ثورة الأحرار للشاعر : إبراهيم عبد العزيز السمري
1 ـ هَذِي الشُّعُـوبُ بكلِّ أرْضٍ تَزْأَرُ = نَارٌ علَى جَيْـشِِ الطُّغَـاةِ تُسَعَّـرُ
2 ـ صَوْتٌ دَعَا كُلَّ الأُباةِ: ألا انهضُوا = إنَّ الطُّغَاةَ عَتَـوْا هُـنَا وتَجَـبَّرُوا
3 ـ مِنْ تُونسَ الخَضْرَاءِ جـاءَ مُجَلْجِلًا = كالرَّعْـدِ يَخْترقُ الفضاءَ يُزَمْجِرُ
4 ـ هَبَّتْ لهُ أُسْـدٌ تَضِـجُّ بِسِجْنِها = أَمَـداً بعيداً في الغياهِـبِ تُقْـبَرُ
5 ـ سِتُّـون عـاماً لمْ تَذُقْ في أسْرِهَا = غَـيْرَ الضَّيَـاعِ وبالمَـذَلَّةِ تُقْهَـرُ
6 ـ سـتُّونَ عَـاماً في ظـلامٍ عابسٍ = يَسْـطُو عليـها الظَّـالِمُ المتكَـبِّرُ
7 ـ وعِصَـابَةٌ للـزُّورِ في أفْـلاكِهِ = تَعْـوِي إذا حُـرٌّ بَـدَا أو تَعْقِـرُ
8 ـ كَـمْ ذاقَ مِنْ وَيْلاتِهِم أَحْرَارُنَـا = ظُلْمًا تَنُـوءُ بِهِ الجِبَـالُ وتَنْفِـرُ!
9 ـ كَمْ داسُوا فَـوْقَ جِبَاهِنَا بِنِعَالِهِمْ = كَمْ عَاثُوا بَغْياً في البلاد ودَمَّـرُوا!
10 ـ صَرَخَتْ أسُودُ الحقِّ في وَجْهِ الدُّنَا: = حَتَّـامَ نَبْقَى في الشُّعُوبِ نُحقَّرُ؟!
11 ـ حَتَّامَ نَرْسُفُ فِي الجَهَالَةِ والعَمَى = وَتُرَاثُنَـا بِالعِلْـم بَـدْرٌ مُـزْهِرُ؟!
12 ـ حَتَّـامَ تَذْبُلُ مِنْ صَدَىً أَرْواحُنَا = وَبِأَرْضِـها يَجْرِي النَّمِيرُ الكَوْثَرُ؟!
13 ـ يَا ثَـوْرَةَ الأحْـرَارِ إنَّا هَاهُنَـا = عِفْنا الخُنُـوعَ وللمكَـارِمِ نَنْظُـرُ
14 ـ هُـبُّوا شبابَ العُـرْبِ إنَّا أمَّـةٌ = تَأْبَى الرُّكُوعَ وبالكَرَامَةِ تَفْخَـرُ
15 ـ مُـلِئَتْ مَيَـادِينُ البِلادِ بثَـوْرَةٍ = قُدْسِـيَّةِ النَّغَمَاتِ باتَتْ تُسْـحِرُ
16 ـ صُمَّـتْ لها أُذُنُ الطُّغَاةِ فقـائلٌ: = تَثْغُـو الشِّيَاهُ لِجُوعِهَا أَوْ تَيْـعَرُ
17 ـ لا تَأْبَهُـوا لِطَنِينِهِمْ وَعُـوَائِهِـمْ = هُمْ حَفْنَةٌ مِـنْ نَفْخَـةٍ تَتَبَعْـثَرُ
18 ـ لَكِنَّمَا الشَّعْبُ الأَبِيُّ أَرَاهُـمُ = كَيْفَ الرُّؤَى مِنْ إِفْكِهِـم تَتَحَـرَّرُ
19 ـ الغَـرْبُ شَاهَدَ في انْبِهَارٍ خاشِعٍ = شَـعْباً عَرِيقاً في الشُّعُوب يُؤَثِّـرُ
20 ـ والحَاكِمُ الجَبَّـارُ يَرْمُـقُ شَعْـبَه = شَـذَرًا ويَدْعُو حِزْبَهُ كَيْ يَغْدرُوا
21 ـ زَعَـمَ الزَّبَانِيَةُ الغِلاظُ بأَنَّنَـا = جِرْذَانُ عَاثَتْ في المصَائِدِ تَفْجُـرُ
22 ـ وَتَوَعَّـدُوا بَلْ سَـلَّ كُلٌّ سَيْفَهُ = لِيُحَطِّمُـوا أَمَلَ الجُمُوعِ ويَقْهَرُوا
23 ـ شَعْباً صَبُـوراً في الشَّدَائِدِ مُؤْمِناً = لا يَرْتَضِـى عَـاراً وَلا يَتَقَهْقَـرُ
24 ـ في مصرَ واليَمَنِ السَّعِيدِ ولِيبِيا الْـ = ـمُخْتَارِ فَاضَتْ بالدِّماءِ الأَنْهُرُ
25 ـ وَدِمَشْقُ حَاضِرَةُ العُرُوبَة فُزِّعَتْ = تحتَ الرصاصِ غَدتْ تَئِنُّ وتَضْجَرُ
26 ـ مَلْعُـونُهَا الجبَّـارُ كالحَجَّـاج في = بطشٍ وسفـكٍ للدِّمَـا يَتَنَمَّـرُ
27 ـ سَلْ عَنْه دِرْعا وسَلْ حماةَ وحِمْصَنا = ومُخَيَّمَ الرَّمْـلِ الَّـذي يَتَصَـبَّرُ
28 ـ أَوْ عَنْ أَبِيهِ سَـلِ المَجَازِرَ كُلَّهَا = في تَـلِّ زَعْـتَرَ والدِّمَـا تَتَفَجَّـرُ
29 ـ أَلْفٌ على أَلْفٍ تَسِيلُ دِمَاؤُهُـمْ = وقلـوبُنا مِـنْ أجلِـهمْ تَتَفَطَّـرُ
30 ـ شُهَـدَاءُ يَبْنُونَ العُلَا أرْواحُهُمْ = في جَـوْفِ طَيْرٍ عِندَ ربِّي تُحْـبَرُ
31 ـ بَذْلُ النُّفُـوسِ الغالياتِ سَبِيلُهُمْ = فَثَرَى الجِنانِ بكُلِّ غَـالٍ أَجْـدَرُ
32 ـ إن الجِنـانَ تشـوَّقَتْ وازَّيَّنَـتْ = للثَّـائرينَ القَـائلِينَ أَلَا اصْبِرُوا
33 ـ بشَّارُ مَهْلاً لستَ أَوَّلَ مَنْ طَغَى = إنَّ الإلـهَ علـى العُتـاةِ لَأَكْـبَرُ
34 ـ يا أيُّـهَا الجَبَّـار في أرض العُلا = أبْصِـرْ بِشَعْبِكَ حَيْثُ لا تَتَفَكَّـرُ
35 ـ [ إن شِئْتَها سِلْماً فنَحْنُ رِجَالُهَا = أوْ رُمْتَهَا حَـرْباً فَقَبْرَكَ تَحْفُـرُ ]
36 ـ سَـقَطَ القِنَاعُ وكلُّ أفَّـاكٍ بَدَا = فَـأْراً ذَلِيلاً حِـينَ لاحَ المَخْـبرُ
37 ـ دُوسُوا جُمُوعَ الثائرين وجوهَهُمْ = لا تخضَـعوا لِفُلُولِهِم واسْتَنْصِرُوا
38 ـ وتمسّـكُوا بنقَائكم وتَقَـدَّمُـوا = نحو البنـاء ونحو مَجْـدٍ يُزْهِـرُ
39 ـ لا تَيْـأَسُـوا إِنِّي أَرِى ثَوْرَاتِكُـمْ = تَعْلُو فَتَمْحَقُ كُلَّ بَغْـيٍ يَظْـهَرُ
40 ـ والأرضُ تُشْرِقُ مِنْ شُعَاعِ جِهَادِكُمْ = وأَرَى النَّمَـاءَ يَطِيبُ فِيهَا ويَكْثُرُ
41 ـ وأَرَى البِـلَادَ تَوَحَّدَتْ رَايَاتُهَـا = والعَـدْلُ فِـي جَنَبَـاتِهَا يَتَبَخْتَرُ
42 ـ وعدوُّكمْ في جُحْـرهِ مُتَخاذِلٌ = يَسْعَى إِلَى طَلَبِ السَّـلامِ ويَحْذَرُ
43 ـ يَا أَيُّـهَا الأَحْـرَارُ هَذَا مَا أَرَى = بِعُيُـونِ قَلْـبٍ في الحوادثِ يُبْصِرُ
44 ـ فَاسْـعَوْا إِلَى جَنْيِ المَكَارِمِ كُلِّهَـا = ولتفرحـوا بِثِمَارِكُمْ واسْتَبْشِرُوا
45 ـ شُدُّوا عَلَى أَيْدِيكُمُ كَيْ تَنْسِجُوا = فَجْـراً جَـدِيداً يَرْتَدِيهِ الأَطْهَـرُ
46 ـ فَجْـراً مِنَ النُّـورِ الَّذِي آيَاتُهُ = تُتْـلَى بِأَطْرَافِ النَّهَـارِ وتُذْكَـرُ
47 ـ لا تَفْـزَعُوا مِنْ شرعِ ربٍّ قادرٍ = خَبِرَ الأَنَامَ ومَنْ سِـوَاهُ يُقَـرِّرُ؟!
48 ـ فَهُـوَ العَلِيمُ بكلِّ أسْرارِ الورى = وإليه نرجعَ في المَـآلِ ونُحْـشَرُ
49 ـ يـا قَـوْمُ لبُّوا دَاعِيَ اللهِ الَّذِي = قَهَـرَ الطُّغَاةَ وَلَيْسَ غَيْرُهُ يَنْصُـرُ
50 ـ وَتَمَسَّكُوا بِشَرِيعَةٍ تَسْمُـو بِكُمْ = فَوْقَ الأَنَامِ عَسَاكُمُ أنْ تَظْفَـرُوا
51 ـ يا رَبُّ إِنَّا فِي رِحَـابِكَ نَرْتَجِي = نَصْـراً يُبَارِكُ خَطْـوَنَا ويُبَشِّـرُ
52 ـ واجْعَـلْ إِلَهِي كَيْدَهُ فِي نَحْرِهِ = مَنْ قَامَ يَفْرُقُ جَمْعَـنَا أَوْ يَمْكُـرُ
******
https://elgendy.ahladalil.com/t19844-topic