رسالة من شهيد رفح

في صحوة الليل والنهار مودع
وأنجم عن سماء العمر ترتحل

في فرحة الفطر والشفاه تبتسم
ودعوة للإله لم تكد تكتمــــل

كلاب الغدر خلف ظهري تنتظر
وأنا بين الجنان أدعو وأبتهــل

هتف الاّذان وصوت الحق يرتفع
والغدر من همزاً هافتِ جاء ليحتفل

وسلاحاً اّمناً خالد في غفلــــــة
وصدراً عارياً في دمائه يغتسل

وحلماً للحياة كان مراوداً
قُتل في رحم الحياة بيد فاعل
___________________

في كل يوم لنا شهيد نودعه
وسيل من دم صار نهراً ينهمل

وورقة من شجرة الدهر نقطفها
بين خلِ ورفيق درب وقصة لم تكتمل

ومنادي لنا ،أي ياقوم اشتعلوا
احترقوا.إلي متي العين بالدمع تكتحل

ياأيها الُجرح أورثتني العار
وجرح العار نار ،فكيف العار نحتمل

ياوطني رفقاً قد كان لي أمل
أن تعش حراً أبداً , فخانني الأمل

ياوطني حين سقط من يدي علمي
عذراً فيدي أصابها الإعياء والمِلل

وأن لي في غداً شموخ كنت أنشده
تلك الأحلام ذابت وهجرت السبل
___________________

ياخليلي بل أنت أعز خليل
جد علي ماعهدتَ رجيل

لاتأسفن علي عهد أقصرت به
الأمس كنتُ واليوم بين الجموع قتيل

اشكو إليك وما الشكوي بمجدية
خطب أمي قد طولا خزني الثقيل

أبلغ عني أبي حين تــــراه
رسالة بأني شرفت بالسماء رسيل

والحمد لله أني شهيد أولاً وأخيراً
واولوا المجد واحداً وقبيل

اّبتاه رأيت الأنبساطَ إليك يحظي
حين أبصرت مقامي في صحبة الخليل

سرعان ما أحرقتك عبرات الفراق
فانهمر الدمع دون وعي كثيفاً مهيل

اّبتاه تذكر حين قولت بالأمس
أني بطل وحبذا بالشهادة إكليل

وإذا هم عز قوم أن يزول
حق لهم السيف أن يطيل

اّبتاه هل ستذكرنا مصر يوماً
أم كنا نجم موقد واليوم أفُيل

لا أظن البخال يوفون الشكر
أم حق الجواد علي الكرام جليل
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كسفتَ شمس الرجولة حين
ذُبح الهلال بسكين غدر وقتل

وعاد الظلام يرافق دمعة لم تزل
حية وجرح في الفؤاد لم يندمل

تباً لخائن الأوطان طول الاّجل
ملعون بين الاّيات والكتب والملل

وُبخ ذكرهم في حديث وسيــر
وعند ربه سيجزي بما فعــــــل


فيلسوف الزمان