((وهذه... كليها مساء))!!!

قالوا لوجهي عبوس ، قمطرير أسى
و الله كرّم في التّنزيل من عبسا
و بسمتي ، سرّها في عزّ نادرها
و كلّ مستتر ، لن يفقد القبسا
لقّنتكنّ دروسا ، كلّها عبر
و في الأمومة قلبا يستشيط أسى
ما مبدأ الحرّة الأنثى ، و قد حفرت
لأختها خندقا يستنزف النّفسا ؟
قرّي بخندق دكّ الظّلم ! و التزمي
حسن التّأدّب ، في تشميت من عطسا
جواز أسفارنا ، يا بيت غربتنا
أنّى خطونا ، إذن نستصرخ العسسا ؟
لسان عيّ ، عن الفصحى يناجزني
في موطن ، قلّد الإرهاب كيد نسا
حول البصائر ، لجّوا في عمايتهم
و منبر العزّ من حدباتهم درسا
يحقّرون ذوي الألباب في صلف
و صيّروا من ملاكي باكيا شرسا
قطّاع أرصفة ! سدّوا معابرنا
و شيّدوا بكلاب الفسق محترسا
كيد القصيدة ، لم يغدر بساقطة
و الشّعر طهر : بآي الله كم همسا
يا هامس الآه ، من وجدان غرغرتي
يا مورد الموت ، من فزّاعة هجسا
الحبّ أبعد عن إرغاء عاصفة
و في التّهوّر ، ما يرديك مفترسا
بنات صهيون ، ما آذينني رهقا
و حرفي الحرّ ، بالتّبليغ كم نبسا
يا عار حوّاء ! رفع الصّوت مثلبة
من المخازي ، ترجّ العزّ منتكسا
ياتهمة العقل ! و المجنون في دعة
يا ردّة ، بات فيك الفسق ملتبسا
لأنت مجرمة ! و الله ألهمني
بيت المسيّب في الأشعار قد غرسا
سجع الحمامات ، عند الفجر يوقظني
سحرا ، يرتّل أصفى شعره سلسا
يظلّ يهمس في الآذان دندنتي
ويسكب السّحر في قلبي صباح مسا
يا آية الله ، في وجدي تفيض سنا
أنّي تجهت ، يفيض النّور منبجسا
الحقد يقتل بالغصّات صاحبه
فينثني صاغرا : في لوعة و أسى
الحقد مرتعه أبواب هاوية
من التّحسّر ! ظلّ الدّهر مبتئسا
ما نخوة الحرّ ، في تشريد قافية
و ليس يفلح ، من قد طارد الأنسا
تحليقة النّورس الجوّاب ، تحفظني
و لو أموت ... فطير الشّعر ما خرسا.


قسنطينة/ الجزائر، في:
يوم الأربعاء 13 رجب 1433، للهجرة.
الموافق ل: 06 حزيران ((جوان)) 2012، للميلاد.


في تمام السّاعة:

((20:25))، ليلا.


((بتوقيت "الجزائر")).

أستاذة فضيلة ... أحييك على هذا النص الرصين و إن كان لدي عتاب صغير في استخدامك لاقتباس من القرآن لا أراه يحسن في هذا الموضع :


" قالوا لوجهي عبوس ، قمطرير أسى
و الله كرّم في التّنزيل من عبسا "

القمطرير و لا شك أنك تعرفين ذلك أفضل مني كما جاء في المعجم الوجيز : يقال : يوم قمطرير أي مشتد و في القرآن " إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا " و هذا العبوس ليس هو نفس عبوس الرسول الكريم - صلى الله عليه و سلم - في الآية أول سورة " عبس " ثم لا أرى التشبيه المتضمن بين عبوسك و عبوس الرسول يستقيم ... فالاقتباس من القرآن له ضوابطه .... و الله أعلم ..

و ثمة ملاحظة أخرى - بالأحرى سؤال - هل يصيب البصائر الحول ؟ فأنت تقولين " حول البصائر " ...

هاتان ملاحظتان سأنتظر مداخلتك الكريمة بخصوصهما و كلي شوق للتحاور معك سيدتي الكريمة

إلى أخي الرّائع "عاطف عبد العزيز الحنّاويّ"!
أوّلا، وقبل كلّ شيء: لقد سرّني حضورك كثيرا بين طيّات حروفي...
لكنّ تدخّلك الرّاقي النّبيل سرّني أكثر!!!
وجعلني أشعر بالغبطة...
وإنّني سعيدة بك كثيرا...
سعيدة بنفسي بينكم...
فأمّا بخصوص ملاحظتك الأولى، فإنّني أبدا لا أشبّه عبوسي بعبوس حبيبي ونور عيني "محمّد" رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: فهذا لا يمكن أن يصدر منّي أبدا!!! بقدر ماقصدت أنّ قدوتي وحبيبي ونور عيني محمّد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان قد ذكر "عبوسه" في القرآن... وإنّ كلّ ماذكر في القرآن هو قدوة لنا وشرف عظيم... هذا كلّ مافي الأمر، أخي الكريم!!!
ويجوز للشّاعر مالا يجوز لغيره...
وأمّا بخصوص ملاحظتك الثّانية، فإنّني جعلت ((عمى البصائر)) مجازا عقليّا علاقته: ((الجزئيّة))...
إذ أطلقت الجزء، وهو: "الحول" وأردت الكلّ وهو: "العمى" حفظك الله وأكرمك ونعّمك...
لأنّه -في الحقيقة- لا تعمى الأبصار...
بل تعمى البصائر، وهي "القلوب الّتي في الصّدور"...
وحين استعرت مجاز "الحول" للبصائر: فإنّ هذا يجري مجرى "العمى".
لك منّي خالص الودّ وأزكى هالات التّقدير والاحترام...
دم بخير...
كي تدوم أختك بخير...
تحيّاتي وخالص ودّي.

إلى الأخ الرّائع "عاطف الجنديّ"!
وجودي بينكم أكبر دعم لي ومحفّز...
شكرا لك على كرم الاستقبال...
شكرا لك على الدّعوة...
شكرا لك على حفاوة الاهتمام بحرفي...
تحيّاتي وخالص ودّي...
ألقاك، بعد "الجينيريك"!!!