الحكومة صعبانه عليا

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. أحلامي كلها كوابيس. أنتم مشفقون علي حالي بالتأكيد لأنها مسألة مفزعة. جربت قراءة التعاويذ والأذكار وآيات التحصين بلا فائدة. أبطال أحلامي أقوي وأشد. أبطال أحلامي من الحكومة. تعودوا أن يزوروني كما يحلو لهم بلا استئذان. وكأنني منطقة عشوائية لا ضابط ولا رابط ولا كبير لها. وفي كل مرة أبدو متهما أمامهم. ولا مانع أن يصفعني أحدهم أو يمن آخر علي بشلوت فأصحو كثيرا وأنا أبكي من شدة الألم.
هذه المرة. الليلة الماضية. اللهم أجعله خيرا. جاءوني جميعا بربطة المعلم. لم يتخلف أحد وكأنهم علي موعد مع جلسة. أظن أنها جلسة مهمة.. ووقفوا أمامي صفا وطلبوا مني أن أسمح لكل منهم أن يقدم شكواه وأن أكون أذنا صاغية وصدرا رحبا واسعا وقلبا رحيما.
ضحكت في سري وقلت لنفسي: ومتي كنتم رحماء بي أو أذنا صاغية لشكواي أو صدرا رحبا لمظلمتي. اليوم أسقيكم مما سقيتمونني من قبل. وهنيئا لي فقد جاءتني الفرصة للتشفي. وياليتني أقوي علي أن أوسعكم جميعا ضربا مبرحا مقابل ما لقيت منكم في أحلامي وكوابيسي من قبل. عادي أن يكون الجزاء بأثر رجعي.
فجأة رأيت الجميع يبكون ويصرخون وتناثرت من أفواههم عدة كلمات ألتقطتها بصعوبة. قال أحدهم وهو يبكي بشدة: "مش عاوز أركب أتوبيس تاني. أنا ركبت وجري لي اللي جري لي". وقال آخر: "بقالي ساعتين منتظر أغسل وشي والحنفية ناشفة ولما جت الميه كانت هباب". وقال ثالث: "ابني عنده بكرة امتحان وعاوزيذاكر لكن الكهرباء مقطوعة". وقال رابع: "فكرت أعمل مريض وأتعالج في مستشفي حكومي سرقوا كليتي" إلي غير ذلك مما غاب فهمه وصعب سماعه وسط البكاء والعويل والصراخ.
تخيلوا لم أتمالك نفسي ورحت أشاركهم البكاء والعويل والصراخ. لاستيقظ وأنا أبكي بشدة كما هو الحال في كل مرة. وأردد في سري: "الحكومة دي والله صعبانة عليا".

ههههههههههههههههههههه
جميل أستاذنا الكبير حسن حامد
بارك الله فيك
أسلوبك ممتع يصل بالمعلومة لنا من أقصر الطرق

» طز في الحكومة
» الحكومة بتسرقنا
» الحكومة العراقية تمنع نقل المستلزمات الضرورية للمعاقين الى .
» يا رب الحكومة ترضى علينا
» نهاجم الحكومة مفيش مشاكل ولكن