الدولة و السيادوة فى عصر العوالمة
ماهى الدولة ؟ و ماهى غايتها ؟ سؤال يبدزو لاول وهلة .. وكأنه يعيدنا الى تلك المناقشات الاولى فى الفلسفة السياسية حول معنى الدولة و السلطة و المجتمع ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ان مثل هذا لاسؤال تفرضه احداث الاليوم فرضا ., كما كانت احداث الماضى قد فرضته لاول مرة , منذ أن كان هناك جماعة بشرية و منذ ان كانت هذه الجماعة سياسية بالضرورة , ففلاسفة اليونان و الرومان و المسملين , ومسيحيو اوربا العصور الوسطى , و حداثيو اوربا عصر النهضة , و منهجيو العصور الحديثة و المعاصرة , حين خاضو فى السياسة , و على راسها مفهوم الدولة , و انما كانوا يفعلون ذلك لان الاحداث و المتغيرات الجارية كانت تدفعهم لذلك دفعا , فلم يكن اعتباطا , أو من باب الترف الذهنى أو الفكرى , مثلا ان يقوم افلاطون و من بعده ارسطو ومن قبلهما سقراط , بمناقشة قضية الدولة و علاقتها بالمجتمع , و كيف يجب ان يكون الشكل الامثل لتلك الدولة , و علاقة الحاكم بالمحكوم , فقد كانت حضارة و ثقافة ( دولة المدينة ) الاغريقية ايلة للسقوط , مفسحة فى المجال للدولة الامبراطورية العالمية التى استهلها الاسكندر المقدونى قبل ان ترث روما تلك الامبراطورية , ومن هنا كانت القضية تفرض نفسها على الاذهان و العقول و عندما خرج ميكافيللى بمفاهيمه السياسية الجديدة أو هوبز و من تلاهما من مفكرى السياسة الحديثيين ( من حيث الانطلا ق فى التنظير من عالمك الوقائع لا من عالم المثل ) كانت هناك تغيرات اجتماعية و اقتصادية و بالتالى سياسية , تتفاعل فى احشاء المجتمع الاوربى , و كان لزاما ان يكون هنالك تعبير نظرى سياسى عنها و عن اتجاهاتها , وما يمكن ان تسفر عنه من نتائج و ما يجب ان تسفر عنه من نتائج , و من هنا كان دور المفكر و الفيلسوف و المثقف للتعبير عن تلك التغيرات , فالتنظير عموما ليس ترفا , او شيئا مفصوم العرى عن الواقع , بقدر ما هو تعبير عنه و استشراف له فى ذات الوقت فعندما كان توماس هوبز الانجيليزى و جان بودان الفرنسى يتحدثان عن مفهوم (السيادة) و ينظران له , فانهما فى الحقيقة كانا يعبران عن تلك المرحلة الانتقالية فى التاريخ الاوربى
( نواصل )