لحظات أفقد فيها الوعى

لحظاتٌ أفقدُ فيها الوعى
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
أشجارُ التوتِ تُساقطُ عسلا من شفَتَىْ ربيعْ

رائحة ُ الليمون ِالأصفرِ ِتحملنى عبرَ أثير ِ الهمس ِ.. السِّحر ِ.. تعانقنى أنفاسُ الورد ِ.. تهدْهدُنى ألحانُ الطير ِ .. يداهمُنى عطرٌ برىٌّ يجتاحُ وجودى فأضيعْ

ينسابُ الماءُ على العشب ِالمنسىِّ بصحْرائى .. تخْضَرُّ الأيامُ وتُورقُ أغصانُ العمر ِوقد ظنت ألاَّ فى الأرض ِ ينابيعْ

ونسائمُ صيف ٍتعبثُ بالشَعر ِالأبيض ِ.. يتنهدُ .. أتنفسُ ..يجرى للشاطىء .. أحتضنُ الأمواجَ .. ويلهو .. أمرحُ.. مثلُ صبىٍّ فى العشرينَ يداعبُ حُلمَ العمر ِالدافىءِ ينزِِعُ كلَّ ثياب ِالبرد ِولا يعنيهِ صقيعْ

تتبدلُ كلُ تفاصيلى .. وأعودُ كطفل ٍ يتحسَّسُ أحضان الأمِّ وخديها .. يتتبعُ نظرة َعينيها .. يتلمسُ دفءَ ذراعيها .. يقتله الخوفُ إذا ابتعدتْ .. لا يهدأ ُإلا حين تعودُ تهَمْهِمُ فى أذنيه برفق ٍ.. نمْ .. فيطيعْ

وأنامُ تعانقنى الأحلامُ الخضرُ .. أطير على ظهر ِحِصان ٍ من نور ٍ.. أسبحُ فى الأكوان ِ.. أراقصُ كلَّ نجوم ِالليل ِ .. وأسكنُ قاعَ البحر ِ.. وقلبَ النهر ِ.. وأتحدثُ لغة َالأسماكِ ولغة َالطير ِولغة َالزهر ِ.. أروِّضُ كلَّ وحوش ِالأرض ِ فلا عصيانَ ولا ترويعْ

لحظاتٌ أفقد فيها الوعىَ بلا وعى ٍ.. يأخذنى الحُلمُ .. أحيلُ الكونَ سلاما ً.. نورا ً.. طهرا ً.. عطرا ً .. أنغاما ً.. وأفيقُ على صوتِ نِداها عَبْرَ الهاتفِ حين تردِّدُ ( تُصبحُ بالخير ِ )ِ  .. تودعنى .. أصحو من غيبوبةِ سحر ٍ.. أتمزقُ .. أتشتتُ .. أشعرُ بالبردِ .. أعاودُ لِبسَ ثياب ِالدفء ِ.. أهذِّبُ شعرى الأبيضَ .. أحضنُ أعوامى الخمسين .. أضمُّ خريفَ العمر ِ إلى صدرى .. وأضيع ُ.. أضيعُ .. أضيعْ.

لايضيع من هذا يراعه ؟
تزدهي خمسينك بالجمال .
لا تخف فليس هذا فقدان للوعي
بل
تجديدٌ للوعي .

تمنيت لو كان تنسيق النص أفضل من هذا
بحيث تكتب كل جملة شعرية قي سطر .
كما أربكتني هذه الجملة :

( وأعودُ كطفل ٍ يتحسَّسُ كفَّىْ الأمِّ وخديها) .
لِمَ كفّيّ ...؟
فقد أربكت الوزن .
ولوجعلتها ( كفّ الأم أو أيدي الأم ) لانسابت رقراقة كباقي النص .

شكرا لهذا الجمال .