قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبيِبٍ وَدَّعَا
مناسبة القصيدة : تحتفل بلادي بيومٍ للعلم في ذكرى وفاة العلامّة عبد الحميد ابن باديس مؤسّس جمعية العلماء المسلمين التي أومض من حافاتها برق الثورة المظفّرة وقد نظمتُ هذه القصيدة بهذه المناسبة والتي اختِيرت كأحسن عمل أدبي في أمسية للشعروأودّ المشاركة بها في المسابقة إن كان بالإمكان.
لله دَرُّهُ مِـــــنْ يَــــــــوْمٍ بِــــــالْـــعِــــلْــــــمِ تَـــــشَعْــشَـــعَــــا
وَذِكْــــرَى نُـــحْـيِــيـــهَـــا مَـــا لاَحَ نَــجْــــمٌ وَاِرْتَــفَـــــعَـــــــا
وَإِمَـــامٌ أَكْــــــــرِمْ بِــــــــهِ مِــــــنْ إِمَــــامٍ طَــــابَ ذِكْـــــــرُهُ
وَأَشْــــرَقَــــتْ بِــهَـــدْيِـــهِ الأَنْــــوَارُ مُـــــــذْ طَـــلَـــــعَـــــــــا
هُــــــوَ شُــــعْــلَـــةُ الطُّــــــورِ آنَــــسَ هُــــدَى مِــــنْ رَبِّـــــهِ
هُـــوَ الشَّـــرِيـــفُ مِــــنْ أَصْــــلٍ شَــــرِيــــفٍ تَـــفَــــرَّعَـــــا
سِـــــرَاجُ حَـــــقِّ مَــــنْ ذَا يُـــضَـــاهِـــيــــــهِ مَــنْـــزِلَــــــــةً
مَـــــنْ لاَ يَــــعْــــــرِفُ العَــــالِــــمَ الـعَـــلاَّمَـــــةَ الــــوَرِعَـــا
أَنْـــعَـــشَ الله بِــــهِ شَــعْـبًـــــــا وَ أَرْضًـــــا وَ مَـــطْـــلَــبًـــــا
وَعَـــصَـــفْــــتْ رِيَــــاحُـــــهُ بِـــالْـــجَــهْـــــلِ فَانْــقَـــشَـــعَـــا
ذُو هِــمَّـــــةٍ عُــلْـوِيَّـــــةٍ نَـــهَـــــضَ بِــــأَعْـــبَــــاءِ أُمَّــــــــةٍ
وَحَــمَّــــــلَ جِــسْـــمَـــــــهُ مَــــا يَـــهُــــــزُّ الأَضْــــلُــــعَــــا
أَبْـــــهَـــرَ الـــوَرَى بِــجَــــمْـــعِـــيَــــةٍ لِلْـــعِــــلْــــمِ نَــيِّـــــرَةٍ
شَـــيَّـــــدَتْ لِإصْـــلاَحاَتـِــهِ الــرُّكْــــــنَ الـمُــــمَــــنَّــــعَـــــــا
رَعَـــى فِــــي حُـــصُــــونِـــهَـــا حُـــرْمَــــةَ دِيــــنٍ وَ لُـــغَـــةِ
وَسَـــفَّــــــهَ مَــــنْ رَامَ إِدْمَـــاجًــــا لِلـــشَّـــعْـــــبِ وَاِدَّعَــــــى
سَـــقَـــى فِــي مَــنَـابِــتِـهَـــا غِــــرَاسَ هِــمَّـــةٍ وَ بُــطُــولَـــةٍ
وَهَـــيَّـــئَ لِلـــتَّـــحَـــرُّرِ الــمَـــقَـــــــامَ وَ الْــمَــــرْتَــــعَـــــــا
فَـــأَوْمَـــضَ مِــنْ حَـــافَــتِــهَــــا بَــــرْقٌ لأَيْـــمَـــنِ وَثْـــبَــــةٍ
لَــــمْ يَــشْـهَـــدْ العَــــالَـــمُ أَعْـــظَــــمَ مِـــنْــهَــــا وَ أَرْوَعَـــــا
كَــــمْ صَـــدَعَ بِـــالْــحَــــقِّ مِـــنْ مَــنَـــابِـــرِهَـــا مُــكَـــبِّـــــرًا
كَـــــمْ هَــــزَّ الـــعِـــــدَا وَسَــقَـــاهُـــمْ سُــمًّـــا مُـنَــــقَـــعَّــــــا
تِـلْـــكَ جَــمْــعِــيَــــةٌ خَــفَــقَـــــــتْ رَايَـــــاتُ فَــضْــلِـــهَــــــا
لَـــوْلاَهَــــــا مَـــا لاَحَ فَـــجْـــــرٌ وَلاَ نَــصْـــــرٌ أَيْـــنَـــعَـــــــا
وَذَاكَ عَــبْــــدُ الـحَــمِـــيــــدِ مَـــــنْ مِـثْــلُــــهُ فِـــي الــــوَرَى
ذَاكَ الَّـــــذِي بِـــمَـــجْـــدِه الــتَّـــارِيـــــــخُ مُــــرَصَّـــعَـــــــــا
كَــــــمْ تَــيَّــمَــــــتْ ذِكْـــــــرَاهُ الــقُــلُــــــــوبَ مَـــحَــــبَّــــــةً
وَتَــحَـــــدَّتِ النُّــهَــــى أَنْ يَـــسُــــدُّوا لَــــــهُ مَـــوْضِـــعَـــــــا
وَ لله دَرُّكَ يَـــــا خَـــيْـــــرَ مَـــــنْ أَقَــــامَ عَــلَــــى نَـهْــجِــــهِ
وَفَــــــاقَ فَـــيْـــضُـــكَ المُــــزْنَ وَ كُـــنْــــتَ الأَنْـــفَــــعَــــــــا
مُــعَـــلِّـــــــمٌ أَضْــــفَـــى الـــوَقَــــــارُ عَــلَــيْـــــكَ هَـيْـــبَــــــةً
وَمَــــجَّـــــــدَكَ أَمِـــيــــــرٌ لِلشِّــــعْـــــرِ وَ كَـــــــمْ أَبْـــدَعَـــــا
حُـــــزْتَ فَـــضْـــــلَ الأَنْـبِــيَـــــاءِ حِـــلْـــمًــــــا وَ دَعْــــــــوَةً
وَقُــــمْـــتَ بِـــأَعْـــبَــاءِ الاِنْــسَــانِــيَــةِ مُـــضْـــطَـــلِـــعَـــــــا
كُــــــلُّ الـــمَــهَــــــامِ مَــهْـــمَــــــا ثَـقُـلَــــــتْ خَــفِـــيـــفَـــــةٌ
وَلَــوْ اِسْــتَــوَى الــتَّــعْـلِـيـــمُ عَـلَــى شَـامِــــخٍ لَتَـــصَــدَّعَـــــا
فَــقُــمْــــنَـــا وَ قَــامَــــتْ لَــكَ الـدُّنْــيَــــــا عَــلَــــــى قَـــــــدَمٍ
نُـــوَفِّــيـــكَ حَـــقًّــــا وَنَـخْـفَـــضُ الـجَـنَـــاحَ تَـــطَـــــوُّعَــــــا
فَــيَـــا طَــالِــبَ الــعِــلْـــمِ اِقْــبِــسْ الــنُّــــورَ مِـــنْ هَـــدْيِــــهِ
مَــا ضَــلَّ مَـــنْ اِسْـتَـــهْــــــدَى بِــالــنُّــجُـــــومِ وَاِتَّــبَـــعَـــــا
خُــــضْ بِـــحَـــــارَ الـجِـــــدِّ وَالــعَــمَــــــلِ مُــجْـــتَـــهِــــــدًا
مَــنْ دَرَّبَ الـنَّـفْـــسَ عَــلَـــى الـجِــــــدِّ مَــــا ضَـــيَّــــعَـــــــا
وَاِسْــلُـــــــكْ اِلَــيْــهِــمْ سَـــبِــــيـــــلَ عَــــــزْمٍ وَهِــــمَّـــــــــةٍ
فَـــكَـــمْ سَـــهَّـــــلَ الـــعَـــزْمُ صَــعْـــبًـــا لَـمَّـــا اِمْـــتَـــنَــعَـــا
كُـــــنْ صَـــفْـــوَةَ الـنَّــــشْـــئِ تَـــحْــصِـــيـــلاً وَ تَــفَــــوُّقًـــا
وَاِجْـــعَــــلْ الـــغُــــرُوبَ بِـــالــمُــثَـــابَـــرَةِ مَــطْــــلَــــعَــــــا
وَاِهْـــجُـــــرْ آلَ الــكَــسَــــلِ وَاِهْـــجُـــــرْ كُـــــلَّ مُـــثَــــبِّـــطٍ
أَوْهَـــــى الله أَنْــــفُـــسَــــهُــــــمْ فَـضـَــلُّــــوا المَــنْـــبَـــعَــــــا
لا تُــــصَــــاحِــــبْ أَخَـــا هَــــزْلٍ إِنْ كُــنْـــــتَ فَــــطِــــنًــــا
ظَــــاهِــــرُهُ لَـــهْــــوٌ وَ بَــاطِـــــنُـه يُـــضْـــمِــــرُ الأَدْمُـــعَـــا
دَعْ الـــتَّــــمَــنِّـــي إِنْ سَـعَــــيْـــــتَ لِــــبُـــــلُـــــوغِ غَـــايَــــةٍ
فَــــمَــــــنْ رَكِــــــبَ لَــــيْـــــتَ فِــــي آمَـــــالِـــِه وَقَـــــعَـــــا
وَ إِنْ رُمْــــــتَ الــعِــــــزِّةَ فِــــي غَــــيْــــــرِ دَارِ عِــــلْــــــــمٍ
فَـإِنِّــي أَخْـشَــى عَــلَـــيْـــكَ أَنْ تَــغْـــتَـــــرَّ وَ تُــــخْــــدَعَــــــا
وَاِقْــــدَحْ زِنَـــــادَ مَــــوَاهِــــبِـــــكَ كُــــلُّـــمَـــــا خَــــبَــــــــتْ
فَــــإِنَّـــــكَ لاَ تَــــــــدْرِي مَــــــــا الله فِــــــيـــــكَ أَوْدَعَـــــــــا
وَسَـــلْ عَـــنْ زَمَـــــنِ الْــــكِـــتَــــابِ وَ عَـــــنْ أَيَّـــــامِـــــــهِ
يُــنَــاجِــيـــنَـــا فَــنَــــزْدَادُ بِــــــهِ أُنْــــسًـــــا وَ تَـــــــوَلّـعَـــــا
وَعَـــــــنْ زَمَــــــنِ مُـــعَـــلِّــــمٍ كَــــــمْ كُـــنَّــــــا نُــبَـــجِّــلُـــهُ
إِذَا تَــكَــــلَّـــــمَ عَـــــنَـــــتِ الأَبْـــــصَــــارُ لَـــهُ خُــــشَّـــعَــــا
كُـــنَّـــــا نَــصْـــطَـــــفُّ وَكَـــــأَنَّـــا فِــــي سَاحَـــةِ الـــوَغَـــى
صَــــمْـــتٌ يَـــغْـــشَـــانَـا وَنَــمْــتَــثِــــلُ لِلْأَمْـــرِ طُـــيَّـــعَــــــا
حَـفِــظْـــنَــا نِـــظَــــامًـــا وَرَعَـــيْـــنَـــا حَــــقًّـــا وَ وَاجِـــبًــــا
فَــــأَضْــــحَـــــى الــكُــــلُّ بِــــالاِحْـــتِـــــــرَامِ مُــــــدَرَّعَــــــا
وَ إِذَا أَلَــــــمَّ بِــــإِحْــــدَانَـــــا خَــــطْــــــــبٌ وَجَــــدْتَـــــنَــــــا
خَــــــيْـــــــرَ مُــــــوَاسٍ وَالـــبَـــعْــــضُ يَـــنْـــدَى تَبَــــرُّعَــــا
نَــتَـــنَــافَـــسُ عَـــلَــى الـــمَـــجْــــدِ وَ أَخْــــلاَقٌ تُـــكُــلِّلُـــنَـــا
غَــايَــتُـــنَــا أَنْ نَـــجْـــنِــيَ الــفَـــضَـــائِـــــلَ أَجْـــــمَــــعَــــــا
أَنْــعِـــمْ بِـــهِ زَمَــــنًـــــا تَــهْـــفُـــو نَــفْــسِـي إِلَـــى أَيَّـــامِــــهِ
فَـــقِـــفَــــا نَــــبْــــكِ مِـــــنْ ذِكْـــرَى حَــــبِـــيــــبٍ وَدّْعَـــــــا
فَـــيَـــا نَـــشْـــئُ قَــــــدِّمْ عَـــــلَى الـعِــلْــــمِ خُــلُــقًـا وَ أَدَبًـــــا
فَــــالأَدَبُ وِسَــــــــامٌ عَـــلَـــى صَـــدْرِكَ قَـــدْ سَــــطَـــــعَـــــا
صَـاحِــــبْ الـكِـــتَــابَ يُـــهْـــدِيــــكَ آفَــــاقًــــا وَثَـــقَـــــافَــــةً
وَاِهْـــجُــــرْ بَــــرَامِــــجَ لاَ تَــــمْــلِـــكُ رّيَــــًّـا أوَ شَّـــبَـــعَــــا
ثُـــــمَّ حَــــدِّثْـــنِـــي يَـــــــوْمَ يُـــخْـــرِجُ الــــزَّرْعُ شَــــطْـــــأَهُ
يَـــــــوْمَ يَـــحْـــصُـــــدُ الـــمَـــــــرْءُ مَــــا قَـــــدَّمَ وَ زَرَعَـــــا
يَـــــوْمَ تَــعْــتَــلِـــــي الــمِـنَـــصَّـــــةَ بِـــأَيْــــمَـــــنِ غُــــــرَّةٍ
يَــوْمَ تَــخْـــتَـــالُ عَـــلَـــى صَـــفِّـــكَ تِــيـــهًـــا وَتَــــرَفُّـــعَـــا
يَـــــوْمَ تَـسْـــمُــــــو لِـطَـلَّــتِـــــكَ الـعُــيُــــونُ تَـــشَــــوُّقًـــــــا
كَــطَـــلَّـــةِ بَــــدْرٍ اِسْـــتَــــوْفَـــــى عَـــــشْــــرًا وَ أَرْبَــــعَــــا
حَــدِّثْـــنِـــي عَــــنْ إِحْـــسَــــاسٍ وَنَـــشْــــوَةٍ تَـــعْـــتَـــرِيـــــكْ
وَأَنْــــتَ الـــمُـــظَـــفَّـــــرُ عَـــلَـــــى الـــعَـــرْشِ تَـــرَبَّـــعَـــــا
وَتَـــهَـــلَّـــلَ وَجْــــهُ وَالِـــدَيْـــكَ بِــالـفَـــخْــــرِ مُـبْــتَــهِـــجًـــا
وَبَــلاَبِـــلُ السَّـــعْــــدِ فِــــي خَـــمَـــائِــــلِـــهِـــمْ سُــــجَّـــعَــــا
أَلاَ هَــــكَـــــذَا فَـلْــيَــسْـــعَ لِلْــعِـــلْـــمِ كُـــــلُّ مَــــنْ سَـــعَــــى
وَ أَنْ لَــــــيْــــــــسَ لِـــلإِنْسَـــــــانِ إِلاَّ مَـــــــــا سَـــــعَـــــــى
بُـــشْــــرَاكِ هَــــذِي جُـــهُــودُكِ أَزْهَـــــرَتْ بِـــــالْــــمُـــنَــــى
وَبُــــورِكْــــتَ أَصَــبْـــتَ غَــايَـــةً وَ نِــلْــــتَ الـمَـــطْـــمَـــعَــا
وَأَلْـهَـمَـــتْــنِــي شِــعْـــرًا نَــظَـــمْــتُـهُ لَحْـــنًــا وَ رَيْحَـــانًـــــــا
وَعَـــزَفْــتُــهُ نَــغَـــمًـــا مِــــنْ وَحْــــي الإِبْــــدَاعِ مُـــوَقَّـــعَـــا
بقلم الشاعرة : قسوم جميلة