أمهر صائغة

لله درُّك من ذكيٍّ نابغه
يزجي براهين التأنق دامغه
ويفض أسرار القصيد يراعه
ألقا من السحر استمدَّ سوابغه
ويريق عطر الشعر خفاق الخطى
يهمي بإبداع يميِّزُ صائغه
يا أيها القوصيُّ كيف ظفرت من
ليل القوافي بالنجوم البازغه؟
وسبكتها شعرا فريدا تاجه
تزهى به لغة البيان السابغه؟
فانثر على درب البيان فرائدا
تزْهى بها الفصحى ، ونحياها لغه
*************
أستاذي الشاعر القدير
المبدع الكبير
محمد القوصي
تتقازم أحرفي حيال هذه التحفة الفنية الرائدة في عالم الإبداع ؛ لأنها لاتبرهن على عبقرية شعرية امتلكت أدواتها بمهارة وتمكن فحسب ، بل – أيضا – تترجم ترجمة فنية على أن الشاعر الشاعر لاتستعصي عليه القوافي حين يلم بأبعاد تجربته إلماما واعيا ، ويدرك ما في هذا الفن من سحر فيأبى إلا أن يكون غير مألوف .
وليس أدل على أنك غير مألوف في هذه القصيدة الخريدة من عدة مظاهر تشهد لك بحرفية التلقائيّ ،لعل من أبرزها :
- اختيارك قافية عزيزة نادرة ، يرى بعض جهابذة النقد – ومنهم الراحل الكبير د. عبد الله الطيب ( رحمه الله ) أنها من القوافي العسيرة ، التي لا تنقاد لغير شاعر صناع .
- وقوع التدوير في بعض أبيات قصيدتك بحيث لا يشكل قلقا نغميا ، بل أزعم أن التدوير هنا يضيف بعدا فنيا ، ومتعة للمتلقي ؛ حيث تتزاخم الأفكار كأنما هي أنغام موصول بعضها ببعض ؛ لهذا من الصعب التوقف عند العروض في نهاية الأبيات المدورة .
- والتدوير في البحور التامة مهمة لا ينهض بتحقيقها على وجه ممتع مفيد إلا هؤلاء الذين تشربوا رحيق التمتع بالنغم الإيقاعي في الشعر الموزون المقفى .
- إلى جانب ذلك تتبدى طرافة الطرح ، وتظهر لديك روح المواءمة المدهشة بين الوجدان والتصوير ، ومزجهما بفكرة تدعو إلى تمليها والتلبث من دونها .
وحسب الشاعر أن يستنفر المتلقي بما لديه من وسائل يجيد التحكم فيها عبر اللفظ والمعنى ، والشعور والخيال .
وقد حققت – أستاذي الكبير – في خريدتك كل ما أحاول الاقتراب منه ، وزدت عليه تلقائية ترفدها خبرة بالفن الشعري ، وصدق يؤازره تمرس بطبيعة الإبداع .
فاعذر خربشات تلميذ مبتديء ، غلبته بعض الأبيات الكبوردية ، وأغراه جمال خريدتك المتشح بجلال الفن أن يخط بعض أحرفه الخجلى .
وتقبل تحيتي وإكباري.