وماذا بعد يا ..!
شعر:محمد الزينو السلوم
----------------------------------
وقرأت في عينيك أحلاماً تلاشت
بعد أن كانت كشمس في النهارْ
لمّا أتاها الليل ضاعت في متاهات الظلام ِ..
تناثرت مثل الحطام على رصيف الإنتظار ْ
ماذا تبدّل..؟لم أزل كفراشة
قزحيّة الألوان،تبسم للصباح وللمساء ِ..
تحطّ فوق الزهر والأغصان يغريها الضياءْ
أنا لم أزل كفراشة النجوى..
أبوح وأرسم الذكرى بألوان الربيع ِ،
العشق يزهو فيّ والأشواقُ
ترقص في فؤادي،أو تغنّي..
عطري يفوح بكل فصلٍ حيث
تضحك فيه أوهاج التمنّي..
هذا أنا فرح الطفولة
فيّ أنبت هذه الأشواك..
كيف أعود للفرح الجميل..؟
*
وقرأت في عينيك نجوى قد تبدّل
ما أتى من قبلُ شمساً من فرحْ
فالشاعر الممسوس بجنون الهوى
قرأ العيون الحالمات،التائهات،
الرحلات،إلى أقانيم المدى
لكنه لا لم يجد صوتاً يقاوم أو صدى
فلما السكوت على الخطيئة بعدما جاء المساء؟
هيا اصرخي:لا لن مقيّدة..
سأقطّع القيد الذي في معصمي،
وأثور عند الفجر،مثل الضوء
،أفتح شرفتي للشمسِ لا أخشى الظلامْ
هيا ارحلي فالشط ينتظر المراكب
كي تعود بكل أحلام الصبايا
هيا:ورغم الريح،رغم الموج،رغم الليل،
لا.لا بدّ أن تصل المراكب للشواطئ في أمانْ
*
ماذا جرى يا غادتي؟
قد كنت قبل اليوم في ألق النجوم
وضحكة القمر الذي عشق الحياةْ
من أنت؟ لا أدري..
لعلّ الحلم في عينيك أقرب للرحيلْ..!
من أنت؟سحر قد تجلّى في العيون..!
ماذا أصاب الغصن والأزهار في فصل الربيعْ..؟!
لا تقربي بحر الظنونْ..
أخشى عليك من الغرقْ..
لا تركبي درب الخطرْ..
أخشى عليك من الضياع..من الليالي..
ماذا إذا ما عاد ظنك أو خطرْ..؟
فتلوّني كالورد في أعلى الغصونْ..
ما أنت إلا السحر يا سمراء،
أقرأه تجلّى في العيونْ
*
يا غادتي:إن المدى ينداح حلماً
بعد ليل في حياتكِ..
أبعدي عنك المآسي والعذابْ ..
أبعدي عنك التجافي والعتابْ
أخشى عليك صغيرتي غرقاً ببحر الحبِ،
إنّ الشعر يحملني إلى التحليق
في كل الجهاتْ
لكنه يكفيك ما جهر القصيد به،
أخاف إذا ما بحت أكثر.
.أن تقولي:قد كفى يا شاعري
أخشى عليّ من الندامة والعقابْ
*
هذا أنا لوني موشّى بالبياض،
وريشتي توشي بما تخفي القلوب
هذا أنا أنبيك كيف الروح تصهل
في متاهات الليالي،الشوق
ينبش في مطبّات الحرائق،
حين تنأى الطير عن وكناتها خوف الفراق
في غفلة تأتيك ريحٌ تدفع الأمواج
نحو الشطّ في نزق الجنونْ
في غفلة ما كنت تحتسبيه يخشى منه
(يا هبة التألق والجمال)
قد يضيع،ولا يعودْ
هيا اضحكي..هيا اصمدي،
في وجه ما يأتيك ،فالأقدار
مثل الظلّ تبقى حولنا مهما جرى
هذا قصيدي فاقرئيه ولا تخافي
منه يا بنت الضياء
وتألقي شمساً تطال الغيم
في أعلى السماء.