في رثاء أبي -رحمه الله-

في رثاء أبي -رحمه الله-

أبانا من لنا حضنًا وعينا ** ومسبحةً وقافيةً ومغنى؟!
"أنا ابنُ..." فيستحيلُ الحرُّ عبدًا ** مآثرُ ذكرِكم تُضفي علينا
لآخر خطوةٍ في العمر كانت ** على أفقِ السما وهناك كنا
كأنّا ظلُّ ممشاكَ انعكاسًا ** وغابُ الظلُّ ما إنْ غِبتَ عنا
فلا أبصرتُ أن الضوءَ يخبو ** ولا أدركتُ أن العمرَ يفنى
أذنتَ لكل ساعٍ ذي رجاءٍ ** وساعي الموتِ لم يمنحْك إذنا
يقولُ الآملون غدا سيُشفى ** من المرضِ الثقيل ليُبعثنَّ
غدا سيذوقُ ما غرستَ يداهُ ** ويبلغُ في عياله ما تمنى
ويُنسخُ دمعُه في الليل فرْحًا ** شقاءُ سنينه للأهلِ هوْنا
يداعبُ ابنَه "هذا صبيٌّ ** برغم نجاحه يقتاتُ منا"
ويأخذه يدًا ليزورَ طه ** ويشربُ زمزمًا ليطيبَ سِنّا
غدا عبثـًا تحنُّ له قلوبٌ ** وذاك فؤادُهُ لله حنّا
بجسمٍ ناحلٍ كشعاع نورٍ ** وقلبٍ عالقٍ طمعًا وأمنا
صعودُ الروحِ يشبهُهُ قصيدٌ ** له غير الذي نقراه معنى
فما في العالمِ السفليِّ كشْفٌ ** وحسنٌ كاملٌ مهما بلغنا
هي الأقدارُ لا مِلكٌ عليها ** تسوسُ العمرَ حاشيةً ومَتنا
وداعا يا أباهُ وليت أنّا ** قدرنا أن تعيشَ ونحن مُتنا
لقد بكت الديارُ وكل دربٍ ** سقيتَ ترابه في الجدب عوْنا
عيونُ الفلِّ من تلقاهُ صبْحًا ** وهذا المكتبُ المسكونُ حزنا؟!
ومن لأحبةٍ قد كنتَ فيهم ** براحًا طاهرا والبينُ سجنا
رحلتَ فصار ما في البيت قفْـرًا ** ولم تصدرْ ديوكُ الحيِّ لحنا
سلامٌ يا أبي والعذرُ أولى ** على حسنِ الرثاء إذا عجزنا
هو الدمعُ العزبزُ على فراقٍ ** لأعظمِ مُخـْلِفٍ في الناس ابنا
ستنتهي القصيدةُ دون شكٍّ ** وشاعرها وقارؤها سيفنى

محمد عبد الجواد
14/2/2013[b]

رحمه الله أستاذ محمد
و اللى خلف لم يمت كما قالوا
قصيدة حملت معانى الوفاء

صح لسانك
ابيات رائعة
تستحق القراءة والتامل
دمت بامان الله
لك ودي
تقبل مروري
د. السيد عبد الله سالم
المنوفية - مصر

الوردة الحمراء
شكرا للمرور والمشاركة الوجدانية
دمت بكل لطف وود

أرجو أن أكون قد وفيت دكتور السيد سالم
أشكر لك عزائك وإطرائك
ولمستك الجميلة على عاتقي
تقديري وامتناني

البقاء لله وحده ورحمة الله على والدك واسكنه فسيح جناته

عزيتنا وعزيت نفسك بمرثية ما اروعها واجملها

هي الأقدارُ لا مِلكٌ عليها ** تسوسُ العمرَ حاشيةً ومَتنا

اللهم ارحم ابائنا وامهاتنا

رحمة الله عليه رحمة واسعة

نص جميل فعلا