احتراق ( الفائزة بجائزة فبراير 2012 )

بالأمس ..احترقت الأطراف كلها ..كلها بالفعل احترقت ولم تتبقى إلا بقعة صغيرة بالمنتصف تماما لم تتشح السواد وان اصابها بعض العطب ، وقتها لم أكن واثقة من قدرتى على ترك هذا الرأس الجميل مكتسيا تلك الضحكة ومتلبسا بنظرة حنون ومطالبا بالبقاء بالمنتصف كهالة آسرة ..تراهننا وقت بدأت اشعالها أفزعتنى تلك النظرة المتحدية بعينيك وخفت الفشل ، لم تكن ثقتى بنفسى هى التى دفعتنى لذلك وإنما شئ اعتدته قديما ، شئ أعتقدك لم تسمع عنه أو تصادفه ، شئ غريب وخفى ، اسمه الوهم .. لذا ..!!

سأخبرك بشئ لن تصدقه ربما ..ولكنه حقيقة مؤكدة ..لم أحرق قالبا من الكعك من قبل وإن حوت ذاكرتى بعضا من رائحة كعكات محترقة .. وبعضا من دخان قش الأرز الخانق فوق مدينتى و القليل من شزرات الشرر المتطاير من أعواد الحطب بتنور الجدة .. ولكن مع الأوراق الأمر جد ممتع ومختلف ، فأنت غالبا تفعلها عمدا ، تمارس جبروتك لتختبر ضعفها وهشاشتها لأنها ما ان تلتقم النار حتى تنبعث تلك الرائحة الغريبة لتوقظ فيك ذاك الشعور بالفقد مع قليل من الدفء مرتبط بلونين أساسيين فى فعل الاحتراق ، الأحمر والأصفر.. يتبعهما خيط رفيع راقص من الدخان منتهيا برقعة سوداء متجعدة منتحبة وبعض طقطقات واهنة تناضل البقاء بصمت .



أنا إن اتخذت قرارا بإحراقها فهو الخلاص من براثنها التى استوطنت الروح كشبح بغيض فلا تدعى الدهشة من قرارى وأنت ترقبها تنتهى بالمطفأة كغيرها فهو أمر حتمى .



أخبرتنى منذ فترة بأحد دردشاتنا التى صارت أمراًمعتاداً كالتنفس ..أننى أفقدهم تباعا وأن ترتيبهم من القدم للحداثة أو العكس لا ضير منه لأنه بالرغم من مرارته وصعوبته إلا أنه مفيد كنوع من تنشيط الذاكرة ودفع الزهايمرالذى ربما سيلازمنى اختياريا على حد قولك كأحد أسوأ كوابيسى المريحة على الإطلاق .



حقيقة أستاذى إننى كائن مصاب برهاب الوهم فالخوف من فقدانهم هو مايدفعنى للاحتفاظ بكل تلك الصور التى تكدست بها أدراجى والتى ربما تكون كل ما أستطيع الاحتفاظ به عندما يلوحون مبتعدين ، لكن صدقا الأمر معك أيضا مختلف ، تعجبنى تلك النظرة المرتابة بعينيك ولكنها الحقيقة أقسم لك ، أنا كائن يعشق النهايات السعيدة برغم صعوبة تحقيقها ، ما الضير فى كوننا ربما عاشقين جيدين نظريا وزوجين فاشلين تماما هذا إن قدر لنا مثلا الزواج ، آسفه ..طننتنى عدت لتلك النقطة من جديد ( الوهم ).

مايعنينى الآن ويوجعنى حقا ويقض مضجعى كونك رجلها ..أعترف لك بأن هذا الوضع أصبح مخيفا ومؤلما فهى الوحيدة القادرة على احتوائك مساءً وممارسة أنوثتها عليك بشكل مطلق و متعسف بحقى .

ـ أنا معاكى وجنبك ، متخافيش ،أنا هنا

ـ هنا ..!! تاكل إيه النهارده ..؟!

ـ اللى تعمليه يا حبيبتى

ـ ماتتأخرش عليا

ـ أنا كلى ليكى

تلك أشياء مقدرة أبدا ، كونك لها وكونى لك فقط .. هنا ..

ـ ماتروحيش منى

ـ أنظر .. !!لقد احترقت الصورة تماما ..!!

غريب أمرها .تركتها بالأمس ومازالت تلك البقعة الضوئية تشاغب من أجل الحياة ..وهاهى قد اختفت ..للأبد

ينقل العمل للقصة
و تشترك بالمسابقة

الأخت الرائعة حرية سليمان
قصة جميلة ذات لغة أدبية جيدة
أحييك على الصياغة و الفكرة الجديدة
دمت بخير

قصة جميلة تسلمى اخت حرية ويسلم قلمك لنا

قصة جميلة

اديبة متمكنة

لغة ادبية عالية

دمتي بخير

الأخت الفاضلة
حرية سليمان
مبروك فوزك بجائزة أفضل عمل عن شهر فبراير 2012
فالعمل يستحق و كسب ثقة لجنة المحكمين
و ننتظر حضورك الكريم فى ندوة منتدى عاطف الجندي الأدبي يوم السبت القادم السادسة مساء فى العنوان المنشور فى صفحى المسابقة و شريط اعلانات المنتدى
خالص الود

الف شكر استاذ عاطف .. اتمنى دوام التواصل
سعيدة جدا بالتواجد هنا

الصديقة وديعة الغالية
الف شكر صديقتى .. اسعدتنى حروفك واتمنى اكون عضوف فاعله فالمنتدى

حرية سليمان كتب:

الف شكر استاذ عاطف .. اتمنى دوام التواصل
سعيدة جدا بالتواجد هنا

مبروك عزيزتي الفاضلة
و ننتظرك السبت القادم إن شاء الله
السادسة مساء يوم 3 مارس

شكرا لك
عاجزة عن التعبير عن سعادتى
إن شاء الله اكون موجودة بالموعد

الصديقه إيمان الجندى
الله يبارك فيكى ... كل الشكر لروعتك ورقيق كلماتك

الف الف الف مبروووووك على الفوز يا حريه

فوز مستحق وبالتوفيق ان شاء الله ودائما من نجاح لنجاح بأذن الرحمن

الف مبروك أ. حورية حقا قصة تستحق الجائزة بما تحويه من معنى و صياغة وأسلوب رائع وبإذن الله سيتم إعداد دراسةخاصة بها تنشر في القريب