سراب / مشاركة أولى

أبو القوافي كتب:

سيدي الكريم د. جمال مرسي
الشعر موهبة فطرية وقريحة عبقرية تظهر كمنحة إلهية يتحلى بها الشاعر وكل من دخل عالم الشعر من الشعراء الموهوبين دخل ممتلكا تلك الآلية الفطرية ومن هنا تكون العتبة الفارقة بين شاعر وآخر ...
من الشعراء من يكتفون بتلك القريحة الفطرية ويقفون عند مرحلة الوجدان الفطري ويعيشون عمرهم الشعري يتخذون تلك الموهبة مطية يعبِّرون ويعبرون بها ومن ثم ومع استهلاكها تنضب وتقف خلال الرحلة الشعرية وتتعطل لعدم وجود الروافد التي تدعمها ...
ومن الشعراء من يدركون أن تلك القريحة الفطرية ما هي إلا المادة الخام التي يجب عليهم أن يعيدوا تشكيلها ودعمها بكل الروافد الممكنة حتى تتحول من مجرد موهبة فطرية إلى طاقة عبقرية موجهة يستطيع الشاعر أن يطلقها أنى شاء له وتوجيهها لما يشاء فيتحقق الأمل المنشود في الشاعر بأن يصبح " تلك القوة الوجدانية الفكرية التعبيرية القادرة على التأثير في سلوك المجتمع المحيط " وهذه المرحلة من النضج حقيقة لا يملكها سوى من خاض طريق الشعر فبلغ به منتهى الإبداع الشعري ...
هنا يكون الشاعر قادرا على توجيه وجدانه وتحريكه نحو القضايا وحسن استغلال طاقته الوجدانية بدلا من تبديدها في تعبير مركز موجه إلى نفس دائرة الانطلاق التي أتى منها وجدانه ... ولكن الشاعر الذي يصل إلى مرحلة النضج الموجه هذه يتخذ من بؤرة الانطلاق الوجداني منطلقا يتحرك من خلاله إلى مس قضايا أشد رحابة من بؤرة المنطلق وكأن البؤرة الوجدانية تحولت من مجرد هدف إلى وسيلة ومنبع ينهل منه الشاعر زادا وطاقة لتوجيه تلك تجاربه لما يشاء من أهداف فقد يرى الشاعر حادثا في الطريق فتعبأ نفسه بحالة من الوجدان تجاه ما رأى من مأساة فيكون بين أمرين إما التعبير عن الحادث في حد ذاته وتوجيه طاقته وإهدارها في نفس بؤرة انطلاق الشعور وإما حسن استغلال تلك الفورة الوجدانية وإعادة توجيهها إلى أمر أكثر شمولية مع الحفاظ على ذاتية الشعور النابع من الحالة وهذا حقيقة من يمكن أن يطلق عليه " المعادل الموضوعي " فالخروج من منتهى الذاتية إلى منتهى العمومية دون فقد المسحة الذاتية التي تحقق لذة الاستقبال لهو منتهى العبقرية الشعرية ولكي يتحقق ذلك المبتغى لدى الشاعر لابد وأن يكون حكيما ملما بمقابض تجربته قادرا على توجيهها التوجيه السليم المنضبط بمعنى قدرته على تحقيق الانفتاح الدلالي خلال دراما القصيدة محافظا على خاصية الإيهام متحريا عدم السقوط في دائرة الإبهام وأنتم تعرفون جيدا الفرق بين الإيهام والإبهام الشعريين كل هذا يكون من خلال امتلاك القوالب التعبيرية الثرية الغنية التي تحقق للشاعر القدرة على انتخاب تلك القوالب وحياكتها حتى يخرج المعنى القويم في المبنى السليم وتلك القوالب تتمثل في تلك القدرات البلاغية العالية والقدرة على ابتكار واختلاق السياق البلاغي القادر على حمل المعاني إلى المتلقي محققا عنصري الدهشة والإبهار ثم امتلاك الشاعر معجما لفظيا يؤهله لانتخاب اللفظ وامتلاك البدائل المعجمية القادرة على حمل معانيه ثم القدرة اللحنية الخارقة التي تحقق له الموسيقى التصويرية الموحية بروح الحالة الشعرية التي مر بها وهنا أقول أن القالب الموسيقي العربي القويم المتحقق في بحور الشعر العربي الرصينة لهو خير الأوتار القادرة على تحقيق إيقاع الحالة الشعرية لما فيه من ثراء لا يدركه إلا من بلغ رأس الحكمة الشعرية
سيدي هذا مرور عام على تلك الفريدة الشعرية ولي عودة تفصيلية أحقق كل ما ذكرتُ تطبيقا عمليا على تفاصيل تلك الحالة الشعرية التي تستهلك من يريد أن يقرأها ويغوص في كوامنها فادع لي ربك يخرجني منها على خير فكم من قصيدة أهلكت قارءها لا لشيء إلا لما حملته من مكامن الإبداع والتفرد وخرق الدوائر العادية واختراق دوائر الخلود الشعري ...
فانتظرني في قراءة كاملة لتلك الفريدة ولو بعد حين فلن أبرح حتى أخرج منها بجل ما تحمله من مكامن الإدهاش والعبقرية

تلميذكم
عبد الله جمعة

أستاذي القدير عبد الله جمعة
بداية دعني أعتذر عن تأخري في الرد على هذه القراءة العامة في أعماق الشاعر
ثم دعني أشكرك من صميم القلب عليها فقد أفدتني بها كثيرا و فتحت لي آفاقا ما كانت لتتفتح لولا هذا الدرة الثمينة .. و هكذا أتلمس العلاقة الوطيدة بين الشاعر من ناحية و بين الناقد من ناحية أخرى و كذلك بينه و بين المتلقي الواعي لما يقرأ أو يسمع . و هنا رأيت فيك ملكة النقد العالية لديك فحماك الله و حفظك تسير جنباً إلى جنب مع ملكة القراءة الواعية لأعماق النص الأدبي بالإضافة لما يدور في أعماق الشاعر و ما يختلج بصدره .
قرأت الجزء الأول و الثاني من القراءة النقدية في القناديل و أتمنى أن أسعد و يسعد بها الزملاء الكرام هنا في منتدى عاطف الجندي أيضا فهي لعمري واحدة من أجمل الدراسات النقدية التي قرأتها مؤخرا لعمل ما .
شكرا لك من القلب
و تقبل ودي و احترامي

محمد الزينو السلوم كتب:

الشاعر الكبير الكتور جمال مرسي المحترم
تحية الورد والود التقدير وبعد:
أشكرك..قصيدة رائعة بكل المقاييس من حيث الشكل والمضمون وقد سبقني الأخوة في قراءاتهم ..!
وأهم ما فيها هذه المفارقات البديعة.. واللغة الشعرية الرائعة..وأقول بأعلى صوتي:لو لتكن عاشقاً لما غزلتها بحرير روحك.. ورسمت بالكلمات ما يعجز عنه الفنان نفسه..فاح الشذا من ورد كلامك العذب..هي بجد سيمفونية غنائية رائعة..!
حفظكم ورعاكم الله ..!
تحياتي
وإلى اللقاء.!؟م

أخي الحبيب و شاعرنا الكريم محمد الزينو
أسعدتني كثيرا بمرورك و رأيك الجميل في القصيدة
و من منا يا رفيق الشعر ليس عاشقا
كلنا عاشقون للحرف الجميل و الشعر الآسر و لذا تجدنا نسعى إليه دائما إينما كان
شكرا لك
و تقبل ود أخيك و تقديره

استاذنا الشاعر الكبير
والاخ الفاضل
الدكتور جمال مرسى

بعد مرورى المتواضع على قصيدتك الرائعة
وقراءتى تعليق
اساتذتى الشعراء عليها

اخجل ان اعلق بعدهم
ومن انا كى اقول رايى او اعلق على قصيدة
استاذا ومبدعا كبيرا مثلك

ولكن هو حب المشاركة والاستفادة من هذا الابداع الرائع
تقبل مرورى المتواضع ولك كل الشكر على هذا العطاء الجميل المتميز
لمنتدانا الجميل

زينات القليوبي كتب:

مذ إستمعت .. واستمتعت .. وحفظت ..
رائعة الشاعر الدكتور إبراهيم ناجي (الأطلال ) عام 1966
بدأت رحلتي التي إستمرت 43 عام .. مع إستقبال وإرسال / الشعر ..
وطوال هذه السنوات .. التي طالعت فيها آلاف الدواوين والقصائد ..
لم يستطع / شاعر .. أن يستقطبني أبداً ..
من ( رومانسية العشق ) في شعر ( إبراهيم ناجي ) .. حيث عكفت علي كل ماكتب
حتي صار .. بلا منازع
( قبلة ) مشاعري .. كلما يممت قلبي شطر .. إستحلاب رحيق ( مملكة العشق ) !!!
***
حتي شاء قدري .. أن أطالع اليوم .. رائعة الشاعر الدكتور / جمال مرسي
( ســـــــــراب )
!!!
تلك الرائعة التي تنفست فيها ( طزاجة الحالة الرومانسية ) .. لأول مرّة !!!
حيث تعايشت طوال عمري مع حالات ( الرومانسية المُعلبة ) !!!
حيث رحل
( شاعري الرومانسي االمتخصص الأوحد ) .. قبل أن آتي ( أنا ) للعالم بشهرين !!!
ولحظ قلبي العاثر .. عرفت نبأ رحيلة .. بعد أن عشت الفترة من 1966 حتي 1970 ..
أتلهف .. للقاءه .. وجهاً لوجه .. وربما .. قلباً .. بقلب !!!
...
حيث باغتني النبأ .. في صباح خؤن .. لم يكن .. ينبئ / بحزن ..
فهي .. حصة النصوص الأولي .. لنا في المرحلة الثانوية
قالت المعلمة / إفتحوا كتاب النصوص .. علي قصيدة ( العودة ) للشاعر إبراهيم ناجي !!!
تقافزت دقات قلبي فرحاً .. تلعثمت يدي الضريرة .. أثناء محاولاتها المتكررة لفر الصفحات
بحثاً عن الصفحة المنشودة ( منذ زمن ) وقع مني الكتاب ثلاث مرات !!!
أنتبهت معلمتي .. فنبهتني للبحث عن رقم الصفحة في الفهرس ..
يالله .. كيف غاب عني هذا المُسعف الطيب المسمي / فهرس !!!
هاهي ضالتي .. ياالله .. أنها أول قصيدة ألتقي فيها .. بناجي .. مذ تلاقينا .. في .. الأطلال !!!
تماوجت مشاعري طرباً .. وأنا أطالعها بقلبي قبل عيني .. أستعيد قراءة البيت مرات .. ومرات
تنتهي صفحتها الأولي .. وقبل أن أقلب الصفحة .. تسقط عيني فجأة .. فوق الهامش
رحل الشاعر / إبراهيم ناجي في 28 / 3 / 1953
وما هي إلا شهقة تبعتها صرخة ..
ليسقط قلبي .. بعدها .. في غيابة الحزن صريعاً .. وتسّاقط أدمعي الحارة
تنعيني .. وتنعيه !!!
***
واليوم ..
هاهو .. صباح ( ليس جديد ) ككل الصباحات المتكررة لسنوات ..
والتي .. ماعادت تنبئ .. بأي .. فرح !!!
أجلس كعادتي لأتصفح المنتدي .. أقرأ لكافة المبدعين .. وأسجل إنطباعاتي .. في تعليقات
آآمل دائماً .. أن تسجل لهم .. صدق الإهتمام .. وحميمية .. المتابعة .
أطالع أسم الشاعر الدكتور / جمال مرسي .. أتذكر أنني سمعت ثناءاً علي شخصه .. من عزيزين
أثق في رأيهما .. ثقة غير محدودة
هما أخي وشاعري / عبد الله جمعه .. وأختي وشاعرتي / فوزية شاهين
أقرر بلا مقدمات البحث عن ( نصوصه ) .. أطالع نصه الأول ( سراب ) !!!
يأتيني / الفــــــــــــــــرح !!!
في صباح لم ينبئ أبداً منذ سنوات سحيقة
بأي ..
فرح !!!
...
الجميل الذي أعاد إليّ ذاكرة الفرح شاعري د. / جمـــــــــــال مرسي
شكراً رائعاً وعميقاً
لكل هذا .. الجمال
وكل هذا ..
الفرح
!!!
زينات القليوبي

سيدتي الكريمة زينات القليوبي
أسعد الله صباحك بكل الخير و البهجة
حقيقة لا أدري ماذا أقول و قد أسبغتِ عليّ من نعمة حرفك البهي فأسرتني بكلماتك .
أين أنا من هؤلاء الكبار أخت زينات ، أين أنا من صاحب الأطلال بدفئه و روعة إحساسه
ما أنا إلا شاعر يتلمس خطاه على طريق الشعر .. و الشاعر قد تخرج منه فلتات شعرية كهذه التي بين يديك و لكني أدعو الله أن تستمر تلك الفلتات الشعرية . أشكرك من كل قلبي على ما قلتِهِ بحقي و هي شهادة كبير أعتز بها و أفخر .
و أشكر أخي الكريم عبد الله جمعة و الأخت الفاضلة فوزية شاهين عبر هذا الرد على ثقتهما التي منحاني إياها
مرة أخرى .. سعغدت بوجودك في متصفحي و أتمنى أن أكون عند حسن الظن دوما
مودتي و احترامي

فوزي الشربيني كتب:

استاذنا الشاعر الكبير
والاخ الفاضل
الدكتور جمال مرسى

بعد مرورى المتواضع على قصيدتك الرائعة
وقراءتى تعليق
اساتذتى الشعراء عليها

اخجل ان اعلق بعدهم
ومن انا كى اقول رايى او اعلق على قصيدة
استاذا ومبدعا كبيرا مثلك

ولكن هو حب المشاركة والاستفادة من هذا الابداع الرائع
تقبل مرورى المتواضع ولك كل الشكر على هذا العطاء الجميل المتميز
لمنتدانا الجميل

أخي الحبيب فوزي الشربيني
و لأنك كبير و كريم فقد آليت إلا أن تقول مثل ما قلت
يا أخي ليس بيننا في عالم الشعر صغير و كبير .. كلنا محبون للشعر و للكلمة الصادقة الطيبة نقرأ لبعضنا البعض و نشجع بعضنا البعض و لهذا فأنت كريم و كبير معنا و بيننا لأنك شرفتني بقراءتك لقصيدتي حتى و إن لم تعقب
دمت لأخيك بود و ألق
و أهلا بك دائما
محبتي

الشاعر الرائع د /حمال مرسى
عود إلى العصر الجميل عصر الغزل الراقى والرومانسية العفيفة (العصر العباسى )
قصيدة ستظل مرجعا لكل العاشقين
ولكن لى ملاحظة أرجو الرد عليها
(واخضوضرت فى القلب أشجار الضنى )
هل يمكن أن ينمو الضنى ليملأ القلب خضار
فما الذى كنت تقصده من هذا التشبيه
ولكن هذا أبدا لا يقلل عندى من روعة القصيدة
أحييك مرة أخرى وأقف إجلالا لرائعتك

أفادكم الله تعالى أستاذنا الفاضل