بقلم:
المهندس : مدحت مطر
السلطان الزائف
في صباح يوم جديد أخذت العصافير تشقشق وكان الجو لطيفاً نوعاً ما ، فكان جو الربيع الذي يعلمه الجميع وكانت اليرقات الجميلة التي تحوم الجناين المحيطة بفيلا حسن بيك الرجل ذو الطابع المهم في البلدة وكان جميع من في البلدة يخافونه لعلمهم التام بأنه شخصاً غليظ الطبع صعب المنال وصعب كسب ثقته ، فقرر جميع من في المدينة الأبتعاد عنه ، انه حسن بيك المتزوج من أنيسة هانم الذي تعتبر أيضاً نسخه كربونية منه وكان لديهم أبنين أحمد وسلمى ، أتخذ أحمد نفس طباع والده ووالدته ولكن سلمى كانت غيرهم ، فكان جميع من يحيطون بهم من جيران وأقارب يعانون من معاملتهم في هذا المنزل الذي يوجد فيه هذه العائلة المغرورة وكان أحترامهم فقط لأجل هذه الشابة الصغيرة التي تدعى سلمى وإلا كانوا قد قاموا بأنقلاب منذ زمن طويل.
أستيقظت سلمى من النوم بعد أن وجدت أحد الأشخاص يقوم برمي الحجارة على نافذه الجنينة فقامت بحماس من على السرير وهي تردد وتشاور من النافذة صباحك رائع يا حبيبي ولكن أتمنى أن لا يراك أحد بالأخص شقيقي أحمد فهو يكرهك ويغير منك...فتحت نافذه الغرفة وهي تشير لمجد وتقول له حسناً سوف أقوم بتغيير ملابسي ثم أاتي اليك أنتظرني يا مجد ، سمعها أخوها أحمد فأسرع فتح باب الغرفة وهو يردد أيها الحمقاء ماذا يحدث أتريدن أن تفضحينا لدى هؤلاء الفلاحين أن أشعر بأشمأزاز كلما رأيتك مع هذا الشخص الحقير ، نظرت أليه سلمى بغضب ولكن ما علاقتك انت بالموضوع يا غبي .
أحمد ينظر اليها بحقد : أنتي اختي ويجب أن أخاف عليكي من هؤلاء الحمقى وسوف أريكي ماذا سوف أفعل بهذا المغرور..فأنطلق إلى غرفته وأخرج مسدساً من درج المكتب ووضعه في جيبه وأنتظر إلى أن تخرج أخته حتى يقتله أمامها ، أثناء ذلك كانت سلمى قد أنتهت وهامت بالخروج فأستقبلها والدها حسن بيك على مائدة الفطور مردداً : أبنتي سلمى لماذا كل هذا الأستعجال؟ هل يوجد أحد بأنتظارك؟
سلمى بخوف وتردد : لا..لا يوجد أحد ولكن يجب أن ألحق الكلية و.. قاطعها والدها بصرامة ولكن يجب عليكي أن تحترمي أدب الفطور فأن هذا النهار مقدس و...وقبل أن يكمل كلامه تقدمت سلمى إلى مائدة الأفطار بسرعة كبيرة وأخذت تأكل من كل صحن بسرعة كبيرة ووالدها ينظر إليها بأستغراب وأخذت والدتها السيدة أنيسة تعلق وهي غاضبة : ماهذه الترهات صحيح من شبه أباه فما ظلم.
نزلت سلمى بسرعة كبيرة إلى أسفل الحديقة وأخذت تبحث يميناً ويساراً عن مجد ثم أخذت تنادي بصوت خفيف مجد أين أنت فأتها صوت مجد من وراءها وهو يقول لها ان هنا يا جميلتي..
أرتمت سلمى في حضن مجد وهي تردد أهلا بالحبيب الغالي لقد أشتقت اليك ..في أثناء ذلك كان أحمد شقيق سلمى نازل مسرعاً لكي ينهي هذا الموضوع الذي ألمه منذ سنين وهو يرى أخته في هذا الطريق مع هذا الشخص الفلاح فكان بأعتقاده أن هؤلاء الطبقة من الأشخاص من جنس بشر أخر أو تركيبة أخرى غير الخلق..
فلمحه والده فأسرع يقول له ما بك يا ولدي لماذا أنت مسرعاً هكذا لقد تعودنا على ذلك من اختك ولكن منك أنت لا فأنت من طفولتك مثال الأخلاق والأدب ودائماً أنا وامك نفتخر بك..
لم يرد أحمد على والده فلقد أسرع إلى الخارج بهرولة وما أن خرج حتى رأى اخته في حضن هذا الشاب الطموح فأخرج المسدس وأطلق النار وأخطأ للأسف الشديد,, فأخترقت الرصاصة جسد اخته ونزلت الدماء على الأرض.
لم يشعر أحمد بنفسه عندما رأى اخته أرتمت على الأرض وماتت وهو الذي قتلها بنفسه سقط أحمد على الأرض وأخذ يبكي ويبكي, وهو يردد بكلمات غير مفهومة ..ماذا قتلت..أنا أقتل من شقيقتي ..لا..لا..لا يمكن ثم انتابه هوجة من البكاء الشديد
تم حبس احمد بعد أن حكم عليه من قبل القضاء العادل بالسجن المؤبد لقتله الخطأ وشروع في قتل ، كما تم دفن سلمى في مقابر عائلة حسن بيك الذي شعر بعد وفاة بنته أن هذه الدنيا لا قيمة لها فلقد قام بتوزع كل الأراضي وكل ما يملك على الفلاحين وقام بحجز منزل صغير له ولزوجته لكي يقيم فيه وترك كل محاسن الدنيا وأتجه الى الله سبحانه وتعالى فهو الغني الذي يذل عباده ويرزقهم من حيث لا يحتسبون وهو الأول والأخر وبيده كل شىء.