كان جل أعمال أهل البادية على أنعامهم ولا سيما الإبل منها يأكلون لحومها ويشربون ألبانها ويكتسون بوبرها وتحمل أثقالهم في تلك الصحاري المقفرة إلى ما يرومون من الجهات .



أما بلاد اليمن فإنها كانت تزرع لكثرة المياه هناك والتمكن من الانتفاع بها والمدن بها أكثر من أي جهة أخرى في الجزيرة لأن تمدين المدن في غير السواحل البحرية يعتمد على المياه الوفيرة وسهولة الحصول عليها . .



جو البلاد





---------------------------------------





أما ما كان من الجزيرة تهاميا يجاور شواطئ البحر فالحرارة فيه شديدة مع الرطوبة لمكان البحر وأبخرته منها وكذلك يشتد الحر في الجبال إذا صهرتها الشمس بحرارتها خصوصا الحرار منها لسواد لونها . ويشتد بالجبال البرد في الشتاء حتى ضربت العرب بشدته الأمثال .

أما نجد فما كان مجاورا للأودية ومسايل المياه فإن الهواء يكون به معتدلا وما بعد عنها حره أكثر .

وجو اليمن وهواؤه معتدل في فصلي الشتاء والخريف أما الربيع ففيه المطر الكثير والرطوبات التي تستمر زمنا طويلا ويشتد به الحر في فصل الصيف .



---------------------------------



محاج الجزيرة





-------------------------------





في هذه الجزيرة طرق من الحواضر الكبرى إلى مكة وغيرها وكل طريق منها يسمى محجة ومعرفة هذه المحاج مفتاح لما استغلق من عبارات أصحاب التقويم من العرب فإنهم إذا عرفوا بقرية أو جهة جعلوا المحجة أساسا لهذا التعريف فيقولون هي على جادة البصرة أو الكوفة أو عن يمين السائر إلى البصرة أو الكوفة فإن لم يكن للمطلع علم بذلك كانت جدواه قليلة .

وجادة البصرة إلى مكة مارة بالمدينة وهي تتحد مع جادة الكوفة في معدن النقرة الذي يلي منزلة النباح وجادة البصرة إلى مكة ولا تمر بالمدينة . ومنها في الجنوب جادة صنعاء النجدية وعدد منازلها 22 ومقدار أميالها 420 . وجادة التهامية وعدد منازلها 22 كالأولى .

ومنها محجة عدن تلتقي مع محجة صنعاء في منزلة اسمها عثر بعد سير 16 منزلة . ولحضرموت محجتان منها العليا وتتقابل مع محجة صنعاء في " تبالة " وتمر على " نجران "

ومنها محجة البصرة إلى البحرين على ساحل خليج عدن " انظر الخريطة "



-----------------------------



الشعوب العربية





--------------------------





العرب قبائل شتى ترجع في نسبها إلى شعبين عظيمين

الأول : شعب قحطان . الثاني : شعب عدنان



* فأما شعب قحطان : فمهده بلاد اليمن وقد تشعبت قبائله وبطونه من سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان فكان منه بطون حمير وأشهرهم زيد الجمهور و قضاعة والسكاسك ومنه بطون كهلان وأشهرهم همدان وأنمار وطيء ومذحج وكندة ولخم وجذام والأزد الذين منهم الأوس والخزرج وأولاد جفنة ملوك الشام . وكانوايسمون مقاماتهم في اليمن مخاليف والواحد منها مخلاف ويضاف إلى اسم القبيلة التي اختصت به وقد ذكر منها ياقوت (36) مخلافا .

* أما شعب عدنان : فمهده مكة وما جاروها من أرض الحجاز وتهامة فإن عدنان بإجماع كلمة المؤرخين ينتهي نسبه إلى إسماعيل بن إبراهيم الذي جاء مكة وساكن جرهم وصاهرهم والكتاب ينسب له ولأبيه بناء البيت الحرام " وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم " صدق الله العظيم .

ولم تول أبناء إسماعيل تتناسل بمكة حتى جاء منه " عدنان " وولده " معد " ومنه حفظت العرب العدنانية أنسابها ويقال لبطون هذا الشعب المعدية والنزارية

وقد تفرقت بطونه من نزار بن معد فمنه إياد وربيعة ومضر وهذان هما اللذان كثرت بطونهما ...

وكان من ربيعة قبائل كثيرة لها شهرة وذكر عظيم في تاريخ العرب حيث كانوا يناصون مضر في الشرف والرفعة ومنهم كان أكثر الخوارج في الإسلام .

ومن ربيعة عبد القيس بن قصي ومنها بكر وتغلب أبنا وائل ومن بكرحنيفة وعجل ابنا الجيم ...

وتشعبت قبائل مضر إلى شعبتين : قيس بن عيلان بن مضر ... وبطون إلياس بن مضر

وقيس عيلان بطونها كثيرة فمنهم بنو سليم بن منصور وبنو هوازن وبنو غطفان ومن غطفان ذبيان وعبس ابنا بغيض وأشجع بن ريث وغني بن أعصر

وافترقت أولاد إلياس فمنهم بطون تميم بن مرة وهذيل بن مدركة وبنو أسد بن خزيمة وبطون كنانة بن خزيمة ومن كنانة قريش وهم أولاد فهر بن مالك بن النضر بن كنانة



وقد انقسمت قريش إلى قبائل شتى من أشهرها جمح وسهم بن هصيص بن كعب وعدي بن كعب ومخزوم بن يقظة بن مرة وتيم بن مرة وزهرة بن كلاب وعبد الدار بن قصي وأسد بن عبد العزى بن قصي وعبد مناف بن قصي .

وكان من عبد مناف أربع فصائل : عبد شمس ونوفل وعبد المطلب وهاشم وبيت هاشم هو الذي كان منه سيدنامحمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم ... والعباسيون أولاد عباس بن عبد المطلب والعلويون أولاد علي بن أبي طالب بن عبد المطلب



بدو العرب وحضرهم

وينقسم العرب - بالنسبة إلى مساكنهم - إلى حضر : وهم سكان المدن . وبدو : وهم الذين يقيمون في البادية إنما مساكنهم بيوتهم الشعرية لا يصفو عيشهم إلا في ذلك الجو الفسيح لا يحجب فيه عنهم السماء ولا الهواء وغذاؤهم اللبن ولحم الجزور وقد يطلق المؤرخون عليهم خاصة اسم " الأعراب " وهو ما سنتبعه . ويغلب على خلق هؤلاء الناس البساطة وجفاء القول وذلك هو ما يسمى بالعنجهية

أما الحضر : فهم سكان المدن وقد كان بالجزيرة مدن كثيرة أكثرها ببلاد اليمن فكان فيها مأرب وصنعاء ويقول عنها اليمنيون إنها أقدم المدن على وجه الأرض وفيها زبيد وعدن وصعدة ومخا وشبام وغير ذلك . وفي شمال اليمن " مكة " وهي تهامية و " الطائف " و " المدينة " و هما حجازيتان و " خيبر " وفي نجد " حائل " وفي العروض حجر - قصبة اليمامة - والقطيف بالبحرين وأهل المدن لا يظعنون عن مقامهم لا في صيف ولا في شتاء





تجارة العرب





كانت للعرب تجارات يتبادلون بها حاجتهم وكانت لهم أسواق شهيرة يجتمعون فيها من كل صوب لشراء ما يبغون وبيع ما يحصلون عليه من نتائج بلادهم وكانت لكسرى والنعمان لطائم يرسلها إلى نواحي الجزيرة لتباع فيها يحميها من غارات الأعراب كبير من كبار العرب تحمل البز والثياب وما يحتاجه العرب وكان لقريش رحلتان تجاريتان : إحداهما للشام في زمن الصيف والأخرى لليمن في زمن الشتاء وبلاد اليمن كانت تتجر بحاصلات أرضها مع الحبشة والهند وبلاد فارس ولهم مرافئ تجارية كبيرة ولم يعرف للأمة العربية نقود كان بها التعامل وإنما كانوا يتعاملون بنقود الدولتين المجاورتين لهما وهما الفرس والروم





صناعة العرب





أما الصناعات فكانوا أبعد الأمم عنها حتى إن البدو منهم كانوا يحتقرونها ويعيبون المحترف بحرفة وإذا تأملنا ما كان يلهج به جرير للفرزدق وكلاهما من تميم لا نجده أكثر من أحد آباء الفرزدق كان محترفا بحرفة هي جلاء السيوف وكان المعديون يعيبون أهل اليمن بدباغة الجلود ... وكان نساء العرب كافة يشتغلن بالغزل ... وكانوا يرجعون في صناعة البناء إلى عمال من الروم والفرس كما يعلم ذلك من بناء الكعبة في زمن قريش وبناء الخورنق في زمن النعمان . وأمهر من اشتغلوا بالصناعات هم أهل اليمن والحيرة ومشارف الشام وكلهم من عرب قحطان





حالة العرب الاجتماعية





الرجل في أهله :

يظلم العربي من زعم أنه كان ينظر إلى المرأة نظرة استخفاف أو إهانة فقد كان الرجل إذا أراد أن يمتدح بماله في نظر العرب المقام السامي من الكرم والشجاعة لم يكن يخاطب في أكثر أوقاته إلا المرأة الت إن رقي في نظرها فقد رضي الناس كلهم عنه وترى ذلك واضحا جليا في أشعار " حاتم الطائي " شيخ الكرام و " عنترة العبسي " شيخ الشجعان . ثم انظر إلى أي شجاع من العرب هل كان يفتخر إلا محدثا امرأة بأنه المدافع عن الحريم الحامي للحقيقة .

من ذلك يمكننا أن نقول أن علاقة العربي بأهله كانت على درجة من الرقي أكثر مما يخيل إلينا وكان لها من حرية الإرادة ونفاذ القول القسط الوافر ... وكانت عندهم أنواع من اجتماع الرجل بالمرأة قاصرة على ذوي الدعارة من الشبان الذين لا يخلو منهم زمان أو مكان لم يكونوا يطلقون عليها إلا السفاح واتخاذ الأخدان ولم يكن ذلك أمرا مستحسنا عند جمهورهم إذ المعروف عن العربي من غيرته على أهله ومحافظته على شرفه يبعد ذلك

أما معاملتهم لأبنائهم فكانت معاملة من يرى الولد ليكون له درعا حصينة يتقي بها العدو ولذلك كانوا يتخيرون لهم شر الأسماء من " كلب - أسد - ثور - فهد " وما شاكل ذلك وكان لهم من الحنو على الأبناء ما يعبر عنه قول أحدهم :

وإنما أولادنا بيننا ...... أكبادنا تمشي على الأرض

وعرف عن بعض رجال من العرب أنهم كانوا يئدون بناتهم . ولم يكن هذا في جميع العرب بل كان في بعض بطون من تميم وأسد ولم يكن بالطبع إلا في طبقة منحطة منهم لأن ذلك إنما كان من يفعله منهم من يفعله خشية الفقر وإلى ذلك الإشارة في قول الكتاب " ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم " وكان من أشراف تميم قبل الإسلام من كره الوأد وعابه وكان يشتري البنات ممن يريدون وأدهن بنوق وعرف ذلك عن غالب بن صعصعة جد الفرزدق

أما معاملة الرجل لأخيه وبني عمه دنيا فبينتها هذه الجملة الي قالوها " انصر أخاك ظالما أو مظلوما " وكانوا يسيرون عليها بمعناها الحقيقي من غير التعديل الذي جاء به الإسلام



الحالة السياسية للعرب في العصر الجاهلي

كان حكام العرب - من هذه الجهة - قسمين : القسم الأول ملوك متوجون إلا أنهم يرجعون إلى سلطان أعظم منهم فهم في الحقيقة غير مستقلين . والقسم الثاني : رؤساء عشائر لهم ما للملوك من الحكم والامتياز إلا أنهم ليسوا أرباب تيجان , وهؤلاء قد يكونون على تمام الاستقلال وقد تكون لهم تبعية لملك متوج

القسم الأول [الملوك المتوجون ] :

إذا نظرنا إلى المولعين بإرجاع التاريخ إلى الأزمان المترامية إلى الوراء وتحديد ما بيننا وبينها من السنين والأيام وجدناهم يتناقضون ولا يشعرون فإنهم يبنون هذه التحديدات على مجرد خيالات وظنون لا تغني من الحق شيئا

يقولون إن " قحطان بن عامر " المعبر عنه في التوراة بـ " يقظان " هو أول من سكن اليمن من بني سام بن نوح وكانت الأرض خلاء ويتبع هذا الكلام أنه كان متوجا لبس التاج ( سنة 2030 قبل الميلاد ) فتكون النتيجة أنه كان ملكا على نفسه أو على أولاده ثم ملك بعده ابنه ( يعرب ) وهو من أعاظم ملوك العرب ولا يدرون أن الذي يعطونه هذا اللقب لا تزيد رعيته عن ثلاثين من إخوته وبنيه .

والمسعودي صاحب [ مروج الذهب ] يقول فيه " إن أول من يعد من ملوك اليمن " سبأ " وهو الفرع الثالث لقحطان ويذكر أنه ملك 484 سنة

ومن أشهر ملوك اليمن ملكة " سبأ " وقد ورد حديثها في التوراة بلقب " ملكة سبأ " وفي القرآن بهذا اللقب أيضا .

فذكرت التوراة أنها وفدت على سليمان بن داود ملك بني إسرائيل ورأت عظمة ملكه وسمعت حكمته . والقرآن ذكر تلك الوفادة وفي سياق الحكاية ما يدل على أن ملك اليمن لم يكن بتلك الضخامة التي تبعث صاحبها على غزو البلاد النائية والاستيلاء عليها فقد خافت الملكة لما جاءتها رسالة سليمان حيث قالت : " إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون " وملك سليمان عليه السلام لم يتجاوز فلسطين وما حواليها من تلك الأصقاع . فمقدار خوف ملكة سبأ من ملك سليمان وما بينهما من هذا البون الشاسع يجعلنا نفهم مقدار القوة التي كان عليها ملوك اليمن .

وممن اشتهر من ملوك اليمن " يوسف ذو نواس " وكان يهوديا فرأى أن بعض رعيته بنجران يدينون بالدين المسيحي اتباعا لدعاة أرسلهم الإمبراطور الروماني فلم يكن من ذي نواس إلا أن أحرقهم بالنار ولما علم إمبراطور الرومان " جوستين " أمر النجاشي صاحب الحبشة المتدين بالنصرانية أن ينتقم من " ذي نواس " فبعث إليه قائدا حبشيا اسمه " أرباط " فتغلب على صنعاء ولما رأى ذلك ذو نواس أغرق نفسه في البحر خشية العار وظل " أرباط " حاكما على صنعاء من قبل ملك الحبشة ثم اغتاله قائد من قواده اسمه " أبرهة " وحكم بدله بعد أن استرضى ملك الحبشة فرضي عنه وأبرهة هو الذي جند جنوده لهدم الكعبة . ملاحظة بسيطة إخوتي قراء الموضوع : { أن اليهود هم أول من أحرق أهل الديانات الأخرى بالنار ويعيبون النازية الآن على ما فعلته بهم إن كانت المحرقة التي يبتزون العالم بها حقيقية . سبحان الله . كذابون وأفاقون منذ بدئهم

الملك بالحيرة

بعد انهزام ( دارا ) ملك الفرس أمام ( الإسكندر المقدوني ) في سنة { 232 ق . م } انحطت المملكة الفارسية عن درجة عظمتها السامية وتولاها ملوك يعرفون في تاريخ الفرس بملوك الطوائف وكان للإسكندر غرض في هذه التجزئة وهي أن يسجل على بلاد الفرس ضعفا أبديا لا يتمكنون معه من إعادة الكرّه على أملاك اليونان وقد نجح في هذه الفكرة فإن ملوك الطوائف لم تكن لهم تلك القوة المجتمعة التي كانت للفرس من قبل واستمر ملوك الطوائف يحكمون البلاد الفارسية مجزأة بينهم إلى سنة { 230 م } وهو الوقت الذي نبغ فيه " أردشير بن بابك " وشكل الطبقة الرابعة من ملوك الفرس المعروفة بالدولة الساسانية أو دولة الأكاسرة .

وفي عهد ملوك الطوائف كانت هجرة العرب من اليمن بعد { سيل العرم } واحتلوا جزءا من ريف العراق كان قبل ُ ملكا للدولة الفارسية ثم لحقهم بعد استقرارهم من هاجر من ولد " عدنان " فزاحموهم في تلك الجهات وسكنوا جزءا من الجزيرة الفراتية . فلما نبغ أردشير وجدد المملكة الفارسية وأدخل جميع مخاليفه من الفرس تحت طاعته وأعاد تلك القوة التي كانت لهم من قبل رجع إلى العرب المقيمين على تخوم ملكه فاستولى عليهم وصاروا من رعيته وكان هذا سببا في رحيله من قضاعة إلى الشام ودان له أهل الحيرة والأنبار . وفي عهد أردشير كانت ولاية " جذيمة الوضاح " على الحيرة وسائر من ببادية العراق والجزيرة من ربيعة ومضر . وكأن أردشير رأى أنه يستحيل عليه أن يحكم العرب مباسرة ويمنعهم من الإغارة عل تخوم ملكه إلا بأن يملّك عليهم رجلا منهم له عصبية تؤيده وتمنعه ومن جهة أخرى يمكنه الاستعانة بهم على ملوك الرومان الذين كا يتخوفهم وليكون عرب العراق أمام عرب الشام الذين اصطنعهم ملوك الرومان

وبعد موت " جذيمة " ولي أمر العرب " عمرو بن عدي بن نصر اللخمي " وهو أول ملوك اللخميين بالحيرة ومدتهم من سنة { 268 م إلى 632 م } وهي السنة التي فتح فيها خالد بن الوليد مدينة الحيرة .



الملك بالشام - الإمارة بالحجاز - الحكم عند العرب

1- الملك بالشام :

في العهد الذي سار فيه عرب اليمن إلى ريف العراق كان من قضاعة قبائل سارت إلى مشارف الشام وسكنت بها لأنها أرض خصبة يمكنهم أن يعيشوا فيها وكانوا من بني سليح بن حلوان الذين منهم بنو ضجعم بن سليح ويقال لهم الضجاعمة نسبة إلى أبيهم ضجعم . وكانت هذه البلاد تحت ملك الرومان بعذ غزوات الإسكندر المقدوني وفتوحاته فاصطنعهم الرومان ليمنعوا عرب البرية من العيث وليكونوا عدة ضد الفرس وولوا منهم ملوكا ومن أشهر ملوكهم " زياد بن هبولة " وقد مكثت الضجاعمة عهدا طويلا يلون أمر العرب حتى أقبل عليهم بنو جفنة الغسانيون ممن معهم من عشائر يقدمهم جفنة بن عمرو فغالب السليحيين على ما بيدهم وانتصر عليهم فولته الروم ملكا على عرب الشام الذين كانوا يقيمون بنواحي الشام وكان هذا العصر عصر اضطراب في المملكة الرومانية ويسمى في تاريخهم مدة الفوضى العسكرية وانتهت سنة 376 م .

ولم تزل الملوك تتوالى من أل جفنة على الشام وما يليه من بادية العرب بصفتهم عمالا لملوك الروم حتى جاء الإسلام وكانت واقعة اليرموك سنة 13 من الهجرة وانقاد للإسلام آخر ملوكهم ( جبلة بن الأيهم ) في عهد أمير المؤمنين " عمر بن الخطاب "

وكان لبني جفنة بالشام مدينة اقتبسوها من الروم فبنوا كثيرا من المصانع والأديرة لأنهم كانوا يدينون بالديانة المسيحية . وكان حسان بن ثابت كثيرا ما يمدحهم لأنه ينتمي إلى أصلهم وله فيهم المدح الجليلة منها قوله :

أولاد جفنة حول قبر أبيهم ... قبر بن مارية الكريم المفضل

يغشون حتى ما تهر كلابهم ... لا يسألون عن السواد المقبل

وكان لآل جفنة مواقف معدودة انتصروا فيها للروم على الفرس وصدوا عنهم ملوك الحيرة من آل نصر فكان بين البيتين أيام هائلة منها يوم " عين أباغ " ولنا محاضرات خاصة بإذن الله عن أيام العرب ووقائعهم في الجاهلية وصدر الإسلام في محاضرات منفصلة حتى نجعل القارئ على دراية كاملة بتاريخ حضارته العربية من كل الوجوه إن كان في العمر بقية بإذن الله

2- الإمارة بالحجاز :

كان يلي أمر مكة ولاة من جرهم قحطان ولما جاء إسماعيل مكة مع أبيه إبراهيم صاهرهم وكان لأولاد إسماعيل بعد أبيهم مركز محترم لما لأبيهم من بناء البيت وإن لم يكن لهم من الحكم شيء وارتحل الأزد من مأرب بعد السد , كان منهم من عرج على مكة وهو حارثة بن عمرو الملقب بخزاعة وحارب جرهم فانتصر عليهم وأجلاهم من مكة حتى قال قائلهم :

كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا ... أنيس ولم يسمر بمكة سامر

بلى : نحن كنا أهلها فأبادنا ... صروف الليالي والجدود العواثر

ووليت خزاعة أمر مكة حينا ن الزمن وفي وقت حكمهم تناسل العدنانيون وكثروا وانتشروا في نجد وأطراف العراق والبحرين وبقي بمكة أولاد فهر بن مالك وهو قرشي وليس لهم من أمر مكة ولا البيت الحرام شيء حتى جاء قصي بن كلاب وهو الأب الخامي لمحمد بن عبد الله " صلى الله عليه وسلم " فجمع شتاتهم ووحد كلمتهم فكانت لهم بذلك قوة أمكنهم أن يزاحموا خزاعة ويتغلبوا على أمر مكة ولما لم يبق إلا أمر ولاية البيت أخذه قصي من سادنه المكنى " بأبي غبشان " وهو صهر قصي ويقال أنه اشتراه منه بزق خمر ولم يكن يمكنه مثل هذه الصفقة إلا بالقوة التي كونها من عصبية فهر بن مالك وبهذا كانت له السيادة التامة والأمر النافذ في مكة وصار الرئيس الديني لذلك البيت الذي كانت تفد إليه العرب من جميع أنحاء الجزيرة ومن مآثر قصي تأسيس دار الندوة بمكة وكانت مجمع قريش وفيها تفصل مهام أمورها ولهذه الدار فضل على قريش لأنها ضمنت لهم اجتماع الكلمة وفض المشاكل بالحسنى وكان لقصي من مظاهر الرئاسة والتشريف :

1- رئاسة دار الندوة .

2- الحجابة : وهي حجابة الكعبة لا يفتح بابها إلا هو وهو الذي يلي أمر خدمتها .

3- سقاية الحاج ورفادته .

3- الحكم عند العرب في بواديهم :

كانت القبائل في نجد ما كان بالقرب من الحيرة تبعا لملك العرب في الحيرة وما كان منها في بادية الشام تبعا لملك آل جفنة بالشام إلا هذه التبعية - بالنسبة لقبائل البادية - كانت اسمية لا فعلية لأن العرب لا يطيقون أن يحكموا حكما ملوكيا يقيد حريتهم التي ليس عندهم ما يعدلها .

وكانت لهذه القبائل رؤساء منهم تسودهم القبيلة لما يظهر على أيديهم من الفعال وأعظم مسود عندهم الشجاعة والكرم والحلم ثم الثروة والعدد فمتى وجدت هذه الصفات في رجل ساد العشيرة كلها وكانت تبعا لرأيه يوجهها أنى شاء تقيم بإقامته وتظعن بظعنه وإذا دعا لحرب لا تتأخر عنه وإذا غنمت القبيلة أخذ حقوق الرئاسة والسيادة من الغنيمة يعدها لما يطرأ من النوائب وما يتحمله من الحمالات .

وقد يورث الأب الرئاسة لابنه فإذا تولى من البيت الواحد ثلاثة رؤساء ساد عرف البيت بالشرف والمجد

وعلى الجملة فقد كانت درجة رؤساء القبائل في قومهم كدرجة الملوك ولولا ما كان يحصل من المنافسة في السيادة بين أبناء العم من الرؤساء لكان تحكم السادة شديدا ولكن تلك المنافسة كانت تدعوهم إلى بذل الندى وإكرام الضيف والدفاع عن العشيرة ليشتهر ذلك على ألسنة الشعراء منهم فيهتفون بأسمائهم مادحين والشعر كان له أعظم التأثير في قلب العربي يحركه كما يحرك الهواء ريشة في الجو
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عاطف الجندى
المدير العام
المدير العام
عاطف الجندى


الدولة : مصر
الجوزاء عدد الرسائل : 14290 الهواية : الشطرنج
نقاط : 13287 تاريخ التسجيل : 01/05/2007
بطاقة الشخصية
مرئى للجميع:

سلسلة [ تاريخ الحضارة العربية ]حلقة (1) Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة [ تاريخ الحضارة العربية ]حلقة (1)   سلسلة [ تاريخ الحضارة العربية ]حلقة (1) Icon_minitimeالجمعة ديسمبر 18, 2009 5:38 pm

بارك الله فيك اخى الغالي عبد الله
دراسة وافية و جهد رائع
تقبل خالص الود
أخوك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://elgendy.ahladalil.com
 
سلسلة [ تاريخ الحضارة العربية ]حلقة (1)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فكر الحضارة
» نوح تاريخ
» تاريخ امه
» تاريخ لم يختم بعد !
» (ابنة العم) في تاريخ العشاق من الشعراء!!

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
عاطف الجندي :: منتدى الإبداع الأدبى :: نقد ومقالات-
انتقل الى: