أقلام برسم البيع في سوق البغاء – محمد الفاضل
جواري ومحظيات الحاكم من كتاب وغلمان وخصيان ، باعوا ضمائرهم في سوق الرقيق دون حياء وقبضوا الثمن من دمائنا وعذاباتنا . يرقصون في طقوس بهيمية فوق الأشلاء الاَدمية ويتبادلون الأنخاب حد الثمالة في حفل شواء اَدمي ماجن بعد أن رهنوا أقلامهم في سوق البغاء . دنسوا شرفهم وهتكوا ستر الوطن وخفر العذارى ،كلما قضى حاكم منهم وطراً أسلمهم الى اَخر . في زمن العهر والرذيلة يحاضر القوادون في الفضيلة , مندسون نحن !! مهاجرون من موانئ الوطن البعيد . كل الطيور تركن إلى أعشاشها في المساء وفقراء الوطن والمحرومون يفترشون الأرض ويلتحفون السماء لتمتلأ بطونكم من السحت الحرام ! حكامنا من نسل الاَلهة لا يهرمون ونحن نسل العبيد نذوي ونشيخ ! لقمتنا مغمسة بالدم والعرق وشرابنا بطعم الحنظل . حريتنا أسيرة أمزجتهم وهشاشة تفكيرهم ، يامرتزقة الفكر وياتجار الفضيلة وأدعيائها ، يامن تمارسون الخطيئة متسربلين برداء العفاف والوطنية ، ليست كل الأقلام سواء !
ليست كل الأقلام تباع وتشترى ، ليست كل الأقلام تفقد عذريتها في قصر الحاكم ! ما بال أثدائكم تضخمت حتى أصبحتم أشباه رجال ! حكام يعشقون العمالة ويحترفون الرذيلة ! أحرامٌ أن تشرأب أعناق الحالمين ؟هل كفرنا عندما بصقنا على الظالمين ؟ ما بال الصبية في وطني غزا رأسهم الشيب ؟ يا قوادي الفكر , ليست كل الأقلام برسم البيع مشاع ، مهما أجزل لكم العطاء .
ما فائدة القلم إن لم يهدئ من روع أم مكلومة ويضمد جراحها ؟ ما فائدة القلم إن لم يبدد ظلمة ليل الوطن وينير جوانب الفكر ؟ حين تتحول عقول النخب والمفكرين إلى معول هدم في يد حاكم جاهل ، وحين يصبح القلم في يد مرتزقة الفكر وسماسرته ، يتحول إلى خنجر جبان يتربص بنا في عتمة الليل ليفتك بأحلامنا ويغتال أفراحنا ! يا سماسرة الفكر وأدعياء الفضيلة أما كفاكم عهراً وتضليلاً ؟ تصفقون للطغاة وتهبونهم صكوك الغفران ! أنتم كالبغي بل أكثر وضاعة ، هي تبيع جسداً وأنتم تبيعون الأوطان !!!
أقلام برسم البيع في سوق البغاء – محمد الفاضل