بناقص واحد

استيقظ من النوم لتوه ... اعتياده علي أن منصبه يسمح له إلا بوقف دقيقة حداد علي روح ما يوميا جعله يهب فزعا ... و شعورا داخليا بأن عزرائيل قد نقض اتفاقه معه هذا اليوم ...
طلب كل المسئولين للمثول أمامه ... في الأيام العادية كان ذلك الطلب يتم تنفيذه ربما قبل أن تكتمل عبارته ... لكن مضت ساعة أو يزيد و لم يحضر أحدا منهم ...
إحساسا بالقلق يتزايد لكنه لا يريد الاعتراف به ... ابتسامة متشفية لا تخطئها النظرات ترتسم علي الوجوه التي أخذت تتناقص من حوله ... لكنه لم يلاحظها ... ولا يريد أن يلاحظها ...
توقعه بأن الكل دائرة لا تتوقف حركتها إلا بتوقفه هو جعله يزداد ثقة ...و تزايد الزمن جعل هذه الثقة تزداد ... و لم يكن يتوقع أبدا النهاية .
- أين المسئولين ؟
لم يرد عليه أحد ... فتح التلفاز بغضب ... صعق عندما وجد المسئولين كلهم يلتفون بابتسامة ارتياح علي وجوههم حول شاب صغير يقف كالبدر وهو يقول : -
- إن ثورتنا السلمية قد نجحت بفضل الشعب الذي يرفض أي استبداد ... مهما طال عمر المستبد.
و توقف ليرتفع التصفيق عاليا و الحناجر تهتف : -
- عاش الرئيس الجديد.