دراسة نقدية لديوان "على حجر بكره "

أنين المشتاق

دراسة فى ديوان على حجر بكرة للشاعر وحيد وصفى دراسة : رمضان أ حمد عبد الله
هل تثمر أشجار الغياب ؟ هل للسنوات بذور ؟ ماذا عساه يكون المنتج من سنوات الغياب اذا اسقطنا بذور الاشجار وغرسنا بذور السنوات الترحال والارتحال ؟؟ واى غياب هذا المطروح هل هو المفارق للمكان بالمعنى الانفصالى أم هل هو المفارق بالمعنى النفسى مع بقاءالاتصال والتواصل, ام هو غياب المبدع عن ساحة الابداع بالمفهوم الانقطاعى أم المدلول الانعزالى أم هو الركون الى لا ممارسة الكتابة لشحن الرصيد الابداعى وملأ عزيمة الكتابة والبحث عن منابع آخرى , إذن لكل طرح من الاطروحات السابقة ثماره وثمار هذه السطور كل هذه التساؤلات قابلة للطرح فى ديوان ( على حجر بكره للشاعر وحيد وصفى الصادر عن مطبوعات الفجر التى يشرف عليها الشاعر والناقد د / يسرى العزب والذى يحتوى على ثمانية عشر نصا شعريا أولا ً : الموضوعات : - مما سبق نستنتج ان هناك فترة غياب اثمرت وهذه الفترة آنينا واشتياقا بفعل التشتت والتبعتر
كذلك اثمرت حبا هذه الموضوعات :-
1- الاشتياق والآنين
اولى ثمار سنوات الغياب هو الاشتياق و الآنين حيث يأخذ الشوق مساحة نفسية لدى الشاعر الذى اعملت سنوات الاغتراب فيه افعالها فاعطته تأثيرها الفاعل على نصوصه فهو يعبر عن امنيته فقد ان يطيل النظر اليها فهو لا يطمع فى شىء سوى (عايز تطول البصة ) ثم ينتقل الى (من حكم فى ماله ) ليعرض حالة بيع محبوبته او وطنه ويعلن أنها باقية فى الضمائر وعلى البائعين ان يخسروا وكذلك المشترى ، ياتى اشتياقه لمحبوبته فى (كل ما ليلك يطول ) فكلما طال الليل يزيد اشتعال الوجد و الشوق بفعل تكرار الماسى يوهم للشاعرنفسه أن يغيب عن وعيه و يسكر بكؤس(حلم الغياب ) حين يسقط حلم الغياب و يفيق الشاعر يعرف أنه لم يغب كما كان يتمنى، على الرغم من رغبته فى الغياب فما زال لديه(حلم الرجوع) ، بين (صفين شجر) يشتاق للرجوع و العودة هل الى الوعى أم الى الوطن كلاهما اشتياق و حلم ، لقد كره الصمت فهو يرفضه و يحفز الآخرين رفضه فى ( أحلام اليقظة) لذلك يبقى الحلم أمنيه فهو تارة يحلم بالغياب و تا رة أخرى يحلم بالرجوع و ثالثة يحلم و هو يقظ أن يرفض الناس الصمت،ربما الواقع لديه سئ فيلجأ الى محبوبته ليعلن اشتياقه دائما لها حين يحكىبعد سنين الغياب عن ذكريات الطفولة فى(اخر حروف الدنيا ) يعلن أنه لم يشبع من محبوبه الوطن أو الحبيب أو الحبيبة يواصل شوقه فى (ما شبعتش منك) . يقول فى نص (عايز تطول البصة) أنا و انت ساعات/وما فيش تكليف/اذا كان ولابد/يكون بالهمس كفاية/عشان الوش/تطول بصته للوش/و تفضل جوه القلب حاجات /لوعدى العمر /تعيش مرفوعة الراس.
2-التبعثر

يأتى الاحساس بالتبعثر و التشتت ثانى موضوعات الديوان فى(كلام الوش الفجر) حيث يطرح التحدث مع النفس عن أشياء متفرقة و يتطلع الى الغد ،من الجائز أن يحدث الانسان نفسه فى استبطان أوقراءة فى ذاته المغتربة فى(باضحك على نفسى ) يفتح سجالا بينه و بين نفسه و هو فى طريق رجوعه للسفر مرة أخرى فيذكر حنينه للماضى و البيت القديم . هل يوجد انسان يحضن الطريق أو هل ثمه طريق يأخذ الانسان فى حضنه انه ليس سواء طريق إما لديه حنين جارف لهذا الانسان او هو طريق ضيق يحتضن المسافر فربما يطبق على عظامة وثمة افتقاد للصاحب والصديق والحبيب نستشعرذلك من تكرار كلمة الطريق وندرك وقع تأثيرها ومدلولها الحركى والسفر والشوق والترحال والوحشة والاغتراب والقسوه حيث كررها الشاعر عشر مرات داخل صفحات الديوان يقول فى نص (حضن الطريق)وكل أ ما احس انى رايح / بالاقى إنى دايما رجعت / سكك من زمان / اترسم شكلها / وكل اللى راح / اورجع .. داس عليها/ ونفسى ف طريق / ماأمشيهوش / لأ .. أطيره /أحس انه ابويا / وماليش حد غيره .

3-الحب

تأسيسا على ماسبق من شوق وأنين وتبعثر ينبت الحب بذوره بين تلك الاشجار لتأتى الثمرة الثالثة لسنوات الغياب فالمشتاق المشتت محب بدرجة عاليه لايشعر بهذا الحب سوى المرتحل المجرب لنيران التبعثر الذى يئن حبه وشوقه فى (البرجولا)يغنى لمحبوبته عن ذكريات الطفولة ثم يخاطب الوطن فى (بأحبها كده ) فيطول شرحه لحب وطنه فى (توته) يغنى لحبه ويصف المحبوبه بأنها توته و معروف ان شجر التوت بظله الكثيف المفروش دائما وقت القيظ فيحتوى تحته الكثير والتوت طري الظل وايضا لذيذ الثمر فيصف المحبوبه ايا كان رمزها الام , الوطن ,مصر, الحبيبه , الانسانه الابنه بصفات التوت الشاعر وسط هذه الاجواء المتداخله فى نسق نفسى يتكأ على بكره الغد الحلم والامل والامنيا ت فماذا عساه ان يحمل هذا الغد بكرا يراعى هذا من تكرار الشاعر لكلمة ( بكره ) ثمانى مرات على اختلاف مدلولها الآتى والمنتظر والتمنى والقلق وثمرة الحصاد فى نص (توته) يقول وكل ما أنام / او اسهى ثوانى / بالقاك / بتاخدينى /فى ليله جميله وياكى /ونرتاح فوق شطوط / مخلوقة علشانا /مافيش فيها / سوى ضليلة تجمعنا / وشجرة توت .

ثانيا ً : التقنية

1-البناء

إذا نظرنا إلى الديوان على مدار الخمسة عشر نصا نجد أن الشاعر إعتمد فى بناء نصوصه على طريقة واحدة هى تتابع القصيدة أو القصيدة المتتابعة المقاطع دون فواصل فلم يعتمد على نظام قافية موحدة أو مقاطع ذات قوافى متعددة . لم يعتمد مثلا على طريقة رباعية أو خماسية أو خلافه لكن يأتى بناء القصيدة وحدة متتابعة متكاملة فى شكل إسترسالى. رغم ذلك تأتى الموسيقى الداخلية نسيجا يجمع شمل القصيدة فالشاعر إعتمد على قوة بناء العبارات والسطور و المعنى العام هو أساسإنطلاقه و الاحساس المتدفق هو الفاعل و المحرك لاحداث دراما التصوير داخل القصيدة
2-المخاطب

تتعدد أطراف المخاطب داخل نصوص الشاعر فالمخاطب عنده متنوع فلا يقف على مخاطب احادى واحد فى سياق التاويل لمفهوم النص الشعرى يمكن تفسير المخاطب على أوجه مختلفة يمكن أن نوجز تنوع أطراف المخاطب كما يلى: -1(1-الذات أوالمتشتت) فيخاطب ذاته الانسانية فى نصوص (كلام الليل –حتى الشمس كدابة –كل ما لليك يطول- حلم الغياب – أحلام اليقظة) هنا الذات القلقة التى تتعدد أطرافالاحلام لديها. ( 2-الاخرين ) يتجه فى خطابه الشعرى إلىالاخرن أوالذات الجمعى فى (من حكم فى ماله) ليطالب الناس جميعا و يعلن ثمرة الغياب. (3-الانا) يخاطب الشاعر الانا الفرد وربما ينطلق إلىالانا الجمع فى (صفين شجر-أحلام اليقظة- حضن الطريق) (4-المحبوبة) تأخذالمحبوبة فى الخطاب الشعرى لديه مساحة تواجد ذات أهمية رمزية مع إمكانية تفسير رمز المحبوبة فى نصوص (عاوز تطول البصة-البرجولا-أنابأحبها كده-توتة-وحشتنى-ما شبعتش منك )

3-التصوير

) القصيدة عند الشاعر هنا متدفقة التواصل السردى لذلك تأتى من نتائج هذا التدفق أن تأتى اللوحة درامية تكون أقرب إلىا الرصدية و ليس شرطا أن تأتى الرصدية تسجلية لحالة من الواقع المعاش بل هى رصدية فنية تتألف فيها الجمل و التراكيب لتعطى دراما فى السرد و التصوير .الشاعر مغرم دائما بالتصوير الدرامى ليعبر عن حالة الآنين فى دراما تصور بل تجسد الالم و الغربة والوحدة و التشتت فى نصوص جيدة القصدية الفتية دون إصطناع أو تكلف .يجسد الشاعر بحرفية متفننة و ذلك فى نصوص (عاوز تطول البصة –حلم الغياب- صفين شجر – حتى الشمس كدابة- بأضحك على نفسى) بينما ينطلق من الرصدية إلي التصوير الكلى العام فالمعنى العام للنص فوق الجميع فلا إكتراثا كبيرا للبناء أو الصور الجزئية ورغم ذلك توجد مساحة ليست قليلة من الصور الجزئية تأخذ حيزا إهتمام الشاعر فيقول ص39 /الطريق أصبح طويل /محتاج شنط /و ننام ليه بدرى/محتاج أحس إنى ف طريقى للرجوع) و فى ص45 (الخوف ينهش/ف الضلوع قولى/ رافض يا قلبى تنطوى ويا الطريق/صابح يتغزل فى القصايد/من جديد)

ثالثا ً : ما اخذ على الديوان

لوجهات النظر أن تلتقى أو تختلف و مابين الاختلاف و الاتفاق مساحات لتلاقى الرؤى المتنوعة ولا يقلل ذلك من شأن المبدع لكنه تطلع نحو الاجود دائما بذلك نصل إلى بعض أهم الماخذ على الديوان بعض الزيادات الفنية نوجزها كالاتى -ص15 من السطر التاسع إلى السطر الثانى عشر هذه السطور زائدة وليس لها ما يبررها فنيا أرى أن يتم حذفها -ص40 من السطر التاسع إلى السطر الثالث عشر أيضا هذه السطور زائدة فنيا -ص42 أخر ثلاثة سطور وكل السطور فى ص 43 كذلك النهاية فى النص غير مفهومة فلا تضيف هذه السطور فى ص43 شيئا للنص -ص55 نص (بأحبها كده) نص طويل مكرر طرح الموضوع فى أكثر من موضع فهو يلف و يدور كثيرا حول نفس الموضوع لذلك يمكن إختزال النص كثيرا كما يلاحظ أن الشاعر كرر كلمة أنا فى النص 29 مرة رغم هذه المأخذ لقد تميز الشاعر فى دراما السرد و التصوير و نجح فى توصيل إحساسات الغربة و حلم بكرة
تمت بحمد الله رمضان أحمد عبدالله 23/2/2009 ت/26511746/0106249810

شكرا لك و لصاحب الدراسة
أخى وحيد و ديوانك أكيد جميل و إن كنت قرأت بعضه هنا
تحيتى لك و له

أمين عثمان كتب:: شكرا لك و لصاحب الدراسة
أخى وحيد و ديوانك أكيد جميل و إن كنت قرأت بعضه هنا
تحيتى لك و له

لو أعرف طريقك كنت أعطيتك النسخ اللى
انت عايزها من الديوان على كل حال ممكن
تكلمنى على 0112758788

الشاعر الرائع وحيد وصفى يستحق كل الخير
تحية للناقد المبدع
ودعوات من القلب لأخى الشاعر الأعز وحيد بالمزيد من الإصدارات إن شاء الله تعالى فهو يكتب بصدق فى زمن يتوارى فيه الصدق

الصديق والشاعرالجميل/وحيد
كنت اتمني قراءة الديوان..ولكن لا بأس..فربما يجمعنا القدر..
قراءة جيده لمبدع يستحق الكثير..

ابراهيم خليل ابراهيم كتب:: الشاعر الرائع وحيد وصفى يستحق كل الخير
تحية للناقد المبدع
ودعوات من القلب لأخى الشاعر الأعز وحيد بالمزيد من الإصدارات إن شاء الله تعالى فهو يكتب بصدق فى زمن يتوارى فيه الصدق

و هل يوجد مبدع حقيقى يمكنه
التخلى عن صدقه مع نفسه و
مع الآخرين ؟

حمادة القاضي كتب:: الصديق والشاعرالجميل/وحيد
كنت اتمني قراءة الديوان..ولكن لا بأس..فربما يجمعنا القدر..
قراءة جيده لمبدع يستحق الكثير..

أكرر أنك يمكنك التواصل معى على رقم
0112758788 لنبحث كيفية تسليمك ما
تشاء من نسخ الديوان

شكرا أخى وحيد و للرائع رمضان على دراستك الجميلة
مودتى لكما
أخوك

عاطف الجندى كتب:: شكرا أخى وحيد و للرائع رمضان على دراستك الجميلة
مودتى لكما
أخوك

يا عم عاطف حكايتك إيه بقى معايا ؟
فى كل لحظه جمايلك عايشه جوايا
حاولت مرّه اشكرك خلص الكلام منّى
يظهر خلاص حاهجرك .. ما انا وشى فى قفايا

» رؤية نقدية للدكتور/ لطفى سليم لديوان ( الليل سكن )
» شتات سلام الباسل الفلسطينية على رصيف الوطن:دراسة نقدية
» الليل سكن .. لوداد الهوارى
» قراءة نقدية في "أنين الوتر"
» دراسة نقدية (25 يناير و ميلاد جديدْ /( حسن حجازي )