عاطف الجندي
أخيرًا هل البدر و أضاءت الدنيا بوجودك فى منتداك
يسعدنا تواجدك معنا يدا بيد و قلبا بقلب
لنسبح معا فى سماء الإبداع
ننتظر دخولك الآن
عاطف الجندي
أخيرًا هل البدر و أضاءت الدنيا بوجودك فى منتداك
يسعدنا تواجدك معنا يدا بيد و قلبا بقلب
لنسبح معا فى سماء الإبداع
ننتظر دخولك الآن
عاطف الجندي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى عاطف الجندي الأدبى يهتم بالأصالة و المعاصرة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
صدر عن دار الجندي بالقاهرة ديوان مكابدات فتى الجوزاء للشاعر عاطف الجندي .. ألف مبروك
أحبائي بكل الحب تعود ندوة المنتدى السبت الأول من كل شهر باتحاد كتاب مصر ويسعدنا دعوتكم السادسة مساء السبت الأول من كل شهر باتحاد الكتاب 11 شارع حسن صبري الزمالك فى ندوة شعرية مفتوحة
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» متفتكرش
اضاءات حول تجربة الشاعر عزت الطيرى (2 ) Icon_minitimeالأحد نوفمبر 17, 2024 9:53 pm من طرف محمود جمعة

» في يوم الاسير الفلسطيني/ د. لطفي الياسيني
اضاءات حول تجربة الشاعر عزت الطيرى (2 ) Icon_minitimeالسبت أبريل 15, 2023 1:27 am من طرف لطفي الياسيني

»  مطولة شعرية الجزء الاول مهداة للاستاذة الشاعرة حنان شاعرة م
اضاءات حول تجربة الشاعر عزت الطيرى (2 ) Icon_minitimeالأحد مارس 12, 2023 4:27 pm من طرف لطفي الياسيني

»  عيد الاحزان والاسرى في عتمة الزنزان/ د. لطفي الياسيني
اضاءات حول تجربة الشاعر عزت الطيرى (2 ) Icon_minitimeالجمعة مارس 10, 2023 8:49 pm من طرف لطفي الياسيني

» تحية الى المرأة في 8 آذار / د. لطفي الياسيني
اضاءات حول تجربة الشاعر عزت الطيرى (2 ) Icon_minitimeالثلاثاء مارس 07, 2023 7:54 am من طرف لطفي الياسيني

»  ردا على قصيدة الاستاذ الشاعر الفلسطيني الكبير شحده البهبهان
اضاءات حول تجربة الشاعر عزت الطيرى (2 ) Icon_minitimeالخميس مارس 02, 2023 9:19 pm من طرف لطفي الياسيني

» الى روح رفيق دربي عمر القاسم/ د. لطفي الياسيني
اضاءات حول تجربة الشاعر عزت الطيرى (2 ) Icon_minitimeالإثنين فبراير 20, 2023 12:07 pm من طرف لطفي الياسيني

»  انا المجاهد في العصور / لشاعر دير ياسين*لطفي الياسيني
اضاءات حول تجربة الشاعر عزت الطيرى (2 ) Icon_minitimeالسبت فبراير 18, 2023 11:51 am من طرف لطفي الياسيني

»  في ذكرى الاسراء والمعراج/ د. لطفي الياسيني
اضاءات حول تجربة الشاعر عزت الطيرى (2 ) Icon_minitimeالخميس فبراير 16, 2023 1:12 pm من طرف لطفي الياسيني

Navigation
 البوابة
 فهرس
 قائمة الاعضاء
 الملف الشخصي
 س و ج
 ابحـث
منتدى عاطف الجندى الأدبى
Navigation
 البوابة
 فهرس
 قائمة الاعضاء
 الملف الشخصي
 س و ج
 ابحـث

 

 اضاءات حول تجربة الشاعر عزت الطيرى (2 )

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
محمود مغربى
شاعر
شاعر
محمود مغربى


الدولة : غير معرف
عدد الرسائل : 195 نقاط : 202 تاريخ التسجيل : 30/09/2008
بطاقة الشخصية
مرئى للجميع:

اضاءات حول تجربة الشاعر عزت الطيرى (2 ) Empty
مُساهمةموضوع: اضاءات حول تجربة الشاعر عزت الطيرى (2 )   اضاءات حول تجربة الشاعر عزت الطيرى (2 ) Icon_minitimeالسبت أكتوبر 25, 2008 7:05 am

تابع .........
اضاءات حول تجربة الشاعر عزت الطيرى
بقلم الاديب والناقد عبدالجواد خفاجى
................


في مثل هذا الطقس المخصوص ومع تجربة لها هاتيك المواصفات
كان لا بد أن تطفر المحبوبة بحسنها على وجه الشعر .. هو يمتاح ــ إذن ــ من عالم الأنوثة الشفيف ،
إذ يجمع بين مفردات المحبوبة ، ومفردات الطبيعة، والبيئة ، ويمزج بينها حتى أن
المحبوبة بدت محركاً جمالياً يلون الوجود كله .."
كم مرة / ركضتِ .. في حنينه / كم مرة .. خرجتِ من دمائه / غزالةً / ليعلن انتماءه
/ لوجهكِ الذي تبرعمتْ / من عشقه الفصول غبطةً / فغيَّر الفصولا ../ لمن يبوح
اللَّوْزُ / في غنائه ؟ / لمن يفوح الليل / في حُدائه ؟/ لمن تهيأت / مواكب
الأعناب / تزدهي بلونها / وتفسح الطريق لانتشائها / وتبدأ الصهيلا ؟/ لمن تزركشتْ
.. فراشةٌ / بنارها / وحوَّمت على حماهُ / بكرةً .. وأصيلا / يا أخت روحه التي
تعطرت .. بوجدها / وعنقدت شفاهها / لصمته / وأشرقت هديلا / فأخرجت تفاحها / وسوسنت
جراحها / ورفرفت منديلا !! / يا أخت روحه التي تفجِّر الحنين / في حنينه / ويا
مَدَى / ما أشرق النعناع / في جنونه / يا موعد الأقمار / في سقيفة القرنفل السخيِّ
، / عند معجزات عطره ،/ وسحر قافه ونونه / فجاهرتْ بضوئها / تبتلت تبتيلا / أيتها
التي غابت عن احتراقه طويلا / خذيه .. عانقيه وامنحيه بعض مائك المسحورِ قطرةً /
فقطرة .. فسلسبيلا / لكي يواصل الغناء في هواكِ / أو / يواصل الذهولا .. " (
السفر إلى الشمال ص56).

حقيقة .. إذا كانت القصيدة هي مشروع " عزت الطيري
" الجمالي الذي يداخل به واقعه ، وإذا كانت القصيدة هي همه الذي يشغله ، فإن
المرأة المثال هي العالم الجميل الذي تمتاح منه التجربة الشعرية زادها ، وهي بؤرة
الانطلاق ، والإشعاع الشعري عنده ، وهي منطلق المنطلقات ، والعالم السحري الجميل
الذي تصبو إليه الروح الشاعرة ، ومن ثم تتوجه إليه كثيراً بالخطاب الشعري ، أو
تمارس الحديث عنه ، متسامية في كُلٍّ عن الحسِّيــَّة البليدة إلي عوالم روحانية
شفيفة وإلى أجواء عاطفية سامية تمارس تواجدها الشعري فيها كذات عاشقة لمطلق الجمال
، ومن ثم تتغلف التجربة بغلاف شفيف من الغنائية التي تركز على عاطفة الإعجاب ،
والرغبة في البوح ، والتحليق الشجني ، والرغبة في التواصل ، ومن ثم لا تتخلي
التجربة عن الوصف الجمالي لدقائق هذا العالم السحري الجميل الذي تصبو إليه ،
مرتدية قناع كل العشاق الذائبين شوقا إلى محبوباتهم ، ومن ثم ــ أيضا ــ تشيع في
القصائد أعلام الإناث مثل " منى " و" هدى " و" مها ".. ولنا أن نطالع
قصيدة " مقاطع متناثرة من لحن منى " لنرَ : كيف كانت "منى"
مفجراً شعرياً : " منى ../ تدخل الآن / أروقة القلب / فتزلزل جدرانه / وترتب
أركانه / وتعلق أشياءها / ها هنا / صوتها / ها هنا عطرها / ها هنا ضحكة رنمتها /
على قفشة قلتها / ها هنا حمرة الخجل الأنثوي / على خدها / حين فاجأتها بالهوى /
وهي داخلة حجرة الدرس / فارتبكت .. وبكت / ومنى .. / تخرج الآن مسرعة .. مسرعة /
لتتركني / مثقلا بالجوى / ومشتعلا بالقصيدة" ( السفر إلى الشمال صـ107).

وفي قصيدته "افتحي الصيف لي" يتوجه إلى
المحبوبة بالخطاب الشعري راجياً أن تفتح له ما يؤهله للاشتعال الشعري بعيداً عن
الأحزان التي تطبق على روحه: "افتحي الصيف لي / واهدلي / كاليمام المسافر /
من ساحل الأغنيات / إلى غنوة الساحل / سائلي موج أحلامنا / عن عذاب المسافر / في
أرخبيل البنفسج / والياسمين المؤرق زلزلة / سائلي / هللي .. كالفراش المزركش
بالضوء / حول الفؤاد الخلي، / واذكري عاشقاً / ذاب في مهده ... " ( السفر إلى
الشمال صـ145).

المرأة المحبوبة في هذه القصيدة وغيرها تؤهله لإعادة
اكتشاف الحياة من جديد، كما تؤهله للصعود إلى سدة الحلم، وإلى إعادة بناء العالم
من جديد على نحو شعريّ أكثر رحابة،
وجمالاً، ولنا أن نتابع الاسترسال الشعري لنرَ تشَكُّلَ عالم جديد: "افتحي
الصيف لي / كي أمرَّ على بحره المتوسط / اسحب شاطئه بيدي / وأسير به / للقناديل /
في ليلِك السرمديِّ .. / للمواويل .. في كركرات الغدِ ... " إلى أن يقول:
"سوف اسحب شاطئه بيدي / وأقيم على جانبيه البلاد ، الحصون ، / القلاع التي
تحرس العاشقين الذين / يهيمون في وردةٍ ترتدي / موتاً / وتصبُّ قناديلها / في
القلوب التي عطشت / للصباح النديّ ...
" ( السفر إلى الشمال صـ147).

وفي قصيدة "سيمفونية العشق" تتضح صورة المرأة
الحلم كنموذج يختزل فيه كل جمال العصور والتواريخ والأشياء: " هل هذي أطراف
يديها / أم ضوء مهموس / أم قمرٌ مغموس / في ماء الفضةِ / أم أطياف كريستال / مرَّت
بخيال البللور / أم بوح حرير / رفَّ ، وعفَّ ، وشفَّ / وشقَّ الثوب، وشجَّه / أقسم
بالعطرِ الأندلسيِّ القادم من قرطبة السَّكرى / في زورق شوقٍ / ليهبَّ على / أهداب
حمامٍ / يتهلَّلُ في طنجة .... " ( السفر إلى الشمال صـ156).

حقيقة إنه الهاجس المختلف ، ولقد سبق أن نوهت في مقالات
سابقة عن شعراء الجنوب، أكدت فيها أن في جنوب مصر
حداثة شعرية مختلفة ومغايرة عن حداثة المراكز الثقافية التي تتشدق بتحطيمها
السافر لكل ما هو أصيل، إذ تصنع ثوراتها في الفناجين، هاربةً إلى عالم وهميٍّ ترسل
منه شفراتها الشعرية إلى الأرض الخراب ـ حسب وجهة نظرها ـ أو تنكفئ على ذاتها
ممجدة عزلتها وسخطها وانفصامها .. إنها ـ إلى حدٍّ كبير ـ حداثة الاختناق والشتات
والتشابك والعشوائيات في آنٍ .. كيف تتداخل العلاقات بل كيف تتجاوز؟ .. كيف يحق
لها أن تجرِّد الأشياء من وجودها ؟ .. نعم هي حداثة تجرد الأشياء من وجودها الذي
يرهق أعصابها إذ تنام في حضرة الكوابيس!.

في جنوب مصر حداثة على النقيض من ذلك، ليس لديها ما
تفرِّط فيه .. كل شيء عزيز .. ليست معنية أساساً بالثورات أو الزوابع التي تحدث في
فناجين .. لا تلعن مولد الشمس، ولا شيء ثمَّ يرهقها .. إنها حداثة البراح والتأمل
.. حداثة الدوحة، المزمار، الناي، إبداع الله في الكون، موسيقى الله: شدو البلابل،
الحفيف، الهسيس، الخرير.. أساطير القبيلة، حكايا الجدات، المصاطب ، الشاطئ، نقاء
السريرة، الصفصاف، الجميز، سدرات الأجداد، السواقي ، الشواديف، الغناء، الكون
المفتوح، وهدة القيلولة، المراعي، البراري، أسمار المساء.

وجود لا يلعن بعضه بعضاً .. ينام في حضرة الملائكة،
وتوقظه هزَّة الأغصان، ونقر العصافير، هديل الحمام، صوت الله في قرآنه، التسابيح
.... حداثة تمتلك أصالتها وتراثها، تمتاح منهما شجاعة التجوال وهي تتخطى أو تجتاز
مراحل نموها وتواجدها، نمو بطيء وفق متطلبات لحظتها، ووفق ما تسمح به قوي الاختزال
المركزية التي تستلب الأوطان وتختزلها في عواصمها
.. ليس من ضرورة ملحَّة لديها غير امتلاك ذاتها وكرامتها .. حداثة ريَّانة
لا تعرف الظمأ الروحي .. ثرية بذاتها، وفنونها، ومن ثم فالذات الجنوبية هاجسها
مختلف، لأن عذاباتها تختلف ومعاناتها تختلف، وواقعها يختلف، ونظرتها إلى الحياة
والوجود أيضاً تختلف.

في قصيدته" السفر إلى الشمال" تبدو التجربة
مراوغة، إذ تعلن الذات الشاعرة رغبتها في الهجرة إلى الشمال حيث المدنيـَّة، وحيث
الفتون الحداثي، وحيث النفير الإعلامي، وحيث "المكياج" الذي يُرَسِّم
الملامح المؤقَّتَة، ولكن إلى أي مدى تتوهم الذات أن سعادتها ستكون هناك ؟ .. إنها
ـ إلى حد كبير ـ تعاني في جنوبها الإهمال والفقر الخدمي بجانب النفي .. هذا شعور
مبدئي تهجس به الذات الباصرة إذ تتأمل واقعها، وإذ يتملكها الشعور بأنها مُستلَبة، ومنفية، وأن كل ما يربطها
بالوطن المختزل في الشمال هو هذا القطار الكسيح: " تسافرُ نحو الشمال ؟ / ـ
أسافر .. / أسافر نحو الغيوم / ونحو
التخوم / وزرقةِ هذِي العيون التي / والعيون التي / والعيون العيونْ ..
"" وتكرر الذات الباصرة على الذات الشاعرة سؤالها مرة أخرى : "تسافر
نحو الشمال ؟ / ـ أسافر نحو الحنين / ونحو الفتونْ / ونحو الغروب / فشمس الجنوب /
تتوِّج أوجهنا بالسواد / وتزرع في مقلتينا نجوم الحِداد / وتمنحنا / وردةً من
رمادٍ / أسافر نحو الشمالِ / وأرحلْ / فليس هنا في الجنوب عبير القرنفل / وسقسقة
الطير / فوق غصون السفرجل !! / وليس هنا / غير زهر القصب / وشمس الغضب / ووجه
تغضَّن / يرضع من حلمات النهار / عصير التعبْ !! ... " ( السفر إلى الشمال
صـ99).

هكذا تتوهم الذات موتَ الحياة في الجنوب، لذلك تعلن
موافقتها للسفر إلى الشمال : " تسافر نحو الشمال ؟ / ـ أسافر في الحالِ ..
" ( السفر إلى الشمال ص 100) ولكن لأن التجربة الشعرية عند عزت الطيري
مراوغة، ولأن كل شيء ـ كما سبق القول ـ عزيز، وليس لدى الذات ما تفرط فيه حقيقة ،
ربما لذلك نكتشف بعد قليل أن التخيير في " تسافر نحو الشمال ؟ " ليس إلا
تخييراً وهمياً، وأن الذات الشاعرة لن تفرط في شيء، وإن كل ما كان من استجابات
مؤقَّتَةٍ ليس إلا استجابات كذوب، وليس إلا فرصة للتعبير عن الشعور بالنفي
والاستلاب، ولعرض بعض عذابات الذات مع الإهمال والفقر المادي والخدمي وصور التخلف
والشقاء المفروضة على الجنوب، بَـيْدَ أن الذات حقيقةً تظل مستمسكة بموقعها، واعية
بخصوصيتها، وبسماتها الفريدة، وواعية بأن تخليها عن موقعها وقناعاتها إنما يعني
موتها، وأن المستحيل حقيقة هو أن تتخلى ، أو بالمعنى: تسافر نحو الشمال وكأن كل التخيير الممنوح كان
على سبيل المباكتة والتوهم وليس على سبيل الحقيقة؛ لذلك ومن خلال الحوار المتوالي
بين الذات الباصرة والذات الشاعرة تعلن الأخيرة عن حقيقة موقفها: ( صوت 1 ) :
" سيكون صعباً أن تسافرْ / سيكون صعباً أن تغادرنا / وتهجرك الديار / "
يا من يدل دمي عليك " / إذا سقطتَ / وإن كبوتْ ،/ وإن سُكِبْتَ على الغبار
... / وستهجر الأطيار عشَّكَ / والسفائنُ سوف يخدعها الفنار!! / ماذا أقولُ إذا
سُئلتُ / عن الزنابق والبيارق / والزوارق والشراعْ ؟ / أأقول ضاعْ ؟! .. " (
السفر إلى الشمال صـ102). . ونتابع : ( صوت 2 ) : " من أين يدخلُ زنبق
الكلماتِ / شِعرك يا صديقي؟ / من أين يدخلك البنفسجْ، / زهرةُ الفول النَّديَّة، /
مهرجان الشمس ، / حين تُدَوِّخ الأقدام، / تلسعها / وتمنحك العذاب؟ / من أين يأتيك
الفرار ؟ / من أين تأتيك القصائدُ ، / والمواويل الأثيرة .... إلخ " ( السفر
إلى الشمال صـ105).

السفر إلى الشمال إذن عنوان مراوغ إذ يؤوَّل إلى "
السفر إلى الجنوب" حيث المستحيل هو
السفر إلى الشمال إلا على سبيل التوهُّم المباكت للذات المتمردة على النفي
والإهمال والاختزال ، وهكذا تعرب الذات عن قناعاتها الحقيقية ، وعن وعيها بأنها ها
هنا، وليست هناك، وأن فرادتها تنبع أساساً من وعيها بأنها ذات جنوبية لها هاجسها
المختلف، ولديها ما تباهي به في كل أحوالها ، ومهما بدت ذاتاً مشمولة بحزنها
الشفيف.

إن نبرة الحزن الشفيف لا تفارق الذات الشاعرة، ثمة حزن
رومانتيكي إذن، له ما يبرره، وإن لم تكن الذات معنية بتفنيد علاتها على صعيد
الواقع، إلا أنها ذات حزينة إذ تفتش عن عالمها اليوتوبي تحت ركام واقعها
المسْتَلَب : " أفتح حزنين / أملأ جوفهما بالنقاطِ ، / الفواصل، / أنسى
الكلامَ / وأنسى ... !! " / ............. / ........... / أنا جالسٌ / فوقَ
ليلٍ / بلا وطنٍ " ( السفر إلى الشمال صـ37).

أو كما نقرأ في قصيدة" لمن اللوز؟ " : "
ويعبُر الطريق / مرهقاً نحيلاً / يحدُّه البكاءُ / من جنوبِه / ويحتويه الحزنُ ..
من شماله / ويرتخي النخيل فوقه / سواحلاً .. وموعداً جليلاً / الشوق في يديه .. قد
نما/ والوردُ في عينيه .. قد همى / والوقت يستحيلُ لحظةً / ويرتمي / في ظلِّ
دمعتين / قاتلا ... "( السفر إلى الشمال صـ53).

أو كما نقرأ في قصيدة " حزنه طازج" : "
منذ حزنين / لم يطرق الحلم بابه / منذ .. والقلب مرتبك بنداءاته .. / وعلى هودج
الريح مرتحل / يتهدج باسم التي / لوَّنت عمره بالصبابات / من أول العمر ، في آخرِ
/ الزلزالات التي .. " ( السفر إلى الشمال صـ58).

أو كما نقرأ في قصيدة " قمر وأغنية" : "
قمرٌ يرنُّ / على جوانب حزننا / فيحنُّ من
رناته قمرُ الكتابة للكتابة .." (
السفر إلى الشمال صـ17).

هكذا هي نبرة الحزن الشفيف تفرض غلافها حول التجربة
وتقيم الوشائج بين فواصلها؛ لذلك ربما كثيراً ما ترتفع على أثرها نبرة الشكوى
والأنين: " لماذا الحبيبة هاربةٌ ، من مواعيدها الزئبقية؟ / .. كيف أنا أحتفي
بنداءات جُرْحي / ثلاثين نوماً ، / ثلاثين برقاً هي النارُ تلدغ صدري، / ولا نبع
ماءٍ قريب ... " ( السفر إلى الشمال صـ47).

وبجانب نبرة الحزن والشكوى يبدو الحلم
هو منفرج الذات، إذ يبدو وقوفها طويلاً في انتظار ما لا يجئ " أنت
أدمنت هذا الطريق / أنت أدمنت هذا الشجن
/ من تكون ؟ إلى أن يقول : " إلى أين يا مهرة الله نمشي ؟ / وكل الجهات
مهَّيآت للمهالك ؟.. / أنا في انتظاركْ / الطيور تهاجرني والممالكْ / والنساء يجئن
إليّ صحارَى / أنا في المواجع يا صاحبي / لا أُبَارى " ( السفر إلى الشمال
صـ145).

وإذا كان ثمة ما تنتظره الذات الحالمة، إلا أنها وعلى
الصعيد الحلميّ نفسه تبدو غير متفائلة وهي ترى كل شيء يضيع هباءً مع النشيد
النحاسيّ الفارغ، فليس ثمة ما يمكن أن يجسده غير الطنين : " النشيد النحاسيُّ
/ يصرخ في لوعةٍ / يا بلادي : / بلادي .. بلادي .. / بلادي التي أوصدتْ / في طريق
هوايَ / المسالك " ( السفر إلى الشمال صـ145).

أما وقد طوَّفنا مع تجربة شاعرنا طوفات عابرة، بغرض
إضاءة الطريق نحو تجربة ثرية متسعة، لها كثير خصوصية وحضور، إلا أن ذلك لا يجب أن
يخرج عن غرض الإضاءة الممهِّدة لدراسات أكثر تركيزاً على كافة الجوانب الفنية
والرؤيوية لتجربة عزت الطيري ، أتمنى أن يساهم معي فيها الجادون من نقادنا في ربوع
الوطن.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.almagrapy.jeeran.com
رشيد خورى
عضو مميز
عضو  مميز
رشيد خورى


الدولة : غير معرف
العذراء الفأر
عدد الرسائل : 58 52
نقاط : 8 تاريخ التسجيل : 16/11/2007

اضاءات حول تجربة الشاعر عزت الطيرى (2 ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: اضاءات حول تجربة الشاعر عزت الطيرى (2 )   اضاءات حول تجربة الشاعر عزت الطيرى (2 ) Icon_minitimeالسبت أكتوبر 25, 2008 8:21 am

شكرا أخى الشاعر الذي يشبه الفراعنة العظام
جميل تقديمك
و شكرا على منقولك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمود مغربى
شاعر
شاعر
محمود مغربى


الدولة : غير معرف
عدد الرسائل : 195 نقاط : 202 تاريخ التسجيل : 30/09/2008
بطاقة الشخصية
مرئى للجميع:

اضاءات حول تجربة الشاعر عزت الطيرى (2 ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: اضاءات حول تجربة الشاعر عزت الطيرى (2 )   اضاءات حول تجربة الشاعر عزت الطيرى (2 ) Icon_minitimeالأحد أكتوبر 26, 2008 7:04 pm

رشيد خورى كتب:
شكرا أخى الشاعر الذي يشبه الفراعنة العظام
جميل تقديمك
و شكرا على منقولك


أخى رشيد
تقديرى لمرورك الرائع
مودتى
محمود مغربى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.almagrapy.jeeran.com
عاطف الجندى
المدير العام
المدير العام
عاطف الجندى


الدولة : مصر
الجوزاء عدد الرسائل : 14290 الهواية : الشطرنج
نقاط : 13287 تاريخ التسجيل : 01/05/2007
بطاقة الشخصية
مرئى للجميع:

اضاءات حول تجربة الشاعر عزت الطيرى (2 ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: اضاءات حول تجربة الشاعر عزت الطيرى (2 )   اضاءات حول تجربة الشاعر عزت الطيرى (2 ) Icon_minitimeالخميس أكتوبر 30, 2008 6:45 pm

بالتوفيق و السداد
دراسة استمتعت بها أيها الرائع مغربي
مودتي أيها السامق
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://elgendy.ahladalil.com
محمود مغربى
شاعر
شاعر
محمود مغربى


الدولة : غير معرف
عدد الرسائل : 195 نقاط : 202 تاريخ التسجيل : 30/09/2008
بطاقة الشخصية
مرئى للجميع:

اضاءات حول تجربة الشاعر عزت الطيرى (2 ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: اضاءات حول تجربة الشاعر عزت الطيرى (2 )   اضاءات حول تجربة الشاعر عزت الطيرى (2 ) Icon_minitimeالجمعة أكتوبر 31, 2008 3:36 pm

عاطف الجندى كتب:
بالتوفيق و السداد
دراسة استمتعت بها أيها الرائع مغربي
مودتي أيها السامق




أخى عاطف الجندى
تقديرى لمرورك
ولكل هذا البهاء المثمر بالمنتدى
وباسمك اقدم التحية لكل اعضاء المنتدى

محبتى


مغربى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.almagrapy.jeeran.com
تامر محمود
عضو مبدع
عضو مبدع
تامر محمود


الدولة : غير معرف
العقرب النمر
عدد الرسائل : 981 38
نقاط : 477 تاريخ التسجيل : 16/06/2007

اضاءات حول تجربة الشاعر عزت الطيرى (2 ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: اضاءات حول تجربة الشاعر عزت الطيرى (2 )   اضاءات حول تجربة الشاعر عزت الطيرى (2 ) Icon_minitimeالأحد نوفمبر 02, 2008 7:09 pm

الجميل محمود
تعرفت على شاعر يستحق التحية من خلال
ناقد أروع
بارك الله فيك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
اضاءات حول تجربة الشاعر عزت الطيرى (2 )
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» اضاءات حول تجربة الشاعر عزت الطيرى
» تجربة أولى
» اول تجربة ( مابلومش عليك )
» الحداثة و النقيض فى تجربة محمود مغربي
» إحلم ( أول تجربة فصحى )

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
عاطف الجندي :: منتدى الإبداع الأدبى :: نقد ومقالات-
انتقل الى: