الحسناء والمغفل

فتاة جميلة الملامح فى أواخر العقد الثاني من العمر ترتدي حذاء برقبة طويلة حتى ركبتها بكعب عال وجيب جلدى الى ما فوق ركبتها بقليل وسترة جلدية قصيرة يظهر منها استدارة بطنها وسرتها أغلقت نصف أزرارها حتى ظهر من أعلي كتفيها حمالة صدرها وجزء من صدرها شعرها ينساب على ظهرها إلى ما قبل أردافها تسير وحدها فى الشارع في وقت متأخر من الليل غير قلقة ولا حذرة وكأنها تملك ذلك المكان من البلد ولا أحد يجرؤ أن يعترضها ثم انشقت الأرض عن سيارة رياضية بداخلها شاب فى نفس عمر الفتاة أو أقل يقلل من سرعة السيارة أقترب من تلك الفتاة أقترب جدا .

أكملت الفتاة سيرها وكأن شيئاً لم يكن حتى لم تنظر إلي السيارة أو إلى من بداخلها حتى عندما كلمها قائد السيارة داعيا أياها إلى داخل السيارة وقضاء وقتاً قصيراً معه مستخدما ألفاظا مستترة تخفي فى طياتها الفحش والبذاءة فلم تأبه له الفتاة ولم تنظر إليه وكأنه غير موجود فأزداد غضبا وزادت نبرة صوته حدة وأقترب كثيرا بسيارته منها وكانه سيلتصق بجسدها بسيارته فقالت له الفتاة بصوت هادئ جدا أنا متعبة جدا وقد أنتهي وقت عملي أذهب إلى اخري فهناك اخريات يبدأن عملهن في ذلك الوقت المتأخر من الليل وأكملت سيرها بخطوات ثابتة غير ملتفتة اليهم .

فلما زادت رفضاً زاد عناداً ملقيا كل ما فى جعبته من كلاما حتى يستميلها لتركب معه السيارة وهى لاتلتف إليه لم ينزل عينيه من عليها وهى لا تلتفت إليه يدعوها فترفض وتكمل سيرها فيتبعها بكل اصرار حتى وصلت إلى شارع جانبي وقبل أن تدخل إليه حدث شيئا لم يحدث من أول لقائهما حدث ما كان يتمناه وما لم يكن يتوقعه أن يحدث ..إلتفتت إليه و...

ووقفت عن سيرها الذى دام وقت طويل فوقف هو الآخر بسيارته وعن الكلام ناظراً إلي عينيها مباشرة وإلى شفتيها صاغيا بأذنيه فانحنت هى على نافذة السيارة وأقتربت منه حتى أحس بحرارة أنفاسها فى وجهه مما زاده شوقا ولهفة إلى ما يتوق إليه وإلى سماعه فقالت له لا تأتي خلفي فلن أذهب إلى أى مكان الليلة ثم التفتت عنه واكملت سيرها ولكن بعد ما عرجت إلى داخل ذلك الشارع الجانبي وكان أشد صمتاً وظلاماً إلا صوت دقات كعب حذائها الرشيق بوقع ثابت وكأنه نغم ايقاعي يشق الظلام وضوء سيارة ذلك الشاب تابعاً أياها ولكن تلك المرة بشكل مختلف حتى نظرات عينيه كانت مختلفة وسرعة سيارته كانت مختلفة مختلفة جدا .

اقترب الشاب بسيارته المسرعة صوب الفتاة مباشرة وهى تسير بخطواتها الهادئة وكأنها لم تسمع صوت السيارة ولا تشعر بأي شئ حتى أن أقترب بسيارته منها أوقفها وكان لها صوت مزعج جدا لكابح الاطارات حينها وقفت الفتاة وألتفتت إلى السيارة وإلى عيني الشاب مباشرة نظرة تحدي صارخة ورسمت على وجهها إبتسامة الظفر وكأن هذا ما أرادته تماماً مما جعل الشاب يترجل من سيارته ليدخل يده اليسري فى سترته الجلدية ليخرجها ممسكا بسلاح ناري صغير سبابته على الزناد ساحبا زر الامان تحمل قسمات وجهه الغضب ونظرات عينيه بالغباء والحنق قائلا لها آخر كلمة ستسمعيها مني الليلة ويمكن أن تكون آخر ما تسمعي على الاطلاق هيا لنذهب من هنا فردت عليه ولكن إجابة غير متوقعة إجابة أدهشته وأثارت غضبه ردت عليه بضحكة عالية عالية جدا .

مما زاده حنقا وكأنها أرادت ذلك ثم سكتت فجأة وفتحت ما تبقي من ازرار مغلقة من سترتها الجلدية حتى ظهر جسدها كله وكانت شديدة البياض فيما حولها من ظلام مما زادها جمالا وسحرا إلا شيئاً واحد هذا الذى جعل الشاب يفتح فاهه من الدهشة كانت السترة الجلدية المغلقة لا تخفي فقط مفاتن جسدها ولكن كان هناك سلاح ناري معلق فى كتفها كبير على أن تحمله فتاة مثلها وقبل أن يفيق من دهشته ويباغت الفتاة كان السلاح فى يديها ونظرات التحدي فى عينيها وابتسامة مستفزة على شفتيها شاهرة سلاحها فى وجه الشاب مباشرة وهو كذلك شاهرا سلاحه فى وجهها الاثنان فى وضع الاطلاق وكأن الرصاص فى فوهات الاسلحة تتوق الى المعانقة .

ظلام دامس يشقه أضواء مصابيح السيارة من خلف الشاب والفتاة ليراهما الآتي من بعيد وكأنهم ظلين لتمثالين لثباتهم أو شبحين فى هذا الظلام كلاً فى مواجهة الآخر كلاً سبابته على الزناد كلاً غير متردد فى إطلاق الرصاص على الآخر سكن كل شئ فى الشارع حتى هما وكأنه موقف بلا نهاية ولكن كانت النهاية .. وشق ظلام الشارع وصمته صوت رصاصتين بعدها صوت ارتطام جسدا بالارض ثم وقع دقات ثابتة ثم ساد الظلام والصمت مرة اخري .

فلاشات جميلة جدآ ...وكأنني أمام فيديو كليب ...
عزيزي أحمد رجب ...أعتقد أن العنوان يتعارض مع مضمون النص
إلا أنه لاينفي أن طول النص ..يتنافى مع نهاية المشهد الدرامي فيه
لكنه لايلفظ الموهبة فيك ..
بالتوفيق يارب

بلقيس كتب:: فلاشات جميلة جدآ ...وكأنني أمام فيديو كليب ...
عزيزي أحمد رجب ...أعتقد أن العنوان يتعارض مع مضمون النص
إلا أنه لاينفي أن طول النص ..يتنافى مع نهاية المشهد الدرامي فيه
لكنه لايلفظ الموهبة فيك ..
بالتوفيق يارب

تحياتي اليكي ايتها الاديبة الرائعة

فعلا هذا ليس اسم النص

وباقي تعليقك ساعتبره نصيحة استفيد منها

فى كتاباتي القادمة

دام الود

تحياتى أخى أحمد
قصة جميلة أيها الراقي
دمت بخير

عاطف الجندى كتب:: تحياتى أخى أحمد
قصة جميلة أيها الراقي
دمت بخير

انت الجميل شاعرنا الجميل

دام الود

المبدع الأستاذ أحمد كل سنة و حضرتك طيب و رمضان كريم أعجبني اسلوبك في الكتابة و طرح السطور أحتحفظ لآفتا النظر إلى الإسهاب في الوصف الوارد في بداية النص و الذي يحتاج إلى تكثيف شديد فإبراز ملامح الشخصية لا تكون بالاسهاب في الوصف كما أن القضية غير مهمة إطلاقا كما إنها لا تعني إلا طبقة ضئيلة جدا لاسيما و انك لم تطعمها بجوانب هامة ليتابعها القارىء العادي ، توقعت النهاية من العنوان الحسناء و المغفل فإنحيازك منذ البداية للحسناء سيؤدي بالرصاصة في جسد المغفل ، لك تحياتي أيها الشاعر الجميل وتحياتي لنصك

شريف العجوز كتب:: المبدع الأستاذ أحمد كل سنة و حضرتك طيب و رمضان كريم أعجبني اسلوبك في الكتابة و طرح السطور أحتحفظ لآفتا النظر إلى الإسهاب في الوصف الوارد في بداية النص و الذي يحتاج إلى تكثيف شديد فإبراز ملامح الشخصية لا تكون بالاسهاب في الوصف كما أن القضية غير مهمة إطلاقا كما إنها لا تعني إلا طبقة ضئيلة جدا لاسيما و انك لم تطعمها بجوانب هامة ليتابعها القارىء العادي ، توقعت النهاية من العنوان الحسناء و المغفل فإنحيازك منذ البداية للحسناء سيؤدي بالرصاصة في جسد المغفل ، لك تحياتي أيها الشاعر الجميل وتحياتي لنصك

نقدك على اى نص وان لم يكن انا كاتبه يضيف لي بالتأكيد

ومجرد مرورك على نص متواضع لي هو لشرف بالتأكيد

كنت سعيد برؤيتك فى الندوة ولم تكتمل سعادتي بالتعرف اليك شخصيا

ولكن الجيات اكتر من الرايحات

شكرا استاذي العزيز

كل سنة وانت طيب استاذ أحمد
ــــــ
دائما قصصك تكون ممتعة ومختلفة
وهذا ما وجدته فى "الحسناء والمغفل"
ــــــــ
دمت مبدعا

محمد الشواف كتب:: كل سنة وانت طيب استاذ أحمد
ــــــ
دائما قصصك تكون ممتعة ومختلفة
وهذا ما وجدته فى "الحسناء والمغفل"
ــــــــ
دمت مبدعا

اشكرك وادعوك لقراءة هذه القصة

وابداء رايك فيها

https://elgendy.ahladalil.com/t22236-topic

دائما زيارتك تسعدني