سرى جدا إلى البحر

سرى جدًا إلى البحر


البحرُ أفضى بالحقيقة والحقيقةُ كالرعود
وسفينةُ الأمل المعاودِ أقلعت هى لن تعود
والعمرُ يمضى خلفها والرمل ما وفى العهود
إنى أنا الموج المهاجم للصخور بلا قيود

ما زلتَ تُبكى البحر بالسر الدفين فلا يجيب
وتعطل الوقت المسارع من شروق للغروب
والبحر يبدو صامتا قد غاب عنك وما تغيب
البحر أعظم صاحب واليوم قد يبدو غريب

فى شاطىء الوهم المسمى بالحنين إلى الرجوع
تمشى تجرجر ثوبها خيلاء لاترضى الخضوع
لا تخضعى إنى أريدك فى السماء بلا خشوع
ولتسألى الأصداف عنى تائها بين الدموع

لا تعجلى فالحب آت فى ثياب الخاشعين
أنا قارىء للحب دوما فى كتاب الغابرين
فلتقبلينى واهمًا لأكون قيس الواهمين
وتمهلى فأنا وأنت كبرزخ بين السنين


لاتقتلى الأمل المعلق فى السماء بلا أمل
لا تزرعى شوك الحنين بخاطرى قلبى يمل
ولتقرأينى فى كتاب الأصدقاء بلا خجل
إنى أنا المهر المسافر فى السنين ولم أزل

إنى لأعرف أنه يوما سينقطع الوصال
الآن أنتى بيننا بين الحقيقة والخيال
أسطورة لاتستحق بأن تكون من المحال
ما عاد فى وسع الحقيقة أن تجيب على السؤال

أنا ماهر فى الحب إلا حبها قد لا أجيد
أنا غارق فى الحزن إلا عندها دوما سعيد
أبدو كصوفي ببابك فاقبلينى كالمريد

أنشدت فى محراب عينيك ابتهالات البقاء
وعهدتك لا تقدرين على التصنع فى البكاء
الان فابكِ إننى باكٍ على يوم اللقاء




شعر/ أحمد زكريا