| عادل سند ونظرية التقمُّص الشعري | |
|
+3وداد الهوارى القطة السوداء عبد الله جمعه 7 مشترك |
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
عبد الله جمعه عضو مجلس الإدارة
الدولة : عدد الرسائل : 2257 نقاط : 2468 تاريخ التسجيل : 10/06/2009 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: عادل سند ونظرية التقمُّص الشعري الثلاثاء يوليو 28, 2009 6:07 pm | |
| هل الشاعر الحقيقي هو من يمر بالحدث بذاته حتى يصوغ لنا تجربة ذاتية تعبر عن انفعاله الصادق بالحدث ؟ أو بمعنى آخر ؛ هل معيار الصدق الفني في التجربة الشعرية يسلتزم مرور الشاعر بصفته وذاته بالحدث حتى يعبر بصدق عن الحدث ؟ من المجحف جداً أن نقول نعم ؛ فمعيار الصدق في التجربة لا يستلزم بالضرورة أن يمر الشاعر بالحدث حتى يعبر بصدق عنه , فالشاعر الحقيقي هو الذي يستطيع الانفعال مع الحدث حتى ولو لم يره رأي العين ومن هذا المنطلق خرجت بقضية ( التقمص الشعري ) فلو جئنا بممثلٍ وطلبنا منه أداء دور ما حتى وإن كان هذا الدور لا يتواكب مع تركيبته النفسية فمن المؤكد سنحكم عليه بالفشل إن رفض هذا الدور فكم من نجوم الفن التمثيلي لعبوا أدواراً مغايرة تماما لتركيباتهم النفسية ولكنهم برعوا في تقديم هذه الأدوار حتى جعلوا جمهور الفن التمثيلي يصدق أنهم يتملكون تلك المقدرات الشخصية في حقيقتهم فمن نجوم الإبداع من قدَّم لنا تشخيصا للشر وجعلنا نؤمن بأنه شرِّيرٌ حتى النخاع وهو في حقيقة أمره بعيدٌ كلَّ البعد عن صفات الشر بل علمنا من خلال قراءتنا لترجمات الكثير من نجوم الشر في السينما أنهم في حياتهم الواقعية كانوا جبناء يخافون حتى من الجلوس في الظلام . إن الشاعر الحقيقي هو ذلك الممثل في الكادر الشعري الذي يستطيع أن يتقمص الأدوار ويلعبها داخل تجربته بانفعال صادق يذهب بنا إلى التصديق بأنه قد عايش تلك الأدوار التي يؤديها في شعره , وشتان بين المعايشة والتعايش فمعايشة الحدث رؤيته رأي العين والتعايش اختلاق بيئة الحدث والتعايش معها وقد يعايش الشاعر الحدث فلا يستطيع التعبير عنه بالقوة المطلوبة وقد يتعايش الشاعر مع حدث لم يره فينفعل له انفعالا صادقا فيؤديه بصورة تجعلنا نصدق أنه قد عايش الحدث تماماً وهذا هو مفهوم ( التقمص الشعري ) الذي أردت التعبير عنه في قراءتي هذه . و(عادل عوض سند ) يمثل اللاعب رقم واحد في دائرة الشعر العامي الذي يتعايش مع الحدث فيحقق ( التقمص الشعري ) خير تحقيق وينقلنا معه إلى درجة الإيمان والتصديق أنه قد عايش الحدث أو الأحداث التي يعبر عنها في تجربته . ولأجل الدرس والمنفعة لسنا هنا لإثبات قدرة (عادل عوض سند ) على التقمص ؛ فالقدرة ثابتة له دون أن نسعى إلى إثباتها فجمهوره يعلم ذلك جيدا وينتظر سماعه حتى يتعايش معه في تجاربة التي تأخذه من دائرة وعيه إلى دائرة الحدث المتحرك داخل التجربة فلا يفيق ذلك الجمهور إلا مع نهاية العرض الشعري لعادل عوض سند , ولكننا حين نتعرض لكبار الشعراء إنما نسعى إلى تحقيق هدفين : الأول : وضع أيدي الجمهور على مواطن الإبهار الشعري فالجمهور يتفاعل ويتعايش ويئن ويصرخ مع كل تجربة يقدمها عادل عوض دون أن يقف على مكامن الإبهار تماما كما يفعل جمهور السينما حين يصرخ ويئن مع المشاهد التمثيلية للفيلم دون أن يلم بتقنية الإخراج والتصوير والسيناريو إلخ . الثاني : إنارة الطريق للشعراء البادئين في طريق الإبداع الشعري ليقفوا على أن الكائن الشعري لا يأتي من فراغ وإنما يتأتى بوقوف الشاعر على دعائم الإبداع الحقيقية . وأيَّاً ما كان الأمر وبعيداً عن الإطالة والإسهاب تعالوا لنقف على أسرار ( التقمص الشعري ) عند عادل عوض سند . لقد استند عادل عوض سند على عدة ركائز فنية جعلته يدخل دائرة ( التقمص الشعري ) بمنتهى البراعة والإتقان ومن تلك الدعائم :
1-الوجدان الفطري :
فهو يملك وجداناً فطرياً قادراً على الانفعال السريع مع الحدث وهذا النوع من الوجدان نتيجة سيولته الشديدة وخفة جزيئاته يصبح وجداناً سريع التوتر لأقل المثيرات فإذا انفعل لا ينفعل لكليات باهتة وإنما ينفعل لأدق جزئيات الحدث فيصبح قادراً على نقل هذه الجزئيات فيحول المشهد إلى صورة تمثيلية قد التقطت بكاميراً دقيقة التقنية فنرى كل جزيئات الحدث الذي ينقله لنا وأهم ما يبين لنا ذلك من قصيدة ( شهقة خوف ) يقول :
وباتخيِّلْ لخصرك لَفُّه بإيديَّه وانا باهمسها في ودانك وحشتيني وانا جايلك شغلتيني
وصلت لدورك الرابع ولسَّه ح ادوس زرار بابك وانا ناسي بإنك ساكنة في السابع وقفت كتير على بابك وفين جيتي
فتحتي لي وشهقة خوف حبستيها وشفت الدهشة في عيونك وزاد الوسع في جفونك ورعشة إيد على صدرك
إن المتأمل لهذا المشهد يستشعر كمَّ التفاصيل المتناهية في الصغر التي يحاول عادل عوض رصها بحرفية عالية لينسج من خيوطها في النهاية صورة متكاملة البناء لا ينقصها خيط واحد إن الذي دفعه إلى امتلاك تلك المقدرة العالية على رؤية التفاصيل ومن ثمَّ وصفها لنا إنما مرجعه ذلك الوجدان الفطري سريع الانفعال سريع التأثر
2-النضج الوجداني الموجَّه :
وعادل عوض سند من أولئك الشعراء الذين بلغوا هذه المرحلة من ( النضج الوجداني الموجه ) حيث أنه قد وصل إلى مرحلة من ترويض الوجدان يستطيع من خلالها أن يجعل من وجدانه مطية مروضة يحركها أنى شاء لما شاء حيث يختلق لذلك الوجدان دائرة التأثر ويدفع ذلك الوجدان دفعا إلى تلك الدائرة فيطاوعه وجدانه طاعة الفرس المروض الذي يستجيب لصاحبه في كل ما يأمره به وحين يدخل ذلك الوجدان الموجه دائرة التجربة يبدأ الوجدان الفطري في الحركة والتفاعل مع أحداث التجربة حتى وإن كانت مختلقة لم يعايشها الشاعر ويتجلي ذلك لنا في تجربته ( جرعة وطن ) حيث يتعايش فيها عادل عوض سند مع غرفة فقيرة يصف لنا فيها أدق تفاصيل الحالة ومن يقرأ هذه التجربة يستشعر أن عادل عوض سند قد عاش في تلك الغرفة التي يصفها ومات فيها دون أن يرى للرفاهية مشهداً ونحن نعرف أن عادل عوض سند ليس ثرياً ولكنه ليس فقيراً ذلك الفقر المدقع الذي رسمه لنا في جرعة وطن حتى يصل بنا إلى الحكم بأن الذي عايش تلك الغرفة طيلة حياته لا يستطيع أن يصفها لنا بنفس الدقة التي وصفها بها عادل عوض سند . يقول في تلك القصيدة واصفاً حجرته الفقيرة التي يعيش فيها :
أوراق جرايد مهملة بابْرُم ساعات منها الكتير ونسد بيها شقوق في بابي مبيِّنة كل اللي رايح واللي جاي واهو منها بافرد ع الحيطان علشان ما اعلَّق هدمتي مسمار وشابك بنطلون مش فاكره كان من أي لون
قَرَّب يقع رغن الجيوب الأربعة ما شافيتش عملة من زمن ورموز لمصر الخالدة صورة قديمة للهرم والنيل كمان فوق مِنُّهم صورة ( جمال )
ورفِّ شايل كام كتاب هلكان ومال على كرسي راحت قاعدته ورجل واقعة من سنين خاصمت وسابت ركبته باشحَطْها في الباب واقفله والراس تدور وأأقول خلاص حان الأجل
إن هذه المقدمة الوصفية التي استهل بها عادل عوض سند قصيدته تؤكد لنا أمرين في غاية الأهمية : 1-درجة السيولة الوجدانية الهائلة التي تنفعل لأدق التفاصيل وتذهب إلى التعايش معها 2-قدرته الخارقة على توجيه وجدانه إلى التعايش مع الحدث على الرغم من إنه لم يمر بذلك النوع من الفقر المدقع ولم يعش في غرفة كهذه .
3-القدرة على الاستدعاء :
إن التجربة الشعرية القوية إنما هي استدعاء لحدث وقع وانتهى بحيث يكون قد دخل دائرة الخبرة المُنْقضية في وعي الشاعر ولكي أكون واضحا فاسمحوا لي أن اضرب لكم مثالاً على ذلك : إذا رأى شاعر منا حادثاً في الطريق وأخرج وقة وقلم ودون أحاسيسه الوقتية على ما راى من حادث فإنه لن يكون ناضجا بقدر شاعر آخر شاهد الحادث ثم عاد إلى بيته واختزن المشهد في ذاكرته ثُم قام باستدعاء الحدث والتعبير عنه . وعادل عوض سند لديه قدرة عالية على اختزان الخبرة المعرفية داخل عقله اللاواعي حتى إذا جاء وقت الاحتياج إليها يستدعي من خبرته المعرفية كل الروافد اللازمة لتلك التجربة ولو وقفنا على تجربة ( جرعة وطن ) ووصف تلك الغرفة المتهالكة وغصنا في خبرات عادل سند المعرفية لوجدناه ربما قد اختزن تلك الغرفة من مجموعة مشاهد رآها في حياته ولكنها ليست بالضرورة أن يكون قد رآها مجتمعة في غرفة واحدة فربما قد رآها في عدة غرف فقيرة في مشاهد متفرقة غير مجتمعة ولكن قدرته العالية على الاستدعاء قامت باستدعاء مفردات تلك الصورة وقامت هي بتجميعها في غرفة واحدة حتى تعطينا تلك الصورة للغرفة الفقيرة وكأن هذه الغرفة لم تكن موجودة في الواقع بخيوطها التي رايناها في القصيدة وإنما اختلقها عادل عوض سند من خيوط متناثرة في الواقع في عدة غرف فقيرة اختُزِِنَتْ في دائرته المعرفية .
4-القدرة على تقسيم الأدوار داخل مشاهد القصيدة :
وعادل عوض سند يمتلك قدرة خارقة على وضع سيناريو المشاهد التي يعرضها داخل القصيدة أي القدرة على توظيف شخوص القصيدة وتقسيم الأدوار على تلك الشخوص بصورة غاية في الإتقان ويتضح ذلك في قصيدته ( الحيَّة والقرصان ) وسوف أعرض بعضاً من المشاهد التمثيلية داخل تلك القصيدة ثم أقوم بقياس الأدوار على الشخوص التي تمثلها سيناريو عادل عوض سند حتى نقف على تلك المقدرة الفذَّة على تقسيم الأدوار يقول :
(1) م المستحيل لو دست ديل الحيَّة ممكن تتقتل والمستحيل إنك تعيش معووج تميل وتعوز حياتنا تتعدل
(2) وبينفتل حبل الإله بسهولة جدا منِّنا مع إن في كتاب ربِّنا قايل لنا عِدُّوا لهم واحنا فهمنا القول غلط ونعدُّوا بس في أرصدة أدمنَّا سم القرص ده
(3) ولسَّه برضُه بننقرص من حَيَّة راسها في الشمال في القصى بيضها بتفقسه والفرخ سارح في الجنوب مش راح يفيد لو حدِّ مِنَّا يدهَسُه
(4) والسيرك حوالينا اتنصب والقلعة في إيدين ألعوبان قرصان .. ولكن قلعُه بان محطوط عليه الجمجمة والعضمتين دا أكيد واخدها من شهيد من صبرا أو يمكن جِنِيْن
(5) بسِّ الجديد معظمنا راحوا اتفرَّجوا قلعوا العُقال واتفرنجوا على بعض قاموا اتجرَّأوا واتفرقوا
لقد استعرضتُ من هذه القصيدة خمسة مشاهد لننظر كيف قام سيناريست عادل عوض سند بتوزيع الأدوار بمنتهى الإتقان على الشخوص داخل القصيدة على النحو التالي :
مشهد(1) : ويقدمه المتلقي للقصيدة ودوره حدده عادل عوض سند في وضعه موضع العاجز عن الإصلاح والتغيير المفروض عليه أن يتقبل الأمر على سخريته وسوئه . مشهد(2) : مشهد العرب وهم يمسكون بحبل الإله الذي يتفلت من بين أصابعهم ولا حيلة لهم في شيء وهم الذين قال لهم الله في صورة الأمر ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ) ولكنهم فهموا ( عدُّوا ) بمعنى الإحصاء فهما خاطئا متعمدا فجلسوا يحصون أموالهم وقد أدمنوا قرص الحيَّة مستحبين له استحباب المتبلد للإهانة مشهد(3) : يجسد لنا فيه دور الحيَّة التي تتحرك براسها في الشمال ولكنها تضع بيضها في القصى في تلميح إلى الحيَّة الأمريكية وبيضها الصهيوني الذي فقس فرخا يسيح في الجنوب دون رادع . مشهد(4) : يجسد لنا فيه السيرك الذي نصب حولنا وشخيات السيرك عبارة عن قرصان قاتل يظهر في دور الساحر الذي يفعل الخوارق ونحن نقف مشدوهي الأفواه أمامه وقد رفع قلع سفينته الهمجية التي رسم عليه الجمجمة والعضمتين ليبث الخوف فينا ولكنه من المرجح أن تكون الجمجمة والعضمتين قد أخذت من شهدائنا الأبرار في فلسطين مشهد(5) : جمهور المتفرجين على هذا السيرك وهم نحن - العرب – حيث خلعنا ثوب عفتنا وارتدينا ما حاكه لما هذا الساحر من ثوب وكأننا قد جلسنا نتفرج مسلوبي الإرادة ولم يبق لنا سوى أن مارس قوتنا على بعضنا البعض
وقد نسج عادل عوض سند هذا السيناريو معتمدا على عنصر السرد لا الحكاية حيث لم يعط الفرصة للشخوص أن يقدموا حوار المشاهد ولكن عادل عوض سند تلبس دور الراوي في القصة القصيرة فاعتمد على سرد المشهد ونجح أيما نجاح في جعلنا نتمثل المشاهد دون أن نستشعر بوجوده هو فلعب دور الملقن في المسرح كل الجمهور يعرف بوجوده ولكنه لا يشعر به
5-القدرة التصويرية العالية :
حيث يمتلك عادل عوض سند كادراً يمتلك تقنية التصوير في كل الزايا ومختلف الثنايا فلا تغيب عنه شاردة من ملامح الصورة ومرجع هذا إلى القدرة الخيالية العالية وكذلك البراعة في بناء الصورة ثم وضع الصور إلى جانب بعضها البعض في نسيج محكم يجعلنا نتمثل الصورة متحركة لا تقف أمام أعيننا مع استخدام دراما الحركة التي تجعل المتلقي في حالة ترقب دائم لا ينفصم عن الأحداث حتى نهاية التجربة .
6-الموسيقى التصويرية :
وعادل عوض سند يضرب لنا أروع مثل على عدم استغناء الفن الشعري عن الموسيقى فهي الدلالة الإيحائية الأقوى داخل العمل الشعري ومرجعها عند عادل عوض سند إلى عدة دعائم هي :
موسيقى التفعيلة
في القصيدة الدرامية عادل عوض سند يلجأ إلى شعر التفعيلة لما له من رحابة وساحة فسيحة تجعل الشاعر قادراَ على التحرك الموسيقي في مختلف الاتجاهات واللعب على كل الطبقات الصوتية والتفعيلة عند عادل عوض سند تفعيلة طيِّعة يسيطر عليها سيطرة تامة يرخيها ويلجِّمها أنى شاء حسب ما تقتضيه الحالة ولنضرب مثلا على ذلك : -في قصيدة ( الحية والقرصان ) يمسك عادل عوض سند بتلابيب تفعيلة ( متفاعلن ) التي تُضْمَر فتتحول إلى ( مستفعلن ) إذن فأصل التفعيلة ( متفاعل ) ( - - - 0 - - 0 ) بثلاث متحركات ثم ساكن ثم متحركين فساكن وعندما تُضمر التفعيلة يسكَّن ثانيها المتحرك فتصبح (- 0 - 0 - - 0 ) ومن الواضح أن التفعيلة على أصلها دون إضمار سريعة التنغيم وعادل عوض سند في القصيدة متحسرٌ متألم ٌ يعلن عن يأسه الشديد من حال العرب ومن ثم أصرَّ شديد الإصرار على إضمار التفعيلة وتحويلها إلى ( مستفعلن ) (- 0 - 0 - - 0 ) فتسكين الحرف الثاني يهدِّئ من روع التفعيلة ويجعلها ذات ارتخاء موسيقي وحركة بطيئة مما يساعد في الإيحاء بالحالة التي يريدنا الشاعر أن نصل إليها فنشاركه الياس والحسرة .. وفي القليل من القصيدة أرجع عادل عوض سند التفعيلة إلى أصلها حين احتاج إلى تجسيد تلك السرعة وعلى سبيل المثال لا الحصر ( بس الجديد .. معظمنا راحوا اتفرَّجوا .. قلعوا العقال واترفنجوا ) يسير بالتفعيلة مضمرة على وزن مستفعلن حتى وصل إلى ( قلعوا العقال ) فتحولت التفعيلة إلى ( متفاعلن ) ليدل على سرعة ( قَلْع العقال ) وهذا من الذكاء والفطنة بتحويل تفاعيل الشعر إلى موسيقى تصويرية تجسد لنا المشاهد وتدعونا إلى التفاعل معها وتخيلها وكانها تتحرك أمامنا
موسيقى الحرف
يمتلك عادل عوض سند قدرتين في ذلك : الأولى : قدرته على التقاط أصوات الواقع وتمثلها واختيار الحروف ذات البعد الصوتي الذي يجعلنا قادرين على تمثل الصوت الحقيقي لحظو وقوعه . الثانية : الثراء المعجمي الذي يمكنه من إيجاد مرادفات كثيرة للمعنى الواحد حتى يحظى بالمرادف الصوتي القادر على التعبير عن الصوت . وعلى سبيل المثال أيضا لا الحصر من قصيدة ( جرعة وطن ) يقول [ على كرسي راحت قاعدته .. خاصمت وسابت ركبته .. باشحطها في الباب واقفله ] و [ ومحارة تنفر رملها ] و [ واسمع لجلد البطن صوت ] نراقب معاً الألفاظ الثلاثة ( أشحطها – تنفر – صوت ] ما الذي جعل عادل عوض سند يستخدم هذه المرادفات في مكانها ولم يضع بدائل لفظية مكانها مثل ( أسندها – تحدف – حسّ ) إن مقدرته العالية كما قلت في اختيار اللفظ ذي الأداء الصوتي الذي يتماشى مع الواقع هو الذي دفعه إلى اختيار هذا اللفاظ دون غيرها • ( شَحَط ) الشين والحاء والطاء هي نفس صوت رجل الكرسي حين يضغط عليه لغلق الباب • (تنفر ) النون والفاء والراء هي صوت الرمل الذي يتساقط من الحائط على ورق الجرائد • ( صوت ) الصاد والواو و التاء هي الصوت الواقعي للبطن الخاوية من الطعام
هذه هي مفردات ( التقمص الشعري ) عند واحد من أساطين شعر العامية في مصر فلم يصل عادل عوض سند إلى ما وصل إليه من فراغ أو من عدم ودعوة إلى شباب الشعراء إلى النظر إلى تلك القامات الشعرية ليتخذ من خطاها الجادة سبيلاً لبناء قاماتهم الشعرية المستقلة مستقبلاً مع خالص تحياتي عبد الله جمعة الإسكندرية في الأحد 12-7-2009 | |
|
| |
القطة السوداء عضو فضى
الدولة : عدد الرسائل : 396 34 نقاط : 136 تاريخ التسجيل : 06/09/2007
| موضوع: رد: عادل سند ونظرية التقمُّص الشعري الخميس يوليو 30, 2009 5:56 am | |
| شكرا أستاذ أبو القوافى على دراستك الجميلة لأستاذى عادل سند | |
|
| |
عبد الله جمعه عضو مجلس الإدارة
الدولة : عدد الرسائل : 2257 نقاط : 2468 تاريخ التسجيل : 10/06/2009 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: عادل سند ونظرية التقمُّص الشعري الخميس يوليو 30, 2009 9:26 pm | |
| الشكر لك (القطة السوداء ) على مرورك الكريم | |
|
| |
وداد الهوارى المشرف العام
الدولة : عدد الرسائل : 3676 الهواية : القراءة،السفر،وسماع الموسيقى وكان التمثيل نقاط : 3859 تاريخ التسجيل : 05/02/2009 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: عادل سند ونظرية التقمُّص الشعري الأحد أغسطس 09, 2009 3:39 pm | |
| | |
|
| |
الشاعرة عزة الزرقانى شاعرة
الدولة : عدد الرسائل : 10688 نقاط : 11193 تاريخ التسجيل : 27/04/2009 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| |
| |
عبد الله جمعه عضو مجلس الإدارة
الدولة : عدد الرسائل : 2257 نقاط : 2468 تاريخ التسجيل : 10/06/2009 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: عادل سند ونظرية التقمُّص الشعري الإثنين أغسطس 10, 2009 3:51 pm | |
| | |
|
| |
عبد الله جمعه عضو مجلس الإدارة
الدولة : عدد الرسائل : 2257 نقاط : 2468 تاريخ التسجيل : 10/06/2009 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| |
| |
محمد عبدالمنعم الحناطي عضو برونزى
الدولة : عدد الرسائل : 260 نقاط : 309 تاريخ التسجيل : 10/08/2009
| موضوع: رد: عادل سند ونظرية التقمُّص الشعري الثلاثاء أغسطس 11, 2009 3:33 pm | |
| اسمح لي أن أهنئك من كل قلبي على هذا العمل الرائع وأشكرك على هذا الجهد المبذول وأقول إن كان النقد هكذا فهو ابداع يوازي الابداع لقد ابدعت سيدي واستاذي فشكرا لك | |
|
| |
عبد الله جمعه عضو مجلس الإدارة
الدولة : عدد الرسائل : 2257 نقاط : 2468 تاريخ التسجيل : 10/06/2009 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: عادل سند ونظرية التقمُّص الشعري الأربعاء سبتمبر 23, 2009 10:19 pm | |
| أخي راهب الكلم ( محمد الحناطي ) من فيضكم نستقي ولعلمكم نتقي ولحسن استقبالكم نتمنى أن نرتقي ... دمت أخا عزيزا وشاعرا عنيدا وناقدا فريدا | |
|
| |
عبدالله عبدالصبور شاعر
الدولة : عدد الرسائل : 278 نقاط : 306 تاريخ التسجيل : 05/09/2009 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: عادل سند ونظرية التقمُّص الشعري الخميس سبتمبر 24, 2009 12:55 am | |
| أيوه كده يا ناقد يا خطير اكشف الشاعر العملاق وطلع المستخبى حضرته بيمثل ، عايش فى كفر عبده وبيتمشى فى جليم وقال ايه على كرسي راحت قاعدته .. خاصمت وسابت ركبته .. باشحطها في الباب واقفله طبعا ماهوعادل سند امير شعراء العاميه عن جداره وقبل منه امير شعراء الفصحى شوقى بك تحدث يا عينى عن الغلابه وهوه عايش فى قصر الخديوى طيب يا عدوله والله وجاللك يوم ومشرط الجراح عبدالله جمعه عمل عمايله فاكر لما كشف حكاية الشيزوفرنيا والصراع اللى جوايا اهو النهارده جه دورك بجد انا بقول الكلام ده من فرحتى بالجهد الرائع للاستاذ عبدالله جمعه صاحب الايادى البيضاء على مبدعى الثغر واللى النهارده تحديدا بيهدينا تحفته عن عملاق اسمه عادل سند مالوش حل حفظكما الله وتقبلا منى ارق المنى | |
|
| |
عبد الله جمعه عضو مجلس الإدارة
الدولة : عدد الرسائل : 2257 نقاط : 2468 تاريخ التسجيل : 10/06/2009 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: عادل سند ونظرية التقمُّص الشعري الخميس سبتمبر 24, 2009 4:37 pm | |
| أخي الكريم ( عبد الله عبد الصبور ) كل من يعرف " عادل عوض سند " يدرك قدره على الساحة الأدبية ويدرك قامته الشعرية وحقيقة من يتعرض لعادل عوض سند من النقاد إما أن يرتفع به أو يسقط بلا ارتفاع مرة أخرى فهو شاعر يعد حركة مفصلية في تاريخ العامية المصرية أدامكما الله مبدعين قادرين على إثراء الشعر المصري وربنا يعطيني العمر وأفضحكما هههههههه | |
|
| |
هناء سعيد شاعرة
الدولة : عدد الرسائل : 1785 62 نقاط : 1940 تاريخ التسجيل : 02/07/2009 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: عادل سند ونظرية التقمُّص الشعري الخميس سبتمبر 24, 2009 5:59 pm | |
|
استاذى المبدع الرائع / استاذ عبد الله جمعة
حقيقة من يقرأ نقدك يستمتع بالنقد والنصوص التى تنقدها حتى
وان لم نكن قد قراناها من قبل
ف بهاء قلمك الناقد الواعى الواثق الخطى
بنير الطريق للمتلقى للنقد كى يبحر بسفينتك ومجدافه
الشخصى ويستمتع بالإبحار
فى بحر النص موضوع القراءة او
الدراسة ادامك الله منيرا للطريق
وادام الله استاذنا استاذ عادل عوض سند مبدعا متالقا متوجا على
عرش الشعر العربى
تقبل مودتى وتقديرى لشخصك الكريم
| |
|
| |
عبد الله جمعه عضو مجلس الإدارة
الدولة : عدد الرسائل : 2257 نقاط : 2468 تاريخ التسجيل : 10/06/2009 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: عادل سند ونظرية التقمُّص الشعري الخميس سبتمبر 24, 2009 9:53 pm | |
| الأستاذة الرائعة ( هناء سعيد ) إن من دواعي الشرف لي أن حباني الله بمجموعة من المبدعين رفعوني حين تعرضت لأعمالهم أدامكم الله وأدام إبداعكم | |
|
| |
| عادل سند ونظرية التقمُّص الشعري | |
|