شهقة خريف يحتضر

هي الريحُ تتمطى –
في المسافةِ
مدنا ً تمتد في الرمال
شوارعُ صفرُ
صحراء من الشقوق والطقوس ِ
والحوار ِ
السراب بيننا مدجَّجٌ بالماء
ظلُّك مثل ظلِّي
ولغتك مبهمة
ها أنت تبعثر ماء الذاكرة
في رحلة صمتٍ صاخبة
*******
هو الصوتُ – دوَّامة
يتنزَّى صيحاتٍ شاردة
يركل الريح بقدميه
يوحِّد الطقس في الأرحام
يبدأ من أحشاء الذاكرة
خلية ً خلية – تنبت في الأعماق
تفتح نافذة ً ليلية
صورة َ دم ٍ مشتعل
تسبح فيه رؤى العناصر
وفسفورُ القدرة
رؤى مستحيلة
تغذي الخلايا من طين ٍ نرجسيّ
*******
في الأرض الغريبة
أجساد غريبة
وتاريخ وجوه
أوراقُ الجسد – تحفرُ
مجراها في اللون
في قشرة الليل
صورة العالم تتعرَّى
يتجسَّد الصمت
العالم يتخلى عن صلصال خرائطه
عن حبله السُّريّ
في دائرة الصمت
*******
بيني وبينك –
تسقط شظايا المرايا
والأشياءُ التي لم تدفن بعد
العصفور أصبح سمينا
يتحسَّس خطوات الليل
يخرج من رواد الظنون
يعبر الهويَّة
يباشر الطاعونَ
في أزمنة الصمت .

أحسنت وأحسن قلمك الراقي الممتع
أثرت فينا العواطف الدفينة
لك تحياتي
تقبل مروري
د. السيد عبد الله سالم
المنوفية – مصر