الربيع العربى والعار العربى للكاتب الصحفى/ حازم مهنى
http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2012/11/20/277412.html
الربيع العربى والعار العربى للكاتب الصحفى/ حازم مهنى
الربيع العربى والعار العربى ، ،
شتان بين المعنيين ، ،
تفاءلت الشعوب العربية بثوراتها ، التى إمتدت من تونس إلى لبيا إلى مصر إلى اليمن ثم سوريا ، وتطلعت الآمال نحو فجر جديد يعيد لهذه الأمة البائسة مجدها وعزها السليب ، الذى سلبه حكامهم قبل الإستعمار ، ويحررها من عبوديتها .
وتحققت نجاحات مختلفة على أصعدة متعددة من مكان إلى مكان ، لكن بلغة علم الإدارة " لم تصل أى ثورة عربية بعد إلى خطة النجاح الكلية المرتقبة " ، وبتعبير أهل السياسة " الربيع العربى المطلوب ، المنشود الى يطمح إليه كل عربى " عيش ، حرية ، عدالة اجتماعية " .
أما العار العربى المقصود هو التحول الحادث وقبول بعض - وليس الكل - أبناء الشعوب العربية بضغوط القوى العالمية والإقليمية على ثوراتها وتأخيرنجاحاتها بطرق ملتوية ، منها زرع الفتن وزعزعة الثقة بين نسيج الشعب الواحد كما بين الشعوب المختلفة .
إن الصور المتكررة من أحفاد إبليس " الذين يشغلون مواطن عديدة فى السياسة ، والإعلام ، ومواقع المسئولية المختلفة ، بتوجيه مسارات الثورات بطرق مختلفة مباشرة وغير مباشرة فى النور تارة وفى الظلام تارة أخرى ، بين أقوال ، وأفعال ، وأعمال ، وزيارات ، ومقابلات ، تتم بين سفراء الشيطان وبين مسئولين فى بلاد الثورات العربية ، والبلدان المجاورة ، بغرض تحديد تزجهات ومحطات الثورة " معلومة للجميع " .
ولا تزال الكبوات والعثرات تصيب الثوار فتجمع بينهم الرياح حينا وتفرقهم السبل أحيانا أخرى ، فتضيع خطوات كثيرة .
فحتى الآن لم يستطع الجميع تحديد إتجاه البوصلة الصحيحة نحو هدف واحد هو الربيع الحقيقى للثورة لجنى الثمار .
ففى هذا الخضم الهائل من التحديات والمواجهات والمؤامرات التى يحسن إدارتها " الطرف الثالث " فى بعض بلاد الثورة ، واللهو الخفى فى بلد آخر ، والشبيحة فى بلاد أخرى .
وجميعنا لا يمكن أن يقبل العار " عار الثورات " ودائما يتم تزيينه بزينة الشيطان ، فتختلف المسميات .
وأوضح دليل نجد الجميع يرفض ويشجب مجازر سوريا الشقيقة العربية الحبيبة ، التى كانت يوما قطرا واحدا ، فالدماء تغمر الجزء الأكبر من أرض الرافدين وأشلاء النساء والشباب والرجال متناثرة فى وديان دجلة وبردى ، حتى الأطفال لم يرحمهم " الجزار" جزار سوريا .
ونستنكر اعتداءات واغتيالات الكيان الصهيونى لأبناء فلسطين المحتّلة واجتياحه وتدميره مرّات تلو الأخرى
كل هذا وآذان العالم صماء والعيون عمياء ، وكل ما إجتهدت به قريحة المناصرين المحتجين الرافضة ، هى الخطب الرنانة والشعارات الجوفاء شجبا واستنكارا ، وإجتماعات فارغة ، فتحولت نصرة شعب سوريا الذبيح وفلسطين المحتل من اليهود ، إلى وقفات إحتجاج و تصريحات ، ودعوات .
أين النخوة العربية ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أين المجاهدين الأبطال ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أين تلك الجيوش العربية وأسلحتها التى تملأ المخازن ويعلوها الصدأ ؟
أين البواسل والفرسان ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ أين ، أين ؟
أم أنهم مشغولون باللقاءات والإجتماعات وللحق بعضهم مشغول بالفروسية فروسية المباريات ، للحصول على كأس المباريات .
ماذا ينتظرون ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الناتو ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الناتو الذى قال عنه بعض أبناء العرب " ها قد أقبلت إنها حقا طيرا أبابيل " .
متى ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
متى تسمع الدنيا أن زعماء الثورات العربية إتحدوا - خاصة أصحاب القرار - و بدأوا فى تجهيز إعداد الجيش العربي البطل الذى سوف يتحرك لإنقاذ أطفال ونساء سوريا وفلسطين وتحرير االقدس ، وإنقاذ شعب بورما المسكين من الإبادة الجماعية التى يقوم بها العصابات المجرمة تحت سمع وبصر الحكومة المجرمة، أين هذا الجيش الذى يكون رادعا لكل من تسول له نفسه ن ويكون راعياً للسلام الحقيقى ، فلابد للحق من قوّة تحميه.
لعنة الله على حكام الفساد عملاء الخيانة، وأنظمتهم الإستبدادية التى أوهنت الشعوب وفرّقتهم شيعاً ، تنفيذاً لسياسات أعدائهم ، وسجوداً لأسيادهم ، فأضعفوهم ، ومازالو ، يتآمرون على الربيع العربى ، لكن الفجر آت والربيع قادم.
romancy4000@hotmail.com
hazem.mehanny@hotmail.com