الدراما التليفزيونية والشباب

هل
أصبحت الدراما في أيامنا هذه هي جليس السوء للشباب ذلك الجليس الذي حذرنا
منه الرسول صلي الله عليه وسلم، الدراسات الاجتماعية والبحثية تؤكد
التأثير الخطير والسلبي لبعض أنواع الدراما علي سلوكيات الشباب، وقديما لم
يكن يخلو فيلم عربي من مشهد للبطل وهو يجلس الي البار في كباريه يتعاطي
الخمر كلما ألمت به ضائقة أو واجه مشكلة، الآن المشهد اختلف وأصبح أخطر
فأغلب الافلام كما تقول الدراسات يتعاطي فيها الشباب شتي صنوف المخدرات
ولايخلو فيلم من مشاهد لهم وهم يتعاطون ويتراقصون. وفي دراسة حديثة للمركز
القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية اجراها بالتعاون مع صندوق مكافحة
وعلاج الادمان والتعاطي وجد انه يوجد تكثيف لمشاهد تعاطي المخدرات بجميع
أنواعها في الأعمال الدرامية، فقد بلغت 1239 مشهدا موزعة علي 113 فيلما،
وتبين ان 46 % من هذه الأفلام يتراوح عدد مشاهد التعاطي فيها مابين 10 و20
مشهدا، مما يعكس تزايد حجم مشاهد التعاطي، وفيما يتعلق بالدراما
التليفزيونية وجد من خلال تحليل 12 مسلسلا اشتملت علي 379 حلقة عرضت خلال
شهر رمضان عام 2004 انه لم يخل مسلسل واحد من مشهد علي الأقل من مشاهد
تعاطي المخدرات وبلغ اجمالي المشاهد 197 مشهدا، وقد زادت المشاهد عن 20
مشهدا في 5،21 % من هذه المسلسلات ووجد ان غالبية دوافع التعاطي هي
التسلية والترويح عن النفس، كل ذلك يدفعنا لتساؤل عن دور الجامعات
والهيئات المسئولة عن تشكيل عقل ووجدان الشباب وتنميته في وضع حد لهذا
التدمير لاخلاقيات الشباب وعن موقف الدين من كل هذا ودوره في تحجيم هذا
التدمير لشباب المستقبل.
اعتقاد خاطئ
في البداية يوضح لنا فضيلة الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر موقف
الاسلام من تعاطي المخدرات قائلا: ان المخدرات من الخبائث التي حرمها
الدين صيانة للأفراد والجماعات فهي مضيعة للمال ومفسدة للصحة وقد انتشر
تعاطي المخدرات في المجتمع الاسلامي وخاصة الحشيش منذ فترة من الزمن بسبب
الاعتقاد السائد بأن الشريعة الاسلامية لا تحرم تعاطي المخدرات، وهذا
الاعتقاد مرده في الواقع الي أن القرآن والسنة لم يتعرضا للمخدرات وهذا
أمر طبيعي، فالمخدرات لم تكن معروفة عند نزول القرآن في حياة النبي صلي
الله عليه وسلم.أما وقد ثبت ان المخدرات أيا كان نوعها تؤثر سلبا في أجهزة البدن من حيث
القوة والحيوية والنشاط كما يؤثر تعاطيها تأثيرا متفاوت الدرجات في
الوظائف العقلية للفرد وانتهت الدراسات الحديثة الي أن الحشيش مادة خطرة
يجب تجنب تعاطيها.. لكل ماسبق فإنها حرام فأركان قياس المخدرات علي الخمر
متوافرة، فينسحب حكم الخمر وهو التحريم علي المخدرات .
أما فضيلة الشيخ عمر الديب وكيل الأزهر فيري أن للدراما والاعلام بصفة
عامة دورا مؤثرا في الشباب والمجتمع كله، وبالنسبة للشباب فهو يحتاج من
المجتمع الي رعاية خاصة فعندما يشاهد الشباب فيلما أبطاله يتعاطون
المخدرات، أو يمارسون الإدمان لأي شيء، فإن ذلك يمثل جزءا من ثقافتهم، ومن
هنا يجب علي وزارة الثقافة والاعلام مراجعة تلك الاعمال التي تشكل شخصيات
المشاهدين وتنقل اليهم عدوي الادمان، ويؤكد فضيلته ان رجال الدين من
جانبهم عليهم دوركبير في توعية الشباب بمخاطر الادمان، ووظيفتهم لاتقتصر
علي توعية الشباب بل انهم مطالبون أيضا بتوعية وسائل الاعلام وخاصة
المنتجين للأْعمال الدرامية بأن ينتبهوا الي خطورة مايقدمون باسم الفن
والدراما الي هؤلاء الشباب الذين يقومون بتقليد الأبطال في سلوكياتهم،
وحول امكانية قيام الأزهر الشريف بإنتاج أعمال درامية راقية مثلما تفعل
المؤسسات الدينية في الخارج، قال ان الأزهر لاينتج أفلاما ولكنه يقوم
بدوره في الدعوة والتوعية من خلال اصدار الكتب والمشاركة في المحاضرات
والأحاديث والمؤتمرات في وسائل الاعلام المختلفة بهدف محاربة الادمان بين
الشباب .وعلي الصعيد الاجتماعي تقول الدكتورة نجوي الفوال مدير المركز القومي
للبحوث الاجتماعية والجنائية إننا نريد أن نقوم ببرنامج طموح وحملة فورية
لمكافحة المخدرات والادمان ولكن الميزانية لاتسمح، لذا نبحث عن راع لهذه
الحملة، كما نقوم بتدريب الدعاة ونضع مشكلة الادمان علي أجندتهم كما قمنا
بالتعاون مع كلية الاعلام وصندوق مكافحة وعلاج الادمان والتعاطي بتنظيم
مسابقة لأفضل تحقيق صحفي أو مسموع أو مرئي قصير حول الادمان. ويقترح
الدكتور محيي الدين أحمد حسين أستاذ علم النفس بجامعة القاهرة حلولا ينبغي
أن تتبناها المؤسسات التعليمية والمؤسسات الدينية ووسائل الاعلام قائلا:
فيما يتصل بالمؤسسات التعليمية ينبغي تنمية مهارات وقدرات التلاميذ
والطلاب الفنية والاجتماعية ليتعلموا كيفية شغل أوقات فراغهم، أيضا ينبغي
الاهتمام بالجوانب التربوية قدر اهتمامهم بالجوانب التعليمية للتخلص من
صور الانحرافات السلوكية لديهم، كما ينبغي العودة الي نموذج التكامل بين
المدرسة والبيت كخطوة في اتجاه تخليق الصلاح للأبناء هذا فيما يتعلق
بالمؤسسات التعليمية وهناك دور مهم يقع علي عاتق المؤسسة الدينية لتحصين
الشباب ووقايتهم من الانحرافات العامة، فعلي سبيل المثال ليس مطلوبا من
الدعاة أن يستوعبوا حقائق الادمان وفنياته المتخصصة اذ لاقبل لهم بذلك،
وانما عليهم أن يتعاملوا مع منابع الانحراف في صوره المختلفة وأن ينالوا
التدريب الملائم في المسؤسسات العلمية المتخصصة حتي تتكامل لديهم المعلومة
الدينية مع العلمية.

ربنا يكفينا شر أصدقاء السوء
شكرا لك يا أختى الفاضلة
تقبلى مرورى

شكراً لكِ يا غالية
جزاكِ الله كل خير
Shocked

» قناة الدراما