سراب خادع

حبيبى ، ماذا تفعل؟ لقد تأخرت كثيرا ، وأنا فى قمة احتياجى وشوقى اليك.

لكنى لا أريدك فى عالمنا هذا ، فقد سئمت المكر والخداع ، سئمت الظلم بكل أنواعه وأشكاله.

أريدك معى فى عالمى أنا ، وعالمى لايعرف الظلم، هادىء سالم ، رقيق النسمات . فهيا معى

أنا فى انتظارك ، سأعد العدة للرحيل ، أمتعتى وأمتعتك سنضعها فى حقيبة واحدة ، وسأملأها بالحب

والخير والسلام وطمأنينة النفس .

غطاء واحد سيكفينا ، فدفء قلوبنا سيغنينا عن كل أغطية الدنيا .

قليل من الطعام والماء ، فسوف نغذى أرواحنا لا أجسادنا .

أتدرى ياحبيبى ماهو عالمى؟؟؟؟؟؟؟؟

انه عالم الروح ، فهيا معى.

سنحلق سويا فوق البحار ، والمزارع ، والحقول ، فوق العالم ، كل العالم ، فوق البشر ، كل البشر

وسنصل دون عناء أو مشقة لأننا سويا فهيا يا أملى البعيد.....

ها نحن ذا قد وصلنا ، لا ، لا تجلس ، لا تسترح ، فأمامنا من المهام مالم يدع لنا مجالا للبقاء

أريد أن أريك عالمى ، ولكن أولا دعنى أخذك من يديك الحانيتين لنبدأ حياتنا هنا برقصة هى رقصة

الحياة.

صوت الموسيقى الهادىء يخلب الأذهان . أترى ياحبيبى فى هذا المكان الخلاب سنحيا.

فانظر بعيدا بعيدا ، انها الأشجار الخضراء وارفة الظلال .

انظر بعيدا أكثر وأكثر فهناك أملنا الذى بنيناه ، وحلمنا الذى زرعناه قد أصبح حقيقة بين أيدينا

انهض مسرعا ، انظر ، انظر ، هل ترى ما أراه؟؟؟

انه الحلم والأمل.

انها طمأنينة النفس وسكون الروح تأتى الينا مسرعة .فافتح ذراعيك للأمل ، افتح ذراعيك معى

لاستقباله.

اركض معى فى تلك الحقول ، اقطف معى من ثمارها فأنا جوعى لطعام يحيى الروح لا الجسد

وعطشى لشراب يروى ظمأى للحب والحنان والرحمة.

هيا حبيبى، هل انتهيت؟؟؟؟ انك لم تأكل جيدا .

ماذا؟؟؟؟ هل سئمت طعام عالمى؟ انه ليس ككل الطعام.

ها، تريد أن تنام؟

أنا أيضا أريد أن أنام طويلا طويلا

انتظرنى .. سأتى بالغطاء ، وسأنام على يديك فلا توقظنى .

وذهبت فى ثبات عميييييييييق

وحين استيقظت تحسست ما حولى ، فلم أجده فهل كنت وهما قاتلا أم كنت بصحراء عمرى

سراب خادع؟