عاطف الجندي
أخيرًا هل البدر و أضاءت الدنيا بوجودك فى منتداك
يسعدنا تواجدك معنا يدا بيد و قلبا بقلب
لنسبح معا فى سماء الإبداع
ننتظر دخولك الآن
عاطف الجندي
أخيرًا هل البدر و أضاءت الدنيا بوجودك فى منتداك
يسعدنا تواجدك معنا يدا بيد و قلبا بقلب
لنسبح معا فى سماء الإبداع
ننتظر دخولك الآن
عاطف الجندي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى عاطف الجندي الأدبى يهتم بالأصالة و المعاصرة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
صدر عن دار الجندي بالقاهرة ديوان مكابدات فتى الجوزاء للشاعر عاطف الجندي .. ألف مبروك
أحبائي بكل الحب تعود ندوة المنتدى السبت الأول من كل شهر باتحاد كتاب مصر ويسعدنا دعوتكم السادسة مساء السبت الأول من كل شهر باتحاد الكتاب 11 شارع حسن صبري الزمالك فى ندوة شعرية مفتوحة
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» متفتكرش
اضاءات حول تجربة الشاعر عزت الطيرى Icon_minitimeالأحد نوفمبر 17, 2024 9:53 pm من طرف محمود جمعة

» في يوم الاسير الفلسطيني/ د. لطفي الياسيني
اضاءات حول تجربة الشاعر عزت الطيرى Icon_minitimeالسبت أبريل 15, 2023 1:27 am من طرف لطفي الياسيني

»  مطولة شعرية الجزء الاول مهداة للاستاذة الشاعرة حنان شاعرة م
اضاءات حول تجربة الشاعر عزت الطيرى Icon_minitimeالأحد مارس 12, 2023 4:27 pm من طرف لطفي الياسيني

»  عيد الاحزان والاسرى في عتمة الزنزان/ د. لطفي الياسيني
اضاءات حول تجربة الشاعر عزت الطيرى Icon_minitimeالجمعة مارس 10, 2023 8:49 pm من طرف لطفي الياسيني

» تحية الى المرأة في 8 آذار / د. لطفي الياسيني
اضاءات حول تجربة الشاعر عزت الطيرى Icon_minitimeالثلاثاء مارس 07, 2023 7:54 am من طرف لطفي الياسيني

»  ردا على قصيدة الاستاذ الشاعر الفلسطيني الكبير شحده البهبهان
اضاءات حول تجربة الشاعر عزت الطيرى Icon_minitimeالخميس مارس 02, 2023 9:19 pm من طرف لطفي الياسيني

» الى روح رفيق دربي عمر القاسم/ د. لطفي الياسيني
اضاءات حول تجربة الشاعر عزت الطيرى Icon_minitimeالإثنين فبراير 20, 2023 12:07 pm من طرف لطفي الياسيني

»  انا المجاهد في العصور / لشاعر دير ياسين*لطفي الياسيني
اضاءات حول تجربة الشاعر عزت الطيرى Icon_minitimeالسبت فبراير 18, 2023 11:51 am من طرف لطفي الياسيني

»  في ذكرى الاسراء والمعراج/ د. لطفي الياسيني
اضاءات حول تجربة الشاعر عزت الطيرى Icon_minitimeالخميس فبراير 16, 2023 1:12 pm من طرف لطفي الياسيني

Navigation
 البوابة
 فهرس
 قائمة الاعضاء
 الملف الشخصي
 س و ج
 ابحـث
منتدى عاطف الجندى الأدبى
Navigation
 البوابة
 فهرس
 قائمة الاعضاء
 الملف الشخصي
 س و ج
 ابحـث

 

 اضاءات حول تجربة الشاعر عزت الطيرى

اذهب الى الأسفل 
+2
دعاء محمود
محمود مغربى
6 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
محمود مغربى
شاعر
شاعر
محمود مغربى


الدولة : غير معرف
عدد الرسائل : 195 نقاط : 202 تاريخ التسجيل : 30/09/2008
بطاقة الشخصية
مرئى للجميع:

اضاءات حول تجربة الشاعر عزت الطيرى Empty
مُساهمةموضوع: اضاءات حول تجربة الشاعر عزت الطيرى   اضاءات حول تجربة الشاعر عزت الطيرى Icon_minitimeالسبت أكتوبر 25, 2008 7:02 am



إضاءات حول تجربة الطيري الشعرية ..

بقلم الاديب والناقد عبدالجواد خفاجى
.................................







1 ـ ضد الفوضى:

"عزت
الطيري" صوت هادر بالشعرية، يبدأ من توت القرى حتى الأنجم السَّكْرَى، له
حضوره المميز منذ منتصف السبعينيات،
كنَفَسٍ شعريٍّ ممتدٍّ بغير انقطاع، عبرَ كل الدوريات الناطقة بالعربية في العالم
أجمع، وعبر مساحة اثني عشر ديوانًا أو
تزيد، وإن كانت الدراسات التي تناولت تجربته أقل من أن تُحصى، شأنه شأن
كثير من أدباء الجنوب المصري المؤْثِريِنَ البقاء في قراهم ونجوعهم، يغترفون زادهم
الشعريِّ شجواً وشجناً ولحناً هادئاً سادراً
في سماوات الريف، صاعداً مع عبق الطبيعة وبخرها، وشدو أطيارها إلى آفاق لا يلوثها هدير المُوتورات ،
وأبخرة الرصاص .. من هنا يبدأ، بعيداً عن تشابكات المدينة، وآلاتها، وضجيجها، وقلقها..
ربما لهذا تكتسب هذه الأصوات عبقاً يخصها وحدها، وأريحية لا تُضَاهَى في دقتها،
ومثابرتها وشغفها بالتأمل المستغرِق في دقائق الحياة حولها، المستوعب لأدقِّ
تفاصيلها وعلاقاتها.

نشرت له بآخرةٍ هيئة الكتاب المصرية ديوانين، أولهما:
"على طريق الريح" الذي يقع في تسعين صفحة، ويحوي تسع عشرة قصيدة، غير ما
يحويه من القصائد التي تَميَّز بها الطيري، وثانيهما "السفر إلى الشمال"
وهو يحوى " مختارات" من دواوين الطيري السابقة.

ويستوقفنا ـ بداية ـ في تجارب الديوانين قدرة الشاعر على
التقاط المفردات وتوظيفها، ورصفها بدقةٍ ومثابرة، مؤكداً مقولة أن الكلمة عند
الشاعر عالم صغير يخدمها بدلاً من أن يستخدمها، ومقولة أن الشاعر يستخدم اللغة
استخداماً جمالياً إلى جانب استخدامه لها استخداماً نفعياً، وأنه يراعي في كتاباته
معايير حِرَفيَّة تتعلق بالمثابرة والدقة والإتقان إلى جانب المعايير الفنيَّة
الأخرى التي تتعلق بعملية الإنشاء، وأسلوب الكتابة.

وثمة ما نلحظه في
تجربة الطيري ـ بما يعد توسعاً في استخدام المجاز ـ هو تركيزه على التقاء ما لا
يلتقي، إذ تلتقي المفردات المألوفة تماماً
والمتباعدة عن بعضها في واقع الحياة، تتلاقى وتتآلف ـ رغم تباعدها ـ لتعطي تشكيلاً
خميلياً منسَّقاً يبعث على الدهشة ؛ فما الذي يجمع بين مفردات من عينة:
"هديل، غيمة، لوز، نار، جنون" غير تشكيل مثل: " بعُنَّابها /
ستمرُّ الجميلة ، / مثقلةً، / بهوى السوسنة .. / يحيط بها مطرُ من هديلٍ / وتحرسها
/ غيمةُ مثخنةُ .. / ويسبقها قمرُ / بالحنين، / يلون خطوتها اللينة!! / بعُنَّابها
/ وبلوز الجنون، بنار المسافات / والأزمنة .. " ( على طريق الريح ـ صـ 8 ) .

وثمة قدرة على الرصف والنظم إذ يُضفى على هذا التشكيل
موسيقاه .. هنالك يبدو كل شيء طازجاً، يتولَّدُ من مخيِّلة مضمخة بالشاعرية،
وهنالك تبدأ الكائنات عزفها، إنه عالم عزت الطيري الشعري.. عالم بكر، مدهش، عازف، يُداخِلُ
النَّفْسَ من حيث تدري ولا تدري بسحريته،
وبكارته، وأريحيته، واتساعه، ومنمنماته الصغيرة المنسقة .. وربما لذلك هي شاعرية
ضد الفوضى.

"عزت الطيري" الذي اعتادته الأوساط الأدبية
رائداً للفوضى يقف ضد الفوضوي إذ يُخرِج
للوجود قصيدته، تماماً كالنحلة التي تدهشنا بطيرانها الفوضويّ، أو ربما العشوائيّ
من زهرة لأخرى، لكنما قد نغير أحكامنا عندما نفاجأ بهندسة بيتها وتنميقاته، بما
يصنع دهشة أخرى .. هكذا هي القصيدة عند عزت الطيري : نظام هندسيّ منمق، يقف ضد
العشوائية والفوضى من جهةٍ، ومن جهة أخرى يقف مشحوناً بالشهد/ القيمة الجمالية
والرؤيوية، وربما لهذا تبدو القصيدة عند
الطيري قضية القضايا.

فكثيراً ما ينطرح التساؤل حول الشعر : ما القضية /
الهمُّ الذي يفرض نفسه على تجربة الشاعر؟ ولعل القضايا كثيرة بجُنَّزها وخُنّاقها،
وما أرخص القضايا المعاصرة في عالم يبدو الآن بغير قضية، وما أفدح القضايا التي
تخنق نَفَسَ الشعر والفن معاً؛ لتطفر على
وجه الشاعرية كالدمامل والبثور، أو ربما كالشعارات الجوفاء فوق واجهة الحدائق ..
ربما لذلك تتنحى تجربة الطيري عن هذا الطريق لتفاجئ الجميع من الخلف بقضيَّةٍ لم
يعد يلتفت إليها أحد، تلك هي القصيدة نفسها .. هذه اللبون .. النموذج الجمالي
البكر الذي يُحَمِّلُ الجميع على كاهله ـ رغم رهافته ـ أوزار عصرٍ بربريٍّ يرى في
أزيز الطائرات وهدير المدافع شاعريته، ربما لهذا هو شاعر العصر مدفعٌ أو .. ربما لهذا ـ بين الرصافة والجسر ـ عيون
المها تجتر آلامها؛ وأيامها ، والمسافة بينهما حقول ألغامٍ وساحات من الفوضى،
وألاعيب ساسةٍ محترفين، وكثير من صفاقات القوانين، وأصداغ المحللين .. كيف نجتاز
المسافة الملغومة إذن إلى عيون المها ؟ كيف نجتاز المسافة والمسافة صاخَّة بصراخ
النائحات والثكالى؟ .. كيف نَـعْـبُرها إلى هناك ، حيث القصيدة في عيون المها،
نسحبُ انكساراتها ، ونبسم فيها من روحنا روحَ الحياة؟ .. كيف وأرواحنا متعبة؟! ..
ربما أن الشاعر وحده قادر على اجتياز المسافة مثلما أن روحه قادرة على أن تعيد لنا
ما قد فقدناه.

تُرى كيف بدا شاعرنا الطيري وكأنه لم يفقد شيئاً بعد، بطاقةٍ
روحية شعرية هادئة ؟ كيف بدا قادراً على أن يعيدنا إلى عيون المها، أو يعيدها
إلينا ، عودٌ حميم إذن، بكل بكارة الحياة وطزاجتها وسحريتها؛ لتبدأ عيون المها ـ
كسابق عهدها ـ في قتلنا من حيث ندري ولا ندري!.

هي مهمة لا أظنها هينةً أبداً، ولا أظنُّ الخطو فيها إلا
على طريق الريح.. هنالك يبدو شاعرنا " العشب سيِّده / ووجهته المياه /
ويمامتان ، / على طريق الريح / تقتفيانِ موكبه / وترتجزان أغنيةً / يرددها سواه ..
/ هو في غمامٍ ، / يبتني بيتاً / يسيِّجهُ .. بمرار حنظلة / ويمعن في أساه .. / هو
مفردٌ ، / جمعٌ / تمامٌ ، ناقصٌ / يمشي الهوينى / في دروب الدمعٍ / يُسرِع في خطاه
/ غِرٌّ ، / يسير بدونهِ / معَهْ / ويقفزُ ، / فوق سور الليل / يطرق / باب من يهوى
/ فيرْجِعه الرتاجُ الصلد / يصدمه صداه / فيفرُّ منه الصحو ، / يَخلع ضِلعه /
متيمماً ، / بتراب جدوله / ويُسْرِفُ في دماه / تبت يدا/ هذا الفتى المتلاف ، /
قايض عمره / بورد خدِّ غزالةٍ / شقراءَ ،
لا .. / بل سلمت يداه !! .. " ( على طريق الريح ـ صـ 13) .

المتأمل لقصائد الطيري يدرك أن روحه لا تزال هائمة في
المساحة البكر من الحياة، تمسح غبش المسافات، وتعيد للمواسم أفراحها، وللأطيار
أصداحها، وللأزاهر عطرها وألوانها .. يُفلِّتُ الزمن من إسار التقاويم، والأوطان
من تقاسيم الحدود: " على وطن الليلِ / أجلسُ / أشتاق مرجَ حدائقه / ومداخل
أنهاره / وبلابلَه / وبلا عاشقاتٍ يهدهدن لي / وجعي .. " و " أنا جالسٌ
/ فوق ليلٍ / بلا وطنٍ / أو غمام .. / ..... / أنا الآن ، / أهذي قليلاً / وأبكي
!! " ( على طريق الريح صـ38).

ربما يحملنا إلى حالة من تراسل الحواس، وفطرية الوجود،
وكثير من نقاوةِ الحياة وسحريتها في عبير السكوت الجميل حيث " كانت البنتُ /
وارفةً / كالحديقةِ / مكتظة بالعناقيد، / مسكونةً
بالمواعيد، / متخمةٌ، / بعبير السكوتْ ... / هاهنا قمرٌ طازجٌ / وهنا ..
/ مطرٌ / ناضجٌ ... ، / وهُنالك / خوخٌ /
وتوتْ ... " ( على طريق الريح صـ44).


في مثل هذا
الطقس يحق له أن يتساءل : " لمن سأهدي أغنيات دهشتي؟! ــ لوردة تموت من
هديلها / إن مسَّها بنفسجٌ / مدججٌ بخبثهِ / ورِقَّة احتيالهِ ؟ .. / لطائرٍ
ملوَّنٍ / بوردةِ ابتهاله ... / لواحةٍ تفرُّ / من رمالها / وحالها / وتقتفي خطى
غزالها ؟ .. / لقِطَّةٍ تموتُ من هزالها .. ؟ .. / لغنْوَةٍ على شفاه طفلةٍ، /
تلعثمت / فأشرقت سواسن الغزل؟ .. " ( على طريق الريح صـ47).

وفي مثل هذا الطقس أيضاً حتماً ستمرُّ الجميلة "
وترشق هذا الفتى / بحربة أهدابها الساخنة / وتوقظ في مقلتيه الدموع / وتنكأ أحلامه
الممكنةْ / وتدنيهِ من رحماتِ العيونِ / وتلمس من وجده مكمنه / وتطلق من عطرها /
موجتين / تلفان أرجاءه الساكنة .. / وتسقيه من نهرها بعضُ ماءٍ ، / وتعطيه من
لحنها دندنة .... " ( على طريق الريح
صـ9).

............
القارئ لقصائد الطيري يدرك تماماً أن القصيدة نفسها هي همُّ الشاعر الأول، وهي
قضية القضايا بالنسبة له .. كيف تبدو مدهشةٌ ببساطة تراكيبها، واعتيادية مفرداتها،
بل كيف تبدو ـ رغم ذلك ـ طازجة دائماً،
وهي ترفل في جماليات شكليَّةٍ آسرة ؟ ..
كيف أنها مراوغة بلغتها بين السفور والخفر، وكيف أنها تحمل قدْراً من التخييل
الناتج عن التوسع في استخدام المجاز اللغوي، وقدْراً من سحرية اللغة التي تكتسب من
خلال عملية الانتقاء والجمع والتوليف طاقةً إيحائية بالغة ؟ .. كيف أنها تَعْبُر
الظاهر الاعتيادي إلى عوالم سحرية ساهِمة؟!.



2 ـ شعرية البراح :

لا شك أن أزمة النقد شيء، وأزمة الضمير النقدي شيء آخر،
وربما أن الأخيرة هي التي توجِّه الأقلام النقدية، وتجعلها بشكلٍ أو بآخر تركز
جهدها حول نخبة بعينها لا تتجاوز أصابع اليد، متجاهلة ما يمكن أن تعتبره ـ عسفاً ـ
ذيل الخارطة، رغم أن كثيراً من الدارسين والمراقبين لحركة الإبداع في عصرنا متفقون ـ بما لا يدع مجالاً للشك ـ على أن
الأقاليم البعيدة هي كنز الإبداع الحقيقي الذي يمكن أن نراهن عليه.

" عزت الطيري" واحدٌ من أبناء الصعيد
"الجُوَّاني" استطاع بدأب وجهد ملموس على مدى ثلاثين عاماً أو تزيد من
التحقق ، أن يتواجد في كافة الدوريات والمحافل الأدبية، ورغم كافة المعوقات ..
أصدر حتى الآن اثني عشر ديواناً غير ما لديه من دواوين مماثلة في العدد لم تطبع
بعد.

أما وقد انكسرت قليلاً حدة المركزيات الثقافية للعواصم
العربية بفعل متغيرات عصرية كثيرة، وانكسرت معها سلطتها على الثقافية والإبداع فوق
أطراف الخريطة، فهل نطمح أن يكون ذلك حافزاً أو مبرراً أمام النقد لكي يتخلى عن
نظرته الكلاسيكية المصابة بالبارانويا؟ أو لنقل: يجتاز أزمته الضميرية، وينطلق بجهد حقيقي نحو أطراف
الخريطة، حيث البراح، وحيث الفن الحقيقي الذي لم يلوَّث بعد، ولم يُهجَّن بعد، وحيث الفطرية والعفوية
والأصالة التي تداخل العصر بكثير ثقة، وكثير تأمل ووعي .. ها هنا حيث ذاكرة الأمة
وضميرها الجمعي، وملامحها الأصيلة.

في جنوب مصر ـ ولا شك ـ حداثة من نوع آخر، يمكننا أن
نعاينها عن كثب لنرَ ذواتنا الضائعة، وأخصَّ خصوصياتنا التي أجهز عليها العصر
المادي الطاحن، ونفير المدن المعبأة بالرصاص، وبخر الأفواه التي تتثاءب وجعها على
وجه الإسفلت، وهي تلعن ميلاد الشمس، وهي تستنشق الأكاسيد القاتلة، قبل أن تصلها
حافلات الحشر.

في ديوانه "على طريق
الريح" الصادر عن هيئة الكتاب عام 2001/ سلسلة "كتابات جديدة" ،
وكذلك ديوانه " السفر إلى الشمال" الذي يحوي قصائد مختارة من عدة دواوين
أخرى له، يمكننا أن نلمس في تجارب الديوانين وجوداً مخصوصاً .. ها هنا القرية نائمة .. " هل فاجأها عسلُ الليل؟ ؛ / فغطَّت
جفنيها، / بعبير الشجر / وهل داهمها الوقتُ / وسربلها الكِتَّانُ / بقمصانِ مدامعه
/ نائمةٌ، نائمةٌ / نا ... / وثغاء الماعزِ يخفتُ / وعصافيرُ الوجعِ / تعلِّق
حُزْنيها، / فوق بيوتٍ ، من طين هشٍّ ، والقرية نائمةٌ / والحزنُ جميلٌ / حين يغطيها من بردٍ / ويقيها من حرٍّ /
والجوع طويلٌ .... " ( السفر إلى الشمال صـ82).

ها هنا وجود مخصوص بطقسه وعبقه وحُزنه ومفرداته، يتسربل
بالبساطة الآسرة والنقاء المعبَّأ بالروعة .. كل شيء هادئ وفطري إلى أبعد مدى ..
ثمة ذوات تستمسك بوجودها المخصوص .. كل شيء عزيز لديها، لا تلعن مولد الشمس، ولا
يؤرقها العصر الحديدي، أو التطاحن المادي، أو نفير الماكينات.

لنا أن نقرأ
قصيدة " عنواني " لنعاين هذا الوجود المخصوص :" أول قريتنا / أربع
أشجار للسرو / وأخرها / سبعة أحزان / والشارع مزدحم جداً / بتراب مُـرٍّ / وبقش ثـَرٍّ
/ وبعشب خَـرَّ قتيلاً / وأنينٍ مختلطٍ / بحنين للفرح / وأقمار وكواكب / تتساقط /
في كل بداية شهر قروي / حتى منتصف الخامس / من ... / أحلام الغيطان / رقم المنزل /
كلبان عجوزان / ينامان على أعتاب الصيف ،/ ويعتصمان بخوفهما / وقليلاً ما /
ينتبهان .. الخ " ( السفر إلى الشمال صـ121).

وعزت الطيري ــ كذات جنوبيةــ لا يتخلى عن حلمه
الرومانسي ، ولا عن حزنه الشفيف ، ولا عن شجنه الجنوبي وهو يداخل واقعه . وفى
المقابل من هذا يمتاح تفاؤله، ويهش أحزانه إذ يندغم في الوجود المجسد أمامه ــ كما
نرى في جُلِّ قصائده ـ إذ يتوفر القاموس الرومانسي مضفوراً مع مفردات الطبيعة
البكر تعبيراً عن حلم الذات وشجنها وتفاؤلها ، وتساؤلاتها، وهى تتعنق مثاليةً
يوتوبيةً جماليةً تنفتح معها التجربة على السحري ، وتعتمد على الوصف ، والمشهدية ،
والتحليق المجازى ، والإغراب ، إذ يتحقق كثير بكسر توقعاتنا الاعتيادية عند كل
فاصلة شعرية .

عبدالجواد خفاجى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.almagrapy.jeeran.com
دعاء محمود
عضو ماسى
عضو ماسى
دعاء محمود


الدولة : غير معرف
عدد الرسائل : 586 نقاط : 111 تاريخ التسجيل : 23/07/2008

اضاءات حول تجربة الشاعر عزت الطيرى Empty
مُساهمةموضوع: رد   اضاءات حول تجربة الشاعر عزت الطيرى Icon_minitimeالإثنين أكتوبر 27, 2008 10:14 am

nter]اضاءات حول تجربة الشاعر عزت الطيرى H20
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمود مغربى
شاعر
شاعر
محمود مغربى


الدولة : غير معرف
عدد الرسائل : 195 نقاط : 202 تاريخ التسجيل : 30/09/2008
بطاقة الشخصية
مرئى للجميع:

اضاءات حول تجربة الشاعر عزت الطيرى Empty
مُساهمةموضوع: رد: اضاءات حول تجربة الشاعر عزت الطيرى   اضاءات حول تجربة الشاعر عزت الطيرى Icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 28, 2008 10:33 am

العزيزة دودى
لمرورك
ألف تحية
مودتى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.almagrapy.jeeran.com
بنوتة مصرية
عضو فضى
عضو فضى
بنوتة مصرية


الدولة : غير معرف
القوس الثعبان
عدد الرسائل : 389 34
نقاط : 248 تاريخ التسجيل : 10/11/2007

اضاءات حول تجربة الشاعر عزت الطيرى Empty
مُساهمةموضوع: رد: اضاءات حول تجربة الشاعر عزت الطيرى   اضاءات حول تجربة الشاعر عزت الطيرى Icon_minitimeالخميس أكتوبر 30, 2008 6:43 pm

الحبيب محمود

دراسة قيمة يا صاحب القلب النبيل
عن أخى الشاعر الكبير عزت الطيري
بالتوفيق الدائم لكما
و دراسة قيمة أهنئك عليها
مودتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمود مغربى
شاعر
شاعر
محمود مغربى


الدولة : غير معرف
عدد الرسائل : 195 نقاط : 202 تاريخ التسجيل : 30/09/2008
بطاقة الشخصية
مرئى للجميع:

اضاءات حول تجربة الشاعر عزت الطيرى Empty
مُساهمةموضوع: رد: اضاءات حول تجربة الشاعر عزت الطيرى   اضاءات حول تجربة الشاعر عزت الطيرى Icon_minitimeالجمعة أكتوبر 31, 2008 3:34 pm

بنوتة مصرية كتب:
الحبيب محمود

دراسة قيمة يا صاحب القلب النبيل
عن أخى الشاعر الكبير عزت الطيري
بالتوفيق الدائم لكما
و دراسة قيمة أهنئك عليها
مودتي



البنوته المصرية
الجميلة البهية
تقديرى للمرور الجميل

محبتى



مغربى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.almagrapy.jeeran.com
تامر محمود
عضو مبدع
عضو مبدع
تامر محمود


الدولة : غير معرف
العقرب النمر
عدد الرسائل : 981 38
نقاط : 477 تاريخ التسجيل : 16/06/2007

اضاءات حول تجربة الشاعر عزت الطيرى Empty
مُساهمةموضوع: رد: اضاءات حول تجربة الشاعر عزت الطيرى   اضاءات حول تجربة الشاعر عزت الطيرى Icon_minitimeالأحد نوفمبر 02, 2008 7:14 pm

أخى محمود
أنت مبدع صاحب قلب جميل
لتكتب عن غيرك
و يا ليت غيرك يكتب عنك أيضا
و نقرأ بالمنتدى بعض الدراسات
عنك لأنك تستحق
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمر باشا
عضو ذهبى
عضو ذهبى
عمر باشا


الدولة : غير معرف
الميزان الثعبان
عدد الرسائل : 436 35
نقاط : 225 تاريخ التسجيل : 21/09/2007

اضاءات حول تجربة الشاعر عزت الطيرى Empty
مُساهمةموضوع: رد: اضاءات حول تجربة الشاعر عزت الطيرى   اضاءات حول تجربة الشاعر عزت الطيرى Icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 04, 2008 1:43 pm

شكرا أخى الناقد الأريب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابراهيم خليل ابراهيم
مشرف أخبار ثقافية
مشرف أخبار ثقافية
ابراهيم خليل ابراهيم


الدولة : مصر
عدد الرسائل : 3444 نقاط : 3334 تاريخ التسجيل : 01/10/2008
بطاقة الشخصية
مرئى للجميع:

اضاءات حول تجربة الشاعر عزت الطيرى Empty
مُساهمةموضوع: رد: اضاءات حول تجربة الشاعر عزت الطيرى   اضاءات حول تجربة الشاعر عزت الطيرى Icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 11, 2008 5:10 pm

دراسة قيمة من ناقد وشاعر نعتز به حول أعمال أحد الشعراء الكرام .. نقدره ونحبه
شكرا لك أخى الجميل والمبدع محمود مغربى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
اضاءات حول تجربة الشاعر عزت الطيرى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» اضاءات حول تجربة الشاعر عزت الطيرى (2 )
» تجربة أولى
» إحلم ( أول تجربة فصحى )
» الحداثة و النقيض فى تجربة محمود مغربي
» تجربة فى مربعات الواو

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
عاطف الجندي :: منتدى الإبداع الأدبى :: نقد ومقالات-
انتقل الى: