قصة قصيرة جدا - احجز مقعد في جهنم!! = محمد خضر الشريف

قصة قصيرة جدا
محمد خضر الشريف

===========

احجز مقعد في جهنم!!

===========

أغرقت نفسها بعطرها الفواح، ورسمت على وجهها "خطوط الطول والعرض" بمكياجها الصارخ .. أسدلت شعرها المصبوغ بلون الذهب، الذي تزين أشكاله الذهيبة الثمينة ساعديها ونحرها وأذنها..

خرجت فاتنة لطوب الأرض.. يصرخ تبرجها في الناس " يا أرض انهدي ماعليكي قدي".. لم تبق عين زائغة في الطريق إلا رمقتها، أو شفة غير مؤدبة إلا غازلتها.. خلا قاموس الشارع من أدبه إلا من عبارات :" يا جميل، ياعسل، ياقشطة، يامهلبية، ياجنينة ورد مفتحة"..

كلما أصبغ عليها "متلصص النظرات" كلمة حانية، تتراقص نشوة، وتتمايل طربا، وتضرب الأرض برجليها بحركات أنثوية مكشوفة حتى "يطمع الذي في قلبه مرض"!!

استقت "التاكسي".. استحيا سائقه من تبرجها الصارخ، ودار صراع سريع مع نفسه: أيكلمها أم يصمت؟

سأصمت، فأنا وليس له سوى أجرتي التي تمثل رزقي ورزق من ينتظرون العشاء آخر الليل..

حركاتها التي تكشف الكثير من مفاتنها جعلته يتجرأ بعض الشيء.. فاتحها بأدب جم وصوت خفيض: يا بنتي اتقي الله في لبسك واستري نفسك، خافي من ربك، بكره في جنة ونار"!!

صرخت في وجهه: هذا "موبايلي" خذه، واطلب ربك يحجز لي مقعدا في النار، ويحجز لك مقعدا في الجنة !!

صمت الرجل برهة، بعد أن ألجمه ردها، وصمتت روحها بعد شهقة عالية، فاجأتها وفاجأته..

ساعة إجابة سريعة من السماء، أيبست لسانها وأوقعت جسدها جثة هامدة في مقعدها!!

قضت يومها جثة في ثلاجة المستشفى، الذي نقلها إليه سائق التاكسي.. استلمها أهلها من هناك.. بعد تغسيلها وتكفينها، لا يزال "الموبايل" في يدها، وهي قابضة عليه بقوة، لا ينفك عنها، ولا تنفك يدها عنه..

لم تفلح محاولات تخليص الجهاز من يدها، اضطروا لدفنه معها.

الكود:: جميله

» قصة قصيرة- "صحن فول"!! محمد خضر الشريف
» علبة طباشير!!= قصة قصيرة = محمد خضر الشريف
» علبة طباشير!!= قصة قصيرة = محمد خضر الشريف
» صة قصيرة- “السمّاك الحزين” – محمد خضر الشريف
» قصة قصيرة جدا= محمد خضر الشريف= وفاء حضان