رقصة الجحيم

كان العقرب المتوسط قد لدغ الصغير المتوقف عند الثانية, العقربان ينتظران وصول الأكبر عند الثانية عشرة, كان ذلك ليلا, نظر إليهم بفتور ثم حمل غطائه الملقى عليه, لايفترقان فى ليالى الشتاء, وتوجه إلى الفراش.
ارتمي على الفراش وعيناه غاضبتان منه لكنهما منهكتان فأبيتا الملام. استجاب لهما وأغلق آخر ثقب موجود فى الغطاء وأرخى جفونه وانكمش داخل خندقه المظلم. ثم سمع صوتا خافتا يكسر حياء الصمت المكفهر, ففكر قليلا ثم قرر أن يزيح جزءا من الغطاء, فاتضح الصوت أكثر, كان آتيا من الشارع :
"حريقة, حريقة ياأهل البلد, قوموا, حريقة.. حريقة..." , كررها وهو يعدو بعيدا.
حينها انتفض خياله من سباته وأخذ بريشته يرسم بيوتا تحترق؛ أحدها قصير يختنق بين الأبنية العالية خلف جدار من الهواء الرقيق المموه, وآخر بعيد يقع على أطراف البلدة يتعلق بالسماء بخيوط بيضاء ملتوية, وبيت آخر يطرد من سطحه بركانا ضيقا.
ثم نكزه خياله فقام مفزوعا, وفزعتا عيناه حتى فاقتا تماما, وأزاح ذراعه المفزوع الغطاء عنه ونهض مفزوعا إلى الشباك المجاور لفراشه, أمسك المقبض المعدنى وأحسّ بسخونته حتى ظنّ أنه كان مفزوعا..
فتح الشباك الزجاجى على مصراعيه, ثم دفع الشيش بقوة. أسند يديه إلى حافة الشباك, وتسلل خياله من صدره ينظر, فخر صريعا يكسر ريشته الحمقاء ومحبرته السوداء, ثم مات خياله, وبدأ قلبه يرسل دقاته إلى أطراف أصابعه الرابضة على حافة الشباك ...
الناس تخرج من الأبواب الأمامية والخلفية يهرولون بسطول مياه يرتطم سطحها بملابس نومهم. ومن إحدى الشرفات كانت تطل سيدة نحو ألسنة اللهب العالية, رقبتها مشدودة, عروقها الخضراء تنبض كأنها ترتجف, طفلها مختبئ خلف ظهرها, رأسه مسنود إلى كتفها وعيناه الواسعتان قد انجلا عنهما النوم ليحل محله لسانان من اللهب, ذراعيه ملتفان حول رقبة أمه. أمه رقبتها مشدودة...
ـــــــــــــ
ثم توقف وحي ما كان يمددنى بهذه السطور, وأخذت أنتظره ليأتينى مرة أخرى لكنه غاب عنى...

الله ينوّر عليك يا أستاذ محمد

أسلوبك جميل فعلا و نهاية القصة جيدة

عندي فقط ملاحظة لغوية بسيطة :

فزعتا عيناه .....الصواب فزعت عيناه أو عيناه فزعتا

تكرار لفظ ( مفزوع ) أظنه يضعف القصة بعض الشئ .


لك كل الشكر من أجل المتعة التي أمتعتنا بها في قصتك الجميلة

تحياتي

اسلوبك مميز قصتك جميلة

يزيد حرفك بهاءا وحرفية

يوم بعد يوم

دام الابداع

عاطف عبدالعزيز الحناوي كتب:

الله ينوّر عليك يا أستاذ محمد

أسلوبك جميل فعلا و نهاية القصة جيدة

عندي فقط ملاحظة لغوية بسيطة :

فزعتا عيناه .....الصواب فزعت عيناه أو عيناه فزعتا

تكرار لفظ ( مفزوع ) أظنه يضعف القصة بعض الشئ .


لك كل الشكر من أجل المتعة التي أمتعتنا بها في قصتك الجميلة

تحياتي

أشكرك أستاذ عاطف على مرورك العطر.
وأشكرك على ملاحظتك الأولى التى استفدت منها بالتأكيد.
وبالنسبة لملاحظتك الثانية, فأنا تعمدت تكرار كلمة (مفزوع) للتعبير عن الفزع الذى أصاب كل شئ (وهذا أسلوب متّبع عند بعض الكتاب الكبار).
ــــــــــــــ
تحياتى لك أستاذ عاطف

أحمد رجب معيط كتب:

اسلوبك مميز قصتك جميلة

يزيد حرفك بهاءا وحرفية

يوم بعد يوم

دام الابداع

شكرا صديقى العزيز على كلماتك

دام الود

احب القصص الي تلك التي تتلاعب بي فانتظر نهاية لتأتي اخرى غير متوقعة
هكذا ارجحتني باخذ القصة الى كم اتجاه ثم تركتنا ننتظر معك المدد

عزيزى محمد الشواف
يا لك من مبدع حرفا ونصا ومعنى وتصوير
لست بناقدة
لكنى استمتعت بالقراءة لك
مودتى التى لا تشيخ

سلاف دالي كتب:

احب القصص الي تلك التي تتلاعب بي فانتظر نهاية لتأتي اخرى غير متوقعة
هكذا ارجحتني باخذ القصة الى كم اتجاه ثم تركتنا ننتظر معك المدد

شكرا لك عزيزتي. سعيد لأنك استمتعتي بها

اسماء منصور كتب:

عزيزى محمد الشواف
يا لك من مبدع حرفا ونصا ومعنى وتصوير
لست بناقدة
لكنى استمتعت بالقراءة لك
مودتى التى لا تشيخ

شكرا عزيزتي أسماء.

دام الود والابداع

المبدع الرائع الأخ العزيز محمد دائما ما أجد في نصوصك إبداع واضح يجعلني أتابعها بشغف .
بالنسبة للنص فنجد أنه من الناحية الفنية جاء مناسبا إلى حد ما فتحديدك للموضوع و و إختيار الزاوية التي ستناقش بها جميلة إنما أزعجني عدم وجود قضية في نصك تجعل القارىء يتابع لأجلها بل انه قد يسرع خلال السطور ليصل للنهاية لعله يجد قضيتك فلا يجدها ، أيضا الإسهاب في الوصف وتكليف الجمل أكثر مما تحتمل يتعارض مع مبدأ التكثيف المرجو في القصة مما يضع معه النص و مثال ذلك " كان العقرب المتوسط قد لدغ الصغير المتوقف عند الثانية, العقربان ينتظران وصول الأكبر عند الثانية عشرة, كان ذلك ليلا, نظر إليهم بفتور ثم حمل غطائه الملقى عليه, لايفترقان فى ليالى الشتاء, وتوجه إلى الفراش. "
و أخيرا عدم إستخدام علامات الترقيم يؤثر على صورك ف " لايفترقان فى ليالى الشتاء " فهى جملة إعتراضية ولا توضع بين فصلتين .
أحيك أخي و أنتظر المزيد من إبداعاتك و تعليقاتك معنا في القسم لتشارك في النهوض بمستوى القصة .. دمت مبدعا