(( ربع كيلو لحمة )) مجموعة مذكرات حمار

(( ربع كيلو لحمة )) من المجموعة القصصية مذكرات حمار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

- سيمعين !! ،أدعو الله أن يفوت اليوم على خير ، عندما تناديني أمي بهذا الصوت الرقيق .
- روح هاتلنا ربع كيلو لحمة ، تبعثرت الأيام في ذهني وأنا أأخذ منها النقود مغمغما ، محاولا عصر ذاكرتي لأعلم في أي مناسبة نحن .
لحقت بي عند الدرجة المهشمة على سلم البيت المتهالك الذي نعيش فيه وهي تطل برأسها من فتحة الباب
- ولا يا سيمعين ربع كيلو بس عشان خالتك والجيران يعرفوا إننا جايبين لحمة " بصوت خفيض " .
كدت أسألها عن مصير كوب الشربة الذي كانت تضعه يوميا على " الباجور الوشاش " يشاكس أمعاءنا ونحن نلتف حول المائدة نتصارع على طبق الفول السادة ، ليعلم جيراننا أننا في بيتنا لحمة ؟!
أخرجت من محفظتي الفارغة - إلا من – صورة إلتقطها لي أحد أصدقائي بهاتفه المزود بكاميرا وأصر على طبعها وأصررت على أخذها ، بجانب تلك " الفخدة الضاني " عند الجزار أحدثها متى ستتنازل وتزور بيتنا يوما ؟
- بس اللحمة غليت يابني الشهر ده .. الله يجازيهم عملولنا ضرايب جديدة " أجابني الجزار وأنا أعطيه النقود طالبا ما أوصتني به أمي "
- بص هديك على قد الفلوس دي .. منهم لله لا رحمنا ولا سايبين رحمة ربنا تنزل
أخذت منه ورقة اللحمة مطأطأ الرأس ، و إسترق سمعي حشرجة صوت أنت من خلف قطبان البناية الضخمة ذات الحديقة الواسعة المقابلة للجزار ، دفعني فضولي وساقني نظري إلى حيث الصوت .
- فطرت الكلب ولا لسة يا زفت ؟ " قال صاحب الصوت وهو يهندم ملابسه "
- حالا يا سعادة البيه .. حاضر " رد الخادم محاولا إمتلاك أطرافه .
- هو زيكم من البهايم اللي بيناموا من غير عشا ! فوت هات الفطار بسرعة " صاح البيه بأوداجه الحمراء .
هممت بالإنصراف لولا أن رأيت تلك " الصنية " بها قطعة ضخمة مثل التي في الصورة ، وضعها الخادم أمام الكلب ، الذي راح يلتهمها كأنه لم يأكل من قبل .
الحق يقال ؟ .. لو أنني مكانه لفعلت مثلما يفعل ، فقط تجمعني بها مائدة واحدة ، حاولت الإستمتاع بالمنظر قدر المستطاع .
- إمسك الواد ده .. هاتهولي ! " أطلق البيه نعراته للخام ليلحق بي "
إنتبهت ،ووقعت ورقة اللحم ، هممت ألتقطها قبل أن تتعفر لكن الخادم كان على وشك الإمساك بي ، أطلقت لساقي الرياح وأنا في حيرة من أمري ، ماذا سأقول لأمي بشأن اللحمة ؟ ، حتى عدت إلى المنزل ، وتسللت إلى المطبخ .
- إنت جيت إمتة ؟ وبتعمل إيه ؟ وفين اللحمة اللي جبتها ؟ " سألت أمي لما إنتبهت لكركبتي بالمطبخ .
لم أنبس بكلمة ومددت لها يدي بالحلة مليئة بالماء تتحرك على سطحها صورتي بجانب " الفخدة الضاني .

القاهرة – الخامس عش من كانون الأول ديسمبر 2012

كل ما تكتب جميل يا شريف

بس نهاية مؤلمة اكيد خد علقة عمره

ههههههههههههههه دام الابداع

أسلوبك مميز, والقصة جميلة
دام إبداعك : )

أشكرك أ. أحمد مرورك أسعدني كثيرا سيدي
Wink

المبدع الرائع أ. شواف حقا سغيد جدا لمرورك على سطوري وسعيد أنها نالت إعجابك

قصة واقعية قرأتها لك من قبل
و بداية فعلية لك فى درب القصة القصيرة تبعتها عدة خطوات موفقة
تحياتى و تقديري أيها الشريف

وأستاذي و معلمي الشاعر الكبير القدير عاطف الجندي ، اولا أحب أن أعبر عن بالغ سعادتي بمرور حضرتك على سطوري المتواضعة .
ثانيا أيضا اعبر عن غاية سعادتي أنها نالت إعجابك و اتمنى أن تظل كتاباتي كذلك دائما
ثالثا وهو الأهم أن هذه القصة ليست ما قرأتها لي من قبل ففيها طرح جديد بأسلوب جديد .. سررت بمرورك سيدي

» مأساة عجوز من مجموعة ربع كيلو لحمة
» الحلم البعيد " من مجموعة ربع كيلو لحمة "
» ربع كيلو لحمة( وفق اخر تعديل خاص بالمسابقه)
» (( مذكرات حمار )) قصة قصيرة من سلسلة الآبدة
» ربع كيلو لحمة ( قصة قصيرة ) من سلسلة الأبدة