|
| البحث عن الحقيقة ( رواية مسلسلة ) | |
|
+3الوردة الحمراء عاطف الجندى إيمان الروبى 7 مشترك | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
إيمان الروبى شاعرة
الدولة : عدد الرسائل : 1155 نقاط : 1449 تاريخ التسجيل : 07/08/2009 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: البحث عن الحقيقة ( رواية مسلسلة ) الأحد فبراير 16, 2014 8:13 am | |
| إعادة للأجزاء السابقة من رواية البحث عن الحقيقة ***** (1)
أمام طاولة خشبية مستديرة مصممة على الطراز الإيطالى الكلاسيكى , تتوسطها مرآة .. يجلس بمعطفة البنى الأنيق .. كان المقهى راقياً .. الموسيقى هادئة .. فى هذه الليلة من ليالى باريس الساحرة , كان ينتظرها بشوق وحنين تظهر من خلال قبعته خصلات الشعر الأبيض تضفى على وجهه لمسة وقاراً مع زرقة عينية .. يزداد إحمرار وجنتيه وسط حبيبات الثلج المتطايرة أمامه , يحتسى فنجاناً من القهوة .. يتصاعد دخان سيجارته الى أعلى مع بخارالماء المتصاعد من فنجان قهوته يتعانقان فى مقابل الهواء البارد يصنعان دوائر دخانية من حوله فيبدوله المشهد خلاباً , .. يأخذه الى التأمل فيما حوله بسعادة , تزداد حدقتا عينيه إتساعاً وبريقاً لامعاً .. يأخذ نفساً عميقاً تهاجمه الذكريات وتتوالى أمام عينيه أحداث الماضى بكل ما تحمله من معانقات لسواحل جمالية وفرحة , ومحاربات بسواحل تيهه وشروده ............. يترك العنان لها لتتجول بداخله كيفما تشاء , .. يخرج قلماً من جيبه ويكتب فى منتصف السطر .. (( شجرتى الحانية )) وفى لفتة عفوية بعينية يراها أمامه على الجانب الأخر من الشارع قادمة مسرعة فى إتجاههُ .. يبتسم لها , .. تتسع حدقتا عينيها مرحاً تعبرالشارع بلهفة ..وهى تُحكم إغلاق معطفها الأسود بيدها اليمنى .. واليسرى فوق غطاء شعرها الأسود المنسدل على كتفيها ومحكم من أعلى بقبعة صوفية أنيقة .. تغمض عينيها لطوفان صقيع الهواء القادم اليها وتبتسم منتشية , نهض منتصباً فارداً ذراعية فى إستقبالها وعند وصولها ألقت بنفسها داخل أحضانة بشوق ولهفة وحنين زائد .. تعانقا .. تبادلان القبل الحارة على الوجنتين , _ ياااااه معقول يا بابى المفاجأة الجميلة ديه .. أنا أسعد مخلوقة فى الدنيا أنى شوفتك إنهارده !!. بإبتسامته الهادئة ورصانة المعهودة . _ معقول تصدقى إنى محضرش حفل تخرجك ؟!. _ أنت أجمل أب فى الدنيا . يزوم إستحساناً ِ _ إنتِ اللى بكاشة .ِ
| |
| | | عاطف الجندى المدير العام
الدولة : عدد الرسائل : 14290 الهواية : الشطرنج نقاط : 13287 تاريخ التسجيل : 01/05/2007 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: البحث عن الحقيقة ( رواية مسلسلة ) الثلاثاء فبراير 18, 2014 7:52 pm | |
| تحياتى أيتها الرائعة كنت هنا وسعيد بما قرأت خالص الود
| |
| | | إيمان الروبى شاعرة
الدولة : عدد الرسائل : 1155 نقاط : 1449 تاريخ التسجيل : 07/08/2009 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: البحث عن الحقيقة ( رواية مسلسلة ) الأحد مارس 09, 2014 10:58 am | |
| - عاطف الجندى كتب:
- تحياتى أيتها الرائعة
كنت هنا وسعيد بما قرأت خالص الود
اشكرك استاذ عاطف على هذا الإطراء الرائع تحيتى وموتى . | |
| | | إيمان الروبى شاعرة
الدولة : عدد الرسائل : 1155 نقاط : 1449 تاريخ التسجيل : 07/08/2009 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: البحث عن الحقيقة ( رواية مسلسلة ) الأحد مارس 09, 2014 11:04 am | |
| ( 2) كان يجلس فى شرفة الغرفة بالفندق ذات الأثاث الراقى , عندما سمع صوت النادل يطرق الباب .. نهض وفتح له لوضع طعام العشاء وخرج فأغلق الباب , وعادَ ثانية أمسك بقلمه .. مدونته أمامه على الطاولة ..همَّ ليكتب .. فجأة وضع يده على جبينهُ . _ ااااه أشعر بصداع شديد . كانت قادمة نحوه بنشاط وحيوية ترتدى روب حمام وشعرها مبلل فسألها . _ لديك مسكن للصداع .؟ _ نعم .. ثوانى . ثم مردفة . _ كان يوم مرهق أليس كذلك ....؟ بإبتسامه هادئة وبعينين براقتين _ لكنه إرهاق لذيذ . _ ماهذا لم تتناول شيء حتى الأن . ؟ _ منتظرك حبيبتى . _ ماذا تكتب , قصيدة جديدة ؟ _ لا .. رواية . _ الله , ستكتب رواية . ثم بنظرة خاطفة الى الورقة التى أمامه .. قرأت بصوت _ شجرتى الحانية . وسرحت بخيالها كأنها تذكرت شىء ما . _ ااه بالمناسبة .. ما حكاية الشجرة التى بحديقة منزلنا فى مصر .. التى كنت تجلس كثيراً أمامها تتأملها .. وكنت دائم الإعتناء بها .. ألها ذكريات خاصة معك . ؟ _ نعم لها حكاية طويلة جداً لأنها تذكرنى بمحمود . _ محمود ؟ مستفسرة _ كإسم جدى .. من محمود وما حكايته ؟ _ حكاية طويلة , أود أن أحكيها لكِ ولا أدرِ من أين أبدأ , نحن فى حاجة الى وقت طويل جداً .............. _ إحكيها لى , إبدأها حيث شئت فأنا أود أن استمع إليك أطول وقت ممكن وأود أن أستمتع معك بكل دقيقة تقضيها معى قبل أن تسافـ............ مقاطعاً . _ نسافر ..... _ كيف ؟ _ لا تقولى أنك ستتركيننى ثانية وتبقين هنا , أنا محتاج إليك بشدة بعد وفاة أمك وبعدها جدتك وحياتى تفتقد الى اللمسة الأنثوية الرقيقة , حياتى أصبحت جافة لا لون لها ولاطعم ولا رائحة . _ لكن يابابا . _ أرجوكى لا تخبريننى عن أى عروض أو مشروعات مستقبلية .. لا تحرميننى منك ثانية . _ حسناً نأجل كلامنا فى هذا الأمرالأن وإحكى لى عن محمود والشجرة . قالتها بدلال وإبتسامة .. حدق فى عينيها . _ وسوف تعودى معى أليس كذلك .؟ عادت تبتسم . _ أمرك يا أحلى بابا فى الدنيا . _قل لى لماذا هذه الشجرة تذكرك بمحمود ؟ . _ لأنهُ كان عنده شجرة مثلها أمام بيته فى شارع من شوارع مصر القديمة , تطل على شرفتهُ مباشرةًً , وكان يعتنى بها بنفسه , ودائم الجلوس أمامها يتأملها أثناء مناجاته مع نفسه سراً..كأنها صديقته تشاركه همومه وأفراحه. _ وما حكايته التى جعلتك تتذكره هو والشجرة .. بل تزرع مثلها فى بيتنا . _ سأحكى لك من أول يوم عاد فيه من سفرٍ كان لا يتوقع عودة منه , ولكن ممكن من فضلك قبل أن أبدأ آكل لقمة فى الأول . قالها بتوسل مداعباً . نظرت أمامها الى الطعام وضحكت . _ ههههه .. نحن لن نتناول العشاء حتى الأن !! _ إنتبهتى الأن فقط ؟
| |
| | | الوردة الحمراء عضو ملكي
الدولة : عدد الرسائل : 1659 نقاط : 995 تاريخ التسجيل : 24/07/2007
| موضوع: رد: البحث عن الحقيقة ( رواية مسلسلة ) الجمعة مارس 14, 2014 6:00 am | |
| الله عليكى انت قاصه جميلة اوى اختى ايمان ربنا يوفقك دائما والاقى حاجات حلوة كده | |
| | | إيمان الروبى شاعرة
الدولة : عدد الرسائل : 1155 نقاط : 1449 تاريخ التسجيل : 07/08/2009 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: البحث عن الحقيقة ( رواية مسلسلة ) الأحد أبريل 27, 2014 2:30 pm | |
| - الوردة الحمراء كتب:
- الله عليكى
انت قاصه جميلة اوى اختى ايمان ربنا يوفقك دائما والاقى حاجات حلوة كده شكراُ لكِ عزيزتى الغالية على إطرائك الجميل . تحيتى ومودتى . | |
| | | إيمان الروبى شاعرة
الدولة : عدد الرسائل : 1155 نقاط : 1449 تاريخ التسجيل : 07/08/2009 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: البحث عن الحقيقة ( رواية مسلسلة ) الأحد أبريل 27, 2014 2:33 pm | |
| ( 3)
عندما عادَ محمود من غيبته منتصراً تغمرهُ نشوة الإنتصار والسعادة تتلألأ فى أعين الناس بهذا النصر العظيم .. كل الوصف لا يكفى لوصف كيف كانت الفرحة بهذا النصر .. إنهُ نصر أكتوبر المجيد , كانت الناس سكارى بدون شراب .. الرايات والزينات فى كل الشوارع والأغنيات فى كل مكان ............
كلما قابلهُ أحداً من الجيران كان يهلل له بفرحةٍ غامرةٍ , محمود كان يتمتع..بروح مرحة وخفة ظل كمعظم المصريين ........ خمرى البشرة ..متوسط الطول ووسيم لكنة كان جاداً فى تعاملاتهُ المالية .. متردد فى قراراته المصيرية ودائم القلق .. طموحاته بسيطهُ .. كان لهُ محل صغير لبيع المواد الإستهلاكية ( بقالة ) بدأ فى إدارتهُ بعد تخرجه فى كلية التجارة , وكان يمتلك قطعة أرض صغيرة ببلدتهُ ميراث له هو وأختهُ سميه التى تصغرهُ بخمس سنوات ........ صعد السلالم إثنتين إثنتين مسرعاً للقاء زوجتهُ والإحتفال معها بعودةِ سالماً فلم يجدها بالمنزل , قابله عم صالح جارهُ المسن صاحب الملامح السمحة طويل القامة عريض المنكبين صاحب البشرة السمراء ..وتجاعيد وخبرات الزمن ترتسم على وجهه .. وبعينيه لوحة بها ألوان قوس قذح بكل درجاتهُ المعنوية والخفية ,
وإزدادت سعادتهُ عندما أخبرهُ عم صالح بأنه سيرزق بأول طفلٍ لهُ .. وأن زوجتة بالمشفى منذ صباح اليوم فى حالة وضع . سألهُ بمفردها .. أخبرهُ بأن إبنتهُ إيمان معها , وأنهُ هو وإبنتهُ عَلِما بأنها غريبة هنا وليس لها أخوة وأقاربها فى بلدتها مشغولون , وطمأنهُ أن إبنتهُ دائماً كانت معها ترعاها طوال الوقت . إبتسم له ُ قائلاً . _ جزاك الله وإبنتك خيراً ياعم صالح . _ شكراً ياولدى ثم مردفاً . الناس لبعضها , هيا غيـَّر ملابسك لنذهب اليها . _ حالاً يا عم صالح . وذهبا سوياً .. محمود كانت تغمرة مشاعر متباينة , إمتزجت فيها الفرحة مع القلق مع الخوف .. بالرغم من كل الأحداث التى كانت تدعو الى التفاؤل لكنه كان غير متفائل ولا يدرى ما سبب عدم تفائله , ربما لأننا هكذا غالباً لا تكتمل سعادتنا , أولأنها التجربة الأولى لهُ . عندما وصل يجر قدميه اللتين كانتا ترتجفان بإحساس يرتابه .. إحساس غريب وخارج عن إرادتهُ .. سبقه ُ عم صالح فتح باب الغرفة بعد طرقهُ.. ووراءهُ محمود ( فوجد ) إبنتهُ إيمان تحمل الطفل وهى تبكى والطفل أيضاً يبكى بشدة وكأنهُ يدرك مدى قسوة الحياة بدون أمهُ , إلتفت عم صالح الى محمود بنظرة مشفقة , بعدما أومأت لهُ إبنته رأسها بالإجاب عن سؤالهُ دون أن يتفوهان بكلمة واحدة , بينما محمود ينظر أمامه الى السرير الفارغ الذى بجوار سرير إيمان فى ذهول .. ربت عم صالح على كتفهُ وقال . _ أنت رجل مؤمن ياابنى ( إن لله وإن إليه راجعون ) . ثم إقترب منه ليضمه الى صدره .. دس محمود رأسه فى صدرعم صالح وظل يبكى .
****************************** | |
| | | اسماء عبدالعزيز أديبة
الدولة : عدد الرسائل : 616 46 نقاط : 686 تاريخ التسجيل : 09/07/2010 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: البحث عن الحقيقة ( رواية مسلسلة ) الجمعة مايو 09, 2014 6:33 pm | |
| | |
| | | إيمان الروبى شاعرة
الدولة : عدد الرسائل : 1155 نقاط : 1449 تاريخ التسجيل : 07/08/2009 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: البحث عن الحقيقة ( رواية مسلسلة ) الأربعاء يونيو 18, 2014 11:50 am | |
| - اسماء عبدالعزيز كتب:
- دام الابداع والتميز
الأخت الفاضلة : اسماء عبد العزيز أشكرك عزيزتى لقراءتك وثنائك الذى اسعدنى كثيراً , تحيتى ومودتى . | |
| | | إيمان الروبى شاعرة
الدولة : عدد الرسائل : 1155 نقاط : 1449 تاريخ التسجيل : 07/08/2009 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: البحث عن الحقيقة ( رواية مسلسلة ) الأربعاء يونيو 18, 2014 11:54 am | |
| ( 4 ) **
مرت أيام العزاء أصعب أيام حياتهُ , وذهب كلٌ من أقاربهُ الى غايتهُ .. دنت منه سميه وضعت يدها اليمنى على كتفة .. وهمست بصوت خافت حزين . _ إحضر لى الولد يامحمود . ثم بأسى أردفت . وربنا يعينك ويعيننى فيما نحن فيه .. الحقيقة أننى لا أعلم كيف سأقدر على رعاية ثلاث رُضع ولكن ما باليد حيلة هذا قضاء الله ولا راد لقضاءه . لم ينبث بكلمة واحدة .. تركها وخرج طرق باب الشقة التى فى مقابل شقتهُ , فتح له عم صالح وأستقبلهُ بترحاب وعرض عليه الدخول ليتحدث معهُ رغبةً منهُ فى مواساتهُ والتخفيف عنه ., ودار حوار بينهم أخرج محمود فيه خلجات وجدانه صرح له عن حزنه الشديد بشأن أخته التى وضعت توأم منذ أربعة أشهر وأن إبنه سيكون عبأً عليها , قاطعة عم صالح . _ إبنتى إيمان لديها إستعداد أن تتولى رعايته , هى أعربت لى عن رغبتها فى تولى رعايته حتى يشب , فهى متفرغة الأن بعد إتمام دراستها ولا تعمل . بدا على محمود الإرتباك وأبدا رفضة بشدة . _ لا ياعم صالح يكفى ما فعلتموه معى الأيام الماضية . _ لا داعى لكل هذه الحساسية الزائدة ياابنى كلنا أخوة ولابد أن نقف بجانب بعض فى الشدائد . تمتم محمود مرتبكاً . _ لربما وجدت عملاً فى وقت لاحق . _ لا .. هى ليس لديها رغبة فى العمل لأسباب كثيرة منها رعايتى والإهتمام بى بعد وفاة أمها وزواج أخوتها .. وأيضاً لظروفها الصحيه . بنظرة تحمل معانى الشفقة سألة . _ لا بأس عليها مابها ؟ _ لا أبداً فهى فقط منذ الطفولة تعانى من روماتيزم بالقلب وليس لديها مشاكل صحية متفاقمة ولكنها لا تستطيع أن تبذل مجهود زائد , وإن حدث وغيرت رأيها وفكرت أن تعمل فسنجد حل لا تقلق . _ ولكن هذا كثير جداً .. جداً . _ سبق أن قلت لك الناس لبعضها . _ أجدنى عاجزاً عن كل كلمات الشكر .. ولا أدرى ماذا أقول . أجابه بإبتسامة . _ لا تقل شىء .. الشكر لله مسبب الأسباب . إستسلم محمود لرغبة عم صالح , وطلب منه إحضار الولد لينام وسيحضره باكراً قبل الذهاب الى العمل . تركه عم صالح وذهب طرق باب غرفة إبنته وطلب منها الطفل لينام , فتحت وأخبرتهُ بصوت هامس حتى لا توقظ الطفل , _ هو نائم الأن .. أرجوه يتركه ينام معى فأنه ملأ حياتى وأسعدنى . محمود كان ينتظره واقفاً أمام باب شقته , أخبره أنه نائم وطلب منه أن يتركه وربت على كتفه مطمأناً إياه . _ لا تخف عليه فلديها خبرة كافية من رعايتها لأولاد أخوتها . سعد محمود وبدأت تصفو أسارير وجهه .. وودعه بإبتسامة قائلاً . _ أمرك ياعم صالح .. تصبح على خير . دخل محمود وأخبر أخته بما حدث وخرج معها يرافقها الى بيتها وعاد صلى صلاة العشاء ونام .
____________
كان الجو بارداً .. أفاقه صوت زقزقات البلابل والعصافير .. فقام غاضباً أغلق النافذة بعنف متأففاً من صوتها , فلم يعد يطيقها بعدما كان صوتها من قبل يثلج صدره , وكانت تصفو أسارير وجهه عندما ينظر من النافذة ويتأمل أعشاشها التى بنتها فوق الشجرة الفارهة قشة .. قشة , اليوم لايريد سماع صوتها ولا رؤية الشجرة التى كان دائم الجلوس أمامها وبدأ ينمو بداخله هذا الوحش اللعين الساخط على الطبيعة الذى لا يرى بها أى جمال .. ألا وهو الضجر . لم يعد لديه الرغبة فى عمل أى شىء , حتى فى الذهاب الى عمله , لم يعد لديه رغبة فى ترك غرفة نومه , تثاقل على نفسه حتى نهض من سريره مجبراً نفسه على الذهاب الى العمل .. لكنه قضى بعض ساعات ثم أغلق المحل وعاد الى المنزل , طرق باب جاره عم صالح .. فتحت له إيمان . بادرها محمود التحية , ردت بصوت هادىء كانت تضع غطاء فوق شعرها من الشيفون الأبيض تظهر منه بعض خصلات من شعرها الأسود الناعم تزيد بشرتها البيضاء جمالاً .. أزاحا الهواء جزءاً أكبرمن الإيشارب فزاد إرتباكها وأسرعت فى رفعه وأردفت برقة وخجل . _ بابا مش موجود . _ لا بأس .. عذراً فقد أشتريت بعض لوازم وأشياء لناصر وأريد .......... قاطعته بإبتسامة . _ سميته ناصر ؟ .. الله .. إسم جميل ويتناسب مع إنتصارتنا العظيمه . حدق محمود بعينيها فشعر برعشة خفيفة وخفقان بقلبة , حاول يدارى إرتباكه وأسرع بإبعاد عينيه عن عينيها , سلطهما فى إتجاه الشنطة التى كانت بيده وأردف . _ هذا سبب تسميتى له بهذا الإسم . ومد يده بالشنطه إليها مبتسماً . _ بالمناسبة أحب أن أشكرك على صنيعك معى . _ أنا التى أود أن أشكرك أنك تركته لى لأسعد به .. وأحب أطمئنك بأنى سأرعاه جيداً .. لا تقلق . _ كيف لى أن أقلق وبجوارى رفاق مثلكم . وأومأ مودعاً لها بإبتسامة صافية قائلاً . _ أتمنالك يوم سعيد .. السلام عليكم .
*************************** | |
| | | إيمان الروبى شاعرة
الدولة : عدد الرسائل : 1155 نقاط : 1449 تاريخ التسجيل : 07/08/2009 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: البحث عن الحقيقة ( رواية مسلسلة ) الأربعاء أغسطس 13, 2014 2:22 pm | |
| (5)
توالت الأيام والليالى , ومرت الأسابيع وهو يرى إبنهُ أمامه يكبر ويزداد وزنه يوم بعد يوم .. وتوالت بعدها الشهور , كان كل مافيها وكل ما يزدانـُها تلك اللحظات التى كان يحظى بها عند رؤية جارتـُه الحسناء ويسعدهُ حظهُ بالحديث معها , على الرغم من أنها كانت أحاديث قصيرة , ولكن ذكراها كانت تكفى لملىء فراغ قلبه البائس التعيس .. كان يرى فى رقة وحنان كلماتها الدفء الذى يهتز له قلبه ويحرك وجدانه , فهذا الشعوركان فى حاجة إليه والذى لم يمر به من قبل , فقد كان يتصرف كالأطفال فى بعض الأحايين , فكان وهو عائداً من عمله يتلصص كالمجرمين بجوار باب شقتها متحيناً أية فرصة لرؤيتها أو سماع صوتها .. فمرات يسمعها وهى تتلو بعض أيات من الذكر الحكيم .. وأخرى يسمعها تغنى . فصوتها يظل يرافق إذنيه ويؤنسه فى وحدته ,
وكلما جنَّ الليل عليه .. وهاجمته آفة الوحدة والفراغ . كان يتنسم شذا عبيرها يعبق أرجاء المكان , ويحس حرارة أنفاسها تلفح وجهه .. بل كان يتصورها مثل الفراشة المسكينة فى المشهد ذاك مع زهرة التيوليب , تذكر وقتها حين أستجمعت الفراشة المسكينة كل شجاعتها وجراءتها وأرتمت بقلب زهرة التيوليب لترتشف الرحيق رشــــفة .. رشـــفة , وإذا بزهرة التيوليب تنتشى فتلقى بأوراقها حول الفراشة وتضمها تارة بحنو وتارة اخرى بقوة .. حتى يبدو على الفراشة وكأنها تتألم .. كأنها بإبتسامة يعلو صوتها بأنينٍ منادية راجية لها بفك الحصار عن جناحيها حتى تستطيع أن تتنفس , إذا بزهرة التيوليب مستمتعة بأنين الفراشة فتزيد إقتراباً بكل أوراقها حتى تختفى الفراشة تماما بين أوراقها ويصبحان وكأنهما شيئاً واحداً وكياناً روحياً واحداً .. وهكذا كل ليلة حتى الصباح .
*****
كان عندما تزورة أخته سميه لا يكف عن الحديث عنها , عن صفاتها عن صوتها .. حتى عن مفرداتها .. بل كان يرددها بعفويه أمامها , جعلها تبتسم وتنظر إليه نظرة تشى بالشماتة ِ والتشفى المستحسنة مازحة معه . _ إنت وقعت يامحمود .. محدش سمى عليك يامحمود . نظر إليها ويبدو عليه الإرتباك .. وبتلعثم . _ مش .. م - ش - عارف يجوز . _ يجوز ههههه . _ اليوم الذى لا أراها فيه يصبح أصعب أيام حياتى , لم يحدث هذا لى من قبل فأنتِ تعلمين كيف كانت حياتى . _ لما لا تتزوجها . خفق قلبه بشدة وكأنه أدرك الأن فقط أنها رغبته الوحيد فى الدنيا , وعاد يتلعثم . _ مـ ش عـارف .. معقول .. وهى هتوافق .. طب .. واا . _ فلا أظن أن شىء يعيبك حتى ترفض , إذا كان على ظروفك فهى تعرفها ودائماً تبادربمساعدتك , وعلى العموم لم تخسر شيئاً إذا لمحت لوالدها وسترى رد فعله . أتى المساء وحل السكون , وبات السحر يحلق فى الفضاءات الواسعة ينشر السكينة على القلوب .. فطرباً وعشقاً تذوب .
ولم ينتظر محمود الصباح حتى يتمم سعادته , فذهب بكل شوق يطرق باب عم صالح .
| |
| | | عاطف الجندى المدير العام
الدولة : عدد الرسائل : 14290 الهواية : الشطرنج نقاط : 13287 تاريخ التسجيل : 01/05/2007 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: البحث عن الحقيقة ( رواية مسلسلة ) الثلاثاء أغسطس 19, 2014 2:39 pm | |
| الرائعة إيمان وحشنا وجودك بالمنتدى لا حرمنا الله منك ومن ابداعك الجميل
| |
| | | إيمان الروبى شاعرة
الدولة : عدد الرسائل : 1155 نقاط : 1449 تاريخ التسجيل : 07/08/2009 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: البحث عن الحقيقة ( رواية مسلسلة ) الثلاثاء سبتمبر 30, 2014 3:40 pm | |
| - عاطف الجندى كتب:
- الرائعة إيمان وحشنا وجودك بالمنتدى
لا حرمنا الله منك ومن ابداعك الجميل
أشكرك استاذ عاطف على ترحيبك وكلماتك الرقيقة . دمت بكل الخير . | |
| | | إيمان الروبى شاعرة
الدولة : عدد الرسائل : 1155 نقاط : 1449 تاريخ التسجيل : 07/08/2009 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: البحث عن الحقيقة ( رواية مسلسلة ) الثلاثاء سبتمبر 30, 2014 3:42 pm | |
| (6)
رحب به عم صالح بعدما برر محمود له سبب زيارته المفاجأة بأنه يشعر بملل وضيق ويريد أن يتحدث معه لبعض الوقت . _ أهلاً بك يامحمود فى اى وقت .. تفضل .. أنا لا أنوى الخروج الليلة . .. وسألهُ . تحب تلعب دور شطرنج .. _ بالتأكيد أحب . جلس محمود متوتراً لا يدرى ماذا يقول .. أحضر عم صالح الشطرنج والمشروب , جلسا يتنافسان بقوة وبذكاء .. تحدثا فى موضوعات كثيرة , إختلس محمود فرصة وتحدث فى موضوعه . _ إقترحت علىَّ أختى أن أتزوج ولكن ...... وسكت قليلاً . _ ولكن ماذا .. ؟ هذا أفضل لك ولولدك ولكن عليك أن تحسن الإختيار . _ فى الحقيقة ياعمى توجد فتاة فعلاً أتمنى الإرتباط بها , ولكن متردد وخائف أن أتقدم لخطوبتها نظراً لظروفى . _ أنت لا ينقصك شىء يامحمود , لا تخف تقدم لها فى أقرب وقت , فخير البر عاجلهُ . إستجمع محمود كل شجاعتهُ وأخبره بأنهُ يود الإرتباط من فتاة جميلة ومن أصل طيب وتحب إبنة وترعاهُ وتسكن أمام شقتهُ , ولكنه لم يذكر إسمها . وأستأذنهُ فى الذهاب الى شقتهُ .. إبتسم عم صالح وأذن لهُ . ذهب محمود لينام حتى يحلم بها ككل يوم . بينما عم صالح دخل لأبنتهُ ليتحدث معها فى الأمر . _ يبدو أن محمود يرغب فى الزواج منك .. لمح لى اليوم ولم أتجاوب معهُ حتى أعرف رأيك ربما........ .. وهز كتفه ويديهُ .. وأردف _ ربما لا تريدين . إلتمعت عينيها وأحمر وجهها وبدا عليها التوتر .. وبإرتباك إبتسمت . _ محمود رجل محترم ورقيق وتتمناه أى بنت . فحدق بعينيها بنظرة شماتة مستحسنه أخجلتها .. وأبتسم _ بقى كده .. بكل هذه السعادة التى تملأ عينيك تجعليننى أود الذهاب بنفسى لخطبته ُ . إبتسمت بحياء . _ بابا . ولم يمر الكثيرمن الوقت حتى تم الزواج . ------------------------------------
فى ليلة الزفاف كانت إيمان حالها كحال أى عروس , تشعر بإضطراب لدخولها مرحلة جديدة فى حياتها .. كان الطقس بارداً .. يداها ترتجفان من برودة الطقس ومما يجول بداخلها من توتر . عندما أغلق محمود باب منزلهما خفق قلبها بشدة .. إقترب منها والإبتسامة تملأ فاههُ .. مد يديه ليأخذ يداها المرتجفتان وضغط عليهما بقوة ليشعرها بالدفء والأمان ويُذهب ما بهما من توتر .. بشوق وهيام نظر فى عينيها وأقترب حتى لامس جسدهُ بجسدها فملأت رائحة عطرهُ أنفها فذابت فى نشوة من السعادة .. أخذ يديها والتف بهما حول عنقهُ وأخذها بين ذراعيه _ لا أصدق أنك أصبحتى بين يدى . مال عليها ولامس خده بخدها وضمها بشدة وكأنه لا يريد أن يتركها أبداً . تنهد تنهيدة عاليه . _ ااااااااااه سمعت دقات قلبهُ وهى تنبض بسعادة وشوق ولهفة وأحست أنفاسة الدافئة شعرت بحبه وحنانهُ ورقته . وقتها شعرت أن الدنيا مليئة بالسعادة أكثر مما كانت تتخيل .. بل أنها على وجه واحد لا يوجد بها شقاء , ظلا هكذا لدقائق . ثم تراجع قليلاً وأحاط وجهها بكفيه . _ ياالله .. سبحانك .. ماكل هذا الجمال ما هذه الرقة .. ياااا ..... ولم يتذكر وقتها أى كلمة من كلمات العشق سوى كلمة واحدة سمعها بفيلم عربى . _ ياااا ( يا أجمل من رأت عينى ) . علا صوتها بضحكة وهذا ما أراده .. ثم أردف . _ أعرف أننى سأقضى معك أجمل أيام حياتى إن شاء الله . بإبتسامة وقليلٌ من الحياء . _ وأنا أيضاً . مال عليها ولامس شفــ ..... بقبــ ...... بحرارتها ذابا بها الأثنان فى دنيا الأحلام .. سابحان فى عالم من السحر والخيال .. نسوا الدنيا لدقائق معدودات , سرعان ما أفاق محمود وأستطاع أن يتماسك ويبتعد عنها , أفاقت من سكرتها وهو يبتعد قائلاً بهدوء وأعصاب مفتته . _ صغيرتى الجميلة تعالى لنتوضأ ونصلى ركعتين لنبدأ حياتنا بذكر الله .. وندعوهُ بأن يبارك زواجنا ويديم علينا السعادة والهناء . ومال مرة أخرى عليها وقبلها وأخذ يساعدها فى فك إكسسوار طرحتها .
*********************************** | |
| | | إيمان الروبى شاعرة
الدولة : عدد الرسائل : 1155 نقاط : 1449 تاريخ التسجيل : 07/08/2009 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: البحث عن الحقيقة ( رواية مسلسلة ) الأربعاء ديسمبر 03, 2014 4:45 pm | |
| (7)
مرت الأيام فى سعادة وهناء فى ذاك اليوم عادا محمود من عمله إستقبلته كعادتها بشوق وسعادة , وكان الإستقبال أشد حرارة لأنه كان يوم ميلاده فقد أعدت له إحتفاليه واستقبلته بالغناء . وحشتنى عدد نجوم السما ... وحشتنى عدد كلام الهوا ................. وحشتنى فى كل يوم .. إنما .. إنما ..... وحشتنى أكتر وأكتر ..................... وحشتنى سَعِد جداً محمود , لكنه كان مشغول الفكر بشىء أخر أهم , فلم يتفاعل معها فى بداية وطلب منها أن تجلست ليحكى لها عما يشغله ويأخذ رأيها فكانت زيارة إبن خالته اليوم فى العمل هى التى جعت الفكرة تنمو فى ذهنه فحكا لها أنه عرض عليه بيع قطعة الأرض وأعطاؤه المبلغ على ما معه لعمل مشروع للملابس الجاهزة , وسيعطيه مبلغاً كل شهر , ولكنه متردد فى هذا . بإستفسار . _ تعطيه مبلغاً ويعطيك مبلغاً ألم تكن شراكة فى رأس المال والأرباح ؟ . لا .. لم يذكر هذا .. هذا الى جانب أننى لا أفهم فى هذه المهنه أساساً, فأنا بالفعل فكرت فى بيع قطعة الأرض منذ مدة ولكن لتوسيع تجارتى , فكان حلمى أن أجعل تجارتى جملة وأن يصبح لى فروع ولكنها خطوة صعبة وتقلقنى جداً . _ بالفعل دع مالا تفهم فيه , وحاول تحقيق حلمك . _ ولكن مازلت قلقاً . _ ما الذى يقلق إذا كان المال لا يكفى فلا تقلق سأساعدك بمسوغاتى وأشترى المحل الذى ترغب فيه ووسع تجارتك كما تشاء . _ لا حبيبتى .. المشكلة ليست فى المال فقط فمن الممكن شراء بعض البضائع بالأجل .. ولكنى قلق من الخسارة . _ حبيبى المكسب والخسارة تتوقف على عدة عوامل ولكنها فى النهاية مقدر .. فعليك أن تفكرفى الأمر وتدرسه جيداً ثم تُقدم ولا تخف . حدق فى عينيها إعجاباً بها وأبتسم إبتسامة تشى بالطمأنينة .. ثم تنهد ومد يديه إليها وجذبها ليجلسها على فخذيه . _ حبيبتى .. أنا لا أرغب فى زيادة دخلى إلا من أجلك أنت .. حتى أتمكن من إسعادك أكثر وأكثر . _ أكثر من هذا ؟ لا توجد سعادة أكثر من وجودى معك , ياعمرى أنا كل ما أريده منك مدى الحياة شيئاً واحداً .. هو قلبك . محمود بإستياء متصنع . _ أنا أسف لا أستطع ذلك . بدهشة وإستغراب . _ كيف ؟ ولماذا ؟ . عادت الإبتسامة الى وجهه . _ لآن قلبى ليس ملكى ولا يوجد معى فقد أخذته أرق المخلوقات منذ أن رأيتها , منذ أن عرفتها لا أجده ولا حتى أسمع دقاته .. ثم مال برأسه على صدرها .. وأردف أصبحت أسمع دقات قلبها وأصبحت لا أستطيع الحياة بدونها . إبتلعت ريقها بسعادة . _ معقول رقتك هذه ؟. وعانقته بعنف وهمست فى أذنة ثلاث . _ بحبك .. بحبك .. بحبك . ومرت الأيام والشهور ولم يحدث حمل فعرضت نفسها على الطبيب , وأجرت الفحوصات اللازمة , وعرفت أنها لابد لها من جراحة لتتمكن من الإنجاب , وعندما سمع محمود هذا , بدا عليه عدم الإهتمام وكأنه مرتاحاً بهذه النتيجة , لاحظت هذا عليه فحزنت بشدة وسألته . _ لماذا هذه الراحة والهدوء ؟ إن كنت لا أعرفك لظننت بك سوء . _ والله حبيبتى لقد سعدت بذلك خوفاً عليك فقد كنت أخاف عليك من الحمل نفسه .. وتطلبين منى أن أوافقك فى إجراء جراحة أيضاً , أنسيتى ظروفك الصحية ؟ لسنا بحاجة الى الأطفال . _ ولكنى لا أريد أن يظل ناصر وحيداً . _ هذا أمر الله .. ما بإيدينا .. وأنا سعيد بكما كل السعادة . فأستسلمت لرغبته . -------------------------------------- بعد أيام جاءها يخبرها أنه سيسافرالى لبنان لأحضار بضائع لشهر رمضان وأنه سيغيب عنها ما يقرب عن الأسبوعين . _ لا .. لا أحتمل بعدك كل هذا .. خذنا معك . قالتها بدلال . إبتسم لها . _ والله فكرة..لما لا ؟ ونقضى معاً رحلة رائعة بين المناظر الخلابة هناك . سنسافر معاً بإذن الله . سافروا فى الموعد .. قضوا الليلة بالفندق . _ إستأجرت سيارة لنقضى بها أيام إقامتنا .. سأذهب لأنهى أعمالى وأعود لنقضى رحلتنا . وكانت رحلة شيقة وممتعة مرت سريعاً فلم يشعروا بمرور الوقت حتى اليوم الأخير . كانوا عائدين الى الفندق لتجهيز أمتعتهم للعودة , وفى طريقهم وسط الجبال لمح محمود سيارة على بعد أمتار تنحرف عن الطريق .. وتصطدم بجبل شلت الصدمة تفكيرة للحظات فتوقف , وفى ثوانى إشتعلت بها النيران , فأسرع إليها ونزل من سيارته محاولاً فعل أى شىء لإنقاذ من بداخل السيارة .. ولكن النيران قد إشتعلت فى كل جزء منها , فلم يستطيع الإقتراب وأدار وجهه ليعود الى سيارته فسمع صوت بكاء طفل رضيع على الجانب الأخر من السيارة , مال عليه وألتقطه . _ بسم الله الرحمن الرحيم . أخذه وعاد به الى سيارته .. أخذته منه فكف الرضيع عن البكاء , نظرت للطفل بحزن شديد . _ اااه .. ياإلاهى إنه لا يتجاوز الشهرين , يبدو أن أمه عندما أشتعلت النيران و أحست بالخطر ألقت به من النافذة . _ نعم .. السيارة بها إثنين يبدو أنهم والديه . ضمته الى صدرها . _ إنه جميل ووجهه مريح . _ كل الأطفال أبرياء .. مسكين . قالها بحزن شديد . _ نعم ولكن هذا الطفل عيناه تحدثنى , ويتشبث بيدى أنظر . نظر محمود و بإبتسامة حزينه . _ نعم شَعربحنانك .. فالأطفال يشعرون بالحنان الصادق . سكت قليلاً ثم أستطرد . _ الآن لابد أن نسلمه للشرطة ونبلغ عن الحادث . _ نبلغ عن الحادث هاتفياً .. أما الطفل ..... وبتردد . فا .... فقد أصبح يتيماً .. بل لطيماً .... عادت تتردد وتتلعثم أرجوك نأخذه ونربيه ويصبح أخاً لناصر . _ أهذا معقول ؟ !! قالها بدهشة .
__________________________________________ | |
| | | أبو المجد مصطفى قاص
الدولة : عدد الرسائل : 169 51 نقاط : 356 تاريخ التسجيل : 20/06/2009 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: البحث عن الحقيقة ( رواية مسلسلة ) السبت ديسمبر 20, 2014 12:52 pm | |
| الرائعة ايمان أحييك على أسلوبك الرائق | |
| | | إيمان الروبى شاعرة
الدولة : عدد الرسائل : 1155 نقاط : 1449 تاريخ التسجيل : 07/08/2009 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: البحث عن الحقيقة ( رواية مسلسلة ) الثلاثاء مارس 03, 2015 10:54 am | |
| - أبو المجد مصطفى كتب:
- الرائعة ايمان
أحييك على أسلوبك الرائق أشكرك جداً استاذ ابو المجد على هذا المرور الجميل والكلمات الرائعة . تحيتى وودتى ودمت بكل خير . | |
| | | إيمان الروبى شاعرة
الدولة : عدد الرسائل : 1155 نقاط : 1449 تاريخ التسجيل : 07/08/2009 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: البحث عن الحقيقة ( رواية مسلسلة ) الثلاثاء مارس 03, 2015 11:19 am | |
| ( 8 )
سكت برهة وبصوت هادىء أردف . _ ربما له أقارب يريدونه . _ وربما لم يكن له ويجد العناء والمشقة باقى حياته , نأخذه الآن ثم نسأل عنه وإن كان له أقارب نعيده إليهم . _ كيف هذا ونحن عائدون مصر صباحَ غدٍ ولا وقت لدينا . زامت ضيقاً . _ لقد نسيت هذا . سكتا يفكران ثم قالت . _ نعود ثم نتصل بصاحبك الذى تتعامل معه هنا ليسأل عنه . حاذت الفكرة رضاء محمود وكان السفر . صباح اليوم الثانى لعودتهم عندما إقتربت منه رأته ينظرالى أعلى شارد الذهن . _ بما تفكر ؟.. إتصل بصاحبك واطلب منه ........ نظر اليها بضيق مقاطعاً . _ ماذا اقول له ؟؟ أقول أننا سرقنا طفل منكم ورحلنا به وماذا أقول عن الحادث ؟ يبدو أننى قد أخطأت عندما طاوعتك فى هذا . شردت ذهنها عندما تنبهت وظلت تفكر كثيراً ثم إبتسمت . _ لدى فكرة .. قل له أنك رأيت سيارة محترقة بأكملها فى الطريق عند عودتك الى الفندق , وبعد العودة تذكرت ان لك صديق يمتلك نفس السيارة ونفس اللون ويعيش بلبنان منذ سنوات ولم تتمكن من تأجيل السفر للأطمئنان عليه والتأكد , ومعرفة تفاصيل الحادث .. ولم تعثر على رقم هاتفه وأذكر له اى اسم . تنهد وأبتسم .وأمسك بسماعة الهاتف . _ مرحبا ابو عدنان .. أنا محمود . _ أهلين أهلين خيى كتير إتوحشناك . _ يارجل . _ بتصدِق نحنا بنتوحشك واحنا ناضرينك ابو حميد . _ ربنا يخليك حبيبى .. ليا عندك طلب صغير ..... _ أأمرنى خيى عويناتى التنتين . بينما يسرد له التفاصيل والمكان يقاطعة ........ _ أي خيى بتذكر انى قريت عن ها الحادث , وعلى ما بتذكر تقريباً ما هم مصريين هم صحفيان فرنسيان يعملان بجريدة اجنبية هون .. ويقال ان الحادث فيه شبهه جنائية , لكنى بتأكد أكتر حبيبى وبخبرك وان شا الله بطمنك . .. صباح اليوم الثانى وفى انتظار المكالمة لمعرفة التفاصيل . كانت الصاعقة التى زلزلت بهما الأرض من هولها وياليتهم ما عرفوا . . بدت "ردة الفعل " تعبيراتها على ملامحه اثناء المكالمة حتى أدهشت ايمان لما بدا من حجم الأسى الذى ارتسمت بهما , ظلت تنظر اليه لإستنباط اى شىء من ملامحة . _ انت تأكدت بنفسك ابو عدنان . _ نعم خيى كما ذكرت .. يهوديان والبعض يقول أنهم دخلوا المسيحية قبل الحادث بأيام . من خلال الحديث حاول محمود ذكر الطفل لزيادة التأكد ولكن عجز لسانه عن إيجاد صيغة للسؤال حتى لا يفشى سره . وأخيراً ذكر صديقه الطفل . _ وكان معهم طفل عمرة شهران ما عثروا عليه يبدو ان أحداً أنقذه وأشفق عليه وأخذه ليرعاه . رد محمود متخابثاً . _ لا حول ولا قوة إلا بالله .. ولم يسأل عنهُ أحداً من أقاربه ليأخذه . _ لا .. لم يسأل احد عن الحادث سوى السفارة والإجراءات الروتينية المعروفه .. ولكنى فرحت خيى على أنى طمنتك , نحمد الله إنه ماهو صديئك . _ نحمد الله ابو عدنان .. أشكرك جداً على مجهودك . _ لا حبيبى أنا تحت أمرك , بس تأمر , وعايزين نشوفك ما تغيب علينا . _ بإذن الله .. مع السلامة حبيبى . ووضع السماعة وأحنى رأسة فى صمت . سألته بإستغراب . _ ماذا قال لك ؟ لم يرد . _ مابك ؟ أخبرنى ؟ ما الذى أغضبك هكذا ؟ أله أقارب يبحثون عنه ؟.. أليس كذلك ؟ لا بأس نعيده أليهم هذا أمر .... قاطعها . _ لابد أن تتقبلى الخبر بهدوء وحكمة . _ لماذا ؟ بصوت عالى وبسرعة . _ هذا الطفل يهودي ؟ . قال الجملة وكأنه يلقى بها من فمه قبل أن يتراجع . سكتت وكأنها لم تسمع شيئاً .. حدقت بعينيه بدهشة مستفسره , حركت هامتها تريد الكلام , يتحجر الكلام على شفتيها , تحاول ثانية . _ يهــ ودي ؟ . فهز رأسه بالإجاب . _ نعم والداه يهوديان تقريباً . _ كيف ؟ .. ولماذا .. وااا.... تقريباً ....ما معنى تقريباً.؟ ولم تستطع السيطرة على دموعها التى انهمرت على وجنتيها . جذبها وضمها لتهدأ . _ إهدئى حبيبتى حتى ننظر ماذا نفعل بالطفل .. نعيدة ام نضعة فى دار رعايـــ ........... شدت نفسها من بين ذراعيه بإنفعال . _ لا .. لن أعيده . ثم انخفض صوتها قليلاً ومازالت تبكى . _ لن أعيده لأحد يبث فيه أفكاره ومعتقداته . تمسح دموعها بأناملها , ثم بصوت منخفض . _ فقد أحببته ُ . _ نضعه فى دار رعاية . _ والذين سيعتنون به وينفقون عليه فى هذه الدار سيسألون عن أصله أو جنسيته أم سيعتنون به أيماناً بالرحمة والإنسانية التى وضعها الله فى قلوبهم نحن أحق برعايتهُ . ثم أردفت . _ربما أراد الله به خيراً بوضعه فى طريقنا . يرد بحدة وغضب . _ وربما أراد لنا شراً فوضعه فى طريقنا . يعلو صوتها بإنفعال . _ لا يريد الله شراً لأحد , فهو الودود يحب من أحبه ونحن أحببناه فكيف يريد لنا شراً ؟. _ ربما أصبح عدوانياً . _ من أين سيكتسبها ؟. يضغط فكيه الأعلى بالأسفل ويقول . _ من البذرة .. من الأصل . _ البذرة واحدة والأصل واحد منذ بدأ الخليقة من نسل أبانا أدم .. ألم تتذكر حبيبى أن الذى ربا هابيل وقابيل أباً واحداً , وخرج منهم الصالح وأخر الشقي . مازال منفعلاً . _ أريدك أن تفكرى بعقلك لا بقلبك . _ أنا هكذا أفكر بعقلى .. فالعقل يقول والقرآن يخبرنا أن مصير الإنسان صلاحه إن كان أو فساده فى يد الله وحده وهو يعلمه جيداُ لا علاقة بجنسيته او اللون اوالعرق . صمت ولم يرد عليها .. ومر اليوم عليه بمنتهى الصعوبة .. لا يدرى ماذا يفعل أمام رغبتها وإصرارها .. يتملكه الخوف من المجهول . كان نومه متقطعاً .. وفى الصباح ذهب الى العمل لم يجد لدية القدرة ولا الرغبة فى عمل اى شىء .. فقط لديه رغبة فى التحدث مع أحد يشاركه قلقه , فترك وكالته للعاملين بها ومشى .. وجد قدميه تدفعان به الى بيت أخته .
| |
| | | طارق منيب مشرف الأعمال المترجمة
الدولة : عدد الرسائل : 4507 الهواية : الشعر- الترجمة نقاط : 5438 تاريخ التسجيل : 05/05/2009 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: البحث عن الحقيقة ( رواية مسلسلة ) الأحد مارس 15, 2015 7:20 am | |
| أين أنتم ياأعضاء المنتدى؟
يامن تعلمتم وعلمتم؟
إنه مظهر من مظاهر عدم الوفاء ونكران الجميل لهذا المنتدى العظيم هجركم له بهذه الطريقة!
في أنتظار معاودة نشاطكم مرة أخرى
أخوكم
طارق منيب | |
| | | إيمان الروبى شاعرة
الدولة : عدد الرسائل : 1155 نقاط : 1449 تاريخ التسجيل : 07/08/2009 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: البحث عن الحقيقة ( رواية مسلسلة ) الأحد أغسطس 23, 2015 4:08 pm | |
| - طارق منيب كتب:
- أين أنتم ياأعضاء المنتدى؟
يامن تعلمتم وعلمتم؟
إنه مظهر من مظاهر عدم الوفاء ونكران الجميل لهذا المنتدى العظيم هجركم له بهذه الطريقة!
في أنتظار معاودة نشاطكم مرة أخرى
أخوكم
طارق منيب الأستاذ الفاضل / طارق منيب أسعدنى مرورك بصفحتى وأختيارها لكتابة دعوتك هذه لأعضاء المنتدى , جميل ان نحاول ان تكون لنا مشاركات اكثر وأتمنى ان يستجيب الأعضاء لهذا النداء الذى يحتوى على الوفاء لقيمة ما تدعو اليه أيها الأخ الفاضل , أشكرك جدأ .. تحيتى ومودتى | |
| | | إيمان الروبى شاعرة
الدولة : عدد الرسائل : 1155 نقاط : 1449 تاريخ التسجيل : 07/08/2009 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: البحث عن الحقيقة ( رواية مسلسلة ) الأحد أغسطس 23, 2015 4:21 pm | |
| (9)
_ دلينى ماذا أفعل ؟ كاد عقلى أن يتوه ؟ _ معك حق المشكلة كبيرة جداً يامحمود , ولا أخفيك سراً أننى مثلك حائرة _ ما العمل اذاً ؟ وعيناه مغروغرة بالدموع . _ حقيقة يامحمود هذا الطفل وجهه مريح ومن الصعب على إيمان أن تتركه فهى رومانسية وهذا سيؤلمها . بحزن شديد . _ ومابيدى أن أفعله أنا ؟ _ لى رأى ربما يريحك ويصل بك الى الحل المرضى . بشوق ولهفة . _ ما هو ؟ _ إستخير الله . نظر إليها فى صمت وكأنه يفكر . ولكن عليك قبل الإستخارة أن تنقى ذهنك جيداً من كل شىء , من خوفك وقلقك من المستقبل وأيضاً من رغبتك فى إسعاد إيمان فى تلبية رغبتها وبعدها إصنع ما ترتاح إليه , ولا تندم على شىء .. فالله هو العليم .. ولا يعلم الخير ولا الغيب إلا هو . -------------------------- وفعل محمود وبعدها وجد نفسه ترتاح لوجود الطفل معهم وأنه سيزيد البيت سعادة ..وبعدها سموه أحمد . وفى خلال إيام إنتقلوا الى شقة أوسع فى حى أرقى وكانت....... _ إيه ده يابابى هومحمود ده مش بيعرف يفكرلوحده ولا يقرر خالص كده؟ بإبتسامة حنونة . _ ليس محمود وحده حبيبتى هكذا , كثير من الناس ولذلك لابد من اللجوء للشورى فى كثير من الأمور . _ وماذا حدث بعد ذلك قُل لى أنا مشتاقه ؟ قالتها بلهجة سريعة ودلال . _ صبرك عليه دانتى مملة . _ الله يسمحك .. ماشى .. الحساب يجمع . _ ويضرب كمان هههههههه . وصفعها على وجنتها مداعباً .. بعد مزاحهم بعض الدقائق أردف . فقط ياستوانا فى خلال هذه الفترة كان والد إيمان قد توفى , والتحق ناصر بالإبتدائية وبعدها بعام احمد , كانت الأيام تمر والسنوات تمضى فى منتهى السعادة بوجود الطفلين اللذين ملأ البيت بهجة وسرور, عدا بعض الخلافات الأسرية البسيطة التى تحدث فى كل اسرة بالطبع . _ بالطبع دا أكيد . _ منذ تعلمهما النطق والكلام كانت دائماً تحرص على ان تلقنهم كل ماهو مفيد وجيد .. وتحفظهم بعض الأدعية البسيطة والأغنيات التى ترقق المشاعر وتهذب النفوس والتى تحث على الحب والخير , وكانوا ينصتون إليها . " حب خلى الناس تحب .. روح للناس ياحب الحب مالينا غيره .. والله ما لينا غيــــره يدفــينا ينســـينا .. يمحى الحزن فــــينا " نلقى الخير سفينة تعدى بينا ترسى بينا لبر حب . وكانوا يرددون ورائها فى سعادة .. وكانت أيضاً تتابعهم بإهتمام فى مراحل دراستهم , وتحثهم على الذهاب الى المسجد للصلاة وحفظ القرآن , والغريب فى الأمر أن احمد كان أكثر متابعة وأجمل نطقاً فى تلاوته وعرفت امه بعد ذلك سر هذا عندما لاحظت تذوقه للشعر والموسيقى ومحاولة فهمه , فمنذ كان فى العاشرة من عمره كان يكتب أفكارة على شكل خواطر محاولة منه لكتابة الشعر , ذات يوم سمعها تغنى . من بعد عصر الأمة .. يأتى بطوق الحمامة أدبـاً وفـناً وشـعراً .. نـهجاً لـبر السـلامة كان ابن حزم الأمام بالحب يحيى السلام . وجدة يأتى بورقة وقلم ويدون ما سمعه , كان ولهاً بتذوق حلاوة الألفاظ وطلاوة المعانى ويسألها . سألها عن الأغنية وعن معانى كلماتها وعن ابن حزم وغيرها من الأسئلة , وكانت تجاوبه فى منتهى السعادة , ولا تبخل عليه أبداً بشىء .............. وتتساقط من عينيه دمعتين رغماً عنه . _ ما هذا عيناك بهما دموع لماذا البكاء ؟ يمسحهما بأطراف أنامله ويبتسم . _لا..لا شىء فقط إرهاق يبدو أننى أريد قسطاً من الراحة .. غداً نستكمل
| |
| | | إيمان الروبى شاعرة
الدولة : عدد الرسائل : 1155 نقاط : 1449 تاريخ التسجيل : 07/08/2009 بطاقة الشخصية مرئى للجميع:
| موضوع: رد: البحث عن الحقيقة ( رواية مسلسلة ) الخميس ديسمبر 10, 2015 3:59 pm | |
| ( 10 )
_ قولتلك ان الولد ده مصيبة والشر متمكن منه و......... _ ارجوك يامحمود بلاش تدى الموضوع اكبر من حجمه , الولد فى بداية فترة المراهقة وده ممكن يحصل من اى حد مكانه وفى سنه ...... بإنفعال . _ ديه سرقة ياهانم فى اكتر من كده ايه , دانا لازم اموته ....... _ قولتلك دى كانت لحظة ضعف منه وان صاحبه هو اللى اغراء بفعلها عشان يروحوا الرحلة سوى . _ وانا مانع عنه حاجة ما كان طلب منى , انتى مش فاهمة حاجة .... _ أنا اللى كنت رافضة ذهابه الرحلة ودى كانت غلطتى ظنيت انه بكدة هايشوف مذاكرته احسن , وانا اتصرفت معاها ووعدنى مش هيكررها تانى . _ لا .. انا اللى هاتصرف واذا حصلت تانى انا هخلص منه خالص . نظرت فى عينيه وكل علامات الحزن إرتسمت على وجهها . _ ليه كده .. ليه بتقول كده .. وهو بس اللى بيغلط مهو ناصر له أخطاء وله خطأ كبير ومش هين , وده بسبب تدليلك له . _ ايوه قولى على ابنى كلام مش كويس عشان احمد حبيبك . أغلقت فمها وحدقت فى عينيه بحزن ودهشة وأردفت . _ انا .. ؟ انا ممكن اعمل كده ؟ . وتشيح بوجهها عنه متجه ناحية السرير , تجلس على حافته وتأخذ منديلاً تحاول ان تتفادى سقوط الدموع من عينيها . هو يحدث نفسه بصوت خافت . _ ايه اللى انا عاملته ده . ويقترب منها ومازال غاضباً . _ ممكن تقوليلى ابنى عمل ايه ؟ _ لا داعى فقد عالجت الموضوع وان عاد ثانية فسوف اخبرك , وارجوك خد بالك بعد كده من تصرفاتك , عشان احمد بدأ يحس بفرق المعاملة . _ طب قوليلي الغلطة لها علاقة بإيه عشان اعرف ؟ _ لها علاقة بالأحاسيس . يبتسم بسخرية . _ طب ديه حاجة ....... قبل ان يستكمل تقاطعة بإنفعال . _ الخطأ خطأ ومن يفعل هذا يفعل ذاك لا فرق , وهم مازالوا فى مرحلة تعرفهم على الدنيا . زاد إنفعاله وتوتره وبصوت عالى اردف . _ بصراحة انتوا قرفتونى وجننتونى وزهتونى فى الدنيا كلها . بصوت عالى . _ انت اللى بقيت صعب التعامل معاك , ومحدش بقى عارف يكلمك . _ مش ببنيلكم الزفته الفيلا .. ده غير ضغط الشغل والتوسعات اللى بعملها , عايزانى ابقى ايه . _ ممكن بقى تقولى ازاى هانستمتع بيها او بأى حاجة حلوة فى الدنيا وانت بالشكل دة معانا . مازال منفعلاً ومتوتراً . _ انتى مش عارفه انا عايش ازاى وبتعامل مع مين , انا نتعامل مع ناس تقدرى تقولى مش بنى ادمين , لازم طبعاً اكون دايماً مضايق . _ ايوة بس لازم تفرق فى المعاملة بينا وبينهم , احنا مش همَّا , احنا اهلك اللى بيحبوك . قالتها بنفاد صبر وصوتها متحشرجاً . يأخذ شهيقاً ويطرد زفيراً وتبدأ اسارير وجهه فى الصفاء , ينحنى على ركبتيه فى مقابل وجهها ويبتسم . _ صحيح بتحبونى ؟ . قالها بنعومة وهوينظر فى وجهها .. فيبدوعليها الإرتباك وترد بتلعثم . _ اء .. اه .. اه بنحبك اكيد . ثم تشيح بوجهها بعيداً عنه , يضع يده اليمنى اسفل ذقنها ليديروجهها اليه , بينما اليسرى تفك أزرار قميصة ويحدق بعينيها . _ بتحبونى قد ايه ؟ يزداد إرتباكها . _ ايوة غيـَّر الموضوع بقى . بإنفعال متصنع وهويكور قميصة بيده اليمنى . _ يخرب بيت كل الموضوعات اللى فى الدنيا . ويمسح بأنامل يده اليسرى أسفل ذقه علامة التوعد . _ بقى بتحبونى .. انتى اللى جبتيه لنفسك . ويلقى بالقميص بعنف على الأرض ..وتدوى صرخـ......... . -------------- _ هكذا كان دائماً لديه قدرة على تغيير موده وقتما يشاء وكيفما يشاء . _ ده معناه انه لاغى أحاسيسه ويتصرف بعقله دائماً .. وده مش صح . _ ليس دائماً .. ولكن هؤلاء الأشخاص لديهم القدرة على التعامل فى الحياة وصدماتهم تصل اليهم هينة عن الأخرين . ------------------------------------------ | |
| | | بنت النيل عضو مجلس الإدارة
الدولة : عدد الرسائل : 3733 52 نقاط : 2683 تاريخ التسجيل : 03/05/2007
| موضوع: رد: البحث عن الحقيقة ( رواية مسلسلة ) السبت ديسمبر 12, 2015 5:21 pm | |
| الله روعة تسلم ايدك وفكرك
| |
| | | | البحث عن الحقيقة ( رواية مسلسلة ) | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |