أخطأ الخليل بن أحمد، وكل ابن آدم خطاء

أخى د عادل
جميل أن تبحث و تنقب فى المسلمات
و جميل أن نجدك باحثا يستحق التحية
خالص تقديري
أيها الراقي

شكرا لأستاذنا عاطف الجندي، عامة، الخليل بن أحمد حذاؤه فوق رأس ملء الأرض مني، ولا يزيدني عليه مَكْرُمة أن أخطَأََ وتداركتُه، ورأيي يحتمل الصواب أو الخطأ

شكرا لك يا دكتور على هذه المداخلة المفيدة حقا...

يكفي بالرجل فخرا أنه صاحب قاموس العين و صاحب علم العروض الاول



لله درك يا صديقي

الخليل بن أحمد الفراهيدي، سماء في سطور:
_________________________

"أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد الفراهيدي البصري، ولد في عُمان سنة 100هـ، سمي بالفراهيدي نسبة إلى قبيلته، قبيلة الفراهدة. كان مضرب المثل في الزهد والورع، وقال أحد تلامذته: "أقام الخليل في خـُصّ(1) له بالبصرة، لا يقدر على فـَـلسين(2)، وتلامذته يكسبون بعلمه الأموالَ"، وقيل عنه أيضا: "من أحَبَّ أن ينظر إلى رجل خـُلِق من الذهب والمِسك فلينظر إلى الخليل بن أحمد."

ويُعَد أهم علماء البصرة، ويكفيه أنه أول من غيَّر رسمَ اصطلاحات الضبط (الفتحة، والكسرة، والتنوين، والتشديد، وعلامة مد الهمزة.. آ) لأشكال تسهل على القارئ قراءته، بعد أن كانت بصورة نقاط ذات لون مختلف عن لون الكتابة، فكانت تختلط بالنقاط فوق الحروف، وأنه من وضع رمز رأس العين الصغيرة (ء) للتدليل على موضع الهمز.

وأهم من أخذ عنه النحوَ الكِسائيّ، وسيبوَيـْه، والأصمعي. وأهم من أخذ هو عنهم أبو عمرو بن العلاء، الذي قيل إنه سبق الخليلَ في الحديث عن القوافي ومصطلحاتها (3).

ونـتمنى عـلى الله أنْ ما رُسِمت همزة ولا اصطلاح ضبط في صحيفة إلا ودَعتْ للخليل واستغفرتْ. فرحمَ الله "أبا عـبد الرحمن" وسائر علمائنا، وجزاه وجزاهم عنا خيرَ ما جُوزي عالمٌ عن تلامذته.

وهنا تحضرني خاطرة بأنني ما بدأتُ شرح هذا العلم الجليل إلا واستوقفـني أحد الأحباء الدارسين بسؤال أراه شائكا...، كان دائما عن حال الشعراء أولا، هل كانوا يعرفون العـَروض؟ وأغلب الظن أن الشعراء قبل وضع علم العـَروض على يد العبقري "الخليل"- لم يكونوا يعرفون العـَروض بكامل صورتها التي نحن عليها، ولكنهم؛ لنقاء أسـماعهم، كانوا يـُـنشدون الشعر بالسليقة، تماما كضبط الألفاظ من قبل وضع النـحو، بل ذكر بعض علمائنا أن من شعراء العرب الكبار من لم يكونوا يعرفون الهجاء(4)، زدْ على هـذا اهتمامَهم الشديد بالشعر إلى حد نخجل منه نحن - شعراءَ العصر الحالي، فلقد كان شاعر القبيلة هو القبيلة، وكان إعداده ونصرته مَهَمّة (5) تـتبناها القبيلة كلها. إنهم يا إخوان، نصروا الشعر فنصَرَهم. ولا تخفى علينا أسماءٌ لشعراءَ فحولٍ، لم نزل، للآن، نتدارس أشعارَهم، كمثل "امرئ القيس"، و"النابغة"، و"عمرو بن كلثوم"، و"عنترة"، ومن هنا يـُنشِد "امرؤ القيس": قِفا نبكِ من ذِكْرَى حبيبٍ ومنزلِ، ليـُنشِد "النابغة": كِلِيني لِهَمٍّ يا أميمةُ نـاصِبِ، وهما من الوزن نفسه.
______________________________
(1) الخُص، بضم الخاء، بناء من البوص أو الشجر.
(2) الفـَلس، بفتح الفاء، عملة ضئيلة القيمة، يقال إنها كانت تقدر بسدس الدرهم.
(3) عن موقع ويكيبيديا، وكتاب "أصول الكتابة العربية الصحيحة"- د. مصطفى محمد إسماعيل، بتصرف.
(4) ذكر ذلك الأخفش الأوسط في كتابه القوافي.
(5) الشيء الذي قطعتَ على نفسك تنفيذه اسمه بالعربية الفصيحة مَهَمّة بفتح الميم والهاء.