قطار العمر

تكلم قال ....
حينما أركب قطار العمر ، ، عمري ،، سوف أسقط منه أشخاص لهم مني عذراً لأنني سوف أدخل في مناطق من حياتهم لابد لهم أن يعرفون أنفسهم عندما يقرأون هذه الكتابات،، لقد قصدت من تقديم هذه القصة هي روح الانتصار ،، من انتصر علي من ،، الظلم أم الشر ،، من منهم انتصر علي الآخر؟ ،، سوف أسقط من قطار هذه الرحلة الواحد تلو الآخر ،، معني ذلك سوف أغوص في أعماقهم قبل أن ينزل أي منهم من أول محطة يقفها القطار ،، وعندما يبدأ القطارفي السير ،، قطار العمر ويصل إلي مشارف الستون عاماً مضت ،، وهنا كانت حيرتي من أين أبدأ ،، ءأبدأ منذ صباي وما تحمله الذاكرة بصدق حتي الآن ،، أم أبدأ من سن الشباب وما أتذكره ،، أم أبدأ من إثني عشر عاماً الآخيرة من هذا الزمن الذي بدا فيه الفوران في كل شئ وبدأت الايام تكشر عن أنيابها ،، أم أخص منها آخر ثلاث سنوات التي ازدادت فيها هذه المعاناة حتى طاف الكيل عن آخره،، حقاً إنني في حيرة من نفسي ،، من أين أبدأ هذه الرحلة ،، سيكون في هذه الرحلة الأشواك وقد حاولت أن تنتصر علي الحرير ،، حاول فيها الشر أن ينتصر علي الخير ،، أخيراً سنرى من انتصر على من ،، كيف كان ذلك ؟ كانت ذلك من خلال رحلة إيمانية مع الله في كل تصرفاتي ولكن أسئ الظن بي من المقربين جدا والمحببين إلي نفسي للأسف الشديد ثم الأصدقاء ومن عرفني في حياته وعاملني وكان قريباً مني لدرجة لم يكون فيها أية حسابات سوي الصداقة أو الأبوة أو أو ،،، أشياء كثيرة ومواقف لابد لي أن أدونها حتي لا يسقط من الذاكرة ،، وصدق من قال " أحبب حبيبك هونا عسى أن يكون بغيضك يوماً ما وابغض بغيضك هوناً عسى أن يكون حبيبك يوماً ما " أكتب ذلك وقد وجدت من الظلم الذي لو وزع علي جبال الدنيا لأنت من ثقلها ،،،
رغم أنني فعلاً مليونير فقير جداً ،، ولأن هذا الفقر وهو المتعارف عليه يعرفونه الفلاسفة بأنه،،هو المادة التي أصبحت هي الشاغل الوحيد لكل سكان هذه المعمورة ، هذه قضية مسلم بها ،، عندما تصاب بجنون المال فقد تفقد أشياء لو فقدناها جميعاً لأصبحنا غرباء في هذه المعمورة ،، أظن أن كلاً منا يشعر بالغربة في هذه الأيام ،،، لماذا ؟؟ هل سألنا أنفسنا لماذا ؟؟ أشك كثيراً في ذلك إلا لمن هم علي قدر كبير من الإدراك ،،، كل شئ تغير تماما ً إلى النقيض ،، المبادئ ،، المثل ،، القدوة ،، أشياء وأشياء .. وهنا نجد أن المادة هي التي كانت لها الكلمة العليا في هذا النقيض ،،،، أعمت الأبصار وأبعدت صاحبها عن الجمال في كل شئ ،، أصبح القبح سائداً على الأشياء ،،،

عودة مرة أخري للقرار الأول ،، من أين أبدأ ،، ءأبدأ من حيث النشأة لهذه الحياة أقصد حياتي منذ ما يقرب من نصف قرن تقريباً وعندما أصبحتُ واعياً لكل ما يدور من حولي ،، الحياة الريفية البسيطة ،، أحلام العصافير ،، أمنيات حفرت بقلوبنا وفي هذه السن المبكرة التي بدأت تعي كل ما يدور حولها ،،، وكان لأول خطأ وقعت فيه وهو الغرور وكان نتيجته أن تأخرت عاماً من حياتي الدراسية ،، كنت في ذلك الوقت في سن الحادية عاماً ،، يوم أن كنت في شهادة الابتدائية ، ، أتذكر جيداً أن الغرور وحدة أثناء تأدية الامتحان أصابني وكلفني أن تم إعادة هذه السنة مرة أخري وكان هذا العقاب ما جعلني أصحح أوضاعي ما تلاها من عمر ولكن مشيئة الله هي النافذة في كل ما كان يعترض حياتي من أشواك ،،، كنت ناجحاً في كل خطوة أخطوها وبعدها يعترض حياتي أظلم خلق الله من بشر ،، أظلم الله قلوبهم ،، أو أنار الله بصيرتهم كي ينجون من عذاب الله سبحانه وتعالي الذي قال لي ( أصبر ) " وبشر الصابرين " من هم يا ربي " الذين إذا أتتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون " لم أشك لحظة في المكافآت الربانية التي كنت دائماً ما أراهاً رؤي العين ،، أجدها كثيراً في حياتي ،، كيف ذلك ،،؟؟ هنا سر النشأة الريفية ،، كنت دائماً ما أصلي من يوم أن وعيت للدنياً تقليداً بوالدي الذي كان يعمل نجاراً ريفياً لدي رجل قبطي ،، اسمه ميخائيل ،، أعي جيداً لهذا الرجل القبطي ،، رجل قبطي يفتح أكثر من خمسون بيتاً من مأكل وعمل وإيواء والخير كله للمسلمين ،، رأيت ذلك بعيني رأسي لأنها كانت حياتي الأولي ،، كان الأُجَرِيَ في الوِسِية كأنه يعمل لدي الحكومة لحنو هذا الرجل عليه ،، كان يتكفل بكل شئ يخص هذا الأجري ،، كان لا يبخل بمال أو أرض زراعية أو معدات علي أي أجري في هذه الوسية ،، كان يعطي البعض المواشي مناصفة ليقتات من ورائها الفقراء المعدمين ،، كان والدي من ضمن هؤلاء ،، كان يحبه هذا الرجل فأعطاه حديقة موالح تقع خلف منزله ،، أقصد منزل الوسية أو منزل هذا الثري المسيحي ميخائيل ،، دوار كبير من دور واحد فقط وهو أول دار بنيت وشيدت بالطوب الأحمر والخرسانة ،، أتذكر ذلك جيداً ،، أتذكر جيداً أن كل فرد في هذه الوسية كان يشعر بالأمان وخرج منها يستأجر قطعة من الأرض أو يمتلك قطعة من الأرض الزراعية أو بهيمة يقتات من خلفها ،،، ومن يوم أن ذهقت روح هذا الرجل " ميخائيل " ،، عندما هلك هذا الرجل كما كنا نسمع ،، إلا أنني كنت أشك في نصرانيته ،، يعلم ذلك الله ،، لكن الحقيقة لا بد لها وأن تقال ،، يوم أن مات كان خلفه الآلاف يشيعونه ،، دفن في مقابر الاقباط المجاورة لمدافن المسلمين ،، كانت مشيدة بالطوب الأحمر والأسمنت والخرسانة ،، أتذكر الآن وقد عرف كل سكان هذا الريف البسيط وكنت منهم عندما اكتشفنا شجرة توت تنبت في وسط الخرسانة المسلحة بسقف هذه المقبرة،، كان شيئاً عجيباً لنا ،، كنت أتحدث دائماً مع الشباب و من هم في سني عن كرامات هذا الرجل ،،، لا أنسي أن ذكري هذا الرجل لن تموت في هذا الريف البسيط ،، القلوب النظيفة كان هي السائدة ،، وما أن مات هذا الرجل وبدأت معاناتنا أن تبدأ مع قريب لميخائيل هذا إنه كان يسمي بنظمي أفندي ،، كان مسيحياً ويتبعه رجل من هؤلاء الذي أظلم الله قلوبهم ،،، محمد أبو رابح ،، شخص
يكره نفسه كان متزوجاً من عمتي ،، كان يكره والدي لأنه كان مميزاً ومحبوباً لدي كل أهل البلدة ،، كان مرحاً لأبعد الحدود وبالأخص عندما تعرف صديقي القارئ أن والدي رحمة الله عليه كان زميلاً في العمل للمرحوم محمود شكوكو ،، فكان محبوباً من الجميع ،، من هنا نشأ كرهي لهذا الرجل ،، زوج عمتي ،،، محمد أبو رابع ،، كل ذلك بدأ بعد أن رحل ميخائيل عن الحياة وتزعم القبطي الذي يليه في ذلك الوقت نظمي أفندي ،، لقد انقلبوا علي والدي رأساً علي عقب ،، تركنا جنينة الموالح والأراضي التي كنا نستأجرها ،، أصبحت الحالة المادية مش ولا بد ،، دائما ً ما كنا نصبر علي البلاء ،، كان يصلي والدي كثيراً لله ،، كان طيب القلب ،، كان رحمة الله عليه طويل القامة ،، يحبه الجميع لطيب نفسه ،، كان مستهدفاً من أحد الأقباط الذي كان شيطانياً بطبعه ،، يقوم بعمل المكائد وتدبير ما يحلوا له نكاية بوالدي لا لشئ سوى أنه محبوباً من ا لجميع هذا من جانب ومن الجانب الآخر نجد أن صاحب الوسية المسيحي يكرم والدي بإعطائه جنينة موالح بها خيرات الله تشترك في الحدود مع حديقة ذلك المسيحي اللعين ،، كانت هناك ا لمشكلات التي لا تنتهي بينهم حتى توفي والدي وتركنا ما نزال صغاراً ،،
استمر هذا الحقد الأعمي من ذلك المسيحي الذي أعمى الله قلبه بمساعدة رجل يقربنا نسباً ،، زوج العمة .. كانا شيطانان رجيمان حيث أنهم كانا دائماً ما يخططوا للوقيعة بين عباد الله ،،، ما كان منهم إلا أن ظلوا باطهادهم هذا بعد وفاة الوالد ،، وصل بهم هذا الحقد لدرجة أن يقوما بتسميم ماشية يقتات من ورائها أطفالاً صغاراً ما يزالوا بمراحل التعليم المختلفة ،، يقوما هذان الشخصان ،، نظمي أفندي و ... ،،، زوج عمتي ،،، يقوما بتسميم أكبر ماشية يقتات من ورائها أسرة مكونة من ثمانية أفراد هم قوام هذا العبئ الثقيل حال وفاة الوالد ،، أي حقد هذا ؟؟
وسبحان الله حيث جعل هذا القد ممتداً لأحد أفراد الأسرة وأعني بذلك نفسي ،، أنا الذي تأثرت بهذا الحقد حتى الآن ،، كلما مرت حقبة زمنية أجد الحقد ممن يعرفونني يزداد يوماً بعد يوم في عمري هذا ،،، ستون عاماً بدأها الحقد من أكثر من الثلثين ،،، أتذكر هذا ،، محن وضعْتُ فيها رغماً عني ،، كان أقلها يزلزل جبلاً شامخاً ،، لن أنسي يوماً كان فيها أقرب الناس يقول أن ذلك الرجل وكنت وقتها ذو مركز مرموق في جهة العمل ،، كنت مميزاً في كل شئ ولا أنظر إلى المادة مطلقاً ،، كان ذلك في أول خبطات الزمن ،، ضربات ليس لي فيها ناقة ولا جمل سوى أن الله سبحانه وتعالى الوحيد هو الذي يعرف الحقيقة ،،، هل يعقل أن يجتمع شياطين الإنس الذين كانوا يحيطونني بالعمل بتوجيه الضربات واحدة تلو الأخرى حتى استطاعوا أن يكرهونني على اتخاذ قرار الابتعاد عن جهة العمل تاركاً لهم الحبل على الغرب ،، باعوا ودمروا وخردوا أشياء وأشياء تعد بالملايين ،،مافيا العمل ،، وهذا ما سوف نخوض في تفاصيله لاحقاً ،،،
جزء من ك سطور في حياتي

أشكرك اخي عادل لمرورك الكريم الذي انتظرته كثيراً وأخيراً هل القمر .. مودتي أخي العزيز