رقصة المطر

"رقصة المطر"

ما هذا المزاح يا صديقي

ما هذا الغيابُ المُستعاب

كيف لي أن أشرب

أن آكلَ وأنتَ صورٌ في السّراب

أنعتدي
لو قال ظّلّامنا كفى

أنهتدي
لوقال ظلّامنا عفى الله عما مضى

ما هذا المزاح الثقيلُ يا أخي

أتختفي
أتختارُ الضّلال والموت طقسٌ بتنا به نحتفي

أتختفي
والعجز إيمانٌ ولكن هيهات بعد اليوم أن نهتدي

لا تختفي

تعال ارقص رقصة المطر الأخيرة

تعال هلّل كالهنود الحمر واحتفي لهيام شمشون بدليلة

تعال ولو صدّقتني كنتُ أنا وكنتَ أنتَ الحيلة!

ترى لماذا الدعاءُ اليوم كالتالي:

ربي نشّف الأحبار عن أوراقِ الشِّعر المنيرة

ربي اكشف لنا خفايا أحبّائنا والهمنا قلّة البصر واكفنا شرَّ البصيرة

ربي أبعدنا ولا تحملنا إلى الغد ولا إلى دورة الأرض
فكلّها ,كما ترى, علينا مُغيرة!

ترى لماذا أسأل اليوم عنك وأنت بعيدٌ كالأزل

قريبٌ قرب النّفس الأخير من الأمل

لم أستدعي الصّور وأنت ما أنت وما عليك من حذر

لم البخل

لم الحديث عن غدٍ مجيد
واليوم كلُّ ما أراهُ جلّل

ألا تقولْ

ألا تعودْ
في اللاعودة يأسٌ مستعِر

والفقدانُ سكونٌ
سكونْ

ثم هياجٌ واندهاشٌ وارتياب

لا ينقضي الزمن

لا يفهم القلب لغةَ الغياب ولا يقرأُ الشَّجن

لا تختفي الآن

أرجوك لا تختفي

ابق
جواري أحادثك وتقودُ جنوني

أحادثكَ فأغلبك وتعيشُ في ظنوني

لا سيرةً ذاتيّةً للذاكرة

لا تهمةً منسوبةً للنّار في الآخرة

لا برزخ

لا قنصل على أعتاب الخيال والشّوق هو النّدبة العابرة
أتَراها فعلاً عادلة؟

تعال ارقص رقصة المطر الشهيرة

ثم اجري في حواريك الظّليلة

واقفز قفزَ الحواجز عن الدّموعِ المستجيرة
واكبرْ
اكبرْ
اكبرْ

فالكلُّ يصغر

كن اتصال الحاضرِ بأيامِ الذاكرة الجميلة

أنت الصديقُ

أترحلُ وأنا الملتاعُ وأنا المفقود دوماً

مثلك ومثلنا ومثله في الجوارير العتيقة

إلاك من يجدُ فيّ مفاتيحاً كانت غريقة

تعالَ ارقص معي رقصةَ المطرِ الرّقيقة

5/11/2011
3:06am