(نواصل ) الدولة والسيادة فى عصر العولمة
تلك المرحلة الانتقالية فى التاريخ الاوربى من الدولة ((الكوزموبوليتانية)) الى الدولة (( القومية )) الحديثة , ومن تشظى السيادة فى البلد الواحد , رغم وحدتها الشكلية أو الاسمية , الى حصر السبادة فى موقع واحد , هوبز وبودان , كمثل هنا ... كانا يضعان الاسس النظرية لتنظيم الدولة الحديثة و هما لم يأتيا بذلك التنظير من بنات الخيال المجرد , بقدر ما كانا يربطان الاحداث و التغيرات الجارية بما يمكن أن يتجلى عنها من نتائج , ويربطان بين الطرفين ( الحدث و نتيجته المحتمله ) بالتنظير المستند الى الواقعة السياسية و الاجتماعية , وليس الى مجرد التأمل أو التفكير الرغبى ,و عندما أنهت معاهدت ( ويستفاليا) *1648* الحروب الدينية الداخلية فى دول اوربا مفسحة المجال للحروب القومية الخارجية كان ذلك اعلانا رسميا بولادة ( الدولة ـ الامة) الحديثة وما يقتضيه ذلك من مفاهيم ملازمة , مثل مفهوم السيادة الذى عبر عنه ميكافيللى و بودان و هوبز نظريا قبل ان يتجسد سياسيا
انقلاب فى التاريخ
وما يجرى على الساحة الدولية اليوم هو نوع من الانقلاب الجذرى فى العلاقات بين الدول و فى تلك العلاقة التقليدية بين الحاكم و المحكوم و ما يتضمنه ذلك من متغيرات محتمله فى شكل الدولة و نمط الحكم المعتبر شرعيا يحيث يمكن القول ان مثل هذا الانقلاب لا يقل فى اهميته المستقبلية عن ذالك الانقلاب الاوربى الذى ادى فى النهاية الى انتهاء عصر و بداية عصر جديد مع ما يرافق ذلك من بداية ظهور مفاهيم سياسية جديدة أو مضامين لمفاهيم قديمة تصف هذا لانقلاب و التحول , و تحاول ان تضعه فى اطار نظرى سياسى جديد كما فعل منظرو تلك الحقبة فبعيدا عن مستوى التحليل الأنى و الجزئى للسياسة و المواقف السياسية بصفتها فن الممكن فان الافرازات السياسية بعيدة المدى , منظورا الى المسالة من زاوبة كلية لعصر العولمة ,,, و خاصة فى اعقاب حرب الخليج الثانية و انهيار اخر الامبراطوريات (( الكوزموبوليتانية )) التقليدية (( الاتحاد السوفيتى )) رغم القشرة الحديثة لتلك الامبراطورية و اثر كل ذلك على ما نشاهده اليوم نت احداث فى مناطق عديدة فى العالم هو بداية التحول الجذرى فى العلاقات الدولية وفى شكل الدولة و بينتها و فى السياسة الداخلية و غلاقة الحاكم و المحكوم على حد سواء (( نواصل ))