| جرعة وطن | |
|
+43دعاء العطــار بيونسيه محمد طلعت عبدالمنعم محمد عصمت راضى فتحى عوض محمد زكريا حبيشي ماجد كمال ابادير نصر الكاشف ضياء الدين البري برهان غنيم yousry_osman منال شيخ العرب الصديق عاشقة الشعر رأفت توفيق محمد طايل فاطمة حمزة د /صلاح طاهر يسري حنفي سرحه م/عطية شواش عصام سالمان طاهر الصوفاني محمد مديح 1 أميرة البدرى جابر الزهيرى رشا فؤاد *سحر العيون* مصطفى حسين إيمان الروبى عماد عنانى عنانى هناء سعيد عادل حسنين رزق فوزية شاهين عبد الله جمعه ورد البتول العلوي الشاعرة عزة الزرقانى وفاء أمين زينات القليوبي حنان ابراهيم بنت النيل وداد الهوارى عاطف الجندى عادل عوض سند 47 مشترك |
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
عادل عوض سند نائب المديرالعام
الدولة : عدد الرسائل : 19900 نقاط : 20417 تاريخ التسجيل : 07/01/2009 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: جرعة وطن الخميس فبراير 12, 2009 10:47 pm | |
| جرعة وطن
فوق اللى فاضل من حصيرة فرشتى مدّدت رجلى المتعبه ورجعت بالضهر لورا وايديه خلفى مشبّكه دارت عنيه بدمعها تفحص حيطانى الاربعه فى اوضه ارضى مخربقه ومحاره تنفر رملها مع كل خطوه مسربعه لابن الجيران تعمل موسيقى عالورق جنب الحيطان اوراق جرايد مهمله بابرم ساعات منها الكتير ونسد بيها شقوق فى بابى مبيّنه كل اللى رايح واللى جاى واهو منها بافرد عالحيطان علشان مااعلق هدمتى مسمار وشابك بنطلون مش فاكره كان من اى لون !! قرّب يقع رغم الجيوب الاربعه مشافتش عمله من زمن ورموز لمصر الخالده صوره قديمه للهرم والنيل كمان فوق منّهم صوره ل { جمال } ورف شايل كام كتاب هلكان ومال على كرسى راحت قاعدته ورجل واقعه من سنين خاصمت وسابت ركبته باشحطها فى الباب واقفله والراس تدور واقول خلاص حان الاجل والعين تحس بزغلله واحس صدرى بينقبض آخد شهيق بتراب وفيه ريحة البلد تزفر عنيّه بالدموع تسأل تقول فين البلد ؟؟ ويجينى صوت راديو الجيران واسمع بقى . {مصر التى فى خاطرى وفى فمى } مااعرفش ليه رغم الشقا ؟؟ {احبها من كل روحى ودمى } وامسح دموعى بجلد كتفى والتقى جرنان قديم .. بندارى بيه كسر الإزاز مكتوب عليه { عدم المساس } !! ووعود ماليها اى صحه من الاساس تاريخه من عشرين سنه وابلع فى ريقى اللى ساعات بيمرره تصريح سخيف وابعد براسى وابتسم لما لقيت حكمه تقول { الصبر مفتاح الفرج } وكنت صابر ربما ييجى الفرج واسمع لجلد البطن صوت لما افتكر شئ من رغيف فاض من فطار يوم التلات وامد ايدى ننفضه من نمل فيه عشش وبات يكسر صلابة لقمتى عِند الحياه اللى خلاص راح تنتهى مااعرفش فاضل فيها كام يمكن يكون فاضلّى يوم او بعض يوم اصل الطبيب حدّد وقال آخره الخميس يعنى النهارده وقول ساعات وحينتهى مرضى الطويل اللى إنكتب فيه صفحتين تقرير لمدمن مات حقير سطره الاخير فيه كلمتين . {تعاطى جرعه زائده من شيئ خطير انهى حياته البائسه } وبحبر تانى مختلف كان بين قوسين { شامم وطن } ولسّه صوت راديو الجيران جوّه الودان بيقول غنا كان الاجل لحظتها حان آخر نفس ردد معاه { من منكمو يحبها مثلى انا } مثــــــــ... لى انــــــــ .............!!!! | |
|
| |
عاطف الجندى المدير العام
الدولة : عدد الرسائل : 14290 الهواية : الشطرنج نقاط : 13287 تاريخ التسجيل : 01/05/2007 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: جرعة وطن الجمعة فبراير 13, 2009 4:59 am | |
| أخى الكريم عادل سند تحية لك و لقلمك الجميل الذى ابدع قصيدة رائعة هنا قصيدة تمسك كاميرا و تدور فى الحجرة لتسجل لحظة صدق و مكاشفة مع النفس قصيدة تتحدث عن مشكلة خطيرة كالإدمان بإسلوب جميل و راقى كتبت فأبدعت أخى تقبل مودتى أخوك
| |
|
| |
عادل عوض سند نائب المديرالعام
الدولة : عدد الرسائل : 19900 نقاط : 20417 تاريخ التسجيل : 07/01/2009 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: جرعة وطن الجمعة فبراير 13, 2009 7:02 pm | |
| الاستاذ الشاعر / عاطف الجندى اشكر مرورك وتعيقك الجميل على القصيده . فكلنا ادمن حب هذا الوطن وقتلنا هذا الإدمان . فقاتلى الإفراط فى حب هذا الوطن وقاتلنا جميعاً . وشكراً اخى / عاطف مع خالص تقديرى . وتقبل ودى وإحترامى .. | |
|
| |
وداد الهوارى المشرف العام
الدولة : عدد الرسائل : 3676 الهواية : القراءة،السفر،وسماع الموسيقى وكان التمثيل نقاط : 3859 تاريخ التسجيل : 05/02/2009 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: جرعـــــــة وطــــــــــن الإثنين فبراير 16, 2009 3:55 pm | |
| الأستاذ الشاعــــــــر المفتون بمصر / عادل عوض ســــــــند يحـــــــــلو لنا جميعاً هذا الإدمان للوطن ولا نتمنى الفكــــــــاك منه يا من أدمنت تنفــــس هذا الوطن أدمنا هـذا الوطن عشــــــــــقاً وألماً ومعاناة وصبراً .. نحـــــــبه ولا نريد غيره مؤلمــــــــة هى البانوراما التاريخية فى غرفة هذا المواطن المدمن للوطن موجعـــــــــة ولكنها شجــــية جعلتنى أرد من جــديد ( من منكموا يحبهـــــا مثلى أنا )[b][center]
عدل سابقا من قبل وداد الهوارى في الإثنين فبراير 16, 2009 4:10 pm عدل 1 مرات | |
|
| |
وداد الهوارى المشرف العام
الدولة : عدد الرسائل : 3676 الهواية : القراءة،السفر،وسماع الموسيقى وكان التمثيل نقاط : 3859 تاريخ التسجيل : 05/02/2009 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: جرعـــــــة وطــــــــــن الإثنين فبراير 16, 2009 3:56 pm | |
| | |
|
| |
عادل عوض سند نائب المديرالعام
الدولة : عدد الرسائل : 19900 نقاط : 20417 تاريخ التسجيل : 07/01/2009 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: جرعة وطن الثلاثاء فبراير 17, 2009 3:22 pm | |
| الاستاذه الشاعره الشقيقه / وداد الهوارى اشكرك واشكر تعليقك الرائع . ولاانسى يوم قلت هذه القصيده فى القاهره يوم إحتفالية ديوانك فى دار الأدباء . فقد اثنيت عليها مع كل الحضور وخصوصاً د / يسرى العزب فزادنى فخراً إننى كنت ضيفك ولقيت كل هذا الترحاب . دمتى لى أخت . ودام قلمك الرائع ... | |
|
| |
بنت النيل عضو مجلس الإدارة
الدولة : عدد الرسائل : 3733 52 نقاط : 2683 تاريخ التسجيل : 03/05/2007
| موضوع: رد: جرعة وطن الأربعاء فبراير 18, 2009 8:11 pm | |
| الشاعر الجميل عادل بارك الله فيك مصر تسري فى عروقك أيها الشاعر الشاعر بارك الله فيك
| |
|
| |
بنت النيل عضو مجلس الإدارة
الدولة : عدد الرسائل : 3733 52 نقاط : 2683 تاريخ التسجيل : 03/05/2007
| |
| |
عادل عوض سند نائب المديرالعام
الدولة : عدد الرسائل : 19900 نقاط : 20417 تاريخ التسجيل : 07/01/2009 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: جرعة وطن الخميس فبراير 19, 2009 7:11 am | |
| ا لاستاذه الرائعه / إيمان عبد الله { بنت النيل } دائماً وابداً يسعدنى تعليقك الرائع وتواجدك ومرورك على قصائدى اشكرك واشكر قلمك الذوّاق . والوطن ياسيدتى هو العزه والكرامه والوجود ومن منّا لايحب وجوده وكيانه دامه الله لنا . وتقبّلى خالص تقديرى .. | |
|
| |
حنان ابراهيم عضو فعال
الدولة : عدد الرسائل : 190 نقاط : 147 تاريخ التسجيل : 11/11/2008
| موضوع: رد: جرعة وطن الجمعة فبراير 20, 2009 4:46 pm | |
| الاستاذ الكبير عادل عوض جميل قوى الوطنيه منك فعندما تتكلم عن حال الامه وكأنك افراد الوطن كله بس انت الزعيم بدلهم والمتحدث باسمهم دومت استاذى الفاضل وسلم قلمك الراقى تقبل مرورى | |
|
| |
عادل عوض سند نائب المديرالعام
الدولة : عدد الرسائل : 19900 نقاط : 20417 تاريخ التسجيل : 07/01/2009 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: جرعة وطن الجمعة فبراير 20, 2009 5:06 pm | |
| الاستاذه الشاعره / حنان إبراهيم سعيد بمرورك على قصيدتى وسعدت اكثر بتعليقك الرائع . وكأننى كنت منتظر ان اسمع منك هذا التعليق . وسوف أعتبر هذا التعليق دفعه لكتابة المزيد والمزيد . دمتى يااستاذه ودام قلمك الذوّاق . وتقبّلى خالص تحياتى وتقديرى . | |
|
| |
زينات القليوبي المشرف العام
الدولة : عدد الرسائل : 1517 71 نقاط : 1771 تاريخ التسجيل : 05/11/2008 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: الزميل المبدع الإنسان الشاعر السكندري الكبير / عادل عوض سند السبت مارس 07, 2009 1:43 pm | |
| كتب (( عادل عوض سند )) *** (( جرعة وطــــــــــن !!! )) *** فوق اللى فاضل من حصيرة فرشتى مدّدت رجلى المتعبه ورجعت بالضهر لورا وايديه خلفى مشبّكه دارت عنيه بدمعها تفحص حيطانى الاربعه فى اوضه ارضى مخربقه ومحاره تنفر رملها مع كل خطوه مسربعه لابن الجيران تعمل موسيقى عالورق جنب الحيطان اوراق جرايد مهمله بابرم ساعات منها الكتير ونسد بيها شقوق فى بابى مبيّنه كل اللى رايح واللى جاى واهو منها بافرد عالحيطان علشان مااعلق هدمتى مسمار وشابك بنطلون مش فاكره كان من اى لون !! قرّب يقع رغم الجيوب الاربعه مشافتش عمله من زمن ورموز لمصر الخالده صوره قديمه للهرم والنيل كمان فوق منّهم صوره ل { جمال } ورف شايل كام كتاب هلكان ومال على كرسى راحت قاعدته ورجل واقعه من سنين خاصمت وسابت ركبته باشحطها فى الباب واقفله والراس تدور واقول خلاص حان الاجل والعين تحس بزغلله واحس صدرى بينقبض آخد شهيق بتراب وفيه ريحة البلد تزفر عنيّه بالدموع تسأل تقول فين البلد ؟؟ ويجينى صوت راديو الجيران واسمع بقى . {مصر التى فى خاطرى وفى فمى } مااعرفش ليه رغم الشقا ؟؟ {احبها من كل روحى ودمى } وامسح دموعى بجلد كتفى والتقى جرنان قديم .. بندارى بيه كسر الإزاز مكتوب عليه { عدم المساس } !! ووعود ماليها اى صحه من الاساس تاريخه من عشرين سنه وابلع فى ريقى اللى ساعات بيمرره تصريح سخيف وابعد براسى وابتسم لما لقيت حكمه تقول { الصبر مفتاح الفرج } وكنت صابر ربما ييجى الفرج واسمع لجلد البطن صوت لما افتكر شئ من رغيف فاض من فطار يوم التلات وامد ايدى ننفضه من نمل فيه عشش وبات يكسر صلابة لقمتى عِند الحياه اللى خلاص راح تنتهى مااعرفش فاضل فيها كام يمكن يكون فاضلّى يوم او بعض يوم اصل الطبيب حدّد وقال آخره الخميس يعنى النهارده وقول ساعات وحينتهى مرضى الطويل اللى إنكتب فيه صفحتين تقرير لمدمن مات حقير سطره الاخير فيه كلمتين . {تعاطى جرعه زائده من شيئ خطير انهى حياته البائسه } وبحبر تانى مختلف كان بين قوسين { شامم وطن } ولسّه صوت راديو الجيران جوّه الودان بيقول غنا كان الاجل لحظتها حان آخر نفس ردد معاه { من منكمو يحبها مثلى انا } مثــــــــ... لى انــــــــ .............!!! ***************
والله العظيـــــــــــــــــم تلاته تلاته بالله العظيــــــــــــــــــم مقتــــــــــــول وقاتلنــــــــــي ومفيش كلام ينفع يتقال .. هنا بعد اللي أنت .. قولتــــه !!! ياعـــادل ياعـوض ياسنـــــد **********************
أشهــــد ( يــــــــــارب ) كل اللي عشقــــــــوا الوطــــــــن إتقتلـــــــــــوا بنفس .. الطريقة بنفس الطريقة ( جرعــــة وطـــــن ) عمدا مع سبق الإصرار والترصد أولهم كان ( جمــــــــــــــال ) وآخرهم .. لحد دلوقت ( إحنـــــــــا ) والبقية .. تأتي !!! *** يـــــارب .. أنت ( العـــــادل ) عليك .. العوض .. ومنك .. العوض ملناش .. غيـرك ( سنــــــــــد ) يارب زينات القليوبي
| |
|
| |
عادل عوض سند نائب المديرالعام
الدولة : عدد الرسائل : 19900 نقاط : 20417 تاريخ التسجيل : 07/01/2009 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: جرعة وطن السبت مارس 07, 2009 7:12 pm | |
| الاخت الشاعره الكبيره زينات القليوبى { ومن الحب ما قتل } هذا هو الحب القاتل . ونحن فعلاّ من قُتِل وما زال القاتل يسخر منا ومن حبنا . ولكنه حب من نوع فريد وسبحان الله مهما تنكل بنا نتلذذ بالتمسح فيها وتنفطر قلوبنا عند إصابتها بمكروه { لاقدر الله } كتب علينا هذا الحب وكتب علينا ان نموت بسببه دمتى لنا يا {قاتلتى} .. ودام هذا الحب القاتل .. شكراّلتعليقك الجميل يا استاذه زينات وشكرا لتواجدك المضيئ لصفحتى المتواضعه .. ّ | |
|
| |
وفاء أمين عضو مجلس الإدارة
الدولة : عدد الرسائل : 927 نقاط : 1086 تاريخ التسجيل : 19/05/2007 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: جرعة وطن الأحد مارس 08, 2009 11:28 am | |
| [quote="عادل عوض سند"] جرعة وطن i فوق اللى فاضل من حصيرة فرشتى مدّدت رجلى المتعبه ورجعت بالضهر لورا وايديه خلفى مشبّكه دارت عنيه بدمعها تفحص حيطانى الاربعه فى اوضه ارضى مخربقه ومحاره تنفر رملها مع كل خطوه مسربعه لابن الجيران تعمل موسيقى عالورق جنب الحيطان اوراق جرايد مهمله بابرم ساعات منها الكتير ونسد بيها شقوق فى بابى مبيّنه كل اللى رايح واللى جاى واهو منها بافرد عالحيطان علشان مااعلق هدمتى مسمار وشابك بنطلون مش فاكره كان من اى لون !! قرّب يقع رغم الجيوب الاربعه مشافتش عمله من زمن ورموز لمصر الخالده صوره قديمه للهرم والنيل كمان فوق منّهم صوره ل { جمال } ورف شايل كام كتاب هلكان ومال على كرسى راحت قاعدته ورجل واقعه من سنين خاصمت وسابت ركبته باشحطها فى الباب واقفله والراس تدور واقول خلاص حان الاجل والعين تحس بزغلله واحس صدرى بينقبض آخد شهيق بتراب وفيه ريحة البلد تزفر عنيّه بالدموع تسأل تقول فين البلد ؟؟ ويجينى صوت راديو الجيران واسمع بقى . {مصر التى فى خاطرى وفى فمى } مااعرفش ليه رغم الشقا ؟؟ {احبها من كل روحى ودمى } وامسح دموعى بجلد كتفى والتقى جرنان قديم .. بندارى بيه كسر الإزاز مكتوب عليه { عدم المساس } !! ووعود ماليها اى صحه من الاساس تاريخه من عشرين سنه وابلع فى ريقى اللى ساعات بيمرره تصريح سخيف وابعد براسى وابتسم لما لقيت حكمه تقول { الصبر مفتاح الفرج } وكنت صابر ربما ييجى الفرج واسمع لجلد البطن صوت لما افتكر شئ من رغيف فاض من فطار يوم التلات وامد ايدى ننفضه من نمل فيه عشش وبات يكسر صلابة لقمتى عِند الحياه اللى خلاص راح تنتهى مااعرفش فاضل فيها كام يمكن يكون فاضلّى يوم او بعض يوم اصل الطبيب حدّد وقال آخره الخميس يعنى النهارده وقول ساعات وحينتهى مرضى الطويل اللى إنكتب فيه صفحتين تقرير لمدمن مات حقير سطره الاخير فيه كلمتين . {تعاطى جرعه زائده من شيئ خطير انهى حياته البائسه } وبحبر تانى مختلف كان بين قوسين { شامم وطن } ولسّه صوت راديو الجيران جوّه الودان بيقول غنا كان الاجل لحظتها حان آخر نفس ردد معاه { من منكمو يحبها مثلى انا } مثــــــــ... لى انــــــــ .............!!!! [/quothggg [size= 18]الشاعر /عادل سند مدمن حب الوطن
ما أروع رسمك للصوره التي وصفتها لرجل حر لا يرضى
بديلاً للعيش سوى في وطنه الحقيقي الذي أدمنه ثم انقلب عليه حبه ومازاد القصيدة جمالاً هذا التناص مع أغنيات وطنيه عاشت في وجداننا العربي الأصيل !!
قصيده تلقائيه سلسله رائعه بحجم الوطن ولي عوده اخرى لمناقشتها معك
كل الود والاحترام[/size] | |
|
| |
وفاء أمين عضو مجلس الإدارة
الدولة : عدد الرسائل : 927 نقاط : 1086 تاريخ التسجيل : 19/05/2007 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: جرعة وطن الأحد مارس 08, 2009 11:47 am | |
| | |
|
| |
عادل عوض سند نائب المديرالعام
الدولة : عدد الرسائل : 19900 نقاط : 20417 تاريخ التسجيل : 07/01/2009 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: جرعة وطن الأحد مارس 08, 2009 1:02 pm | |
| الاخت الشاعره الكبيره المرهفه الاستاذه / وفاء امين ربنا يخليكى وانا سعيد جداّ جداّ بمرورك وتعليقك الجميل والذى اعتبره نيشان على صدرى من شاعره لها هذه القيمه السامقه واشكرك على هذه التهنئه العظيمه منك . يكفينى هذه المشاركه منك فهى بمثابة { نقطة ماء على شفاة احاطها الملح } ولى عظيم الشرف ان اتعرّف على شاعره مثلك ونحن جميعاّ فى إنتظار تشريفك . تقبلى خالص تقديرى وإحترامى ... | |
|
| |
الشاعرة عزة الزرقانى شاعرة
الدولة : عدد الرسائل : 10688 نقاط : 11193 تاريخ التسجيل : 27/04/2009 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: جرعة وطن السبت سبتمبر 26, 2009 10:14 pm | |
| الله الله الله
يا استاذ عادل
من احب القصايد لى
رغم انك ما عندكش حاجه وحشه
كل شغلك لا جدال فيه
ولكنها قصيده تحدث رعشه فى البدن عن ألقائك
دمت رائعا عملاقا للشعر والمشاعر ايها القدير
دمت بكل حب وخير
ملحوظه تثبت القصيده بواسطتى
لروعة الحرف
| |
|
| |
الشاعرة عزة الزرقانى شاعرة
الدولة : عدد الرسائل : 10688 نقاط : 11193 تاريخ التسجيل : 27/04/2009 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: جرعة وطن السبت سبتمبر 26, 2009 10:23 pm | |
| استاذ عادل
انا عملت محاوله لتكبير الخط معرفتش
من فضلك كبره عشان
مترهقش عين القارئ
دمت رائعا
| |
|
| |
عادل عوض سند نائب المديرالعام
الدولة : عدد الرسائل : 19900 نقاط : 20417 تاريخ التسجيل : 07/01/2009 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: جرعة وطن السبت سبتمبر 26, 2009 10:24 pm | |
| الاخت الشاعره عزه الزرقانى لقد صدمت الآن هذه القصيده كانت محققه عدد كبير من الردود والصفحات كانت تتعدى السبع صفحات . اين ذهبت ؟؟؟ | |
|
| |
البتول العلوي مشرفة ركن الخواطر
الدولة : عدد الرسائل : 1397 الهواية : أديبة مغربية نقاط : 1155 تاريخ التسجيل : 28/05/2008 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| |
| |
ورد عضو نشيط
الدولة : عدد الرسائل : 133 نقاط : 140 تاريخ التسجيل : 09/09/2009
| |
| |
الشاعرة عزة الزرقانى شاعرة
الدولة : عدد الرسائل : 10688 نقاط : 11193 تاريخ التسجيل : 27/04/2009 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: جرعة وطن السبت سبتمبر 26, 2009 10:37 pm | |
| معقوله كلامك ده
متأكد منه
بصراحه حاجه تحزن
يعنى انا بدور عليها عشان افرحك يحصل كدا مش حلو خالص بس كل القصايد القديمه تقريبا كلها
كدا انا بستغرب بجد مين بيعمل كدا دانا كل قصايدى نفس الحكايه وعلى فكره انا زعلت قوى دلوقت بس انا
مش عيزاك تزعل عادى جدا هتعمل زيهم واكتر ومنه لله اللى
بيعمل كدا والله ما عارفه اقول لك ايه انا قولت
عشان من زمان ماكنش فيه كتير فى المنتدى
لكن فعلا الحكايه دى مقصوده | |
|
| |
عبد الله جمعه عضو مجلس الإدارة
الدولة : عدد الرسائل : 2257 نقاط : 2468 تاريخ التسجيل : 10/06/2009 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: جرعة وطن السبت سبتمبر 26, 2009 11:42 pm | |
| عادل سند ونظرية التقمص الشعري
هل الشاعر الحقيقي هو من يمر بالحدث بذاته حتى يصوغ لنا تجربة ذاتية تعبر عن انفعاله الصادق بالحدث ؟ أو بمعنى آخر ؛ هل معيار الصدق الفني في التجربة الشعرية يسلتزم مرور الشاعر بصفته وذاته بالحدث حتى يعبر بصدق عن الحدث ؟ من المجحف جداً أن نقول نعم ؛ فمعيار الصدق في التجربة لا يستلزم بالضرورة أن يمر الشاعر بالحدث حتى يعبر بصدق عنه , فالشاعر الحقيقي هو الذي يستطيع الانفعال مع الحدث حتى ولو لم يره رأي العين ومن هذا المنطلق خرجت بقضية ( التقمص الشعري ) فلو جئنا بممثلٍ وطلبنا منه أداء دور ما حتى وإن كان هذا الدور لا يتواكب مع تركيبته النفسية فمن المؤكد سنحكم عليه بالفشل إن رفض هذا الدور فكم من نجوم الفن التمثيلي لعبوا أدواراً مغايرة تماما لتركيباتهم النفسية ولكنهم برعوا في تقديم هذه الأدوار حتى جعلوا جمهور الفن التمثيلي يصدق أنهم يتملكون تلك المقدرات الشخصية في حقيقتهم فمن نجوم الإبداع من قدَّم لنا تشخيصا للشر وجعلنا نؤمن بأنه شرِّيرٌ حتى النخاع وهو في حقيقة أمره بعيدٌ كلَّ البعد عن صفات الشر بل علمنا من خلال قراءتنا لترجمات الكثير من نجوم الشر في السينما أنهم في حياتهم الواقعية كانوا جبناء يخافون حتى من الجلوس في الظلام . إن الشاعر الحقيقي هو ذلك الممثل في الكادر الشعري الذي يستطيع أن يتقمص الأدوار ويلعبها داخل تجربته بانفعال صادق يذهب بنا إلى التصديق بأنه قد عايش تلك الأدوار التي يؤديها في شعره , وشتان بين المعايشة والتعايش فمعايشة الحدث رؤيته رأي العين والتعايش اختلاق بيئة الحدث والتعايش معها وقد يعايش الشاعر الحدث فلا يستطيع التعبير عنه بالقوة المطلوبة وقد يتعايش الشاعر مع حدث لم يره فينفعل له انفعالا صادقا فيؤديه بصورة تجعلنا نصدق أنه قد عايش الحدث تماماً وهذا هو مفهوم ( التقمص الشعري ) الذي أردت التعبير عنه في قراءتي هذه . و(عادل عوض سند ) يمثل اللاعب رقم واحد في دائرة الشعر العامي الذي يتعايش مع الحدث فيحقق ( التقمص الشعري ) خير تحقيق وينقلنا معه إلى درجة الإيمان والتصديق أنه قد عايش الحدث أو الأحداث التي يعبر عنها في تجربته . ولأجل الدرس والمنفعة لسنا هنا لإثبات قدرة (عادل عوض سند ) على التقمص ؛ فالقدرة ثابتة له دون أن نسعى إلى إثباتها فجمهوره يعلم ذلك جيدا وينتظر سماعه حتى يتعايش معه في تجاربة التي تأخذه من دائرة وعيه إلى دائرة الحدث المتحرك داخل التجربة فلا يفيق ذلك الجمهور إلا مع نهاية العرض الشعري لعادل عوض سند , ولكننا حين نتعرض لكبار الشعراء إنما نسعى إلى تحقيق هدفين : الأول : وضع أيدي الجمهور على مواطن الإبهار الشعري فالجمهور يتفاعل ويتعايش ويئن ويصرخ مع كل تجربة يقدمها عادل عوض دون أن يقف على مكامن الإبهار تماما كما يفعل جمهور السينما حين يصرخ ويئن مع المشاهد التمثيلية للفيلم دون أن يلم بتقنية الإخراج والتصوير والسيناريو إلخ . الثاني : إنارة الطريق للشعراء البادئين في طريق الإبداع الشعري ليقفوا على أن الكائن الشعري لا يأتي من فراغ وإنما يتأتى بوقوف الشاعر على دعائم الإبداع الحقيقية . وأيَّاً ما كان الأمر وبعيداً عن الإطالة والإسهاب تعالوا لنقف على أسرار ( التقمص الشعري ) عند عادل عوض سند . لقد استند عادل عوض سند على عدة ركائز فنية جعلته يدخل دائرة ( التقمص الشعري ) بمنتهى البراعة والإتقان ومن تلك الدعائم :
1-الوجدان الفطري :
فهو يملك وجداناً فطرياً قادراً على الانفعال السريع مع الحدث وهذا النوع من الوجدان نتيجة سيولته الشديدة وخفة جزيئاته يصبح وجداناً سريع التوتر لأقل المثيرات فإذا انفعل لا ينفعل لكليات باهتة وإنما ينفعل لأدق جزئيات الحدث فيصبح قادراً على نقل هذه الجزئيات فيحول المشهد إلى صورة تمثيلية قد التقطت بكاميراً دقيقة التقنية فنرى كل جزيئات الحدث الذي ينقله لنا وأهم ما يبين لنا ذلك من قصيدة ( شهقة خوف ) يقول :
وباتخيِّلْ لخصرك لَفُّه بإيديَّه وانا باهمسها في ودانك وحشتيني وانا جايلك شغلتيني
وصلت لدورك الرابع ولسَّه ح ادوس زرار بابك وانا ناسي بإنك ساكنة في السابع وقفت كتير على بابك وفين جيتي
فتحتي لي وشهقة خوف حبستيها وشفت الدهشة في عيونك وزاد الوسع في جفونك ورعشة إيد على صدرك
إن المتأمل لهذا المشهد يستشعر كمَّ التفاصيل المتناهية في الصغر التي يحاول عادل عوض رصها بحرفية عالية لينسج من خيوطها في النهاية صورة متكاملة البناء لا ينقصها خيط واحد إن الذي دفعه إلى امتلاك تلك المقدرة العالية على رؤية التفاصيل ومن ثمَّ وصفها لنا إنما مرجعه ذلك الوجدان الفطري سريع الانفعال سريع التأثر
2-النضج الوجداني الموجَّه :
وعادل عوض سند من أولئك الشعراء الذين بلغوا هذه المرحلة من ( النضج الوجداني الموجه ) حيث أنه قد وصل إلى مرحلة من ترويض الوجدان يستطيع من خلالها أن يجعل من وجدانه مطية مروضة يحركها أنى شاء لما شاء حيث يختلق لذلك الوجدان دائرة التأثر ويدفع ذلك الوجدان دفعا إلى تلك الدائرة فيطاوعه وجدانه طاعة الفرس المروض الذي يستجيب لصاحبه في كل ما يأمره به وحين يدخل ذلك الوجدان الموجه دائرة التجربة يبدأ الوجدان الفطري في الحركة والتفاعل مع أحداث التجربة حتى وإن كانت مختلقة لم يعايشها الشاعر ويتجلي ذلك لنا في تجربته ( جرعة وطن ) حيث يتعايش فيها عادل عوض سند مع غرفة فقيرة يصف لنا فيها أدق تفاصيل الحالة ومن يقرأ هذه التجربة يستشعر أن عادل عوض سند قد عاش في تلك الغرفة التي يصفها ومات فيها دون أن يرى للرفاهية مشهداً ونحن نعرف أن عادل عوض سند ليس ثرياً ولكنه ليس فقيراً ذلك الفقر المدقع الذي رسمه لنا في جرعة وطن حتى يصل بنا إلى الحكم بأن الذي عايش تلك الغرفة طيلة حياته لا يستطيع أن يصفها لنا بنفس الدقة التي وصفها بها عادل عوض سند . يقول في تلك القصيدة واصفاً حجرته الفقيرة التي يعيش فيها :
أوراق جرايد مهملة بابْرُم ساعات منها الكتير ونسد بيها شقوق في بابي مبيِّنة كل اللي رايح واللي جاي واهو منها بافرد ع الحيطان علشان ما اعلَّق هدمتي مسمار وشابك بنطلون مش فاكره كان من أي لون
قَرَّب يقع رغن الجيوب الأربعة ما شافيتش عملة من زمن ورموز لمصر الخالدة صورة قديمة للهرم والنيل كمان فوق مِنُّهم صورة ( جمال )
ورفِّ شايل كام كتاب هلكان ومال على كرسي راحت قاعدته ورجل واقعة من سنين خاصمت وسابت ركبته باشحَطْها في الباب واقفله والراس تدور وأأقول خلاص حان الأجل
إن هذه المقدمة الوصفية التي استهل بها عادل عوض سند قصيدته تؤكد لنا أمرين في غاية الأهمية : 1-درجة السيولة الوجدانية الهائلة التي تنفعل لأدق التفاصيل وتذهب إلى التعايش معها 2-قدرته الخارقة على توجيه وجدانه إلى التعايش مع الحدث على الرغم من إنه لم يمر بذلك النوع من الفقر المدقع ولم يعش في غرفة كهذه .
3-القدرة على الاستدعاء :
إن التجربة الشعرية القوية إنما هي استدعاء لحدث وقع وانتهى بحيث يكون قد دخل دائرة الخبرة المُنْقضية في وعي الشاعر ولكي أكون واضحا فاسمحوا لي أن اضرب لكم مثالاً على ذلك : إذا رأى شاعر منا حادثاً في الطريق وأخرج وقة وقلم ودون أحاسيسه الوقتية على ما راى من حادث فإنه لن يكون ناضجا بقدر شاعر آخر شاهد الحادث ثم عاد إلى بيته واختزن المشهد في ذاكرته ثُم قام باستدعاء الحدث والتعبير عنه . وعادل عوض سند لديه قدرة عالية على اختزان الخبرة المعرفية داخل عقله اللاواعي حتى إذا جاء وقت الاحتياج إليها يستدعي من خبرته المعرفية كل الروافد اللازمة لتلك التجربة ولو وقفنا على تجربة ( جرعة وطن ) ووصف تلك الغرفة المتهالكة وغصنا في خبرات عادل سند المعرفية لوجدناه ربما قد اختزن تلك الغرفة من مجموعة مشاهد رآها في حياته ولكنها ليست بالضرورة أن يكون قد رآها مجتمعة في غرفة واحدة فربما قد رآها في عدة غرف فقيرة في مشاهد متفرقة غير مجتمعة ولكن قدرته العالية على الاستدعاء قامت باستدعاء مفردات تلك الصورة وقامت هي بتجميعها في غرفة واحدة حتى تعطينا تلك الصورة للغرفة الفقيرة وكأن هذه الغرفة لم تكن موجودة في الواقع بخيوطها التي رايناها في القصيدة وإنما اختلقها عادل عوض سند من خيوط متناثرة في الواقع في عدة غرف فقيرة اختُزِِنَتْ في دائرته المعرفية .
4-القدرة على تقسيم الأدوار داخل مشاهد القصيدة :
وعادل عوض سند يمتلك قدرة خارقة على وضع سيناريو المشاهد التي يعرضها داخل القصيدة أي القدرة على توظيف شخوص القصيدة وتقسيم الأدوار على تلك الشخوص بصورة غاية في الإتقان ويتضح ذلك في قصيدته ( الحيَّة والقرصان ) وسوف أعرض بعضاً من المشاهد التمثيلية داخل تلك القصيدة ثم أقوم بقياس الأدوار على الشخوص التي تمثلها سيناريو عادل عوض سند حتى نقف على تلك المقدرة الفذَّة على تقسيم الأدوار يقول :
(1) م المستحيل لو دست ديل الحيَّة ممكن تتقتل والمستحيل إنك تعيش معووج تميل وتعوز حياتنا تتعدل
(2) وبينفتل حبل الإله بسهولة جدا منِّنا مع إن في كتاب ربِّنا قايل لنا عِدُّوا لهم واحنا فهمنا القول غلط ونعدُّوا بس في أرصدة أدمنَّا سم القرص ده
(3) ولسَّه برضُه بننقرص من حَيَّة راسها في الشمال في القصى بيضها بتفقسه والفرخ سارح في الجنوب مش راح يفيد لو حدِّ مِنَّا يدهَسُه
(4) والسيرك حوالينا اتنصب والقلعة في إيدين ألعوبان قرصان .. ولكن قلعُه بان محطوط عليه الجمجمة والعضمتين دا أكيد واخدها من شهيد من صبرا أو يمكن جِنِيْن
(5) بسِّ الجديد معظمنا راحوا اتفرَّجوا قلعوا العُقال واتفرنجوا على بعض قاموا اتجرَّأوا واتفرقوا
لقد استعرضتُ من هذه القصيدة خمسة مشاهد لننظر كيف قام سيناريست عادل عوض سند بتوزيع الأدوار بمنتهى الإتقان على الشخوص داخل القصيدة على النحو التالي :
مشهد(1) : ويقدمه المتلقي للقصيدة ودوره حدده عادل عوض سند في وضعه موضع العاجز عن الإصلاح والتغيير المفروض عليه أن يتقبل الأمر على سخريته وسوئه . مشهد(2) : مشهد العرب وهم يمسكون بحبل الإله الذي يتفلت من بين أصابعهم ولا حيلة لهم في شيء وهم الذين قال لهم الله في صورة الأمر ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ) ولكنهم فهموا ( عدُّوا ) بمعنى الإحصاء فهما خاطئا متعمدا فجلسوا يحصون أموالهم وقد أدمنوا قرص الحيَّة مستحبين له استحباب المتبلد للإهانة مشهد(3) : يجسد لنا فيه دور الحيَّة التي تتحرك براسها في الشمال ولكنها تضع بيضها في القصى في تلميح إلى الحيَّة الأمريكية وبيضها الصهيوني الذي فقس فرخا يسيح في الجنوب دون رادع . مشهد(4) : يجسد لنا فيه السيرك الذي نصب حولنا وشخيات السيرك عبارة عن قرصان قاتل يظهر في دور الساحر الذي يفعل الخوارق ونحن نقف مشدوهي الأفواه أمامه وقد رفع قلع سفينته الهمجية التي رسم عليه الجمجمة والعضمتين ليبث الخوف فينا ولكنه من المرجح أن تكون الجمجمة والعضمتين قد أخذت من شهدائنا الأبرار في فلسطين مشهد(5) : جمهور المتفرجين على هذا السيرك وهم نحن - العرب – حيث خلعنا ثوب عفتنا وارتدينا ما حاكه لما هذا الساحر من ثوب وكأننا قد جلسنا نتفرج مسلوبي الإرادة ولم يبق لنا سوى أن مارس قوتنا على بعضنا البعض
وقد نسج عادل عوض سند هذا السيناريو معتمدا على عنصر السرد لا الحكاية حيث لم يعط الفرصة للشخوص أن يقدموا حوار المشاهد ولكن عادل عوض سند تلبس دور الراوي في القصة القصيرة فاعتمد على سرد المشهد ونجح أيما نجاح في جعلنا نتمثل المشاهد دون أن نستشعر بوجوده هو فلعب دور الملقن في المسرح كل الجمهور يعرف بوجوده ولكنه لا يشعر به
5-القدرة التصويرية العالية :
حيث يمتلك عادل عوض سند كادراً يمتلك تقنية التصوير في كل الزايا ومختلف الثنايا فلا تغيب عنه شاردة من ملامح الصورة ومرجع هذا إلى القدرة الخيالية العالية وكذلك البراعة في بناء الصورة ثم وضع الصور إلى جانب بعضها البعض في نسيج محكم يجعلنا نتمثل الصورة متحركة لا تقف أمام أعيننا مع استخدام دراما الحركة التي تجعل المتلقي في حالة ترقب دائم لا ينفصم عن الأحداث حتى نهاية التجربة .
6-الموسيقى التصويرية :
وعادل عوض سند يضرب لنا أروع مثل على عدم استغناء الفن الشعري عن الموسيقى فهي الدلالة الإيحائية الأقوى داخل العمل الشعري ومرجعها عند عادل عوض سند إلى عدة دعائم هي :
موسيقى التفعيلة
في القصيدة الدرامية عادل عوض سند يلجأ إلى شعر التفعيلة لما له من رحابة وساحة فسيحة تجعل الشاعر قادراَ على التحرك الموسيقي في مختلف الاتجاهات واللعب على كل الطبقات الصوتية والتفعيلة عند عادل عوض سند تفعيلة طيِّعة يسيطر عليها سيطرة تامة يرخيها ويلجِّمها أنى شاء حسب ما تقتضيه الحالة ولنضرب مثلا على ذلك : -في قصيدة ( الحية والقرصان ) يمسك عادل عوض سند بتلابيب تفعيلة ( متفاعلن ) التي تُضْمَر فتتحول إلى ( مستفعلن ) إذن فأصل التفعيلة ( متفاعل ) ( - - - 0 - - 0 ) بثلاث متحركات ثم ساكن ثم متحركين فساكن وعندما تُضمر التفعيلة يسكَّن ثانيها المتحرك فتصبح (- 0 - 0 - - 0 ) ومن الواضح أن التفعيلة على أصلها دون إضمار سريعة التنغيم وعادل عوض سند في القصيدة متحسرٌ متألم ٌ يعلن عن يأسه الشديد من حال العرب ومن ثم أصرَّ شديد الإصرار على إضمار التفعيلة وتحويلها إلى ( مستفعلن ) (- 0 - 0 - - 0 ) فتسكين الحرف الثاني يهدِّئ من روع التفعيلة ويجعلها ذات ارتخاء موسيقي وحركة بطيئة مما يساعد في الإيحاء بالحالة التي يريدنا الشاعر أن نصل إليها فنشاركه الياس والحسرة .. وفي القليل من القصيدة أرجع عادل عوض سند التفعيلة إلى أصلها حين احتاج إلى تجسيد تلك السرعة وعلى سبيل المثال لا الحصر ( بس الجديد .. معظمنا راحوا اتفرَّجوا .. قلعوا العقال واترفنجوا ) يسير بالتفعيلة مضمرة على وزن مستفعلن حتى وصل إلى ( قلعوا العقال ) فتحولت التفعيلة إلى ( متفاعلن ) ليدل على سرعة ( قَلْع العقال ) وهذا من الذكاء والفطنة بتحويل تفاعيل الشعر إلى موسيقى تصويرية تجسد لنا المشاهد وتدعونا إلى التفاعل معها وتخيلها وكانها تتحرك أمامنا
موسيقى الحرف
يمتلك عادل عوض سند قدرتين في ذلك : الأولى : قدرته على التقاط أصوات الواقع وتمثلها واختيار الحروف ذات البعد الصوتي الذي يجعلنا قادرين على تمثل الصوت الحقيقي لحظو وقوعه . الثانية : الثراء المعجمي الذي يمكنه من إيجاد مرادفات كثيرة للمعنى الواحد حتى يحظى بالمرادف الصوتي القادر على التعبير عن الصوت . وعلى سبيل المثال أيضا لا الحصر من قصيدة ( جرعة وطن ) يقول [ على كرسي راحت قاعدته .. خاصمت وسابت ركبته .. باشحطها في الباب واقفله ] و [ ومحارة تنفر رملها ] و [ واسمع لجلد البطن صوت ] نراقب معاً الألفاظ الثلاثة ( أشحطها – تنفر – صوت ] ما الذي جعل عادل عوض سند يستخدم هذه المرادفات في مكانها ولم يضع بدائل لفظية مكانها مثل ( أسندها – تحدف – حسّ ) إن مقدرته العالية كما قلت في اختيار اللفظ ذي الأداء الصوتي الذي يتماشى مع الواقع هو الذي دفعه إلى اختيار هذا اللفاظ دون غيرها • ( شَحَط ) الشين والحاء والطاء هي نفس صوت رجل الكرسي حين يضغط عليه لغلق الباب • (تنفر ) النون والفاء والراء هي صوت الرمل الذي يتساقط من الحائط على ورق الجرائد • ( صوت ) الصاد والواو و التاء هي الصوت الواقعي للبطن الخاوية من الطعام
هذه هي مفردات ( التقمص الشعري ) عند واحد من أساطين شعر العامية في مصر فلم يصل عادل عوض سند إلى ما وصل إليه من فراغ أو من عدم ودعوة إلى شباب الشعراء إلى النظر إلى تلك القامات الشعرية ليتخذ من خطاها الجادة سبيلاً لبناء قاماتهم الشعرية المستقلة مستقبلاً مع خالص تحياتي عبد الله جمعة الإسكندرية في الأحد 12-7-2009
| |
|
| |
فوزية شاهين عضو ملكي
الدولة : عدد الرسائل : 2003 نقاط : 2184 تاريخ التسجيل : 30/08/2009 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: جرعة وطن الأحد سبتمبر 27, 2009 10:40 am | |
| الأستاذ المبدع / عادل عوض سند
إحساسك المتدفق حنينا للوطن قد أغرقنا في بحر من الإلهام الشعري الثائر
تحسستُ كلماتك فوجدت نارا مشتعلة تلفحني
تذوقتُ حروفك فــ رشفت مرارة حب العاشق دون أمل
فكنت أنت العاشق وهي المعشوقة
قدمت الكثير في حبها وما كنت تدري أنه حب من طرف واحد
ورغم علمك بحبها المزيف كنت تحبها وما زلتَ تحبها
وكنت تسترق السمع حتى تطرب بمن أشاد بحبها
كانت في خاطرك وفي فمك
أحببتها بكل روحك ودمك
وفي النهاية تــُكتب شهادة وفاة
والسبب ( ضدد مجهول )
رغم القاتل حي يرزق إلى الأن
يا عزيزي تلك هي القضية نحن نـُحـِب ولا نـُحـَب
عاشت مصر حرة أبية .. على رفات أبنائها
فلا تأسَ لأن حبك لها تاج يكلل هامتك
كن بخير
| |
|
| |
الشاعرة عزة الزرقانى شاعرة
الدولة : عدد الرسائل : 10688 نقاط : 11193 تاريخ التسجيل : 27/04/2009 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: جرعة وطن الأحد سبتمبر 27, 2009 12:24 pm | |
| - أبو القوافي كتب:
عادل سند ونظرية التقمص الشعري
هل الشاعر الحقيقي هو من يمر بالحدث بذاته حتى يصوغ لنا تجربة ذاتية تعبر عن انفعاله الصادق بالحدث ؟ أو بمعنى آخر ؛ هل معيار الصدق الفني في التجربة الشعرية يسلتزم مرور الشاعر بصفته وذاته بالحدث حتى يعبر بصدق عن الحدث ؟ من المجحف جداً أن نقول نعم ؛ فمعيار الصدق في التجربة لا يستلزم بالضرورة أن يمر الشاعر بالحدث حتى يعبر بصدق عنه , فالشاعر الحقيقي هو الذي يستطيع الانفعال مع الحدث حتى ولو لم يره رأي العين ومن هذا المنطلق خرجت بقضية ( التقمص الشعري ) فلو جئنا بممثلٍ وطلبنا منه أداء دور ما حتى وإن كان هذا الدور لا يتواكب مع تركيبته النفسية فمن المؤكد سنحكم عليه بالفشل إن رفض هذا الدور فكم من نجوم الفن التمثيلي لعبوا أدواراً مغايرة تماما لتركيباتهم النفسية ولكنهم برعوا في تقديم هذه الأدوار حتى جعلوا جمهور الفن التمثيلي يصدق أنهم يتملكون تلك المقدرات الشخصية في حقيقتهم فمن نجوم الإبداع من قدَّم لنا تشخيصا للشر وجعلنا نؤمن بأنه شرِّيرٌ حتى النخاع وهو في حقيقة أمره بعيدٌ كلَّ البعد عن صفات الشر بل علمنا من خلال قراءتنا لترجمات الكثير من نجوم الشر في السينما أنهم في حياتهم الواقعية كانوا جبناء يخافون حتى من الجلوس في الظلام . إن الشاعر الحقيقي هو ذلك الممثل في الكادر الشعري الذي يستطيع أن يتقمص الأدوار ويلعبها داخل تجربته بانفعال صادق يذهب بنا إلى التصديق بأنه قد عايش تلك الأدوار التي يؤديها في شعره , وشتان بين المعايشة والتعايش فمعايشة الحدث رؤيته رأي العين والتعايش اختلاق بيئة الحدث والتعايش معها وقد يعايش الشاعر الحدث فلا يستطيع التعبير عنه بالقوة المطلوبة وقد يتعايش الشاعر مع حدث لم يره فينفعل له انفعالا صادقا فيؤديه بصورة تجعلنا نصدق أنه قد عايش الحدث تماماً وهذا هو مفهوم ( التقمص الشعري ) الذي أردت التعبير عنه في قراءتي هذه . و(عادل عوض سند ) يمثل اللاعب رقم واحد في دائرة الشعر العامي الذي يتعايش مع الحدث فيحقق ( التقمص الشعري ) خير تحقيق وينقلنا معه إلى درجة الإيمان والتصديق أنه قد عايش الحدث أو الأحداث التي يعبر عنها في تجربته . ولأجل الدرس والمنفعة لسنا هنا لإثبات قدرة (عادل عوض سند ) على التقمص ؛ فالقدرة ثابتة له دون أن نسعى إلى إثباتها فجمهوره يعلم ذلك جيدا وينتظر سماعه حتى يتعايش معه في تجاربة التي تأخذه من دائرة وعيه إلى دائرة الحدث المتحرك داخل التجربة فلا يفيق ذلك الجمهور إلا مع نهاية العرض الشعري لعادل عوض سند , ولكننا حين نتعرض لكبار الشعراء إنما نسعى إلى تحقيق هدفين : الأول : وضع أيدي الجمهور على مواطن الإبهار الشعري فالجمهور يتفاعل ويتعايش ويئن ويصرخ مع كل تجربة يقدمها عادل عوض دون أن يقف على مكامن الإبهار تماما كما يفعل جمهور السينما حين يصرخ ويئن مع المشاهد التمثيلية للفيلم دون أن يلم بتقنية الإخراج والتصوير والسيناريو إلخ . الثاني : إنارة الطريق للشعراء البادئين في طريق الإبداع الشعري ليقفوا على أن الكائن الشعري لا يأتي من فراغ وإنما يتأتى بوقوف الشاعر على دعائم الإبداع الحقيقية . وأيَّاً ما كان الأمر وبعيداً عن الإطالة والإسهاب تعالوا لنقف على أسرار ( التقمص الشعري ) عند عادل عوض سند . لقد استند عادل عوض سند على عدة ركائز فنية جعلته يدخل دائرة ( التقمص الشعري ) بمنتهى البراعة والإتقان ومن تلك الدعائم :
1-الوجدان الفطري :
فهو يملك وجداناً فطرياً قادراً على الانفعال السريع مع الحدث وهذا النوع من الوجدان نتيجة سيولته الشديدة وخفة جزيئاته يصبح وجداناً سريع التوتر لأقل المثيرات فإذا انفعل لا ينفعل لكليات باهتة وإنما ينفعل لأدق جزئيات الحدث فيصبح قادراً على نقل هذه الجزئيات فيحول المشهد إلى صورة تمثيلية قد التقطت بكاميراً دقيقة التقنية فنرى كل جزيئات الحدث الذي ينقله لنا وأهم ما يبين لنا ذلك من قصيدة ( شهقة خوف ) يقول :
وباتخيِّلْ لخصرك لَفُّه بإيديَّه وانا باهمسها في ودانك وحشتيني وانا جايلك شغلتيني
وصلت لدورك الرابع ولسَّه ح ادوس زرار بابك وانا ناسي بإنك ساكنة في السابع وقفت كتير على بابك وفين جيتي
فتحتي لي وشهقة خوف حبستيها وشفت الدهشة في عيونك وزاد الوسع في جفونك ورعشة إيد على صدرك
إن المتأمل لهذا المشهد يستشعر كمَّ التفاصيل المتناهية في الصغر التي يحاول عادل عوض رصها بحرفية عالية لينسج من خيوطها في النهاية صورة متكاملة البناء لا ينقصها خيط واحد إن الذي دفعه إلى امتلاك تلك المقدرة العالية على رؤية التفاصيل ومن ثمَّ وصفها لنا إنما مرجعه ذلك الوجدان الفطري سريع الانفعال سريع التأثر
2-النضج الوجداني الموجَّه :
وعادل عوض سند من أولئك الشعراء الذين بلغوا هذه المرحلة من ( النضج الوجداني الموجه ) حيث أنه قد وصل إلى مرحلة من ترويض الوجدان يستطيع من خلالها أن يجعل من وجدانه مطية مروضة يحركها أنى شاء لما شاء حيث يختلق لذلك الوجدان دائرة التأثر ويدفع ذلك الوجدان دفعا إلى تلك الدائرة فيطاوعه وجدانه طاعة الفرس المروض الذي يستجيب لصاحبه في كل ما يأمره به وحين يدخل ذلك الوجدان الموجه دائرة التجربة يبدأ الوجدان الفطري في الحركة والتفاعل مع أحداث التجربة حتى وإن كانت مختلقة لم يعايشها الشاعر ويتجلي ذلك لنا في تجربته ( جرعة وطن ) حيث يتعايش فيها عادل عوض سند مع غرفة فقيرة يصف لنا فيها أدق تفاصيل الحالة ومن يقرأ هذه التجربة يستشعر أن عادل عوض سند قد عاش في تلك الغرفة التي يصفها ومات فيها دون أن يرى للرفاهية مشهداً ونحن نعرف أن عادل عوض سند ليس ثرياً ولكنه ليس فقيراً ذلك الفقر المدقع الذي رسمه لنا في جرعة وطن حتى يصل بنا إلى الحكم بأن الذي عايش تلك الغرفة طيلة حياته لا يستطيع أن يصفها لنا بنفس الدقة التي وصفها بها عادل عوض سند . يقول في تلك القصيدة واصفاً حجرته الفقيرة التي يعيش فيها :
أوراق جرايد مهملة بابْرُم ساعات منها الكتير ونسد بيها شقوق في بابي مبيِّنة كل اللي رايح واللي جاي واهو منها بافرد ع الحيطان علشان ما اعلَّق هدمتي مسمار وشابك بنطلون مش فاكره كان من أي لون
قَرَّب يقع رغن الجيوب الأربعة ما شافيتش عملة من زمن ورموز لمصر الخالدة صورة قديمة للهرم والنيل كمان فوق مِنُّهم صورة ( جمال )
ورفِّ شايل كام كتاب هلكان ومال على كرسي راحت قاعدته ورجل واقعة من سنين خاصمت وسابت ركبته باشحَطْها في الباب واقفله والراس تدور وأأقول خلاص حان الأجل
إن هذه المقدمة الوصفية التي استهل بها عادل عوض سند قصيدته تؤكد لنا أمرين في غاية الأهمية : 1-درجة السيولة الوجدانية الهائلة التي تنفعل لأدق التفاصيل وتذهب إلى التعايش معها 2-قدرته الخارقة على توجيه وجدانه إلى التعايش مع الحدث على الرغم من إنه لم يمر بذلك النوع من الفقر المدقع ولم يعش في غرفة كهذه .
3-القدرة على الاستدعاء :
إن التجربة الشعرية القوية إنما هي استدعاء لحدث وقع وانتهى بحيث يكون قد دخل دائرة الخبرة المُنْقضية في وعي الشاعر ولكي أكون واضحا فاسمحوا لي أن اضرب لكم مثالاً على ذلك : إذا رأى شاعر منا حادثاً في الطريق وأخرج وقة وقلم ودون أحاسيسه الوقتية على ما راى من حادث فإنه لن يكون ناضجا بقدر شاعر آخر شاهد الحادث ثم عاد إلى بيته واختزن المشهد في ذاكرته ثُم قام باستدعاء الحدث والتعبير عنه . وعادل عوض سند لديه قدرة عالية على اختزان الخبرة المعرفية داخل عقله اللاواعي حتى إذا جاء وقت الاحتياج إليها يستدعي من خبرته المعرفية كل الروافد اللازمة لتلك التجربة ولو وقفنا على تجربة ( جرعة وطن ) ووصف تلك الغرفة المتهالكة وغصنا في خبرات عادل سند المعرفية لوجدناه ربما قد اختزن تلك الغرفة من مجموعة مشاهد رآها في حياته ولكنها ليست بالضرورة أن يكون قد رآها مجتمعة في غرفة واحدة فربما قد رآها في عدة غرف فقيرة في مشاهد متفرقة غير مجتمعة ولكن قدرته العالية على الاستدعاء قامت باستدعاء مفردات تلك الصورة وقامت هي بتجميعها في غرفة واحدة حتى تعطينا تلك الصورة للغرفة الفقيرة وكأن هذه الغرفة لم تكن موجودة في الواقع بخيوطها التي رايناها في القصيدة وإنما اختلقها عادل عوض سند من خيوط متناثرة في الواقع في عدة غرف فقيرة اختُزِِنَتْ في دائرته المعرفية .
4-القدرة على تقسيم الأدوار داخل مشاهد القصيدة :
وعادل عوض سند يمتلك قدرة خارقة على وضع سيناريو المشاهد التي يعرضها داخل القصيدة أي القدرة على توظيف شخوص القصيدة وتقسيم الأدوار على تلك الشخوص بصورة غاية في الإتقان ويتضح ذلك في قصيدته ( الحيَّة والقرصان ) وسوف أعرض بعضاً من المشاهد التمثيلية داخل تلك القصيدة ثم أقوم بقياس الأدوار على الشخوص التي تمثلها سيناريو عادل عوض سند حتى نقف على تلك المقدرة الفذَّة على تقسيم الأدوار يقول :
(1) م المستحيل لو دست ديل الحيَّة ممكن تتقتل والمستحيل إنك تعيش معووج تميل وتعوز حياتنا تتعدل
(2) وبينفتل حبل الإله بسهولة جدا منِّنا مع إن في كتاب ربِّنا قايل لنا عِدُّوا لهم واحنا فهمنا القول غلط ونعدُّوا بس في أرصدة أدمنَّا سم القرص ده
(3) ولسَّه برضُه بننقرص من حَيَّة راسها في الشمال في القصى بيضها بتفقسه والفرخ سارح في الجنوب مش راح يفيد لو حدِّ مِنَّا يدهَسُه
(4) والسيرك حوالينا اتنصب والقلعة في إيدين ألعوبان قرصان .. ولكن قلعُه بان محطوط عليه الجمجمة والعضمتين دا أكيد واخدها من شهيد من صبرا أو يمكن جِنِيْن
(5) بسِّ الجديد معظمنا راحوا اتفرَّجوا قلعوا العُقال واتفرنجوا على بعض قاموا اتجرَّأوا واتفرقوا
لقد استعرضتُ من هذه القصيدة خمسة مشاهد لننظر كيف قام سيناريست عادل عوض سند بتوزيع الأدوار بمنتهى الإتقان على الشخوص داخل القصيدة على النحو التالي :
مشهد(1) : ويقدمه المتلقي للقصيدة ودوره حدده عادل عوض سند في وضعه موضع العاجز عن الإصلاح والتغيير المفروض عليه أن يتقبل الأمر على سخريته وسوئه . مشهد(2) : مشهد العرب وهم يمسكون بحبل الإله الذي يتفلت من بين أصابعهم ولا حيلة لهم في شيء وهم الذين قال لهم الله في صورة الأمر ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ) ولكنهم فهموا ( عدُّوا ) بمعنى الإحصاء فهما خاطئا متعمدا فجلسوا يحصون أموالهم وقد أدمنوا قرص الحيَّة مستحبين له استحباب المتبلد للإهانة مشهد(3) : يجسد لنا فيه دور الحيَّة التي تتحرك براسها في الشمال ولكنها تضع بيضها في القصى في تلميح إلى الحيَّة الأمريكية وبيضها الصهيوني الذي فقس فرخا يسيح في الجنوب دون رادع . مشهد(4) : يجسد لنا فيه السيرك الذي نصب حولنا وشخيات السيرك عبارة عن قرصان قاتل يظهر في دور الساحر الذي يفعل الخوارق ونحن نقف مشدوهي الأفواه أمامه وقد رفع قلع سفينته الهمجية التي رسم عليه الجمجمة والعضمتين ليبث الخوف فينا ولكنه من المرجح أن تكون الجمجمة والعضمتين قد أخذت من شهدائنا الأبرار في فلسطين مشهد(5) : جمهور المتفرجين على هذا السيرك وهم نحن - العرب – حيث خلعنا ثوب عفتنا وارتدينا ما حاكه لما هذا الساحر من ثوب وكأننا قد جلسنا نتفرج مسلوبي الإرادة ولم يبق لنا سوى أن مارس قوتنا على بعضنا البعض
وقد نسج عادل عوض سند هذا السيناريو معتمدا على عنصر السرد لا الحكاية حيث لم يعط الفرصة للشخوص أن يقدموا حوار المشاهد ولكن عادل عوض سند تلبس دور الراوي في القصة القصيرة فاعتمد على سرد المشهد ونجح أيما نجاح في جعلنا نتمثل المشاهد دون أن نستشعر بوجوده هو فلعب دور الملقن في المسرح كل الجمهور يعرف بوجوده ولكنه لا يشعر به
5-القدرة التصويرية العالية :
حيث يمتلك عادل عوض سند كادراً يمتلك تقنية التصوير في كل الزايا ومختلف الثنايا فلا تغيب عنه شاردة من ملامح الصورة ومرجع هذا إلى القدرة الخيالية العالية وكذلك البراعة في بناء الصورة ثم وضع الصور إلى جانب بعضها البعض في نسيج محكم يجعلنا نتمثل الصورة متحركة لا تقف أمام أعيننا مع استخدام دراما الحركة التي تجعل المتلقي في حالة ترقب دائم لا ينفصم عن الأحداث حتى نهاية التجربة .
6-الموسيقى التصويرية :
وعادل عوض سند يضرب لنا أروع مثل على عدم استغناء الفن الشعري عن الموسيقى فهي الدلالة الإيحائية الأقوى داخل العمل الشعري ومرجعها عند عادل عوض سند إلى عدة دعائم هي :
موسيقى التفعيلة
في القصيدة الدرامية عادل عوض سند يلجأ إلى شعر التفعيلة لما له من رحابة وساحة فسيحة تجعل الشاعر قادراَ على التحرك الموسيقي في مختلف الاتجاهات واللعب على كل الطبقات الصوتية والتفعيلة عند عادل عوض سند تفعيلة طيِّعة يسيطر عليها سيطرة تامة يرخيها ويلجِّمها أنى شاء حسب ما تقتضيه الحالة ولنضرب مثلا على ذلك : -في قصيدة ( الحية والقرصان ) يمسك عادل عوض سند بتلابيب تفعيلة ( متفاعلن ) التي تُضْمَر فتتحول إلى ( مستفعلن ) إذن فأصل التفعيلة ( متفاعل ) ( - - - 0 - - 0 ) بثلاث متحركات ثم ساكن ثم متحركين فساكن وعندما تُضمر التفعيلة يسكَّن ثانيها المتحرك فتصبح (- 0 - 0 - - 0 ) ومن الواضح أن التفعيلة على أصلها دون إضمار سريعة التنغيم وعادل عوض سند في القصيدة متحسرٌ متألم ٌ يعلن عن يأسه الشديد من حال العرب ومن ثم أصرَّ شديد الإصرار على إضمار التفعيلة وتحويلها إلى ( مستفعلن ) (- 0 - 0 - - 0 ) فتسكين الحرف الثاني يهدِّئ من روع التفعيلة ويجعلها ذات ارتخاء موسيقي وحركة بطيئة مما يساعد في الإيحاء بالحالة التي يريدنا الشاعر أن نصل إليها فنشاركه الياس والحسرة .. وفي القليل من القصيدة أرجع عادل عوض سند التفعيلة إلى أصلها حين احتاج إلى تجسيد تلك السرعة وعلى سبيل المثال لا الحصر ( بس الجديد .. معظمنا راحوا اتفرَّجوا .. قلعوا العقال واترفنجوا ) يسير بالتفعيلة مضمرة على وزن مستفعلن حتى وصل إلى ( قلعوا العقال ) فتحولت التفعيلة إلى ( متفاعلن ) ليدل على سرعة ( قَلْع العقال ) وهذا من الذكاء والفطنة بتحويل تفاعيل الشعر إلى موسيقى تصويرية تجسد لنا المشاهد وتدعونا إلى التفاعل معها وتخيلها وكانها تتحرك أمامنا
موسيقى الحرف
يمتلك عادل عوض سند قدرتين في ذلك : الأولى : قدرته على التقاط أصوات الواقع وتمثلها واختيار الحروف ذات البعد الصوتي الذي يجعلنا قادرين على تمثل الصوت الحقيقي لحظو وقوعه . الثانية : الثراء المعجمي الذي يمكنه من إيجاد مرادفات كثيرة للمعنى الواحد حتى يحظى بالمرادف الصوتي القادر على التعبير عن الصوت . وعلى سبيل المثال أيضا لا الحصر من قصيدة ( جرعة وطن ) يقول [ على كرسي راحت قاعدته .. خاصمت وسابت ركبته .. باشحطها في الباب واقفله ] و [ ومحارة تنفر رملها ] و [ واسمع لجلد البطن صوت ] نراقب معاً الألفاظ الثلاثة ( أشحطها – تنفر – صوت ] ما الذي جعل عادل عوض سند يستخدم هذه المرادفات في مكانها ولم يضع بدائل لفظية مكانها مثل ( أسندها – تحدف – حسّ ) إن مقدرته العالية كما قلت في اختيار اللفظ ذي الأداء الصوتي الذي يتماشى مع الواقع هو الذي دفعه إلى اختيار هذا اللفاظ دون غيرها • ( شَحَط ) الشين والحاء والطاء هي نفس صوت رجل الكرسي حين يضغط عليه لغلق الباب • (تنفر ) النون والفاء والراء هي صوت الرمل الذي يتساقط من الحائط على ورق الجرائد • ( صوت ) الصاد والواو و التاء هي الصوت الواقعي للبطن الخاوية من الطعام
هذه هي مفردات ( التقمص الشعري ) عند واحد من أساطين شعر العامية في مصر فلم يصل عادل عوض سند إلى ما وصل إليه من فراغ أو من عدم ودعوة إلى شباب الشعراء إلى النظر إلى تلك القامات الشعرية ليتخذ من خطاها الجادة سبيلاً لبناء قاماتهم الشعرية المستقلة مستقبلاً مع خالص تحياتي عبد الله جمعة الإسكندرية في الأحد 12-7-2009
شكرا لك استاذ عبدالله جمعه على الدراسه والأطلاله الرائعه للقدير عادل سند دمت بكل خير وحب | |
|
| |
| جرعة وطن | |
|