شمعة أخيرة

الأخ الفاضل والمبدع المتألق .. خالد غلاب .. تحية طيبة ..
لم يبق من ريشته غير شمعة / جملة سردية جميلة بلغت الحد الأقصى من التكثيف الدلالي والتركيبي .. فهي تميل إلى اختصار شديد لمرحلة زمنية من عمر الإنسان ..
كل إنسان له ريشته التي يستطيع بها أن يتحرك ، أن يعمل ، أن يكد ويكابد ، أن يسعد ويحزن .... تلك الريشة هي طاقة تحافظ على كيان الإنسان ووجوده في الحياة ، لكنها صامتة ، فود الإنسان أن يعرف مدي حياته ، فرمز لكل سنة استهلكها الإنسان من عمره بالشمعة ..
بطل أحس بدنو أجله وخال أن أيامه بقيت معدودة ، جميل لما عبر السارد عنها بالشمعة الأخيرة كعنوان لهذه الومضة /القصة .. عنوان منتزع من رحم النص ، كمؤشر لغوي ودلالي فتح النص للقارئ ..
بطل صعب عليه أن يطفئ شمعته الأخيرة ، كأنه يولد أملا مفقوداً ومجهولا للحياة من ظلام لم يقع بعد .. لذلك كثر من الأحلام ، وتزاحمت عليه الأماني قبل أن تنفذ أيامه الأخيرة .. وما أظن أن تلك الأحلام التي تولدت في ظرف وجيز وعصيب تكون مجدية ونافعة .. لأن البطل أراد أن يسابق الزمن الذي يفوق طاقته وسلطته ..
بطل فطن لضياع أيامه فود أن يعوض ما فاته من أحلام ربما كانت في متناوله لكنه لم يستغل الفرصة ..
النص يعطينا فكرة عن الإنسان الذي يقضي زمناً في الحياة ، فرغم تعبه وطول تعميره في الدنيا ،لا يزال يرغب في العيش رغم ضعف صحته وشيخوخته ..
ومضة جميلة ،كسبت جودتها لما اتكأت على الرمزية والإيحاء الجيد ،والاقتصاد اللغوي والدلالي ..
تقديري واحترامي أخي خالد ..
الفرحان بوعزة ..