عاطف الجندي
أخيرًا هل البدر و أضاءت الدنيا بوجودك فى منتداك
يسعدنا تواجدك معنا يدا بيد و قلبا بقلب
لنسبح معا فى سماء الإبداع
ننتظر دخولك الآن
عاطف الجندي
أخيرًا هل البدر و أضاءت الدنيا بوجودك فى منتداك
يسعدنا تواجدك معنا يدا بيد و قلبا بقلب
لنسبح معا فى سماء الإبداع
ننتظر دخولك الآن
عاطف الجندي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى عاطف الجندي الأدبى يهتم بالأصالة و المعاصرة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
صدر عن دار الجندي بالقاهرة ديوان مكابدات فتى الجوزاء للشاعر عاطف الجندي .. ألف مبروك
أحبائي بكل الحب تعود ندوة المنتدى السبت الأول من كل شهر باتحاد كتاب مصر ويسعدنا دعوتكم السادسة مساء السبت الأول من كل شهر باتحاد الكتاب 11 شارع حسن صبري الزمالك فى ندوة شعرية مفتوحة
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» متفتكرش
الرواية من الممارسة إلى النقد  Icon_minitimeالأحد نوفمبر 17, 2024 9:53 pm من طرف محمود جمعة

» في يوم الاسير الفلسطيني/ د. لطفي الياسيني
الرواية من الممارسة إلى النقد  Icon_minitimeالسبت أبريل 15, 2023 1:27 am من طرف لطفي الياسيني

»  مطولة شعرية الجزء الاول مهداة للاستاذة الشاعرة حنان شاعرة م
الرواية من الممارسة إلى النقد  Icon_minitimeالأحد مارس 12, 2023 4:27 pm من طرف لطفي الياسيني

»  عيد الاحزان والاسرى في عتمة الزنزان/ د. لطفي الياسيني
الرواية من الممارسة إلى النقد  Icon_minitimeالجمعة مارس 10, 2023 8:49 pm من طرف لطفي الياسيني

» تحية الى المرأة في 8 آذار / د. لطفي الياسيني
الرواية من الممارسة إلى النقد  Icon_minitimeالثلاثاء مارس 07, 2023 7:54 am من طرف لطفي الياسيني

»  ردا على قصيدة الاستاذ الشاعر الفلسطيني الكبير شحده البهبهان
الرواية من الممارسة إلى النقد  Icon_minitimeالخميس مارس 02, 2023 9:19 pm من طرف لطفي الياسيني

» الى روح رفيق دربي عمر القاسم/ د. لطفي الياسيني
الرواية من الممارسة إلى النقد  Icon_minitimeالإثنين فبراير 20, 2023 12:07 pm من طرف لطفي الياسيني

»  انا المجاهد في العصور / لشاعر دير ياسين*لطفي الياسيني
الرواية من الممارسة إلى النقد  Icon_minitimeالسبت فبراير 18, 2023 11:51 am من طرف لطفي الياسيني

»  في ذكرى الاسراء والمعراج/ د. لطفي الياسيني
الرواية من الممارسة إلى النقد  Icon_minitimeالخميس فبراير 16, 2023 1:12 pm من طرف لطفي الياسيني

Navigation
 البوابة
 فهرس
 قائمة الاعضاء
 الملف الشخصي
 س و ج
 ابحـث
منتدى عاطف الجندى الأدبى
Navigation
 البوابة
 فهرس
 قائمة الاعضاء
 الملف الشخصي
 س و ج
 ابحـث

 

 الرواية من الممارسة إلى النقد

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
محمد باقي محمد
أديب
أديب
محمد باقي محمد


الدولة : سوريا
عدد الرسائل : 137 نقاط : 207 تاريخ التسجيل : 26/09/2010
بطاقة الشخصية
مرئى للجميع:

الرواية من الممارسة إلى النقد  Empty
مُساهمةموضوع: الرواية من الممارسة إلى النقد    الرواية من الممارسة إلى النقد  Icon_minitimeالثلاثاء فبراير 10, 2015 12:36 pm

خلل بيّن - في وضوحه المُمضّ - سيُطالعنا إن نحن وقفنا بالمشهد الثقافيّ العربيّ المُعاصر ، وذلك في موضوعة تعالق الأشكال الأدبيّة بالنقد مُمارسة أو تنظيراً ، ذلك أنّ العمارة النقدية العربيّة لن تتوازى أبداً بالعمارة الأدبيّة ، على ألاّ يذهب القارىء بـ " لن " - هذه - جهات إطلاق لم نرمه ، ذلك أنّنا إنّما نضع حاضراً مُملقاً بهدف التوصيف في مقاصدنا ، فإذا تعمّدنا التخصيص ، ووقفنا بباب الرواية مثلاً ، انطلاقاً من زعم مفاده أنّ مُجمل النثر العربي المُعاصر في مشرق الوطن العربي يعود إلى ثورة الشريف حسين بن علي 1916 ، تلك التي ستوسم بالثورة العربية الكبرى ، ربّما لأنّها أسّست لحلم العرب في بناء دولة عصريّة مُوحّدة ومستقلة تشمل شبه جزيرة العرب وبلاد الرافدين وبلاد الشام ، ومن زعم آخر مفاده أنّ المسألة لم تكن لتختلف كثيراً إذا انتقلنا إلى بقية أقطار الوطن العربي ، ذلك أنّنا سنقول بأنّ إنتاجه الأدبيّ - عموماً - يحتكم إلى رؤى رواد النهضة العربية ، ويتحدّد في ضوئها ، وهو لا يذهب بعيداً عن حلمهم في المشرق ، وقد نستنجد بفرار عبد الرحمن الكواكبي من الاستبداد العثمانيّ إلى مصر كمثال على ما أوردناه من زعم - له ما له وعليه ما عليه - في شقه الأخير !
وبالتأكيد على المُفارق بين النثر العربيّ القديم والرواية ، سينهض هذا المُفارق على نظريّة أدب غربيّة ، كتلك التي جاء عليها رينيه ويليك مثلاً ، أو على نظريّة الرواية ذاتها ، كما جاء عليها جورج لوكاكش ، في كتابه الذي يحمل العنوان نفسه ، ما يطرح سؤالاً جدّياً عمّا إذا كان الادعاء برواية عربية كلاسيكية وارداً ! بشكل يُفضي إلى غير تسآل جديّ ومُقلق بهذا الخصوص ، أن هل نحن أبناء شرعيّون لنثر الجاحظ وأبي حيان التوحيدي وعبد الله بن المُقفع ، أم أنّ نسبنا الشرعيّ - أو غير الشرعيّ - ينتهي إلى رينيه ويليك كناقد ، وثيرفانتس كروائي أجمع غير ناقد أو دارس للأدب على ريادته لهذا الجنس !؟
وإذا كان الاعتراف برواية عربية أمراً وارداً - على جزم البعض بأنّ الرواية العربيّة لمّا تولد بعض ، د . فيصل دراج - روايةٍ تلمّست المُنجز الغربيّ بفضول لا ينأى عن تماهي الضعيف بالقويّ ، ذاك الذي قال به عالم الاجتماع الجليل ابن خلدون ، فلا شكّ في أنّ جيلاً من القراء سيتذكر توليفات مصطفى لطفي المنفلوطي " في ظلال الزيزفون ، مثالاً " ، في مُنجز غريب يلمّ الترجمة إلى التأليف ، ذلك أنّ المسألة كانت تتجاوز الترجمة بتصرّف حتى ، لكنّ الترجمة ستسير قدماً إلى الأمام ، وستتحصّل على أسسها ، غير بعيد عن الأمانة للنصّ الأصليّ ، وإن كان التخوين سيسمها ، ذلك أنّها قد تترجم الأحداث ، أو تقدّم الشخوص ، لكنّ روح اللغة أو فقهها سيستعصيان على الحضور ، في ما بعد ستنجز أعمال مُفردة ترسّمت خطو الرواية في الغرب ، هكذا - ربّما - قامت ورشة دؤوب بالاشتغال على رواية أنجزت بالاتكاء على الفعل الماضي إذ يُحيل إلى ضمير الغائب " هو " ، لتتوضّع في خانة السرد التقليديّ ، وليحضر الروائي الموسوم بالسارد العليم أو المُهيمن ، إذ أنّه قد يعمد إلى التدخل في الأحداث - بشكل يُفقدها تناميها المنطقيّ - أو الشخوص - بشكل يُفقد هذه الشخوص نموّهم وفق منطقهم الداخليّ الحرّ - رواية اتكأت على زمن تقليديّ ، زمن يتتالى من الماضي إلى الحاضر فالمُستقبل ، ربّما لأنّ الروائيّين لم يلعبوا عليه ، فيُعفونه من نسق التعاقب ، على هذا كانت " الحدوتة " جاهزة - إذاً - بما تستلزمه من حبكة وعقدة وحلّ ، وخلت المسألة من إيّ لعب على الفنيّ في تلك الرواية ، فاكتفى المكان بحضور واقعيّ يحيل إلى بيئة تحضن العمل لا أكثر !
بيد أنّ تلك الروايّة التقليديّة - في ما بعد - سيُقيّض لها روائيون ينشغلون بتبييئها ، هذا إذا أعطينا الحق في الزعم برواية عربية تقليديّة بالقياس إلى عمرها غير المُمتدّ في الزمن ، هذا إذا عمدنا إلى مُقارنتها بمثيلتها الغربيّة ، الذي ينوف اليوم على الخمسمئة عام ، وفي هذا المقام قد تحضرنا أسماء شديدة الأهميّة كنجيب محقوظ في ثلاثيته الشهيرة - قصر الشوق ، السكريّة ، بين القصرين - التي بوأته عرش نوبل للآداب ، أو حنا مينة في روايته " الشراع والعاصفة " - على سبيل التمثيل لا الحصر - بعيداً عن الجدل الذي طال رواية " زينب " هيكل - في إحرازها لقصب السبق - كأول رواية عربية بحسب غير دارس ، وسيُمهّد هؤلاء الروائيون الطريق لأجيال تالية كيما يُنجزوا رواية من طراز آخر تتصف بالجدّة ، غير بعيد عن تفرّد أصيل ، على هذه الأرضيّة - ربّما - غادرت الرواية خانة السارد العليم أسلوباً وتقنيّة ، لتشتغل على تقنيّة السرد المتعدد في ضمائره أو أصواته ، ولا نخال إنجازاً هكذا تأتى بمنأى عن إنجاز عالميّ مُواز في مجال علم النفس ، هذا بعيداً عن الجدل في المسألة من موقف المُؤتلف أو المُختلف ، وبخاصة ذلك التي اجترحه فرويد ، لنستنجد بمحفوظ - ثانية - فنتوسّل المثال من روايته " ميرامار " ، بشكل يدفعنا إلى المجازفة بمقولة ترى أنّ الرواية العربيّة لم تكتف بالتأصيل ، بل خاضت يمّ الحداثة المُتلاطم باقتدار ، ذلك أنّنا سنزعم بأنّ الخروج عن المثال الأوروبيّ كقدوة وإمام إنّما هو شهادة مرور للتوكيد على تلك الحداثة ، على هذا التأسيس سيبدو القول بحلول مفاهيم الابتكار والاستلهام والنقد محلّ مفاهيم التقليد والاقتباس والنقل مؤكّداً " 1 " ، وقد نلجأ إلى رواية حنا مينة " الشمس في يوم غائم " ، أو إلى رواية خيري الذهبي " ما زال اسمها فاطمة " لنعلّل زعمنا بالأسانيد ، في هذا الفضاء المُتسارع - وعبر مثاقفة إيجابيّة - اشتغل غير روائيّ عربيّ على تيار الوعيّ ، ليقوم بتحرير لغة الشخصية ومنطوقها من اعتداء سافر اعتاده السارد الكليّ الهيمنة ، ذاك الذي وسمناه بالسارد العليم ! والفصل الذي جاء على لسان الشقيقة في رائعة هاني الراهب " الوباء " ، أو إنجاز سليم بركات في غير رواية له " الفلكيون في ثلاثاء الموت " أو " أرواح هندسية " ، قد تشكّل أمثلة في هذا الجانب ، ولنضع في الحسبان انتقال المقال - بانتقال المقام - إلى الفعل المضارع عموماً ، فالاتكاء على ضمير المُتكلّم إذ يسمح للروائيين بأن يغوصوا - عميقاً - نحو الدواخل السحيقة للنفس البشريّة ، التي راحت تنثال على المتون الروائيّة ، وفي التأسيس للتجاوز تتوّجت تلك المحاولات بأسطرة الأحداث أو الشخوص أو البيئات ، فاشتغل الروائيون على التشبيك بين متونهم الروائيّة وأساطير تواترت زماناً بعد زمان ، في حين ابتكر آخرون أسطورتهم الخاصة بهم ، أو اجترحوا عناصر أسطرة أدخلوها على متونهم أحداثاً أو شخوصاً أو أمكنة ، كما في اشتغال الـ : د . عبد الرحمن منيف على شخصيّة متعب الهذال في " التيه " - مدن الملح جـ 1 - أو في اشتغاله على وادي العيون كمكان في الجزء ذاته ، ناهيك عن نفس ملحميّ ضاف ، ساس متونه في الخماسيّة المذكورة " 2 " أو في ثلاثيته " أرض السواد " ، أو في اشتغال لافت للمصري صبري موسى في رائعته " فساد الأمكنة " !
أمّا المكان في الرواية العربيّة فقد تمّ الاشتغال عليه بدرجات ، إذ ثمّة من اشتغل عليه في حدود الحضور الواقعيّ ، إنّه - أي المكان - بهذا المعنى مُجرّد حاضن يبيّىء العمل ، وهذا اشتغال في حدوده الدنيا ، لكنّنا - قطعاً - لن نأتي على نماذج من هذا الاشتغال ، ذلك أنّنا لا نروم إطلاق أحكتم قيمة بليدة ، بيد أنّ اشتغالاً آخر قد يرقى إلى مُستو أكثر نجاحاً وتأثيراً ، يجمع الحضور الواقعيّ إلى حضور نفسيّ مطلوب ، ولا شكّ في أنّ اشتغال وليد إخلاصيّ على مدينة حلب يندرج في هذا النوع من الاشتغال ، ولا نظنّه كان بعيداً كثيراً عن مستو آخر ، مستو سحريّ ربّما ، ما كان سيُحوّل المكان عنده إلى فضاء روائيّ ، يندغم بمصائر شخوصه ، ويقف إزاءهم كندّ ، أي كبطل يُقاسمهم البطولة !
لكنّ ظاهرة عالمثالثيّة بامتياز دفعت الروائيّين العرب إلى الاشتغال على المكان في مستو رابع ، قد يتماهى بحضوره السحريّ عبر أسطرته ، إذ أنّ العسكر قفزوا إلى واجهة السلطة بعد الاستقلال بوقت قصير ، ربّما لأنّ دول المواجهة هزمت في حرب الـ 48 أمام إسرائيل ، وفي مُواربة - أو التفاف - على السياسيّين اتهمهم العسكر بالتسبب في هذه الهزيمة ، فيما حملّها السياسيّون لهم - سورية مثالاً " 3 " ، وشيئاً فشيئاً أنشأت دولة العسف تترسّخ ، على هذا حضر المكان البديل لتحاشي غضبة السلطات ربّما ، حتى لكأنّ الروائيّ العربيّ بدا مشغولاً بمبدأ التقية الإسلاميّ مخافة السلطان ، ولكنّه لم يكن السبب الوحيد لهكذا حضور ، ذلك أنّه حضر لمصلحة الفنّي أحياناً ، فهل نستشهد بالناقد والمترجم والقاص والروائيّ والشاعر والتشكيليّ جبرا إبراهيم جبرا في عمله المشترك مع منيف في " عالم بلا خرائط " ، إذ حضرت الطيبة كمكان بديل ، مكان رمزيّ غاب عنه الواقعيّ بالمعنى الحرفيّ للكلمة ، ليحضر النفسيّ والسحريّ ، أي الفضاء الروائيّ الذي جئنا عليه !
في خطوة أخرى دفع الروائيّون المسألة درجة أخرى إلى الأمام ، فاجترحوا تقنيّة الراوي الروائيّ دخل الرواية ، ليتوضع على متنه كشخصيّة من شخصيات العمل ، ولنا في " شكاوى المصريّ الفصيح " ليوسف القعيد سند على هذا الحضور الإشكاليّ ، ذلك أنّه ينبغي أن يُوزن بميزان الصائغ ، فلا يستطيل عن جسد الرواية ، ما قد يوقعها في مطبّ الترهّل المقيت !
وعلى نحو أكيد ما كان للروائيّين أن يُغفلوا التأريخ كمادة خام ، إذ قاموا باستلهام المادة التأريخيّة أو الموروث ، بشكل أتاح لهم التبصّر في الحاضر بدلالة الماضي ، لكن لا كمجرّد زمن ارتجاعيّ ، بل - وعلى نحو أكيد - كزمن يتنقل بين الماضي والحاضر والمُستقبل ، وذلك باعتماد دوائر من المرموز تتسع باستمرار ، كما حجرة ألقيت في ماء راكدة ، اتكاءً على مستويات التأويل ، باعتبار الرواية فنّاً مُتحرّراً من سلطتي اللاهوت والزمن الأصل ، ذلك أنّها ابنة شرعيّة لفنّ الملحمة بحسب لوكاكش ، بعد أن أسقط منها تأريخ الملوك والآلهة ، لتلتفت إلى جموع المُهمشين ، صنّاع الحضارة الماديّة ، حسناً .. أليست " الزيني بركات " لجمال الغيطاني - الذي استمدّ مادتها الأساسيّة من " بدائع الدهور " لابن إياس - انموذجاً لكلّ ما تقدّمَ !؟
وها هي الوثيقة بحرفيتها تتوضع على المتن ، واضعة " وقعنة " العمل في مقاصدها ربّما ،
أو بقصد التنويع في أنماط السرد بحثاً عن الجدّة والفرادة ، وسنزعم بأنّنا وقعنا - في " بيت الخلد " لوليد إخلاصيّ - على ضالتنا كمثال !
هكذا في زعمنا خاض الروائيون العرب غمار التجريب ، فاشتغلوا على المُتحوّل ، واعتمدوا زعزعة الثوابت والبديهيات ، وإذا كنّا - على عكس الكثيرين - من النقاد نرى القول بحداثة روائيّة لا يُجافي الواقع ، فإنّنا نرى بأنّ هذه الحداثة - على ترسّمها للمنجز الغربيّ - وُلدت لتتبصّر في أسئلة تخصّ الثقافة والمجتمع العربيّيْن ، وأنّ الإشارة إلى هذا التحوّل ضرورة أولاً ، وإقرار بواقع ثانياً " 4 " !
ولا شكّ في أنّ الروائيّين العرب قد قطعوا طريقاً طويلة ، للانتقال من الماضويّة والنقليّة إلى الكشف والتجريب والإبداع ، ابتداء بالمُطلق - الملحميّ ، هذا إذا اتفقنا مع جورج لوكاكش على - انتماء الرواية للملحمة بنسب البنوة ، في كتابه الشهير " نظريّة الرواية " - وانتهاء بالتأريخيّ المُعقلن ، على نحو أعاد للواقع المعاش اعتباره ، مُترسّمين درباً طويلة نقلتهم إلى رواية تخييل ، رواية أخذت تعتسف مراحل مُضنية ووعرة نحو النضج الفنيّ ، فتبدّت حداثتها على غير مُستو ، وذلك على أصعدة العلاقات الكليّة بين عناصر اللغة والزمان والمكان والشخوص أولاً ، أو على صعيد العلاقات الجزئيّة داخل كلّ عنصر ، وقد نتذكر صنع الله إبراهيم في " تلك الرائحة " ، أو نستعيد اشتغال أحلام مستغانمي في ثلاثيتها " فوضى الحواس ، ذاكرة الجسد ، عابر سرير " ، أو اشتغال المنيف في ثلاثيته " أرض السواد " للتأكيد على ما أسلفناه ! ليرفدنا - - لاحقاً - كلّ من الناقد المعروف إلياس خوري بروايته " الوجوه البيضاء " ، وعلويّة صبح في " دنيا " ، وسليم بركات في روايته " الريش " ، نقول ليرفدونا بجديدهم على الدرب ذاتها ، أي ليضيفوا أكثر من مثال يضع امحاء المسافة بين الواقعيّ والمُتخيّل في مغازيه ، ما فتح أمام الرواية العربيّة أفقاً لا يُحدّ ، وليحضر - من ثمّ - البطل الإشكاليّ بحسب لوكاكش ، كما في رواية جبرا إبراهيم جبرا " البحث عن وليد مسعود " ، أو إنجاز محمد هابيل - شيخ الرواية الجزائريّة - في " هابيل " ، أو إسهام فواز حداد في المسألة بروايتيه " المترجم الخائن " و " جنود الله " !
وها نحن إذ نلتفت إلى المسار الآخر من موضوعتنا - أي إلى النقد - نزعم بأنّ أحد معضلاته الرئيسة تتبدّى بجلاء في أنّه - ولتأريخه - ما يزال يتعامل مع المادة الروائيّة على أنّها حدث حقيقي لا مراء فيه ، ولهذا فهو ما يفتأ يسائلها بالقياس إلى مدى مطابقتها للواقع " 5 " !
ما هو مؤكّد أنّ العمل الروائيّ سبّاق على نقده ، شأنه في ذلك شأن أيّ جنس أدبيّ آخر ، شريطة ألاّ توهم قولتنا هذه - من حيث لا نقصد - بحكم قيمة ، فالنقد - وعلى نحو لا يقبل الجدل - لا يقلّ أهميّة عن العمل الفنيّ ، وبتتبع مسيرته سنلاحظ تناوب النقد الأكاديميّ وغير الأكاديميّ - الذي مارسه الأدباء ذاتهم ، نبيل سليمان مثالاً - على المشهد الكليّ ، لنقف في حضرة الـ : د . طه حسن - الذي جمع الطرفين - أو نتبصّر في إنجاز الدكتور محمد مندور وإحسان عباس ، اللذين وقفا في عملهما على السياق الثاني ، وما بين هذا وذاك اجتهد ميخائيل نعيمة وعباس محمود العقاد وآخرين على موضوعات تطبيقيّة شتى ، وتنظيريّة تعوزها الدقة والعمق ، إذ بدوا لا منتمين في مقارنة عرجاء تبحث - في حيرة - انتمائهم المُلغز إلى القاضي عبد القاهر الجرجاني وابن قدامة وابن جعفر والآمديّ ، أو إلى نورثروب فراي وجاك دريدا وتزفيتان تودورف وكلود ليفي شتراوس ورولان بارت وميشيل فوكو وجان إيف تادييه ، ناهيك عن غياب القدوة أو المثال أو اختلاطهما ، فلا نظنّ بأنّ إشارات مُتباعدة لمحمود درويش - مثلاً - أو لصبحي حديدي إلى ما جاء عليه التوحيديّ في " المقابسات " أو في " الإمتاع والمؤانسة " من آراء ، تدلّل على حضور مرجعيّ ثابت للتراث النقديّ العربيّ في اشتغال النقاد العرب عدا استثناءات تكاد لا تذكر ، من غير أن ننسى القطع الذي طال السلسلة الثقافيّة العربيّة التقليديّة ، ليغيب عنها غير جنس كالسير والمقامات وفن التراسل ، بحيث لم يسلم من عمليّة القطع - هذه - إلاّ الشعر ، على نحو تبدو معه الثنائيات التي تطال حياتنا الثقافيّة - كالأصالة والمعاصرة - جائرة ، إذ أين الأصيل الذي سنبني عليه اشتغالنا النقديّ المعاصر في جنس كالرواية ، وهي إنجاز البورجوازية الأوروبيّة الصاعدة حديثاً !؟
أمّا اليوم فلا نظنّ بأنّ تبدّلاً كبيراً طال المشهد ، فما يزال الأدباء والنقاد يتناوبون على الاشتغال النقديّ ، فهل نستشهد بنبيل سليمان - ثانية - أم بجبرا إبراهيم جبرا أم بإلياس خوري الناقد والقاص والروائيّ !؟ لكنّنا - ثانية - سنقع - في الضفة الأخرى - على أسماء سجلت حضوراً لافتاً كادوارد سعيد ومحمود أمين العالم والـ : د . صلاح فضل والـ : د . جابر عصفور والـ : د . عبد القادر القط ويمنى العيد ويوسف اليوسف وحنا عبود ومحمد بنيس والـ : د . عبد الله الغدامي والـ : د . فيصل دراج ، هذا على سبيل التمثيل لا الحصر ، على هذا سيطالعنا تساؤل مشروع أن لماذا تقدّمت مقالتنا حول قصور العمارة النقديّة عن العمارة الإبداعيّة عموماً - وعن العمارة الروائيّة بشكل خاصّ - بحكم مُتجهم ويائس إذاً !؟ هل كنا بصدد زعم مفاده أنّ النقد - الذي يبوّب ويصنف ، ويبعد أنصاف المواهب والمتسلقين على الأدب عنه - غائب !؟ وهل نوّد الإشارة إلى غياب نقاد شديدي الأهميّة على مستوى الوطن العربيّ !؟
وفي معرض الجواب قد نقول بفحوى التساؤل الأول ضمناً ، حتى لا نتناقض مع أنفسنا في الحدّ الأدنى ، لكنّنا ومن كلّ بدّ سنجزم بتوافر قامات نقديّة سامقة مشهود لها للجواب على التساؤل الثاني ، ممثلين لذلك بحنا عبود والـ : د . ماجدة حمودة - سورية - أو ادوارد سعيد ويوسف اليوسف وفيصل دراج - فلسطين - أو جابر عصفور - مصر - أو يمنى العيد - لبنان - وقد نغلف جوابنا على التساؤل الثاني بجواب ثالث ، جواب مخاتل في ظاهره ومُلتبس ، أن نعم .. ثمّة نقاد كبار في الوطن العربيّ ، بيد أن ليس ثمّة تقاليد نقديّة ، وعليه سنجازف بالقول أن ليس ثمّة نقد ، ولكي نزيل الملتبس في ما أوردناه - إذ يندرج في باب التناقض - سنمثل للموضوعة بمثال ، فنذهب إلى أنّ الإمارات العربيّة المتحدة تنفق الكثير على الثقافة بحكم ما تتحصّل عليه من دخل وطنيّ مُرتفع ، ويكفيها - في هذا الجانب - مسابقة أمير الشعراء ، بيد أنّنا سنعجز عن الإدعاء بحركة شعريّة - فيها - تنتمي إلى عقد الثمانينات - مثلاً - أو التسعينات أو ما بعدها ، لتحاكم في ظلّ حركة نقديّة موازية ! كما أنّ القبض على حركة نقديّة في البحرين أو في قطر سيعيينا ، ثمّة استثناءات فرديّة نعم ، لكن ليس لها أن تؤسّس لقاعدة أو تيار ، وكشواهد عيانية سنقول بأنّ سيف الرحبي - شاعراً - أو محمد اليحيائي - قاصاً - لا يعني - بأيّ حال - وجود تيار شعري أو قصصيّ في عمان ، إنّ مثال عبد العزيز المقالح أو عبدالله البردونيّ - كحالات مفردة - لا يشي بحراك ثقافيّ حقيقيّ في اليمن السعيد ، ولكن من الذي سيطالب الناقد أن يغامر بقمة أولاده ليبوح بهكذا حقيقة !؟ ذلك أنّ المسألة - من كلّ بدّ - ستقودنا إلى الجهات الراعيّة للثقافة ، إن في مشرق الجهات العربيّة أو مغربها ، ليبسط البترودولار سطوته المقيتة على المشهد الثقافيّ كلّه !
المحسوبيّة - هي الأخرى - والشلليّة آن تتمظهران كدملتين قبيحتين في تمام الصورة ، إضافة إلى قراءات صحفيّة بائسة ومدقعة ، تتسم بالسرعة والاعتساف والسطحيّة ، ناهيك عن الاحتكام إلى الذاتيّ والعلائق غير الصحيّة ، هذا كله إضافة إلى غياب المنهجيّة ، ودور السلطة في خلق مثقفها المملق ، يسهم في إفساد الصورة وتشويهها ، ولهذا حقق شاعر كأنسي الحاج - على أهميّته - حضوراً لافتاً ، يفوق حضور شاعر مهم كخليل الحاوي ، ولهذا سنتحرّى - مُستغربين - عن الأسباب التي دفعت ناقداً مهماً كيوسف اليوسف إلى اشتغال تطبيقيّ على تجارب شعريّة بعينها ، بعد دراسته النقديّة الهامة عن ت س إليوت ، أو إنجازه المهم في سفر " القيمة والمعيار " ، ثمّ هلموا بنا نحتكم إلى قراءات نقدية تطالعنا عبر المواقع الألكترونيّة كيفما اتفق ، وستقف الصورة كاملة في بؤسها على قدمين مُتقصفتيْن !
فهل هناك حاجة بعد لنقول إنّنا بالقصور ابتدأنا شجوننا ، وبه سنأتي على الخواتيم ، لنقرّ - مُكرهين - بتخلف هذه القراءة - قراءتنا - أو قصورها عن الإحاطة بالمشهد الروائيّ أو النقديّ العربيّيْن ، إذ أنّنا - على سبيل التذكير - سنشير إلى أنّنا لم نتوقف بتطوّر روائيّ لافت في المملكة العربيّة السعوديّة على زخم في العقد الأخير ربّما ، ثمّ أين هو عراق غائب طعمة فرمان - الذي افترسته المنافي - عراق فؤاد التكرلي أو فاضل العزاويّ المتمترس بـ " قلعته الخامسة " من مكانه في المشهد الكلّيّ !؟ وماذا بشأن تونس ، إذ لا تكفي الإشارة إلى رشيد بوجدرة أو الميلودي شغموم - مثلاً - حتى نقول بصورة بانوراميّة عن الرواية التونسيّة !؟ على هذا لا نظنّ بأنّ محمد ديب - على أهميته - يكفي لتغطية المشهد الروائيّ الجزائريّ دون واسيني الأعرج والطاهر وطار وآخرين ، ثمّ أين هي قاهرة المعزّ من هذا كلّه !؟ أليست مصر الحاضن الرئيسيّ للرواية العربيّة !؟ فهل يستقيم حديثنا إن لم نمرّ ببهاء طاهر أو ادوار الخراط أو عبد المجيد أصلان !؟ وهل يستقيم هذا المشهد إن لم يمرّ بالطاهر بن جلون في المغرب مثلاً !؟ ربّ رأي يرى - محقاً - بأنّ الكمال من صفات الخالق عزّ وجلّ ، وأنّ البشر محكومون بالنقص ، إلاّ أنّنا نرى بأنّهم محكومون بالأمل أيضاً " 6 " !
بقي أن نتساءل : حسناً .. ماذا لو انتقلنا إلى الساحة الكردية ، إذ تتفكك الأوصال بحكم اندياح السياسيّ على الأدبيّ ، وتحتكم اللغة إلى ثنائياتها ، فيغيب عنا إنجاز كردستان إيران مثلاً ، أو يكتب جلّه بالفارسيّة ، ولا نظنّ الصورة - في بؤسها - ستختلف في تركيا ، على حضور روائيّين كبار كياشار كمال ، إلاّ أنّنا سنذكّر بأنّنا قرأنا رائعته " محمد الناحل " في ترجمتها العربية ، فيما قرأها أهلنا في كردستان تركيا بالتركيّة ، وهذا يشمل " ماتوا ورؤوسهم محنيّة " للسينمائيّ الكرديّ المعروف يلماز غونيه ، أو " ظلّ العشق " لمحمد أوزون عن الشخصيّة الوطنيّة البارزة ممدوح سليم بك ، مع ما تطرحه من إشكال حول الميثاق بين السيرة والرواية ، ثمّ أنّها - أي الصورة - لن تتغيّر في كردستان سوريا مع محمد باقي محمد " فوضى الفصول " أو بافي نازي " جبال مروية بالدم " أو - حتى - مع روايات كتبت بالكرديّة من غير أن يُقيض لها الانتشار كـ " بؤساء " الـ : د . آزاد علي سبيل التمثيل ، ولغير سبب أتينا على بعضها ، لكنّنا - ومن كلّ بدّ - سنستثني إنجاز الشاعر والروائيّ سليم بركات ممّا تقدّمَ ، واضعين في حسابنا الخلاف حول توضع كتابته المنجزة بالعربيّة في خانة الملتبس ، ما ينطبق على محمد باقي محمد وبافي نازي وهيثم حسين ، ثمّ ماذا نقول عن مكتبة كرديّة بائسة في حجمها وسوياتها ، أو في غياب ترجمة ممنهجة إلى الكردية تضع الإنجاز العالميّ بيمين الروائيّين الكرد ، ليؤسّسوا بدلالته أرضيّة رواية كرديّة ، باستثناء محاولات خجولة لأشقائنا السوران في السليمانيّة !؟ ولا نظننا بحاجة إلى الذهاب جهات نقد مُفتقد على نحو مؤس عن المشهد على نحو تام أو يكاد !
أمّا في المُجتبى فقد تكون هذه القراءة المُتواضعة إسهاماً بسيطاً في إضاءة بعض الجوانب المُعتمة من المشهد الروائيّ في المنطقة بعمومها ، باستثناء تركيا وإيران لنقص في الأدوات والأمثلة ربّما ، ومن يدري ، فقد تدفع الآخرين إلى معارك أدبيّة غابت طويلاً ، وذلك بعيداً عن افتعال لم يعد له ما يُبرّره ، بعد التسليم بالمُثاقفة إيجاباً أو سلباً !

• محمد باقي محمد
روائي وقاص وناقد
سوريا - الحسكة
m-azad1955@hotmail.com


1- د. رفيف صيداي "الرواية العربيّة بين الواقع والتخييل " .
2 - عن جبرا إبراهيم جبرا في جزء من رسالته إلى د . عبد الرحمن منيف ، ليدونها الأخير على غلاف " مدن الملح - التيه جـ1 " .
3 - شهدت سورية ثلاثة انقلابات في عام 1949 ، بدأها انقلاب حسني الزعيم ، وتوسطّها انقلاب سامي الحناوي ، وانتهت بانقلاب أديب الشيشكلي .
4 - د . رفيف صيداوي مصدر سابق .
5 - عن شهادة روائية لممدوح عزام في مهرجان الرواية الأول 2010 في مدينة الحسكة .
6 - عن كلمة الراحل سعد الله ونوس في اليوم العالميّ للمسرح في 27 آذار / مارس 1996 قبيل وفاته .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الإدارة
الإدارة
الإدارة
الإدارة


الدولة : مصر
عدد الرسائل : 1256 نقاط : 2213 تاريخ التسجيل : 23/06/2009

الرواية من الممارسة إلى النقد  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الرواية من الممارسة إلى النقد    الرواية من الممارسة إلى النقد  Icon_minitimeالخميس فبراير 12, 2015 10:29 am

أحسنت أيها الراقي
كنت هنا وسعيد بما قرأت
تقبل خالص ودي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد باقي محمد
أديب
أديب
محمد باقي محمد


الدولة : سوريا
عدد الرسائل : 137 نقاط : 207 تاريخ التسجيل : 26/09/2010
بطاقة الشخصية
مرئى للجميع:

الرواية من الممارسة إلى النقد  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الرواية من الممارسة إلى النقد    الرواية من الممارسة إلى النقد  Icon_minitimeالجمعة فبراير 13, 2015 12:42 pm

كل الشكر لإدارة المنتدى ، سعيد بتواجدي بينكم وممتن ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الرواية من الممارسة إلى النقد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» عن النقد و الرواية
» الـ : ق ق ج بين الممارسة والتقعيد
» حتى تكتمل الرواية
» الرواية الفائزة !
» عتاب محب لمشرف النقد..!

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
عاطف الجندي :: منتدى الإبداع الأدبى :: نقد ومقالات-
انتقل الى: