جدوى النقد الأدبي

تري ما جدوى النقد الأدبي ؟ و ما موقفنا منه؟ هل نحن حريصون على النقد و مؤمنون بأهميته و حتميته أم أننا لا نؤمن به ؟

الذي دفعني إلى هذه التساؤلات هو أنني تذكرت ما قاله (على عزت بيجوفيتش) في كتابه الرائع ( الإسلام بين الشرق و الغرب ) حيث أنه أنكر أى جدوي للنقد الفني فنراه يقول كلمات من هذا القبيل : اخفاق النقد الأدبي و محدوديته و يقول : النقد محاولة لشرح عمل من أعمال الفن و لكنه بداهة غير قادر على القيام بهذه المهمة بسبب منهجه العقلاني ..إنه - يعنى النقد - يريد أن يفكر فى شيئ ليس في جوهره ثمرة من ثمار التفكير..و يقول : النقد يجلب الاضطراب أكثر مما يلقي الضوء علي العمل الفني عندما يعرض لتفسيره " النقد يقتل العمل الفني " - الاسلام بين الشرق و الغرب ..صفحة 171 -

أقول : و هذا موقف عدائي من النقد الأدبي و لا أحسب أحدا منا سوف يوافقه عليه ..أليس كذلك !؟

النقد الأدبي فيما أرى شيئ بديهي و تلقائي و ليس شيئا خارجا عن نطاق الإبداع ذاته ..فالشاعر و الناقد كلاهما مبدع ..و لكن لكل منهما أدواته المختلفة و طرقه التي يسلكها.

و إني أرى أنه بمجرد قولك عن عمل فني هذا العمل جيد أو هذا عمل ردئ فإنك بذلك قد أصدرت حكما نقديا- و إن لم تكن بالضرورة ناقدا متخصصا - فالمتلقي - القارئ أو المشاهد أو المستمع - ناقد و إن لم يدرس الأدب و النقد و مذاهبهما المتعددة.

و ما أحوجنا إلى النقد في هذه الأيام التي يكاد يبتعد الناس - إلا قليل منهم - عن الأدب و الشعر و اللغة العربية بعامة و لذلك فعلي الناقد أن يكون بسيطا - ما استطاع إلي ذلك سبيلا - حتي يقرأه عامة الناس في الصحف و المجلات السيارة و يدركون من خلال ما كتبه روعة الأدب و جلاله فيعودون إلبه من جديد بعد أن هجروه أعواما طويلة

فلابد إذا من دور يقوم به المبدع و دور يقوم به المجتمع و التعليم و الإعلام ...يجب التلاحم بيننا جميعا من أجل إحياء اللغة العربية و آدابها قبل أن تصبح من حفريات الزمان