مِنْ غُرْبَتِي أَرْتَحِل

مِنْ غُرْبَتِي أَرْتَحِل

إليكِ كحيلةَ المُقَلِ و ذاتَ النبع من جَنَّاتِ أحلامي ونِسْريني

رُباكِ تفوحُ في آفاق أيَّامي رياحِينا و تُزْهِر في بَساتيني

مِدادي جَفَّ عن وُدِّ أُضَمِّنُه رِسالاتي و أشواقي تُجاريني

فأُوصله بِبِنْت العَيْن من وَجْدي و آلامي و مِن ذَرَّات تَكْويني

أسُوقُ إليكِ أشجاني ..أَبُثُّكِ من تباريِحِي صَبَابَاتٍ تُواريني

و أُسأَلُ عن هواكِ فلَا أبُوحُ به و أَكْتُمُ في ثنايا الغِمْدِ سِكِّينِي

بِوادٍ أَكْمَهِ الطَّرْفَيْن لا ظَهْرٌ يُغَرِّبُني و لا شَرْقٌ يُوَافِيني

يَمُوجُ الحَرْفُ في حَلْقِي تُقَارِعُهُ خَيالاتي و تَصْرَعُهُ قَرَابيني

لحُرَّاسٍ علَى بابِ القَرِيضِ عَسَاه يَأْسِرُني و يُرسِلُ لِي طَوَاحِيني

و حَاجِبَةٍ تُبَادِلُني خَطَاياها و تَغْفِرُ لي تَرَاتِيلي و تَأْمِيني

فَأُلْصِقُ فِي يدِي الفُرْشَاةَ مَاخِضَة بِأَضْدَادٍ أُعَالِجُها فَتُرْدِيني

أُلَمْلِمُ مِن شَتَات القلبِ ذَاكِرتي أُضَمِّدُها بِرَتْقٍ مِن شَرَاييني

و أَلْقِطُ من حَشَاش الدَّربِ عَثْرَاتي و لُؤْلُؤَةً أُخَبِّئُها إلى حِينِ

و أَشْحَذُ من أقاويلِ الَوَرى ضَرْبًا أُنَضِّدُها فَأُنْشِدُها و تَرْثِيني

"ضَبَابًا يَحْجُبُ الرؤيا" و "ليلًا دَاكِن الأركان" يَهْمِي في المَيَادِينِ

عَرُوسًا لحظةَ اللُقْيا و خَمْرًا فاضَ في الوِجْدانِ يُسْكِرُها و يُنْسِينِي

بَقَايا مِن نَهَارٍ شَاحِبٍ بَاكٍ دِمَاءًا تَمْزِجُ الألوانَ بِالطِّينِ

خَفَافِيشًا تُعَلَّقُ في خُيُوطِ الرُوح تَمْتَمَةً عَلَى ألحانِ تَخْوِينِي

و حِين تُرَفْرِفُ الراياتُ فَوْق رَحِيليَ العَاتِي بِلا وَطَنٍ و لا دِينِ

سِوَى مَا دُسَّ فِي ذاتِي من المَاضِي و آمالٍ تُرَاوِدُني فَتُشْقِينِي

فَتِلْكَ سُمَالَةُ الأشياءِ أَجْمَعُهَا علَى ظَهْرِي و أَمْرُقُ مِن بَرَاهِينِي

و نَفْسِي عِند غُرْبَتِهَا تَضَاءَلُ في غَرَابَتِهَا و تَخْبُو في عَرَاجِينِي

فَمِنْ دارٍ بِلَا زَادٍ و مِنْ بَحْرٍ إِلَى أَرْضٍ مَرَافِؤُها تُجَافِينِي

و تُسْلِمُنِي مِنَ الُقُبْطَان للسَّجَّانِ فِي قَيْدِي فَأَصْبَأُ مِن عَنَاوِينِي

بِلَا ذَنْبٍ سِوَى أَنِّي بِلَا ذَنْبٍ أُسَاءَلُ عَنْ خَبَايَا النَّارِ و اللِينِ

و يُنْبَشُ دَاخِلِي المَأْفُونُ عَنْ عِلَلٍ أُرَتِّبُهَا و عَنْ رَيْبِي و تَخْمِينِي

و مَا أَنْوِي و كَيْفَ نَوَيْتُ .. كيف يكونُ ما لَمْ أَنْوِ حينَ يَصِيرُ مَكْنُونِي

و أُرْدَى مِنْ وَرَاء النَّهرِ .. مِنْ شَامِي و مِنْ يَمَنِي و مِنْ بُصْرَى يُرَى شِينِي

بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ و أُنْفَى مِنْ قَضَاءِ القُدْسِ صَوْبَكِ يا فِلَسْطِينِي

» قـَبَسَ العندليبُ مِنْ ألحانـِــــــــــكْ
» قـَبَسَ العندليبُ مِنْ ألحانـِــــــــــكْ
» شاهدٌ مِنْ أهلهِ...
» الشَّمْسُ مِنْ بَعْضِ دَمْعِي
» قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبيِبٍ وَدَّعَا