على سبيل التجربة

على غير عادتها كانت سهير متأنقة ، متبرجة بصورة لافتة ، زائغة العينين ، تنظر فى ساعة يدها كل دقيقة ، أستأذنت ساعتين قبل موعد الانصراف ولان هذا لم يحدث من قبل ابدا وافق رئيسها فورا ، لم تخبر صديقتها هناء اين هي ذاهبة ، وهي ايضا لم تسألها ظنا منها انها ستخبرها حتما قبل ان تنصرف ، ولكن وعلى غير عادتها انصرفت حتي لم تنظر اليها ، تملك هناء الدهشة والعجب ولكنها افاقت سريعا ولم تنتظر الغد حتي تسالها فالتقطت هاتفها وطلبتها فورا ولكن على غير عادتها كان هاتفها خارج نطاق الخدمة .

على غير عادتها جاءت هناء قبل موعد العمل طمعا فى ان تلتقي صديقتها قبل مجئ باقي الموظفين وعلى غير عادتها جاءت سهير متأخرة عن موعدها بعد حضور جميع الموظفين القت السلام على الجميع وارسلت قبلة الى صديقتها وانكبت على ملفات امامها لكي تنهي عملها ، لم تتحمل هناء الانتظار اكثر من ذلك فقامت اليها هامسة فى اذنها : مش عجباني .. كنت فين امبارح
نظرت سهير اليها وهمست فى اذنها : موعد غرامي
زادت دهشة هناء : مش مصدقة وداني سهير فى موعد غرامي
سهير : مش دلوقتي بعدين هحكيلك على كل حاجة
عادت هناء الى مكتبها تضرب كف على كف واخماس فى اسداس سهير؟؟ لا اكيد بتهزر !!
مر اليوم طويلا وانتهي وقت العمل وانصرف الجميع وما زالت سهير على غير عادتها فى حالة غير الحالة وكانها انسانة اخري لم يتبق فى المكتب سوي هناء وسهير ، نظرت هناء الى سهير كثيرا ولكن كانت سهير فى دنيا اخري شاردة بخيالها النشوة تملئ عينيها وخدودها تزداد احمرارا كلما شردت بخيالها ، لم تستطع هناء التحمل قامت اليها وقالت لها : لا انا مش قادرة لازم تحكيلي على كل حاجة
سهير : مفيش حاجة احكيهالك غير اللي انا قولتهولك
هناء : موعد غرامي ماشي مع مين وفين وليه وعشان ايه
سهير : مين مش مهم ، فين فى بيته ، ليه وعشان ايه بلاش
هناء : فى بيته ، اوعي يكون اللي فى بالي
سهير : اه اللي فى بالك واللي عمره ما ييجي فى بالك
هناء : لا .. بتهزري انا لو شفتك بعينيا فى حضن واحد تاني غير جوزك مش هصدق عينيا
نظرت سهير الى هناء طويلا وبدون سؤال اجابت هناء : أنا غيرك انا مابحبش جوزي وهطلق منه وعلاقتي مع عادل علاقة هتنتهي بالجواز اكيد
سهير : انا مش قصدي انا ..
هناء : مش مهم انا ، المهم انتي ليه عملتي كده ، حب ؟
سهير : لا طبعا انا بحب جوزي جدا
هناء : اللي يحب ما يخونش
سهير : ليه بتسميها خيانة
هناء : امال نسميها ايه
سهير : تجربة
هناء : تجربة ؟
سهير : اه
هناء : تجربة ايه ان شاء الله
نظرت سهير الى صديقتها طويلا كانها مترددة ثم قالت : كنت عايزة اعرف ايه الفرق بين راجل وراجل
جلست هناء على اقرب مقعد : انتي بتهزري
سهير : لا والله
هناء : انتي فى وعيك يا بنتي
سهير : انا عمري ما كنت فى وعيي اكتر من دلوقتي وعمري ما خدت قرار وما ندمتش عليه زي القرار ده
هناء : فرق ايه يا سهير
سهير : فرق .. فرق فى كل حاجة
هناء : ولقيتي فرق
سهير : بصي فيه فرق بس
هناء : بس ايه
سهير : الحكاية واحدة بس البداية مختلفة كنت خايفة جسمي كل بيترعش كنت سقعانة رغم الحر ، ومع ذلك كنت الأجرأ ، سمعني كلام عمري ما سمعته قولتلي كلام عمري ما قلته ولا هقوله ، وعملت اللي عمري ما كنت هعمله مع جوزي ، وسمحتله بحاجات عمري ما كنت هسمح بيها لجوزي ، وبعد ما كان جسمي بارد وبيترعش ، بقيتي كأني جوه فرن بالرغم انه شغل التكييف لكن كان قلبي لسه بيترعش .
هناء : ليه
سهير : مش عارفة
هناء : عجبتك التجربة يعني
سهير : طبعا
هناء : يبقي هتكرريها اكيد
سهير : مستحيل
هناء : مابقتش قادرة افهمك
سهير : انا قلتلك دي علاقة عابرة على سبيل التجربة ، غلطة تعمليها مرة واحدة وتندمي او ما تندميش عليها لكن ما تنسيهاش .
هناء : ومين قالك ان هو يسيبك فى حالك
سهير : هو كمان متجوز ، ولو كانت بالنسبة ليا تجربة ، فالبنسبة ليه جريمة لا يمكن يكررها ، عشان كده كان مناسب جدا للتجربة
هناء : وجوزك
سهير : ماله
هناء : مش حاسة بالذنب ناحيته مش ندمانة يعني
نظرت سهير الى هناء ووضعت يدها على كتفها واغمضت عينيها وقالت:طبعا ندمانة يا هناء والندم هيموتني عارفه ليه؟
ثم فتحت عينيها على اخرهما وفمها بضحكة عالية وقالت : ندمانة اني ما عملتش التجربة دي من عشر سنين قبل كده ، وبلاش انتي بالذات اللي تكلميني على الندم والخيانة ما تزعليش مني احنا اصحاب .
هناء : طبعا احنا اصحاب
جذبت كل منهما حقيبة يدها وسرعان ما تجاذبا حديث عن شئ اخر تافه تفرع منه عدة احاديث عن اشياء اخري اكثر تفاهة ، ولكن هناء بداخلها لم تقدر ان تفهم او تستوعب كلام سهير عن خيانتها او تجربتها ولكن فى النهاية اصبح هذا سر من اسرار الصداقة المتبادل بينهما الذي لا يمكن ان يخرج لأحد وبالنسبة الى سهير كانت لا تزال فى غمرة شهوة التجربة المدنسة بالخيانة او بالخيانة على سبيل التجربة .

متعة أن تقرأ سطوراً رسمها فنان لشدة واقعيتهاوما تحويه بين سطورها .. تقبل مودتي صديقي العزيز أحمد رجب معيط الأديب الكبير

نور الدين محمود أبو النور كتب:: متعة أن تقرأ سطوراً رسمها فنان لشدة واقعيتهاوما تحويه بين سطورها .. تقبل مودتي صديقي العزيز أحمد رجب معيط الأديب الكبير

اخي نور شرف لي زيارتك وقرائتك نصي
اما عن كلماتك الرقيقة فانت اهل لها
اشكر مديحك دام الود

» التجربة الثانية
» من رفات التجربة
» التجربة التونسية
» عابر سبيل
» التجربة خير برهان (هام وعاجل)