مؤنسة أخيرة

مؤنـِسة أخرى

هو الدهـر يُظمـيني، ويمنـعني وِرْدي
وسُقــيايَ مـن ليلايَ معشـوقةِ المهـدِ

ألا قـاتــــلَ اللهُ المـَـفــارِقَ، لـم تكـــن
بـدرب الهــوى إلا وأكمـلـتـُه وحــدي!

قضـى الله ليـلى غُصّةً في جـوانـحي،
وسالت لغــيري كــالنبـيذ عــلى صهدِ

تـَـسَــوّك من فيها، ووُضّـئَ شعـْـرَها،
وأمســى لها جــلدا تـَـعـَرَّق في جـِـلدِ

هنـيئا لـكَ الدنيـــا جميــعا، وإن أمـُتْ
فما ضــر جثـمـاني بما فعـَـلـَـتْ بعدي

فإنـي شفــيتُ النفـس منــها بقـولــها:
سأهواكَ إن ساروا بجسمي إلى لحدي

وإياكَ شكــواها، وأحــسـِن جــوارها؛
فما مثل ليـلى بــات مستــدمـعَ الخــد

لُوَيْــلَى، ولمّا أخـطأ الجسمَ نـفــضةٌ،
أميْــتٌ أنـا؟ أم كان يقــتـلني وجـدي؟

أيَـمّــمُ روحي زهـــرةً شطر أرضكم،
فـــقــطـّـع أوصـــالي بـــريــدٌٌ بـلا ردّ

لُوَيْــلَى، وهــل في القــلب إلا نــداؤه
لُوَيْلى؟ وهل ما غاب عنك كما أُبدي؟

وعــاذلةٍ قــالــت: بــراني غرامـُها،
وحـُمِّلتُ من هجرانها فوقـما جهــدي

أجل، يفــتأ المجنــون يذكــرها، أجـل
ستـبيَضّ عيـناه لمنــصـــرم الـعـهــدِ

وما هــبَّت الريــح التــي هـي عـنــبرٌ
بأردانهـــا إلا رقــصـتُ على سـعــدي

أجــــل، إنني أنسـى هـــواهــا تـناوُما
فأُدْمي عليها الحُـلْم من حيــثما أُبـدي

أُصَــرِّفُ وجهي عن هــواها، وليـت لي
يدا تصرف الخفّاقَ عن شوقه المُردي

أجـل، والـــذي إن شـــاء آلــف بينــنا
كما تجمَــع الأنســام صبحا على بـُعـدِ

أَقِـــلـّي مــلامـي، إن قــلــبي وحـــبها
لـَمِشط دقــيق السِّـن في شَـعَـر جـَعْـدِ