خرجت من قريتي ,أبغي أخرى عسى أن أجد خيرمنها,بعدما كثر في أهلها النفاق و الفساد.
فبلغت قرية غريب شئن أهلها,مكت فيهم عشرون يوما فرأيت عجبا,تجد الرجل منهم مغموس الى فيه في الفتنة وهو يقول "ألهم أبعد عني الفتن ",ويمر به رجل صالح يتخفى بين الناس غشية أن يقع عليه,فيلمحه صاحبنا ليرفع كفيه الى السماء ويدعو"ألهم اهدي فلان ابن فلان فقد أيقد الفتنة وهي نائمة وسبحانك تلعن فاعلها".
فأسرعت بتركهم حتى بلغت قرية أخرى دعوة أن تكون مطلبي,مررت بشوارعها أبغي مسجدا,وادا بامرأةمرفهة التياب ,مليحة الوجه متبرجة،أقبلت عليا باسمة الثغر وبعطرها الفياح,كبستان ياسمين تراقصه الرياح,فقلت :ان كنت بغي فقد ...,قالت: بغي ؟؟بل جئت أصنع بك خيرا ,أنت غريب فأردت مساعدتك.
ونحن على دالك الحال حتى مرى بنا رجل عريض الكتفين,طويلا القامة,واسع العينين,كثيف الشوارب,انيق الهندام,أنحنى على صاحبتنا ورسم قبلة على ناهديها وهمس كيف حال جميلتي؟؟التفتة ...هدا زوجي,فاستغربة حالهم ,قال ما البغي فلا تياب عليها...قهقه ضاحكا..احترس ان مررت بها فلن تفلتك.
استمرى بصنع الفاحشة على قارعة الطريق ,وما استغرب أحد حالهما غيري,...ماتصنعانه حرام...لم نسأل أحد فلم يجبنا واستمرى بالضحك,وأين امامكم؟؟
مكث فينا زمن تم فرى هارباوهو يحتسب,ومن يومها وجامعه مهجور...بعد ماسمعته هرولت مسرعا وأنا أحتسب ودالك الرجل و زوجه يضحكان حتى تواريت عن النضر.
و أخيرا وصلت الى قرية أخرى وقد بلغ مني التعب مبلغه,حتى سمعة المأدن يناي الى الصلاة,حمدت الله ،دخلت المسجد مع جمع غفيرا من الناس وكنت على وضوء فكبرت وكانت صلاة الضهر،رحل الجميع الى مشاغلهم،فغفوة بركن من زوايا دالك المسجد المزخرف
بابه حلة على مساحة كبيرة من الارض، توسدت مأزري وتمددت على بساط الواقف عليه يغوص الى الكوعين،
ولم أصحو الا و المنادي ينادي الى صلاة العصر،سألت أهل دالك المكان عن سبيل للوضوء،فوجدت نفسي في جنة من الاجر المزخرف و الرخام ،و قيل لي تيمم صعيدا طيبا,فقلت:مند متى وانتم على هدا الحال؟؟ فقيل لي:مند ان كان شيخنا الهرم في ربيع العمر,
فقلت:عسى الله أن يرفع عنكم هده الغمة،فستغرب القوم مني..ولكن لم يستفسر أحد مخافة أن يدخل وقت الصلاة.
بعد الصلاة تخاصم الناس على مبيتي و انتهى الامر الى شيخهم...كان مليح الوجه طيب الريح أبيض الهندام,خضر العمامة...فطلب حضوري.
قال :ما تختار اليمين ؟؟أم الشمال ؟؟أو الوسط؟؟
قلت: خير الامور أوسطها
قال :ادن اخترت بيت فلان ,فبيته يتوسط القرية.
انفض النزاع ورحلت مع مضيفي,قلت بنفسي ماأحكم هدا الرجل....سألت الرجل كيف يصنعون بالنوافل,
فراح يقص مشقتهم في دالك,وكلما مررنا بقوم سلم عليهم وردو التحية بأحسن منها وهنىء على الاجر الدي معه والابتسامة لا تفارق وجهه,وكلمامر بأدى أماطه..حتى وصلنا الى قصره ,وكأن بي بقصور الحمراء...جنة بالارض ومياه تخرج من أماكن عجيبة تتدفق دون توقف.
قلت :ألى تصلح هده المياه للوضوء؟؟
قال :بالطبع لا,حسن فمكة أدرى بشعابها,تقدم بي داخل قصره وأجلسني فوق شيء ما أعرف وصفه،غاب للحظة تم عاد بأصناف من الأكل تفوق كل وصف،أكلت حتى شبعت,فسقاني ماء غدقا,قلت :هل يصلح للشرب؟؟
قال :بلى...قلت :ألستم في جفاف؟؟
قال.بالطبع لا..اننا نملك أبار ماء تفوق حاجتنا ولله الحمد...قلت بعد أن أطلت التفكير,احملني الى شيخك فلي عنده حاجة.
استأدنت عليه فأدن لي,بعد السلام و التحية قلت...
لقد بلغني أنكم تملكون ماء يصلح للوضوء و الغسل فلما التيمم؟؟
فقال :أتعرف كيف الوضوء والغسل؟؟
قلت :بلى.
فقال :علمني ادن..فقمت وعلمته ..ووأنا لازلت لاأعلم ما يحدت.
أعاد ماعلمته مرارا حتى استوعبه جيدا
قال:أما الفقه وقد تعلمته من مجلد للأجداد وراح يتلو ما يحفض فما ترك حديثا الا ودكره..وأضاف أما باب الوضوء و الغسل فقد تلف قبل أن أصل اليه...
وما تبقى سوى باب التيمم فأبقية عليه..فمند أكثر من خمسين سنة وأنا أتدرع لله حتى يعلمني ما جهلت.
تم صلى ركعتين شكر ونادى في الناس وعلمهم ما يجهلون وقال قد رزقنا الله علما ..وقبل ان يكملها سقط ميتا.وقال الناس ضاع ديننا
عدت الى قريتي ..وأنا كلي يقين بأنها أفضل من فتنة تقود قرية ،ومن بغي تجعل جسدها مدهبا تعتنقه قرية, أو من شيخ يجهل لايبطل التيمم و الماء حاضر فشيخه الكتاب.ومجلد الاجداد.
عدت اليها وما تغير بها شيء سوايا,فولله لترقيع جدار به خدوش أحكم من هدمه.
ربيعة دعماش